من فقد الثقافة فقد الهوية
بقلم / محمد عمر مسلم
الهوية تفرد وتميز عن الآخر ، وذاتٌ وخصوصيةٌ ، ونديةٌ وعزةٌ ، و كرامةٌ وفخرٌ ، و مظهرٌ ومَعلمٌ ، وفكرٌ وسلوكٌ، وأرضٌ وتأريخٌ وموروثٌ، ومرآةٌ وتجسيدٌ للثقافة، والثقافة هوية، ومن فقد الثقافة، فقد الهوية،، تنوعت الهوية في المجتمع الإرتري، نظرا لتنوع واختلاف مكوناتها دينا وثقافيا، وفي مثل تلك الحالة الإقصاء والدمج القصري في ثقافة وهوية واحدة، لا يحقق مقاصد العدالة والمساواة والتعليش السلمي، إذ الإقرار بهويات الجميع يخلصنا من أجواء التوتر والتوجس وعدم الثقة، ويحل في المجتمع الرضى والطمأنينة والسكينة، وهذا بدوره يوجد أرضية مشتركة لبناء سلم اجتماعي، قائم على المواطنة الفاعلة، والشراكة الحقيقية ،،
عمل النظام الطائفي لطمس هوية المسلمين، من خلال حرب موجهة لهدم أركان ثقافتهم ، فحارب الدين والتدين في المجتمع، بتجفيف منابعه بغلق المعاهد الإسلامية، وسجن الدعاة والمعلمين، ومنع إدخال كتب الثقافة الإسلامية، والجمعيات الخيرية الإسلامية، وحارب مظاهر التدين ، ومنع الشعائر التعبدية بين الجنود، وسعى بنشر الفاحشة والرذيلة في المجتمع، وحارب القيم والأخلاق الإسلامية، وحارب اللغة العربية ،، الوعاء الحافظ لثقافة المسلمين، والناقل لها من جيل إلى جيل، لقد تم إقصاء اللغة العربية عمليا، لينفرط ويتناثر عقد ثقافة المسلمين، لتتناساها الأجيال مع التقادم، أفسدوا الفكر والسلوك بتغيب الإسلام عن واقع المسلمين، وغيروا المعالم على الأرض، كنائس تبنى في الطرقات والتلال والمنخفضات ، مساجد تهدم وتزال في المرتفعات، وأخرى لا ترمم ولا تصان، وإجازة الدولة سبة وأحد، وليست قبلها جمعة ، تأريخ يشوه ، وأرض تصادر، وتهجير واستيطان منظم، وموروث يدمر، والمحصلة وأد للثقافة وطمس للهوية،،
يعيش اليوم الطرف المسلم مشوش الفكر والهوية، حيث اندثرت قيمه، ومحيت معالمه ، ودنست محارمه، وانكسرت شوكته، غريب في وطنه، ضربت ودمرت عوامل قوته وتميزه، الجوع والفقر والجهل والبطش يحاصره من كل جانب ، فآثر التبعية على الندية، والمسكنة على العزة، فلا يهابه
ظالم، ولا يخشى ردة فعله معتد، سخرية وإهانة، على مرأى ومسمع، رجل ملتح يمثل الإسلام يدفع بالأقدام ( كاريكاتير معروف ومشهور ) ، وشعار مسجد يطبع تحت حذاء ، وقال كاتبهم في لحظة نشوةٍ ، بعد كأس خمرةٍ، ليذهب المسلمون إلى السعودية والسودان، فلسنا بحاجة إلى قرانهم ولغتهم العربية، فالوطن وطننا والتقرنيا لغتنا، صراحةٌ ممجوجةٌ، وطائفيةٌ بغيضةٌ، ولكنها حقيقة مفيدة ، تكشف المستور، وتزيل غشاوة العيون، وسكرة العقول ، وتوقظ المظلوم ،،،
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39491
أحدث النعليقات