ندوة بروكسل وحريق التحالف
بقلم محمود طاهر 12/12/2009م
ان الضعف والهشاشة التي تعتري علاقة تنظيمات المعارضة الارترية تتجلى في اسواء صورها عند حدوث اي ازمة عارضة بغض النظر عن حجمها وتاثيرها على الواقع المعاش، لذا نجد التحالف يعيش جل وقته على الأزمات المفتعلة وما ان يخرج من أزمة حتي يعود إليها من جديد، بدل ان يعمل على تعزيز فرص التقارب بين اعضائه المتناحرين، وهذا نتاج طبيعي لضعف التنظيمات المكونة له،لذا لا يستطيع الصمود امام اي مشكلة كانت بسيطة وعادية او كبيرة، ويستحضرني هنا موقف غريب جداَ لبعض التنظيمات من البيان الذي كان ينوي التحالف إصداره اباّن العدوان على غزة فقد وقفت بعض التنظيمات الف حمراء في ان يخرج البيان بالطريقة التي ارادته الغالبية العظمى، حيث ساوت بين الضحية والجلاد في موقف فج وعبيط، ونتجة للمساومات جاءت المحصلة بيان هزيل عكس الوجه المشوه للتحالف، وكان وسمة عار في جبين قوى تدعي انها تقاوم الظلم والطغيان، وكلنا يعلم بان لاعلاقة لإسرائيل باي تنظيم من هؤلاء الرافضين ولكن النكاية والكيد السياسي وصل بالبعض الى هذه الدرجة من السخافة والافلاس السياسي .
وقد جاء انعقاد ندوة بروكسل في الشهر المنصرم لتثير الكثير من الغبار حول علاقة هذه التنظيمات ببعضها وبالتحالف ايضاً، واذا كان انقعاد هذه الندوة المشؤومة بغض النظرعن من شارك فيها ومن ابعد عنها هي في الخاتمة تصب في اضعاف السلطة القمعية في ارتريا، ولكن غياب الارادة والادارة هي التي جعلت منها هذا الجدل المتداول .وقد صرح البعض بان الذي جري في الندوة هو ترتيب لعقد مصالحة بين النظام وبعض معارضيه، ولكن إذا فرضنا صحة هذه الجدلية فما العيب في ذلك خاصة وان اطراف كثيرة في التحالف تتحدث صراحة بان بعض تنظيماته والتي شاركت في الندوة اقرب للحكومة منه للمعارضة، واذا كان الامر كذلك لابد لهؤلاءان يفرحوا لخروج اؤلئك خاصة وانها متهمة على الدوام بانها تعمل علي عرقلة واضعاف التحالف لصالح اجندتها،إضافة الى المصير المحتوم لكل من التحق بالحكومة اما الخنوع اوالاعتقال او التصفية فكم من الذين ذهبوا الى هناك لاقو نفس المصير ومن هرب وعاد اصبحت الذكريات والكوابيس تطارده في نومه وصحيانه وبذلك كما يقول المثل العربي (يادار ما دخلك شر) وترتاح منهم بقية التنظيمات، ويبقى التحالف حراَ مستقلاً وليس مستغلاً، اما اذا كان هدف الندوة في ترتيب الوضع لازاحة النظام وتسليمهم زمام السلطة في ارتريا حسب البعض الاّخر فهو امر اّخر وجدلي ايضاً وصعب التنفيذ لان الواقع علي الارض لا يقبل بهذه التجربة، فالتشرزم الحاصل داخل المجتمع الارتري لا يسمح بتكرار اي عمل اقصائي، مهما كان من يقف ورائه فالوحدة الوطنية اصبحت اثراً بعد عين خلال العقدين الاخرين ضعك من وطن باكلمه فاصبحت مفقودة حتى في العشيرة الواحدة .
ولكن الذي لم اجد تفسير منطقي هو تصرف رئيس التحالف الديمقراطي الارتري السيد تولدي الاخيروكان اولى باعتباره يمثل رئيس التحالف بان لايتدخل في هذه القضية وبهذه الطريقة، لانه لايمكن ان يمثل الخصم والحكم في اّن واحد ومن خلال برنامج تلفزيون صوت ارتريا لان البرنامج هدفه الاساسي هو كشف وتعرية النظام وليس لبث ونشر غسيل المعارضة وايصالها للشعب في الداخل والخارج،لما لها من اّتار مترتبة علي التحالف نفسه، وان مثل هذه القضايا لا تحل عبرالوسائط الاعلامية ولكن يتم حلها عن طريق القنوات الرسمية في التحالف وهو بكل اسف لا يقل خطورة عن الندوة مثار الضجة فالمسؤولية تحتم علي السيد تولدي تجاوز هذه الازمة وعدم إثارتها إعلامياً، لمناقشتها في اجتماع المجلس المركزي القادم بعد شهور معدودة إضافة الي ما ستشكله من عقبة لملتقى الحوارالوطني للتحول الديمقراطي وهو ادري بذلك ولعله فطن لذلك من خلال المقابلة ، واورد هنا نص السؤال والإجابة الذي جاء في الحلقة الثالثة من المقابلة التلفزيونية مع رئيس المكتب التنفيذي (لماذا لم يغض التحالف الطرف عن عدم دعوته للمشاركة في ندوة بروكسل ، خاصة وأنها تعقد للمرة الأولى حول الوضع الإرتري الراهن ، وأنها ليس لها آثار سالبة على ملتقى الحوار للتغيير الديمقراطي، وهل هناك ما يقيد حق كل تنظيم في ممارسة نشاطه بصورة مستقلة عن التحالف ؟)
فإن ما أثاره هذا النهج بين قوى المعارضة يمس بالمساعي المبذولة، وكنا في غنى عن مصاعب وتحفيز لعوامل الريبة وقلة الثقة بين مكونات المعارضة الإرترية بكل أطيافها ناهيك قواها السياسية وفي مقدمتها التحالف الذي نجهد عبره لعقد الملتقى والخروج منه بصيغة تشرك كافة هذه القوى على تنوعها في مظلة فاعلة ، وتحشد الطاقات لتنفيذ برنامجها المرحلي المشترك.
والان بعد هذ الاسفاف الاعلامي من الاطراف اصبح التحالف نفسه في مهب الريح والتنظيمات تتفرج علي الموقف المشتعل من باب اضعف الايمان وكأن الامر لا يعنيهم البت والبعض الاخر يناصر ويعاضد طرف ضد اّخردون ادنى احساس بالمسؤولية والمصلحة العامة، الا يوجد عقلاء بين هذه القيادات الكثيرة يعمل على اخماد الحريق؟ حتى لا يقضي علي ما تبقى من هيبة التحالف وبقائه بعد هذه الموجة العاتية من الخلاف ويتبادر الى ذهن المراء سمة تساؤلات مشروعة، ما هو مصير التحالف بعد هذه الازمة و كيف سيتم تجاوزها هل سيتم عن طريق القفز بالزنانة الى موضوعات اخري وتركها كأزمة صامتة قابلة للانفجار في اي لحظة ؟ ام سيتصدع التحالف من جديد وتبداءالحرب الاعلامية وندخل في معركة جديدة اكبر واشد ضراوة ؟ ام ستتم المعالجة وتحميل كل طرف اخطائه وتنجو بذلك سفينة التحالف من الغرق المتعمد .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=411
أحدث النعليقات