مَرْتَعُ أَحْلامِي ” كَـــرَنْ “*
شعر: ود كرن
[ لا تَلُمْـِني فِي هَوَاهَا] قَلْبِيَ الصَّبُّ ارْتَضَاهَا
أَنَاْ لا أَرْضَــى بَدِيلاً عَنْ سَمَاهَا وثَرَاهَــا
[ جَنّـةُ الدُّنْـيَا بِلادِي ] يَمْلأُ الدُّنْـيَا شَــذَاهَا
كَرَنُ الْخَيْرَاتِ أَرْضِي أَبْـذُلُ الرُّوحَ فِدَاهـَـا
إِنْ رَأَتْ مِنِّي صَـفَاءً أَسْرَعَتْ نَحْوِي خُطَاهَا
أوْ رَأتْ مِنِّي جَـفَاءً أرْسَلَتْ خَلْفِـي سَنَاهـَا
هِيَ عِزِّي هِيَ جَاهِي هِيَ خَـيْرُ النَّاسِ جَاهَا
لا تَسَلْنِـي مَنْ سَلاهَا ابْنُهَا الْعَاصِي سَـلاهَا
” كَرَنٌ” أضْحَتْ خَرَابًا فَاجِرٌ يَحْمِـي حِمَاهـَا
والْجَوَاسِــيسُ تَبَارَوْا كَيْ يَرَوْا نَتِنًا حَشَـاهَا
مُنْذُ ” حَفَّـاشُ ” أبَادَتْ مَنْ إلَى الْحَـقِّ دَعَاهَا
مُنْذُ ” قِمْبَارُ” غَزَتـْـنَا لَمْ تَخَفْ فِـينَا الإلَـهَ
مُنْذُ “سَاوَا” دَمَّرَتْــنَا فَغَـرَتْ لِلُّـؤْمِ فَـاهَا
“كَـرَنٌ” عَانَتْ وعَانَتْ مِنْ حَبِيبٍ قَدْ قَلاهـَا
” كَـرَنٌ” قَاسَتْ زَمَانًا مِنْ لَئِـيمٍ قَدْ كَسَـاهَا
ثَوْبَ ذُلٍّ وهَـــوَانٍ أيْنَ مِنْ عَيْنِي بَهَاهَاضمنذ
وَيْحَهُمْ هَلْ سَرَقُوهَا؟! لَمْ تَعُدْ عَيْنِـي تَرَاهَا
وَيْلَهُمْ إنْ قَــتَلُوهَـا سَوْفَ يَصْلَوْنَ لَظَاهَا
إنْ تَكُنْ “حَقَّازُ” ثَـكْلَى أوْ نَعَتْ “نَقْفَه” رُبَاهَا
أوْ رَسَتْ فِي الْهَمِّ” دَهْلَكْ ” مِنْ ذُرَى الْمَجْدِ رَمَاهَا
مُجْرِمٌ بَاعَ الضَّــمَائِرْ خَائِـنٌ يَرْعَى السّـفَاهَ
فَـ” كَرَنْ” أمْسَتْ يَبَابًا كُلُّ مَا فِيـهَا رَثَاهَـا
“أسْمَرَا” فِي الْعُهْرِ بَاتَتْ وَلَغَــتْ فِيهِ يَدَاهَـا
و رُبُوعُ الثَّأْرِ ” عُونَا ” مِنْ”دَعَارِي”مَنْ سَقَاهَا؟
أنَاْ لا أبْكِي نَعِــيمًا زَالَ مِنْ” فُورْتُـو” فَتَاهَ
أنَاْ لا أبْكِــي جِنَانًا كَانَ يَرْوِيـنَا نَدَاهَـا
إنَّمَا أبْكِـــي فَتَاةً تَرْتَجِـي دَوْمًا فَتَاهَـا
قَضَتِ الْعُمْرَ نَحِيـبًا سَجَنُـوا ظُلْمًا أخَاهَـا
حَرَمُـوهَا طَعْمَ نَوْمٍ قَدْ غَشَاهَا مَا غَشَاهَـا
إنَّمَا أبْكِـي عَجُوزًا قَصَفَ الْبَاغِـي قُرَاهَا
إنَّمَا أبْكِــي جُيُوشًا ” إيتَعَبِّرْ ” قَـدْ بَكَاهَـا
كَيْ نُغَنِّي فِي سَـلامٍ سَالَ فِي “جُوكُو”دِمَاهَا
إنَّمَا أبْكِـــي عَفَافًا يَحْتَوِينَا، شَــرْعَ طَهَ
إنَّمَا أبْكِـــي بِلادًا هِيَ لِلــرُّوحِ مُنَاهَا
هَلْ سَمِعْتُمْ دَارَ عِـزٍّ قَدْ تَهَاوَتْ مِنْ عُلاهَا؟!
مَزَّقُوهَا، أحْرَقُوهَـا ثُمَّ تَزْهُـو تَتَبـَاهَى؟!
أمْ رَأيْتُمْ أُسْــدَ غابٍ تَخْشَى مِنْ فَـأْرٍ أتَاهَا
قِصَّـةُ الثُّوَّارِ قَوْمِـي أُفْرِغَتْ مِنْ مُحْتَوَاهَـا
كَيْفَ”سَنْحِيتُ” اْكْفَهَرَّتْ “عَنْسَبَا” انْسَابَتْ دِمَاهَا
“حِلَّةُ السُّودَانِ ” ثَكْلَى أخَـذَوا مِنْهَا فَتَاهَــا
سَجَنُوهُ وهِيَ تَبِـكِي قَـدْ تَأذَّتْ مُقْلَتاهَــا
كَانَ مَأوَى لِلْحَيارَى كَانَ بَدْرًا فِي سَـمَاهَا
“حَشَلا” تَشْكُو هُيَامًا عِشْقُ ” بَتَّرْيَتْ” سَبَاهَا
“عَدْ حَبَابٍ” أيَّ حُـبٍّ رَبِّيَ الْمَوْلَى حَبَاهَـا؟
“عَدْ عِقِبْ” نَالَتْ عِقَابًا كَانَ عَوْدِي مُبْـتَغَاهَا
فَسِنِينُ التِّـيهِ طَالَتْ جَنَّتِــي أنَّـى أرَاهَا
لا تَزِدْنِي الْيَوْمَ حُزْنًا جُرْحِيَ الدَّامِـي نَعَاهَا
لا تُعَذِّبْنِـي عَزِيزِي قَدْ كَفَانِــي مَا كَفَاهَا
لا تَلُمْنِـي يَا رَفِيقِي أُمَّتِـــي شُلَّتْ يَدَاهَا
حِينَ ذَابَتْ واضْمَحَلَّتْ حِينَ ” أفْوَرْقِي” غَزَاهَا
حِينَ بِيعَتْ ” قَزَبَانْدَا ” بِئْسَ مَنْبُــوذٍ شَرَاهَا
إنْ تَكُنْ دَارِي جَحِيمًا لَيْسَ يَشْفِـينِي سِوَاهَا
أوْ تَكُنْ فِي الأسْرِ كَلْمَى مَا حَـنَتْ يَوْمًا جِبَاهَا
أنْتَ يَا “فُورْتُو” أغَانِي رَدَّدَ الْكَوْنُ صَــدَاهَا
لَمْ يَزَلْ “لالِمْبَا” يَدْمِي: دَوْحَتِـي مَاذَا دَهَاهَا؟!
“كَــرَنٌ” فَخْرُ بِلادِي مَوْطِنُ الْعِزِّ اْصْطَفَاهَا
فَإِلَى الرَّحْمَنِ أشْــكُو رَبِّـيَ الْهَادِي رَعَاهَا
مَرْتَعُ الأحْلامِ ضَاعَتْ قَدَرِي أنْ لا أرَاهـَـا
________________
* هذه القصيدة على لسان أحد أبناء كرن المعتقلين منذ 1992 فرج الله عنهم أجمعين، آمين.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7867
أحدث النعليقات