نداء ملبورن

بدعوة من جبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري تم عقد “سيمنار” شارك فيه أبناء الجالية الاريترية في أستراليا والفعاليات الوطنية وقيادات وكادر تنظيمات المعارضة الاريترية. وقد تضمنت أجندة “السيمنار” المواضيع التالية :ـ

1ـ الوضع الراهن في اريتريا.

2ـ دور المعارضة بصفة عامة والتحالف الديمقراطي بصفة خاصة.

3ـ المستقبل وكيف نراه وكيف يجب أن يكون.

وقد قدم وفد جبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري والذي يزور أستراليا عرضاً للأوضاع بصفة عامة ورؤية المعارضة الاريترية للصراع مع النظام الاريتري.

وبعد مناقشات واسعة ومداخلات هامة من المشاركين خرج الحضور بما يلي :ـ

أولاً : بالنسبة للوضع الراهن في اريتريا رأي الحضور مايلي :

1ـ إن النظام الحالي لايملك شرعية تؤهله للحكم أو الاستمرار في السلطة، فلا الشعب أنتخبه ولا حتي أجهزة الحزب الواحد الذي يستند اليه أعطته تفويضاً بذلك خاصةً بعد انشقاق الحزب وتصفية وإعتقال جزء كبير من قيادات وكادر الجبهة الشعبية وهروب الجزء الآخر.

2ـ انه نظام صادر الحريات وحقوق المواطنة الأساسية وزج في السجون بكل معارض وصاحب رأي دون محاكمة ودون حقوق الدفاع عن النفس، والنتيجة ان الشعب الاريتري أصبح يعيش في سجن كبير وأفتقد الأمن والأمان والاستقرار الإجتماعي.

3ـ أصبح نظام الحزب الواحد عاملاً في نشر الفساد وخلق مجموعات تستغل وتنتفع من موارد الدولة لمصلحتها الخاصة مما أدي الي تدهور الوضع الإقتصادي في البلاد وأصبح أكثر من ثلث الشعب يعيش علي المعونات الخارجية.

4ـ قام النظام بإيقاف الإنتاج والتعليم من خلال تجنيد الشباب في خدمة وطنية ليست لها أسس ولا نهاية ولا أهداف غير عزل الشباب عن مجتمعهم وإخضاعهم لعملية “غسل دماغ” متواصلة تبعدهم عن آداء دورهم الطبيعي في الحياة العامة.

5ـ قام النظام بزرع الفتنة في أوساط الشعب الاريتري واستخدم الإختلاف الديني والتنوع الثقافي والتعدد العرقي لتفرقة أبناء الشعب الاريتري وتأليبهم علي بعضهم بحيث يستقر له الوضع ويضمن استمراره.

6ـ قام النظام بتخريب العلاقة مع دول الجوار وفجر حروباً عبثية راح ضحيتها عشرات الآلآف من الشباب وأصبحت اريتريا دولة معزولة ليس لها صديق أو حليف، مما أدي الي هروب مئات من المقاتلين والمجندين الي دول الجوار هرباً بأنفسهم من جحيم النظام الإجرامي.

7ـ فشل النظام في إعادة اللاجئين من دول الجوار الي بلدهم وأصبحنا نشاهد اليوم هجرة معاكسة من اريتريا الي دول العالم هرباً من السجن الكبير الذي وجدوا أنفسهم فيه.

الخلاصة :

ان النظام الحالي هو نظام دكتاتوري استبدادي أصاب الجميع بالضرر والظلم، لقد أصابت شروره ومظالمه جميع الاريتريين وإن كان بدرجات متفاوتة ـ المسلمون والمسيحيون ـ المنخفضات والمرتفعات وجميع ألوان الطيف الثقافي والاجتماعي ـ أصابهم ذلك الضرر.

انه نظام قام في مرحلة الثورة بإجهاض المشروع الوطني الكبير الذي بدأته جبهة التحرير الاريترية ومارسته علي أرض الواقع، وهو اليوم في مرحلة الدولة يحاول من خلال ممارساته وبرنامجه تثبيت صورة مشوهة للوطن ويعمل علي إقصاء كل من يخالفه الرأي أو لايقبل بسياسة الالحاق القسري سياسياً وثقافياً.

ثانياً : حول المعارضة الاريترية والتحالف الديمقراطي الاريتري.

إن إتفاق فصائل المعارضة وتكوين التحالف الديمقراطي يعتبر خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ويتطلب دعم ومساندة كل الاريتريين الذين يتطلعون نحو غد جديد يعيد وجه اريتريا الناصع ويعيد الحقوق الي أصحابها. ولكن مازالت هناك المزيد من الجهود التي يجب أن تبذل من أجل تفعيل وتقوية جبهة المعارضة ولا بد من توضيح وتطوير الخطاب السياسي للمعارضة والعمل علي تفعيل العلاقة مع القواعد الجماهيرية وبذل المزيد من الجهد في المجالات الاعلامية والدبلوماسية.

ثالثاً : حول المستقبل

إن المشروع الوطني يتطلب اسهام الجميع، وحتي نتحاشي الوقوع في شراك التفاصيل وما يمكن أن تسببه من استهلاك للجهد والوقت، وحتي نتفادي التعامل بردود أفعال تجاه بعض ممارسات النظام ـ لابد من إستحضار الصورة الكبري والتي ستكون هي هدفنا وبالتالي نعمل علي تغييرها.

انه نظام دكتاتوري ـ له برامج وآليات وتركيبة إجتماعية وثقافية ـ والبديل هو دولة ديمقراطية يحكمها القانون ويتساوي فيها الجميع حقاً وواجباً، وتضمن الحقوق الطبيعية للمواطن والحقوق الثقافية للمجموعات القومية.

إن المشاركين في السيمنار ـ يتوجهون من هذا المكان بنداء الي كل الاريتريين في الداخل والخارج للإلتفاف حول التحالف الديمقراطي والعمل معاً علي اسقاط النظام الدكتاتوري وبناء دولة اريتريا الجديدة لكل الاريتريين وبكل الاريتريين.

لتتوحد كل السواعد لاسقاط الدكتاتورية.

ملبورن 12/6/ 2005م.