نحن ايضآ نبدع
ربما بلدان العالم الثالث تعاني من هجرة عقول وكفاءت علمية من ابناءئها للخارج طلبآ للدراسات والتحصيل العلمي العالي او للعمل في مجالات البحث العلمي وقد تركزت تلك الهجرات الى الدول الغربية ولست هنا بسبب مناقشت تلك الظاهرة حيث تناولت دراسات عديدة من اهل العلم والتخصص وناقشت اسبابها وتداعيتها ووضعت تصورات وتوصيات لحل او لتقليل الظاهرة ومن اجل هذا تقام الندوات والمؤتمرات هنا وهناك.
لكن مع عناد واصرار الانظمة الحاكمة في تلك البلدان المٌضي قٌدمآ نحو سياستها القمعية واقصاء الاخر وخلق توتر وزرع الخوف في نفوس شعوبها وقتل الفكرة المبدعة في مهدها سبب ازمات واضطرابات في نفسيات تلك الشعوب خاصتآ فئة الشباب.مما ادى الى اختيار الشباب الهجرة والهروب من الوطن لا بحثآ عن تحصيل علمي عالي هذة المرة ولا العمل بكفات يملكونها لكن بحثآ عن مساحة من الامل للغد مشرق تطلع شمسه لتضوي مسار الطموح وتحقيق الاماني وتنوير بصائر الاجيال اليانعة نحو الابداع والابتكار والتطلع الى مستقبل افضل ولاهمية الظروف التي تحيط بالانسان و قدرتها المباشرة في تأثير وتشكيل الانسان من توسيع مداركه وانفتاح عبقريته وانطلاق ابداعاته والعكس صحيح وجدت فئات كثيرة من الشباب تصطدم بواقع جديد يختلف كل الاختلاف من واقعها له قوانين ومعطياته ومتقيراته دينامكية سريعة الحركة وهذة الفئة التي اتحدث عنها هي الفئة التي اتت الى الغرب وعمرها من الثاني عشر الى العشرون فهي متاثرة بالمحيط والواقع الاصلي من ناحية والمحيط الجديد التي تحاول ان تنخرط وتتعايش معه وتتعامل مع بئتة في تحدي وعبء كبير مع الذات من ناحية اخرى. سبب هذا انكسارات وفشل عند البعض ونجاح وابداع عند البعض الاخر .
ويبدو ان البعض يتمتع باصرار عظيم وارادة حديدية لتحقيق اهداف ومبادء. وانتهاز الظروف المحيطة به ايجابآ. وتجاوز واقعه بكل ما يحمل هذا الواقع من تناقدات ثقافية واجتماعية لاثبات الذات في وسط شعوب تتقدم بالمراحل كبيرة من العلم والتقنية والتكنولوجية. وينجز ويحقق ابدعات في المجال الذي اختاره ويكتسب احترام المجتمع.
ولان الإبداع والابتكار والتجديد … عناصر أساسيّة لتطوير الحياة.في فهم المبدعين. فهي ليست عملية معقدة بقدر ما هي نتاج لتفكير وتمعن في مراحل مختلفة ومتعددة ينتج عنها فكر او عمل جديد او انجاز عظيم يتميز بنوع من الخصوصية في عقلية المبدع حيث يمتلك وبقدر كبير المرونة والطلاقة والاصالة والحساسية اتجاه العمل او الفكر او المشكلة.
والبشر يختلفون على التكيف مع المحيط وانتهازالفرصة المتاحة وقراة الواقع واستكشافه والتطلع الى المستقبلة فمنهم عاملون على درجات متفاوته في الجد والدأب والمثابرة مقتنعون بما يقدمونه والبعض كسالى يعيشون على جهود غيرهم. لكن ثمة فريق ثالثآ عليه مدار التجديد والتحسين انه فريق المبدعين.
الفريق الذي لا يكتفي بالتعامل مع ما هو موجود ، ولا بتكراره والسير على الأنماط المألوفة ، بل يملك النزوع نحو التغيير والقدرةَ عليه ، فإذا كان تغييراً نحو الأحسن فهو الإبداع ، وأصحابُه صنف نادر في الحياة.
وليس المراد أن يأتي المبدع بشيء جديد منقطع عما قبله بل أن يبني على ما سبقه ويأتي بالمزيد ، ويكون إبداعه بمقدار حجم هذا المزيد ونوعه وقيمته .والمجتمعات التي تعاني من انحرفات وتكاسل فئة عمرية وفي القالب الفئة الشبابية تبذل جهدآ جبارآ في علاج تلك الظاهرة فمثلا الدول الغربية تهتم بهذا الموضوع وتمونه بسخاء ومع هذا لا تكتفي بالتمويل المادي بل تبحث عن المبدعين الذين يملكون القدر في التاثير والتغير لان هؤلآ يملكون المرونة وهذا يعني فن التعامل وايصال المعلومة والرسالة بشكل صحيح لانهم يملكون سيولة من المعلومات المختزنة ، وسهولة استدعائها وتنظيمها وإعادة بنائها والنظر إلى المسائل من زوايا عدّة .هذا بالاضافة الى التعامل مع كل حالة واستثناءاتها وتداعياتها بصدق واخلاص. والفكرة المبدعة تكون جزءآ من شخصية المبدع. اذآ في الواقع هم اكثر انفتاحآ. والاستاذ علي محمد هيجي قد يكون احد تلك النماذج التي تعاملت مع الظروف التي كانت تحيط بها واستفادت من تلك الفرص التي تتاح في بلدان الغرب فتوسعت مداركه وانفتحت عبقريته وانطلقت ابداعاته نحو الشباب لفهمه ووعيه العميق بدور واهمية اندماج الشباب في المجتمع الذي يعيشون فيه ومنذو ان كان طالبآ بداء نشاطه في الجالية التي ينتمي اليها وهي الجالية الاريترية وعين مدير مدرسة الجالية الاريترية وسوف احاول ان الخص بعض من نشاطات الاستاذ علي هيجي
1- في عام 1996 عين مدير لمدرسة الجالية الاريترية والتي كانت تدرس كل يوم السبت وكان عدد الطلاب حوالي 120 طالب وطالبة تتراوح اعمارهم بين 6 الى 18 عامآ وكان الاستاذ علي محمد هيجي طالبآ حينذاك
2- عين في عام 2001 من قبل منظمة متطوعين (MV) وهذة المنظمة هي مبادرة من الحكومة البريطانية الرامية الى زيادة العمل التطوعي في اوساط الشباب الذين تتراوح اعمارهم بين 16 الى 24 عامآ داخل رابطة الجالية الارترية المسلمة نتج عن هذا العمل بأن اقمن سته من الشابات مشروع يناقش الاساليب الناجعة لكيفية دراسة المراة الارترية او مواصلت دراستها وكذلك العمل في بريطانية بقيادة وارشادات الاستاذ علي هيجي وقد حقق نجاح كبير وتم ترشيح المشروع للجائزة اقليمية من قبل منظمة MVS
3- نجاح احد الشباب الذي كان يأس من حياته والذي استفاد من برنامج التطوعي وقاد مشروع مساهمة الشباب في العمل التطوعي والادارة والقيادة فنجح هذا المشروع على مستوى اللملكة المتحدة
4- عمل منذ عام 2004 الى 2009 في دائرة الاتصالات لطالبي اللجوء وقد انجز بمساعدته مشاريع للشباب
5- عمل من عام 2009 الى الان مع مؤسسة هارو التي تنشط في اعادة وتأهيل موهبة الشباب وهنا وجد دالته فأنطلق بأبدعاته ونجاحاته فكان التوفيق والنجاح لكل المشاريع الذي قادها وجٌلها كانت اعادت تأهيل الشباب ودمجه للمجتمع وجعله عنصر فعال ومن تلك المشاريع التي نجح فيها وباثتثنائية متميزة انه قد نجح في مشروع أُعطي 33 منظمة 22 مدارس اهلية من قبل الحكومة المحلية Local Authority لتأهيل و ادماج الشباب في العمل 30 ساعة .لعمل تطوعي او لتأهيلهم في مواصلت الدراسة ولظروف اقتصادية وتغير الحكومة قد توقفت المصاعدة او المنحة التي كانت تعطى من الحكومة المحلية. ونتيجتآ لما حققه الاستاذ علي هيجي في هذا المشروع تبنت منظمة هارو هذا المشروع على نفقتها الخاص وواصل المشروع بنجاحاته.
6- في الصيف الماضي واعتبارآ للنجاحات الكبيرة التي حققها الاستاذ علي هيجي في اعادة وتأهيل للشباب أٌختير كرائيس لمشروع حكومي جديد ذو اهمية كبيرة للحكومة. ويعرف هذا المشروع بمشروع المواطنة لفئة الشباب 16عامآ بالاضافة كمستشار للمشروع الذي كان يعمل فيه. و سجل هذا المشروع نجاح كبير توج بجائزة المشاريع الناجحة على مستوى مدينة لندن وتسلم جائزة من عمدت مدينة لندن في شهر مارس 2012 وفي احتفال كبير فاز هذا المشروع في يوم 22-3-2012م كأفضل مشروع ناجح في عموم المملكة المتحدة على الاطلاق
7- أٌختير من قبل وزارة التعليم البريطانية من ضمن ثلاثة شخصيات ابدعت في خدمت المجتمع لحضور رويال غاردن المعروف وذلك تقديرآوعرفانآ لما قدمه للمجتمع
وعندما نسمع اليوم الخبر المفرح والمشرف بأختيارالاستاذ علي محمد هيجي من قبل وزارة التعليم كأحد المبدعين والمنجزين في المملكة المتحدة لهذا العام بما قدمه وابدع فيه وسجل نجاحات كبيرة وملموسة داخل فئة الشباب البريطاني والوافد من مختلف الجنسيات عبر سنين في مدينة لندن وهو ذلك الشخص القادم من افريقية من دولة اريتريا والذي واجهته تحديات كبيرة وعظيمة مثله مثل الوافدين الاجانب الذين عانوا وصمدوا والبعض انهزم . ولكن يبدو الاستاذ علي محمد عبد هيجي فضل ان يكون من تلك الفئة الثالثة التي تدور وبسرعة قياسية في فلك ومدار التجديد والتحسين الذي لا يكتفي ولا يرتاح ولايقبل الا النجاح والابداع وكان له ما اراد ولانه كان مرنآ واصيلآ…… مرنآ في التفكير والتعامل واصيلآ في العطى والاخلاص والصدق ولانه هكذا سجل نجاحات وابدع واستحق شهادة الشكر والعرفان من الحكومة البريطانية والمتمثلة في وزارة التعليم لحضور رويال غاردن يعتبر انجاز عظيم لشخصه وللارترين وللعرب وللافارقة ولكل وافد ومهاجر .
اتمنا للاستاذ علي هيجي كل النجاح والابداع في المستقبل واقول نيابتآ عن كل ارتري يعشق النجاح والابداع شكرآ وأخطاء من اعتقد يومآ بأننا لا نبدع
بقلم عبدالله ابو محمد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=21748
أحدث النعليقات