نافذة على الأدب الإرترى .

الوطن لأول مرة فى عيون دسمو….ّ!!!

الأدب هو المتنفس الذى نلجأ إليه للتعبيرعما بدواخلنا من إحساس، وما يختلج فى صدورنا من همومٍ، وأحزانٍ ، وأفكار، ونحاول وضعها فى صيغةٍ فنية رائعة! وتصويراٍ بيانى بديع!!

وحين يٌحرم الإنسان من وطنه الذى يشغل حيزاً كبيراً من وجدانه يكون الوصف أبلغ للحزن والشجن ،والفقد!! ويصبح التعبير كذلك أشد إيغالاً فى النفس وأعمق تأثيراً وهى الحالة التى يعيشها شعبنا من الحرمان والتغريب فى ظل نظام أفورقى الإستبدادى ؟؟؟؟

وعبر هذه الزاوية نحاول جاهدين أن نلملم منتوج الشباب الإرترى وعصارة فكرهم وما جادت به قريحتهم من الشعر، والنثر، والخواطر، لنوثق لمرحلة من حياة شعبنا من ناحية ولتكون هذه النافذة التى نطل منها عليكم واحة يستظل تحتها الجميع من هجير الغربة ولوعة الأوطان! وكل أمنياتنا هو أن ينال هذا العمل رضاكم وإعجابكم ودعمكم !!!

فهى منظومة نريدها أن تكون إضافة صوت نضالى للشرفاء المعتقلين منهم، والقابضين على الزناد! ونريدها أن تكون مدداً لعزيمة المقاومين البواسل فى بلادى!!!

ونريد أن يسجل الأدب الإرترى بها صورةً من صور التكامل النضالى لتتضافر جهود الجميع لغايةٍ أسمى، وهدفٍ أجل، وهو رفع الظلم وتحقيق العدالة فى وطننا الحبيب!!!

وعبرإطلالتنا هذه لابد من وقفة شكراٍ!وإمتنان! لكل المواقع الإرترية التى يعود لها فضل الحراك الثقافى والسياسى فلهم وافر التحايا كل التقدير على جهدهم النبيل !!!

كما  نرحب بكل المشاركات فى هذه الصفحة التى سوف تزدان بهاءاً! وإشراقاً! بكل كلمة من فيضكم ، فهى منكم وإليكم وبمساهمات الجميع نرتقى ونصل إلى القمة ونحقق المراد!!!

الوطن لأول مرة فى عيون دسمو….ّ!!!

دسمو :عضو سابق فى منتدى فيورى ويشارك بها عبر النافذة

جميلة هى الساعات التى تشاهد فيها وطنك أرض الأباء والأجداد ولأول مرة فى حياتك! تسوقك قدماك وقبله قد ساقتك الأسرة والمجتمع بقصص عن الوطن والنضال والحياة هناك فى وطنك والأن تحاول جاهدا تحويل الحكاوى إلى واقع يتجسد أمامك إنها لحظات غامرة بالحزن والفرح حزناً على بعاد مجتمعك عن وطنه مكرهاً وفرحاً برؤيتك له ولأول مرة فى حياتك,

وتبدأ عملية إسترجاع   قصص النضال والبسالة  للشهداء

شهداء الثورة .نعم إنها سير لمواقف شجاعة لشهداء أحياء رحلوا من أجل القضية ولمن هم على درب النضال ماضون ؟

نعم وبكل صراحة إنها رحلة مشوقة لتعرف الكثير عن وطنك حيث أهلك وترابك ومجتمعك وكل ماتحب أن لايمس بشعرة مهما كان!
بدأت تنفيذ ما عشش في مخيلتى عن الوطن وتحويله الى واقع
فلملمت أطرافى بعد أن حددت وجهتى صوب الوطن وقد كنت فى غاية الحماس والجاهزية نفسياً وروحياً وكانت نقطة البداية مدينة

كسلا الوريفة مدينة الإنطلاق للثوريين لكسلا التحية والتجلة

ومنها توجهت صوب الحدود السودانية الارترية وهناك حيث نقطة الحدود السودانية نقطة (اللفة ) حيث تتم عمليات التفتيش لجميع الأفرا د الذين يودون السفر الى الدولة المجاورة وتتم عمليات فحص المستندات الرسمية ويمنح بعدها السماح بالسفر لدخولة دولة إرتريا أو عدمه…

وفى تلك النقطة تم إتهامى بأننى سودانى تود الهروب من الخدمة الوطنية ولست مواطناً إرترياً ! نعم فلقد ضاعت كل الملامح التى تدلل على إرتريتنا ولونيتنا نعم أصبحتُ سوداني الهوى والمذاج!
لكننى كنت مدركاً فى دواخلى أن هذه الرحلة الى الوطن إنما هى

خطوة أستدرك فيها بعضاً من وطنيتى التى بهتت وكادت أن تنمحى رغم أنها خيارات الغربة والهجرة واللجوء خيارات فرضت علينا!!
ودخلت الحدود الأرترية صدقونى أحسست وأنا أتنفس الهواء هواء بلدى كأنه هواء غير الذى كنت أتنفسه وتراب الوطن ليس التراب الذى كنت أمشى عليه أصبحت مواطناً وسقطت أسماء وتعريفات

نعم أضحى محبكم مواطناً إنه حقاً إحساحسُ جميل كما الأسير

حين يفك أسره حيث الحرية عند الأسير ولحظة الإنتماء عندى لحظات مشرقة موغلة بالفرحة فى داخلى أصبحت راكزة فى وجدانى وبين ضلوعى لاتمحى ولا تندثر !!!

صدقونى كنت أضغط على الأرض بأقدامى دون أن أحس تثبيت للإنتماء وبأن هذه الأرض هى ملك لكل الإرتريين وأن منهم بالطبع
نعم أنها أرضى أحسست بكينونتى تتولد من جديد نعم تتولد من جديد ياله من شعور لايمكن وصفه البتة بكلمات !!!
وهناك فى نقطة (13) تم منحى تأشيرة الدخول الى أرتريا إحساس رائع شرطى إرترى وعلم متوثب يرفرف نحو السماء
وفى طريقى الى مدينة تسنى أصبحت أتلفت يمنة ويسرة حتى أعرف كل شىء عن بلدى الأرض الزراعية والتضاريس وحتى العشب والنبات كان لى نحوه إلتفاتة وأى إلتفاتة !!!!

وبعد رحلة قصيرة وصلنا الى مدينة( تسنى) حقيقة سعدت كثيراً بوجودى فيها رغم عدم مكوثى فيها كثيراً ولكن ثمة معالم بارزة يقف عندها الزائر ويتأمل السوق الشعبى للمدينة الحركة التجارية الدؤوبة يعكس هذا السوق روح الوحدة بين الشعب الارترى والسودانى وتتجسد فيه روح الوحدة الداخلية بين أبناء الوطن الواحد  فالتماذج  والإنسجام يظهر فى أبهى صوره وأزهى أشكاله ..
وأكثر معلماً شد إعجابى الشارع الكبير الذى يربط بين السوق الكبير والسوق الشعبى حيث يظهر ممشوقاً كما نضالات شعبى ياللفخر حتى الشوارع فى بلادى تشبه النضال ممشوق قوامها ترفض الإنحناء كما شعبى تماماً ….
أمضيت بضعة أيام وتحركت بعده الى مدينة أم حجر تلك المدينة الزراعية المحاطة بسلسلة جبلية وأرض زراعية خصبة متسعة وعندى فيها جزء أصيل من أسرتى نزحوا إليها حين أحرق العدو

الأخضر واليابس فى مناطقنا هناك ……………….

لم أمكث الا أياماً قليلة فلامكان هناك لمثلى لأن طبيعة المدينة كل شى فيها تشتم منه رائحة العمل والحركة والجهد فالكل هناك منشغل بالعمل والإنتاج ساعدها فى ذلك وقوعها فى مثلث حدودى يربطها بإثيوبيا والسودان فهى مدينة واعدة بكل المقاييس إذا توفر السلم بين تلك الدول الثلاث..

يممت بعدها ثوب منطقة قلوج حيث الحياة تموج كل ماتبحث عنه تجده هناك فهى منطقة تنبض بكل ماهو جميل وجميل !!

فالبيئة والنشاط كله متواضع حسب قدرات وإمكانيات أهلى وشعبى لكن تلك البساطة تزداد توهجاً بعبق اللون الإرترى فتكسوه نضارةٍ وتوهجاً!!!!!!!!!!

شاركت بقلوج منشط ثقافى وكان حفلاً صغيراً وقد أعددت له إعدادا لاقى ترحيباً وإعجاباً من الجميع وهو أول برنامج ثقافى أشترك فيه بوطنى وهو الأخير حتى الأن وكان ذلك لطبيعة التكيف التى تلازم شخصيتى دوماً فى الانخراط وبسرعة فى اى مجمتع فما بالى حينما أكون واحداً من صلب هذا المجتمع …

وبقلوج شاركت كلاعب فى فريق الرماح الرياضى وسجلت هدفاً وسمعت تعليقاً لن أنساه مطلقاً فى حياتى وتلك كانت المباراة الأولى فى وطنى …..
بعدها تحركت لزيارة المدن الأخرى فكانت محطتى مدينة بارنتو وللحق فالمدينة تبدوا كأنها سكنة عسكرية تحيطها مجموعة من الجبال وتطوقها كالحصن وقد زرت مكتب الشهداء لأن الأسرة بسدد تسجيل شهيد لنابلأسرة وهو شقيقى الأكبر فى أسرتى

وقد كان لدى إصرار ليتم تدوينه بسجل قوائم شهداء بلادى الأحرار فالتحية لكل شهداء وطنى الذين سقطوا من أجل كرامة وعزة شعبنا ثم حللت بمدينة أغردات تلك المدينة الساحرة بحق ساحاتُ ممتدة سعتها تعكس رحابة أهلها الطيبين الطاهرين وبكل صراحة شدنى فى تلك المدينة جامعها النموذجى جامع أغردات رغم تواضعه لكنه مسحة جمال يلفت الزائر حقأً لقد أحسست وأنا أصلى بجامعها بسكينة العبادة فيه ووقار أهلها الناسكين العُبد…..

أما مدينة كرن بكل أسف عبرتها ماراً لكنى حملت عنها كل ماهو جميل فى أحشائى ……..
وفى رحلتى هذه بين المدن والقرى كان أكثر ما لفت إنتباهى هو كثرة (لبلكات)وهى محطات لتفتيش لركاب

الغريب أنك تجد بين كل بلوك وبلوك بلوك لا أفقه كثيراً فى العلوم العسكرية لأننى إنسان مدنى حتى النخاع لكننى أدركت أننى إفريقى وإفريقيا تلد كل يوم أنظمة عسكرية تتسلط على رقاب مواطنيها وتتفرد فى التسلط مع أن الشعب الإرترى لايستحق مثل تلك الإهانة والذلة؟؟؟

بعدها كانت الوجهة نحو العاصمة أسمرا وفى الطريق كان مرورنا بعيلا برعد تلك القطعة الخلابة تتخيلها بيت من الشعر ضل طريقها بين المقالات إنها تحفة وأى تحفة

وبعد رحلة ليست طويلة وصلنا إلى عاصمة بلادى التى سمعت عنها الكثير المثير وهناك تم إستقبالى من أخِ عزيزاِ وغال كان حينها طالباً يدرس بمدرسة الجالية العربية وهكذا بدأت أغوص فى العمق الإرترى لسبر أغواره حيث سكنت حى أكريا العريق وتحولت إلى قذا باندا الراقى ومابين أكريا وقذاباندا قضيت بين ألاهل والأقارب لحظات جميلة وتعرفت على أحباء لست أنساهم مطلقا ما بقيت

وأكثر ما ألفته فى عاصمة بلادى جامع الخلفاء الراشدين الذى يمثل عمق الحضارة الإسلامية فى وطنى ومن حسن الطالع أننى تعرفت على واحدا ً من أقاربى كان مديراً سابقاً بمعهد الجامع حيث تعرفت على المدرسين والمنهج وهو الإستاذ/ حجى أحمد سنة رحمة الله عليه فقد سخر كل حياته للعلم والتدريس بالمعهد والجامع

وهناك فوال الشرق ذلك المطعم الذى يقدم فولاً من نوعٍ خاص وفوق ذلك فهو محطة لكل القادمين من خارج الوطن …
الغريب الذى صادفنى أثناء زيارتى لبعض أقاربى  وجدت مجموعة من الأطفال البيض ذوواللون الأوروبى تعجبت كثير وأكثر ما زادنى غرابة أنهم يتكلمون لغة التجرنية لغة بلادى

فقلت فى نفسى ماالذى حدث هل هناك تغيير فى تركيبة السكان أم هناك إستيطانُ ما !!!  فقيل لى أنهم من مواليد  عهد الطليان أى أنهم نتاج زيجات إرترية فى عهد الطليان ؟

ومن حقى بالطبع أن أعرف مع أنه لم يسارونى الشك مطلقاً فى أننى ود بلد ولايمكن لمخلوق على ظهر البسيطة أن ينتزع شعرة من ثقة الإنتماء الذى أتوشحه دثاراً وهو الذى يمنحنى دافعية البقاء رغم متاريس الحياة ومصداتها !!!!!

وفى رحلتى كنت قد تقدمت لمنحة دراسية عبر مؤسسة جهاز التعليم الإرتري بالسودان فتم إختيارى للدراسة بالخارج فذهبت لوزارة التعليم الإرترى التى قامت بتحويلى إلى وزارة الخارجية فدخلت القصر الرئاسى الذى يقبع فيه إسياس وزمرته الغريب جداً أننى دلخت القصر الرئاسى فى كل من السودان وأرتريا ففى الأولى دخلته معززاً مكرماً وفى بلدى لم أجدى من يرد على تساؤلاتى دعك من أن أجد حقاً مكفولاً كمواطنٍ وطالب أرترى فتخيل عزيزى القارىء تلك المفارقة العجيبة!!!!!!!!
ومن ثم ودعت العاصمة تلك الدرة في مناخها ونظافتها ومناظرها وتحركت  للرحلة الأهم فى وجدانى عدى قيح/صنعفى حيث الجذوروالإنتماء الخاص فمدينة عدى قيح مدينة جميلة تتمتع بسحر مناخها وبساطة الحياة والناس فيها حيث مناخها أجمل من اسمراء وقضيت فيها أياماً جميلة بعدها تحركت لقرية الجد والعشيرة جعالقدى إحدى ضواحى مدينة عدى قيح فوقفت على أطلال

القرية خاصة أطلال الأسر التى نزحت وتفرقت وتشتت من جراء الإستعمار الإثيوبى ومنهم أسرتى بالطبع وأكثر ما شدنى بيوت الهدمو تلك المنازل التى تبنى من الهدمو

وتعرش بالأحجار كل سكان المرتفعات حقيقة يعيشون حياة بسيطة فالمساحات الزراعية صغيرة والحياة بدائية لكن رغم كل ذلك فإنهم يستقبلونك بكرمٍ فياض فحتى الذبائح تجد طريقها للضيف إنهم فضلاء أصحاب قناعة بما رزقهم الله …
تمنيت بناء مدرسة ومسجد فى قرية أجدادى الصغيرة ولابد أن يتحقق هذا الحلم بإذن الله …

ومن القرى التى زرتها قرية مسرار وتقع جوار مدينة صرنا هذه القرية تشهد حراكاً فى جانب العلم الدينى والعلمى فهناك

معهدمصعب بن عمير هذا المعهد تم تأسيسه بجهد من أبناء تلك القرية الصغيرة لكنه اليوم أصبح صرحاً ومعلماً بارزاً فى تلك المنطقة التحية لكل من ساهم وأجتهد فى تحقيق بناء هذا الصرح
أما عن مدينة صرنا تلك المدينة الصامدة الصامتة أكثر ما شد ُ إنتباهى وجود مشروب الحلبة فيها وبكثرة أكثر من أى مدينة إرترية أخرى وله طعم خاص ومذاق خاص هناك

وبعد تلك الرحلة المشوقة والتى بحق حاولت قدر المستطاع إختصارها وقد كتبت قصيدة كاملة فى تلك الرحلة نشرت عبر هذه النافذة الأدبية أتمنى من كل قلبى أن تكون رحلتى التالية والوطن فى أمنٍ وسلامٍ ورخاء والكل ينعم بالديمقرطية ونكتب عن رحيل النظام القمعى الجاسم على صدور شعبنا
فلكم التحية أعزائى

تقديم

محمد رمضان

abuhusam55@yahoo.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=3844

نشرت بواسطة في يوليو 3 2010 في صفحة الصفحة الثقافية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010