ندوة المؤتمر الوطني .. تقرير ومقابلة المناضل/ قبرو حقوص عقبو والمناضل/ عبدالله سعيد إدريس

إعداد/ أحمد محمود علي

عقد فرع جبهة التحرير الاريترية ـ المؤتمر الوطني بملبورن ندوة سياسية مساء الأحد 15 مايو الجاري بمقر الجالية الاريترية حاضر فيها المناضلان الزائر/ قبرو حقوص عضو لجنة الرقابة بالتنظيم وعبد الله سعيد عضو المجلس الوطني وممثل التنظيم بأستراليا، تناولا فيها ثلاث أجندة، أولاهما : أنشطة التنظيم وأوضاعه الداخلية وثانيهما : جبهة الانقاذ الوطني الاريترية وثالثهما : التحالف الديمقراطي الاريتري، وقد أم الندوة لفيف من أعضاء التحالف وأعداد أخري من المستقلين، وشهدت مداخلات وأسئلة كان بعضها قوياً وبعضها الآخر حاداً. وفيها من توجه بالشكر للمعارضة لصمودها أربعة عشر عاماً ولرفضها إملاءات الواقع المزري ولتحديها طغيان النظام.

بعد أن شكرا الحضور أبتدأي  بالحديث عن تنظيمهما مؤكدين أنه تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهته وبدأ في ترجمة القرارات التي خرج بها من المؤتمر الوطني السادس واضافا أن التنظيم أنجز مكاسب لصالح المعارضة أهمها يتمثل في إتفاقية كاسل الموقعة بين التنظيمات الخمس وتشكيل جبهة الانقاذ، ووصفاها بأنها خطوة نحو الاتجاه الصحيح وتشكل نواة للوحدة الشاملة والجامعة للفصائل الاريترية الأخري، وعددا في هذا الصدد الأنشطة المشتركة بين التنظيمات المكونة للجبهة من بينها اصدار مجلة، وأضافا أن جبهة الانقاذ تقترب الآن حثيثاً نحو إعلان الوحدة الإندماجية وما يحول دون ذلك هو الإنتظار ريثما تفرغ بعض التنظيمات من ترتيب أوضاعها الداخلية.

وفيما يتعلق بالتحالف الديمقراطي الاريتري ذكرا بأن تنظيمهما وضع كل إمكانياته وقدراته لإنجاح هذه التجربة وأضافا أن التحالف يشكل بديلاً مرتقباً للنظام وأن خطابه أصبح الآن أكثر إقناعاً بالنسبة للشعب من حيث أنه يطرح مبادئ وأهداف نقيضة لتلك التي يجسدها النظام، بالاضافة الي قيادته وتنظيماته الوطنية المشهود لها بالنضال، ودافعا بشدة عن التحالف وأبعدا عنه مايتردد من النظام وأبواقه حول عمالته لدول الجوار، وأكدا ان مايربطه بتلك الدول إنما هي علاقات صداقة وتعاون وإحترام متبادل وضرر مشترك أيضاً واقع علي الجميع من نظام أفورقي، وتحدثا بإسهاب شديد علي أنشطة التحالف مثل الزيارات التي قامت بها قيادته أوساط الاريتريين بالسودان، وبدإه بإرسال إذاعة موجهة الي اريتريا وتشكيله وفد يتحرك الآن في أمريكا يقوده السيد/ أدحنوم قبري ماريام ألتقي مع الاريتريين وهناك وعود بأن يلتقي مع الأمريكان، ووفد آخر يقوده السيد/ أحمد ناصر يتجه الي أروبا بقصد فضح النظام وتعريته وطلب الدعم والتجاوب مع القوي الديمقراطية البديلة وإثارة مسائل محددة مثل أوضاع اللاجئين الاريتريين وهروب الشباب الاريتري وإعادتهم الي اريتريا من بعض الدول، وبلورة المزيد من الأهداف والحقوق التي يناضل التحالف من أجلها، وتوقفا علي مؤتمر الوفاق الوطني المطروح الآن من قبل التحالف وهو في حالة إنعقاده ستتشكل وفوده من المثقين والمستقلين ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين بالإضافة الي السياسيين وأضافا انه سيناقش قضايا استراتيجية مصيرية مثل الوحدة الوطنية وأسسها ومفهوم التعايش المشترك وشروطه والدستور وإشتماله علي حقوق الجميع والنظام السياسي الأنسب للشعب الاريتري، وعوّلي كثيراً علي المؤتمر وأضافا أنه يجري الآن الحوار حول بلورة أفكاره النهائية، وعرجا علي الوضع الداخلي لإريتريا فرسما صورة قاتمة كالحة السواد مأخوذة من تقارير دولية محايدة ومن واقع التشرد والهروب والسجون ومن البؤس الإقتصادي الذي يلف الشعب الاريتري، وأضافا أن النظام فشل في جميع الأصعدة، فهو لم يتمكن من توفير حياة معيشية كريمة للمواطن وحرمه أيضاً من حقوقه وحرياته وأهدر قدرات البلاد وإمكانياتها الشحيحة أصلاً فيما لاطائل من ورائه، وأضافا أن النظام تمكن بإقتدار من تنصيب جنرالات همهم الأول والأخير قمع الشعب وإنتهاك كرامته وحكم البلد بالأهواء والأمزجة، وعما يتردد عن نشوب حرب جديدة بين أديس أبابا وأسمرا وما يستتبع ذلك من خلط الأوراق أكدا المتحدثين بأن أثيوبيا ليس لها نوايا لشن حرب، وأن آخر إجتماع ضم الحكومة الإثيوبية وقيادة التحالف الديمقراطي الاريتري أثارت هذه الأخيرة تخوفها من إندلاع الحرب لكن القيادة الأثيوبية ـ كما ذكرا ـ نفت أي نوايا لشن حرب علي اريتريا. وحذرا بأن دعوات الحرب صادرة من اريتريا بغية هروب أفورقي من معالجة القضايا الداخلية وإلهاء الشعب وتخويفه وشغله بحرب متوهمة ثم الإدعاء بأنه يدافع عن سيادة الوطن وترابه لكن في آخر إجتماع عقده مع قيادته تؤكد المعلومات ـ كما ذكرا المحاضرين ـ بأن أحد جنرالاته أعترضه وأشار اليه بأن اريتريا يكفيها الحرب. وناشدا  في نهاية الندوة الجماهير الاريترية بلعب دورها في الضغط علي النظام والالتحاق بالعمل المعارض والقيام بدور الرقابة والمشاركة الفعالة والتسلح بالوعي الوطني، وأضافا أن تغيير النظام مسئولية جماعية الكل مدعو فيها بما يملك وبما يستطيع، وحذرا بأن النظام ليس نائماً بل يتحرك، يعقد إجتماعات وسمنارات وله أبواق اعلامية تشوه المعارضة وتسفه المطالبة بالحريات وبحقوق الانسان وبإطلاق السجناء الاريتريين وتساعد النظام في تشريع القهر. ثم أجابا علي أسئلة الحضور وتعليقاتهم.

حوار مع المناضلين/ قبرو حقوص وعبد الله سعيد

 

أجريت قبل يوم من الندوة لقاءً مع المناضلين ناقشتهم فيه حول قضايا خاصة بتنظيمهم جبهة التحرير الاريترية ـ المؤتمر الوطني وأخري بالعمل المعارض العام، وأكدا لي في هذا اللقاء بأنهما يتحدثان بإسم التنظيم وكان أحدهما يتحدث بالتيجرينية والآخر بالعربي بيد أن إجاباتهما كانت متطابقة، ولاحظت أنهما تحدثا بأسف شديد حول ماحصل داخل جبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري قبل أكثر من عام وعزيا الأمر الي ” تصلب القيادة وعنادها وعدم وجود مرجعية عليا لفض النزاع في القيادة الواحدة ” لكن مع ذلك لم يخفيا إرتياحهما لإلتقاء الشقين أو قل التنظيمين في إطار آخر أوسع وهو التحالف الديمقراطي الاريتري، ورفضا بأن يتفاوض تنظيمها بشكل منفرد مع النظام الاريتري لكن لم يستبعدا بأن “يتسلل” طرف ما لفعل ذلك وحذرا من مغبته، وحول سؤال متعلق بتوصيف النظام الاريتري أو تشخيصه أكدا بأنه نظام ديكتاتوري فردي ليس له لون قومي أو طائفي، وهو عين ماذهب اليه تنظيمهم في بيان له صدر في فبراير الماضي خالف فيه حركة الإصلاح الإسلامي الاريتري في وصفها لنظام أسمرا بأنه “نظام تقريني شوفيني” غير أنهما شددا علي جرم النظام وطالبا بتقديمه الي محاكمة تتوفر فيها شروط العدالة، وعن إخفاق المعارضة في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في اسقاط النظام طلبا مني إستحضار أسباب الاخفاق حتي يكون الحكم عادلاً، وذكراني بوجود انجازات للمعارضة في مجالات أخري وما سمياه بالقيم الشجاعة والأهداف النبيلة التي تطرحها فصائل المعارضة. وحول سؤال متعلق باللغة العربية قالا أن تنظيمهما لايري امكانية تمتين وتقوية الرابطة بين أبناء الوطن الواحد إلا بالاعتراف باللغتين العربية والتيجرينية وسيرورتهما جنب الي جنب وأضافا ان التنظيم أعتمد عبارة “الوطنية” علي اللغتين حتي يعمق أهميتهما، وعبرا عن أفكار أخري أيضا يمكنكم الاطلاع عليها لكن قبل ذلك نود أن نتعرف علي ضيفينا في هذه الرحلة.

المناضل/ عبدالله سعيد إدريس

من مواليد مدينة كرن في عام 1947م، تلقي فيها تعليمه الأولي حتي الفصل الثامن، أنخرط في النشاط السياسي ضمن الخلايا السرية التابعة للثورة ثم ألتحق بجبهة التحرير الاريترية في يناير العام 1965م. وعمل ضمن الوحدات العسكرية حتي تقسيم المناطق وتم توجيهه الي المنطقة الثالثة في أغسطس العام 1965م، وإثر تعرضه لحالة تسمم تم ارساله الي مدينة كسلا لتلقي العلاج ثم عاد بعد شهر وعمل في المنطقة الثانية هذه المرة ضمن مجموعة الفدائيين تحت قيادة مباشرة للقائد الشهيد/ بخيت عثمان مركي  والمستشار العسكري الشهيد/ عثمان موسي سلمان، تم توجيهه ضمن الدورة العسكرية الثانية الي الصين نهاية عام 1967م ممثلاً للمنطقة الثانية، وكان معه في الدورة الشهيد/ سعيد صالح ومسفن حقوص وإثنا عشر فرداً آخرين، تلقوا فيها دروس سياسية وعسكرية وإدارية لمدة عام كامل، ثم عاد الي الميدان في عام 1969م وكان ضمن المقاتلين الذين كانوا يدفعون نحو عقد مؤتمر أدوبحا، وبعد المؤتمر تم توجيهه الي هئية التدريب ليصبح أحد المكونين لها ثم مفوضاً سياسياً فيها، وبعد المؤتمر الوطني الأول عام 1971م تم تعيينه قائداً عسكرياً لمنطقة كرن وضواحيها ثم جرح في معركة (قدانا) في فبراير العام 1973م ( قدانا منطقة واقعة بين أشديرا وأتسيوني حمد بضواحي كرن)، ووقع في الأسر وهو مجروحاً وفي حالة غيبوبة أدخل الي مدينة كرن وبعد تحقيق لخمسة أيام نقلوه الي سجن “سمبل” بأسمراً ومكث فيه عامين حتي تم إطلاق سراحه في العملية البطولية التي قامت بها جبهة التحرير الاريترية وحررت بموجبها في وقت متزامن سجناء “عدي خالا” و”سمبل” في 13 فبراير عام 1975م، بعد حضوره للمؤتمر الوطني الثاني للجبهة تم تسفيره الي بغداد لمواصلة العلاج وعمل هناك في مكتب الجبهة، وبعد تكوين مكتب العلاقات الخارجية تم توجيهه الي سوريا وأصبح عضواً بالمكتب الي أن عاد الي الميدان في عام 1979م في هيئة التدريب أيضاً، وبعد دخول الجبهة الي “تهداي” و”كركون” أختار أن يعمل ضمن جبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري في إدارة الأمن بين السودان ومناطق الحدود الي أن هاجر الي أستراليا في يناير 1998م وهو متزوج ولديه خمسة أولاد.

المناضل/ قبرو حقوص عقبو

من مواليد 1947م في منطقة (شكتي) بضواحي أسمرا، تلقي تعليمه حتي الفصل الثاني عشر بمدينة أسمرا ثم درس عامين بكلية الاقتصاد بشكل مسائي ثم ذهب الي أديس أبابا لمواصلة الدراسة حتي السنة الثالثة، قطع دراسته ليلتحق بجبهة التحرير الاريترية العام 1970م السرية 105، وبعد المؤتمر الوطني الأول كان ضمن اللجنة التي كلفت لمقابلة إسياس أفورقي وكان معه المناضل/ ابراهيم محمد علي والشهيد/ فظوم قبري سلاسي لكن إسياس ومجموعته رفضوا مقابلة اللجنة ودخلوا في معركة ضد الجبهة يوم 16/3/ 1972م في منطقة “ماي أولي”، بعد ذلك تم تعيينه في الإعلام (قسم التيقرينية) وفي المؤتمر الثاني أصبح عضو اللجنة التحصيرية ثم عضو في محكمة الاستئناف العليا التي كان يترأسها المناضل/ محمد اسماعيل عبده، وفي عام 1978م تم تعيينه رئيس المحكمة، ثم ترأس أيضاً اللجنة التي كانت تساعد قيادة الجبهة في توجيه المقاتلين أثناء العدوان المشترك بين الشعبيتين الإثيوبية والاريترية  ضد جبهة التحرير الاريترية، وقد أصيب بجراح في منطقة كركون أدخل بعدها الي كسلا لتلقي العلاج، وأصبح عضواً في مكتب الأمن بجبهة التحرير الاريترية ـ المجلس الثوري الي عام 1991م حين هاجر الي ألمانيا لمواصلة العلاج ثم أستقر بها وأصبح يواصل نضاله داخل التنظيم من هناك الي أن أصبح عضو لجنة المحاسبة والمراقبة في المؤتمر الوطني السادس لجبهة التحرير الاريترية ـ المؤتمر الوطني الذي عقد في يونيو عام 2004م ومعه في اللجنة السيد/ محمد علي إسماعيل (السودان) والسيد/ هيلي تسفالدت (إثيوبيا).

ـ السيد/ حقوص أنت عضو في لجنة الرقابة، ماهي إختصاصات وسلطات هذه اللجنة؟ هل لديها صلاحية بإصدار حكم أم مهمتها فقط المراقبة ورفع التوصيات؟ كيف نضمن حياديتها في حالة نشوب نزاع لاسمح الله؟

لجنة الرقابة تتكون من ثلاثة أشخاص تم انتخابهم من داخل المؤتمر الوطني السادس في يونيو الماضي، وهو تقليد جديد غير معروف في الساحة الاريترية أملته الظروف التي مرت بتنظيمنا، ومهمة اللجنة في الواقع هي رصد خروقات من المتوقع حدوثها ومعالجة اختلالات وربما انحرافات وهي بهذا المعني لاتصدر أحكاماً ولكن تتابع بدقة مدي التزام أجهزة النظام باللوائح وتفرض رقابة علي عمل هذه الأجهزة، وتدق جرس الانذار وتقوم بتدخل سريع كلما رأت  شيئاً شاذاً. وهذا التدخل يسمح لها بالمدي الذي تدعو فيه الي عقد مؤتمر أو اجتماع لقيادة التنظيم حتي تضع الأمور في نصابها قبل أن تستفحل، وحين نقول فرض الرقابة علي التنظيم فنعني بذلك رقابة التنظيم علي المستوي السياسي والمالي والاقتصادي، فكل قرار أو توجه صادر من القيادة تذهب نسخة منه بالضرورة الي لجنة الرقابة لتقوم بدراسته والنظر لمدي ملائمته مع سياسات التنظيم  ولوائحه. وكما أسلفت اللجنة تتكون من ثلاثة أشخاص موزعين جغرافياً وهناك اتصال مستمر بينهم وإلي الآن أستطيع أن اقول أن الأمور تسير بطريقة لم تستدع تدخل اللجنة. أما عن حياديتها فأقول لك أن المعيار الذي تنظر وتقرر به هو مدي التقيد بلوائح التنظيم وقراراته وليس أي اعتبارات أخري.

ـ تعيبون علي النظام عدم لجوئه الي التداول السلمي للسلطة والحلول السلمية للصراعات لكن الأحداث المؤسفة التي جرت داخل المجلس الثوري منذ عامين تقريباً تؤكد أن الديمقراطية ليست علي مايرام داخل المعارضة أيضاً. بغض النظر عن المتسبب ألم تجدوا وسائل أفضل لتفاضي النتيجة التي حصلت؟

دعنا نؤكد لك هنا ان الحديث عن تلك الفترة يثير في نفوسنا مرارة ويقلب مواجع، نحن أمام حالة فرقت بيننا وبين زملاءنا في النضال عشنا معاً لسنوات طويلة كنا أكثر التنظيم تماسكاً وإنسجاماً،ً حيث تحطمت علي صخرة تماسكنا وتفاهمنا كثير من المشاكل أستطعنا أن نتغلب عليها بطرق سلمية وبحلول ودية تراعي مصلحة التنظيم والقضية التي نناضل من أجلها، منشأ الخلاف الذي حدث داخل تنظيمنا يعود الي انسحابنا من التجمع الاريتري في اجتماع أديس أبابا في أكتوبر عام 2002م حيث ذهلت قواعد التنظيم من هذه الخطوة وصدمت أيما صدمة خاصة وإننا كنا نري أنفسنا أحد أعمدة التجمع وبناته ودفعنا الكثير من جهدنا وامكانيات تنظيمنا لبنائه وإنجاحه وبالتالي لم نستوعب خطوة الانسحاب، هنا بدأت قواعدنا تسأل عن الأسباب وتتلقي ردود غير مقنعة، وتزعمت قاعدتنا العريضة في ألمانيا هذه الخطوة وصعدت مطالبها وهي كما لايخفي علي أحد قاعدة عريضة لها اسهامات جبارة في بناء التنظيم ولا يمكن لأحد تجاهل دورها وحجمها لكن القيادة رفضت الاستماع اليها، مطالب القاعدة كان يتمثل في تلك الفترة الي عقد اجتماع طارئ للمجلس الثوري لمعرفة ماحصل وأسبابه وثانياً لوضع حلول للخلافات التي نشبت داخل القيادة، لم تحصل استجابة كما قلنا وبدلاً من ذلك أجتمعت القيادة وحاولت أن تعالج الخلاف الذي نشب بينها بحلول تلفيقية غير مجدية، ثم قامت بإرسال لجنة من ثلاثة أشخاص الي ألمانيا لكن قواعدنا هناك رفضت استقبالهم لأنهم كانوا يساهمون في تأزم الوضع، وحصل بعد ذلك مابات معروفاً للجميع من تبني بعض من القيادة لمطالب الأعضاء وقيام الطرف الآخر من تشكيل فروع خاصة به والقيام بخطوات أخري عمقت الهوة، لكن مع ذلك لم نفقد الأمل ودعوناهم الي مهرجان كاسل العام 2003م وحتي الي المؤتمر الوطني السادس الذي عقد في 2004م، نحن بالطبع لسنا مسرورين لما حصل وكنا نري ان المسائل كان يمكن حلها بطريقة تضمن وحدة التنظيم ، لم تكن النتيجة التي وصلنا اليها أفضل النتائج لكن إزاء تعنت القيادة وصلابة موقفها لم يكن بد من تفاديها، اليوم نحن مسرورين للإلتقاء مرةً أخري في إطار التحالف الديمقراطي الاريتري ونحسب أن أهدافنا ونضالنا مشترك.

ـ ما الذي تناضلون من أجله؟ هل تهدفون الي إسقاط النظام أم حمله الي الإصلاح والتغيير؟ لو أفترضنا أن النظام بدأ بمغازلة المعارضة وأبتدأ بكم بادئ ذي بدإ، هل لديكم إستعداد للذهاب اليه منفردين؟

أولا : نحن نرفض أي حوار من طرف واحد مع النظام بدون العودة الي التحالف الديمقراطي الاريتري وثانياً : نؤكد علي إزالة النظام وإسقاطه بل تقديم قيادته الي المحاكمة الطبيعية  ليقول فيها العدل رأيه، وبالتالي لانؤمن  بأن يكون النظام  طرفاً في التغيير، ومن ناحية أخري لانوافق علي قيام جهة واحدة ـ مهما كانت ـ بالتفاوض مع النظام بمعزل عن التحالف لما يترتب علي ذلك من خطورة علي تماسك المعارضة ووحدتها وتنسيقها وأهدافها المشتركة.كما أن طرفاً واحداً مهما أوتي لايمكنه حسم الصراع بمفرده.

ـ في هذا الشهر تحتفل بلادنا بالذكري الرابعة عشر للتحرير وهي مناسبة تذكرنا بعظمة هذا الشعب وتضحياته لكنها تذكرنا بوجود أفورقي في سدة الحكم أيضاً ـ أربعة عشر عاماً لماذا أخفقت المعارضة في إزاحة هذا الرجل؟

نري في طرح السؤال بهذه الصيغة نوعاً من الإجحاف حيث أنك تفترض بأن المعارضة موجودة منذ أربعة عشر عاماً بنفس القوة التي عليها اليوم وهذا ليس صحيحاً، فالمعارضة الاريترية بدأ تأثيرها في السنوات القليلة الماضية وهو تأثير وان لم يصل الي مبتغاه الأخير إلا أن هناك أهداف كثيرة تحققت، نحن في المجلس الثوري قمنا منذ التحرير بتعرية النظام وفضحه، تحركنا أوساط شعبنا وأصدقائنا ونبهنا الجميع من خطورته، ذهبنا الي أروبا وألتقينا بدوائر حكومية كثيرة وبمنظمات حقوق الانسان، كان لدينا وسائلنا للوصول الي شعبنا في الداخل، اخواننا الآخرين في فصائل المعارضة كانوا يفعلون ذات الشيئ وأستمروا في المقاومة بوسائل أخري أيضاً، لنسأل الآن أين وصلت هذه المجهودات؟ بالطبع لانحتاج هنا الي تفاصيل كثيرة لنبين من خلالها مدي الضعف والضعضعة التي أصابت النظام، يكفي أن تنظر الي مثال أو مثالين تقارن من خلالهما وضعية النظام في الذكري السادسة  للتحرير مثلاً مع وضعه اليوم، بالمقابل المعارضة تشهد واقعاً أفضل من حيث تطوير وسائل نضالها وكسبها لقواعد جديدة وقوة خطابها السياسي والاعلامي ووصوله داخل اريتريا بل والتجاوب معه أيضا، وتمكنها من اقامة اطار جبهوي وعلاقاتها مع دول المنطقة ودول صديقة أخري أخذت موقف من النظام وأصبحت تميل وتتجاوب مع مطالب المعارضة.. هناك انجازات كثيرة تمت يأتي في مقدمتها الأعداد المتزايدة التي أصبحت تقتنع بما تنادي به المعارضة من التعددية واحترام الحقوق والحريات واقامة دولة الدستور والقانون.

ـ في الأنظمة القمعية ذات الحزب الواحد غالباً مايتم التغيير بالإنقلاب العسكري أو بالثورة الشعبية أو بالتدخل الأجنبي أو بإنتصار المعارضة المسلحة لكن في حالة اريتريا دعونا نفترض بإعتراف جهة ما داخل النظام بالأزمة ومن ثم سعت لإبرام تحالف بينها وبين التحالف الديمقراطي الاريتري من أجل التغيير السلمي، في حالة حدوث فرضية كهذه ما الذي يعطيه الطرفان لبعضهما البعض؟ وما هي المبادئ التي يتفقان عليها؟

لانستبعد حدوث خطوة كهذه من حيث المبدأ، حيث شاهدنا من قبل أيضاً خروج مجموعة الـ 15 التي تحدثت عن مظالم وطالبت باصلاحات وبالتالي خروج عناصر ذات رؤية وطنية تنحاز الي قضايا الشعب وتتفاعل مع مطالب المعارضة أمر وارد لكن مع ذلك لانتوقع أن يتم الاتصال بتنظيمنا ولا نحبذ ذلك كما أسلفنا، كما أنه لايمكن اعطاء حكم مسبق فحوادث كهذه تخضع لكثيرمن الحوارات والنقاشات، ما الذي ينوي اليه الطرف الآخر؟ هل هو صادق أم يريد القيام بخطوة تكتيكية يهدف منها الي احداث شرخ في المعارضة؟  وما هو دوره داخل النظام وحجمه؟ وما هي القضايا التي آمن بها؟ وما المكاسب والمزايا والمنافع الذي يريد تحقيقها؟ هناك جملة من المسائل يجب معرفتها وعلي ضوءها تتقرر الخطوة التالية، وعموماً نري ان التحالف الديمقراطي هو الجهة الوحيدة المؤهلة للقيام باجراء الحوار في مثل هذه الحالات أو بإمكان التحالف أن يفوض من ينوب عنه بشرط ان يتم التنسيق معه، أما أن تقوم جهة واحدة بهذا التفاوض والاتصال فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلاً.

ـ وصفت حركة الإصلاح الاسلامي الاريتري النظام بأنه  “نظام تقريني شوفيني” لكن تنظيمكم خالف هذا التشخيص في بيان له صدر بفبراير الماضي وقال أن النظام تغير خلال الأعوام الأربعة الماضية، إن كنتم توافقون ماذهب اليه تنظيمكم، أعطونا إذن الوصف الصحيح للنظام؟

النظام في أسمرا نظام دكتاتوري فردي يستمد قوته واستمراره من الأجهزة القمعية والبوليسية وليس له علاقة بمصالح المجتمع الاريتري وطموحاته ولكن في مرحلة ما أستغل الوضع ـ كما هو الحال عند الكثير من الأنظمة القمعية ـ لخلق قاعدة اجتماعية يستند ويستقوي بها ولكن في الفترة  الأخيرة أتضحت نواياه وكشف عن وجهه القبيح ولم يسلم أحدا من جرائمه، وبالتالي من وجهة نظرنا أن النظام قائم علي أفراد قليلين مستفيدين من هذا الوضع الذي يؤمن لهم مصالحهم وإمتيازاتهم علي حساب مصلحة الشعب وخصماً من سمعة الوطن.

ـ نستطيع أن نقول الآن بأن جميع الأطراف الاريترية ـ ماعدا النظام ـ متفقة علي رسمية اللغتين العربية والتيقرينية ولكن علي المستوي العملي سيحتاج هذا المبدأ علي مزيد من الدراسات من الواقع الاريتري ومن وقائع وتجارب الدول المتماثلة لاريتريا من حيث التعدد اللغوي والثقافي؟ ماذا أعد تنظيمكم من دراسات وتصورات عملية تضمن التعايش المتوازي للغتين والثقافتين؟

نحن نعتبر الاعتراف باللغتين العربية والتقرينية من أسس الوحدة الوطنية ومن أكثر العوامل التي تقوي الرابطة بين أبناء الشعب الاريتري، وأي جهة سياسية أو ثقافية تتجاهل هذه المسألة فانها تسبح عكس التيار وتسير ضد حركة التأريخ، ونحن أول تنظيم لم يقر رسمية اللغتين فقط ولكن أضاف عبارة ” لغتين وطنييتين ” حتي نؤكد علي أهمية التقرينية والعربية ونعمق أهميتهما في نفوس المجتمع بحيث يشعر الجميع أن اللغتين تهماه تماماً كما تهمه المسائل الوطنية الأخري، وعلي المستوي العملي الأمر بالطبع سيحتاج الي دراسات وتعمق في تجارب الشعوب التي تتسم بواقع التنوع حتي نأخذ منها مايتلاءم مع محيطنا، فالعالم يشهد كثير من الدول تسود وتتناغم فيها أكثر من لغة، ونحن في التنظيم لنا تصور في المناهج التعليمية في المرحلة الابتدائية مثلاً يكون بالعربية والتقرينية وما بعد ذلك يكون باللغة الانكليزية لكن المادتان تستمران، كما لدينا تصور في هذا الجانب بافساح المجال لوزارة التعليم لوضع المناهج بالطرق التربوية والعلمية الحديثة ولاحياء دور الآباء وأولياء الأمور في الكيفية التي يريدون بها تعليم أبنائهم والهدف من ذلك اشراك الشعب في مناقشة هذا الجانب المهم والحيوي وهو دور للأسف تم الغائه في ظل هذا النظام حيث قرر السياسة التعليمية وفرضها علي الجميع متسبباً بكارثة تعليمية هو أول من يعترف بها الآن، هذه بعض من الأفكار الذي يحملها تنظيمنا والأمر خاضع لمزيد من الدراسات والاطلاع وتبادل المعلومات مع دول ومنظمات.

ـ ثمة إشارات صادرة من أكثرمن طرف تتحدث عن إمكانية نشوب حرب بين إثيوبيا واريتريا بعد أن رفض المجتمع الدولي علي حمل إثيوبيا للإمتثال لقرار لجنة التحكيم، والحرب حين تنشب سيكون أكبر المتضرر منها الشعب وأكبر مستفيد منها أفورقي لأنها ستعطيه فرصة للهروب من الإستحقاقات الوطنية وستطلق يده أكثر لقمع الشعب الاريتري بحجة الدفاع عن الوطن،وهو غير مقصر أصلاً حتي في حالة السلم، التحالف الديمقراطي الاريتري أين سيكون حينئذ؟

المعارضة الاريترية معروف موقفها من هذه المسألة فهي ضد الحرب في كل الأحوال وتعتقد بأن الصراع تم حسمه بالطرق القانونية ولا مناص من الانقياد بما جاء بالأحكام الدولية ذات الشأن، وقد أثارت المعارضة هذه المسألة مع أطراف عديدة بما فيها إثيوبيا ووضحت موقفها في مناسبات كثيرة، لكن نلاحظ أن دعوات الحرب غالباً ماتصدر من النظام الاريتري وهو يقوم بالترويج لها لأجندته الخاصة وحتي يتهرب من المشاكل والأزمات المتعددة التي تواجهه وحتي يخوف بها الشعب ويستمد منها شرعيته وبقائه في سدة الحكم لأطول فترة ممكنة، فبعد أن أخفق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلي أصعدة أخري لم يتبق له إلا كرت العدوان الخارجي المتوهم.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5540

نشرت بواسطة في مايو 21 2005 في صفحة حوارات. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010