ميلاد جديد للمجلس ومخرجات تدعو للتفاؤل
حسن إدريس (دقسنا)
إثر معاناة حادة، وألام مخاض إمتدت الى ما يقارب ثلاثة أعوام من عمر المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي. وشهد فيها حالات من الشد وجذب وتعثر وهنات. وخرج في إجتماعه الأخير الذي عقد في الفترة 14-20 ديسمبر من العام 2014، متمخضاً ومنجباً طفل موفور الصحة وذلك بخروجه بتوافق كبير، وإحساس بالمسؤلية من كل العضوية وإن كان لايلبي كل ما يطمح اليه شعبنا الذي يعيش في الداخل أو في المهجر لوجود بعض من الأعراض الجانبية التي صاحبت مخرجاته .وهو أمر طبيعي إذا نظرنا الي الفترة السابقة وما لازمها من عوار ويعزي ذلك لعدة أسباب منها حداثة التجربة ، وفهمنا الى ماهية المجلس فالبعض كان يراه برلمان، وأخرون لم يستوعبوا متطلبات المرحلة وذلك لما نحمله من مفاهيم متباينة المشارب، وإختلاف مدارسها.
أن أنعقاد الإجتماع فى هذه المرحلة الحرجة من ما تمر به بلادنا من أحداث جسام ومعاناة شعبنا وخاصة في معسكرات اللجوء وداخل أرض الوطن من شظف وسوء معيشة. فالكثير من المراقبين كانوا يتوقعوا عدم المشاركة الكامله للأعضاء، وان تمت ألا تخرج بتوافق أو بالأحرى إنشقاق داخل لحمة المجلس لما لازم الفترة السابقة من فتور وعدم إنسجام في مابين أجهزته الثلاثة (رئاسه/ مكتب تنفيذي /لجنة تحضيرية) ومجريات العمل كانت في ظروف ذاتية وموضوعية صعبة، ولكن عكس ما كان متوقع خرج الإجتماع بروح جديدة، وبقيادة توافقية تحس بالمسؤولية للقيام بالدور المنوط بها، وجلها من الشباب الذي نرجو منه الكثير. وهو الذهاب بنا الى المؤتمر والذي حدد سقفه الزمني، ويمككنا ان نعزي هذا النجاح في الخروج من عنق الزجاجة الى الدور المهم الذي لعبه المكتب التفيذي ودعوته الى الإجتماع الطارئ في إجتماعة الدوري الأخير وكذلك التحلي بروح المسؤولية لكل أعضاء المجلس عامة وقيادة المجلس خاصة والإلتزام بالحضور في الزمان والمكان المحدد والنقطة المهمة والأكثر إيجابية هي الطرح الموضوعي والنقاش المفتوح الصريح المتحلي بالمسؤولية مما نتج عنه الإستقالة الجماعية لقيادتي المجلس في سابقة فريدة من عمر نضالنا، وإدراكهم بأنهم ليسوا بأكثر حرصا على هذا الكيان من الأخرين كما كانوا يعتقدوا في السابق. وترك الامر للمجلس ليكون سيد نفسه وذلك مهد السبل الى أجواء خاليه من التوتروالفتور الذي صاحبة المرحلة السابقة.
وتمثلت القرارات التي خرج بها الإجتماع في الآتي:-
– عمل ملحق تشريعي يحدد العلاقة بين أجهزةالمجلس.
– برنامج عمل مرحلي.
– موجهات محدد لكيفية عمل اللجنة التحضيرية وعلاقتها مع الاجهزة الأخري بالمجلس.
ومن أهم التوصيات التي خرج بها الى أعضائه في الأقاليم المختلفة تسخير كافة الإمكانيات المتاحة وبذل أقصى جهد في سبيل التحضيرلإنجاح للمؤتمر الثاني.
وإن خروج الإجتماع الطارئ للمجلس الوطني بهذه الحلة يحتم على كل من ينادي بالتغيير، وينشد إقامة نظام ديمقراطي في دولة أرتريا في العمل الجاد سويا والتحلى بروح جديدة قوامها صب الجهود في معين واحد، ونترك الخلافات الثانوية، والأفكار الضيقة التي تعيق عمل هذه المرحلة ،والتي تعطل المسيرة وتسخير كل ما نمتلك من إمكانيات كل على حسب مقامه الكتاب والمثقفين والقانونيين على أن نعمل لحشد كل مقدرات جماهير شعبنا بمختلف مشاربهم للمساندة والوقوف خلف المجلس وجعله كيان يمثل كل فئات شعبنا وهذا مما يؤدي بنا الى تعزيز الصمود، وإلتفاف الشعب الأرتري نحو إستكمال مسيرة النضال وتحقيق الأهداف المرجوة في بناء دولة مدنية يسودها القانون والحفاظ على كرامة إنسانها المهدرة .وكذلك هو دعوة لكل القوى الوطنية المعارضة التي تعمل خارج مظلة المجلس الى المشاركة الفعالة، والمساهمة في التحضير الى المؤتمر الثاني للمجلس الوطني والدفع قدماً بكل ما تمتلكه من طاقات الى الصب في هذه البوتقة، وذلك لإستكمال هذا الإستحقاق والذي سيؤدي الى التعجيل بإسقاط النظام، وإنهاء معاناة شعبنا، فلنعمل سوياً يداً بيد.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32570
أحدث النعليقات