نص على ايقاع الهيبو
بقلم: محمد هنقلا
تهمهم الناس تحت قبة قاعة المحكمة، البعض جاء لمناصرة أدم ملكين والبعض الاخر جاء لشؤنه الخاصة، جاءت ساعة الموعد حاملة معها أدم ملكين وهو محاصر بحراسة مشددة، عندما وصل مدخل القاعة بدأ يوزع الابتسامة بالتساوى على الحضور، والحضور ردوا
على التحية عبر نظرات التضامن مع القضية.
جلس فى المكان المخصص له على ركن من أركان القاعة وبدأ القاضى بالاجراءات الروتينية قبل بدأ جلسة المحاكمه للتأكد من هوية المتهم عبر طرح بعض الاسئلة.
أنت أدم ملكين؟ نعم أنا أدم ملكين.
ثم يفتح محضر الآتهامات وتلاه على مسامع المتهم فى جلسة مفتوحة، قائلا هل أنت هربت أسلحة؟ ثم أردف قائلا هل أنت من الشفتا الذين يهددون أمن وسلامة ألامبرطورية الاثيوبية؟ هل أنت… هل أنت؟ تتدفق الاسئلة عبر قناة الاتهام والالم يطارده.
يهمل هذه المطاردة للالم، وينهض متوكئن على عصا الصبر حاملا جسمه المعجون والمهشم بالضرب للدفاع عن نفسه من خلال بناء سد يمنع تدفق الآتهام من محضر المحكمة. وان بداية السد المنيع من الاتهامات يبدأ بعرض الجريمة المسطرة على صفحات جسمه وهى عبارة عن مرافعة تقول كل تفاصيل الرواية.
يقراء القاضى سطور الجريمة سطراً سطراً، وكل سطر اكثر تقيحاً من الثانى.
بعد تصفح متأنى للملف، بدأ لون صدق المشهد يغطي على وعي القاضي ولذا حاول القاضي مرة اخرى التمحيص من كل الزوايا لآركان الجريمة انسجاما مع شرف المهنة، لطمت وعيه البراهين موجة وراء موجة وتأثراً بهذه اللطمات، رفع الجلسة للتشاور ثم عاد بعد أن أكمل المشاورات، الكل يترغب ماوراء الآكمة ماوراه، والخوف يرفرف فوق رؤس الناس، اما المتهم لم تفارق وجهه الآبتسامة، وجاءت اللحظه مع ضربة القاضي بالمطرقة الطاولة. عم الهدؤ ثم تلا قراراته كما يلى، قررت المحكمة بعد أن رأت ان شروط أركان الجريمة لم تكتمل فى هذه القضية، وان الآتباس يغطي حيزا واسعا منها، ولهذا قررت المحكمه اطلاق سراح المتهم فورا… تعالت الصيحات ممزوجه بعبارات الحمد لله – الحمد لله وتصافحت الجماهير على نغمات هوريا. ورقصت القضية على مساحة الوطن سسعيت وأسوميا . أما الخائن ملك التعذيب عندما سقطت ثلوج الخبر على أذنيه انكمش على مقعد حقده.
وبدأ يتواصل مع شريطه الاول حتى غرق فى بحيرة الذاكره مهلوسا، ويردد الكلام بشكل ألى:
هل انت الى جيبت تكتيك تهريب البندقية عشان تخرب عقول الشعب بأسم القضية؟
يرد المتهم وهو مغطى بثوب منسوج من خيوط الايمان بالقضية: نعم أنا صاحب فكرة البندقية! لآن شعبى مظلوم ويحتاج الى الحرية.
يرد الجلاد بلغة الضرب لآنه عاجز أمام منطق القضية، يبتسم المتهم أمام ألة الضرب وكأنه أمام كاميرة لآخذ صورة فوتغرافية. يهيج الجلاد نتيجة اصابته بشعاع الابتسامة ويفقد وعيه متأثراً بمرض جنون أستخدام كل وسائل أنتزاع الآعتراف حتى يحجب شعاع الابتسامة. ولهذا يدخل الى مطبخ التعذيب لآعداد كل صنوف ووجبات التعذيب، والمتهم يدخل بكل شموخ ويخرج بنفس العزيمة برغم تذوق كل صنوف التعذيب. وبرغم من ذلك تخرج الابتسامة من ركام الضرب حاملة معها مشعل التحدى.
يتكرر مشهد الضرب الموجع، تتكرر نفس الابتسامة بشكل متوالى، ابتسامة مغموسة فى بحر أمل الحرية، تنفجر ضاحكة الحريه بالامل، لتملآ المكان بصدها. ينهار الجلاد على ساحة المقاومة مخنوقا بحبل أبتسامة رجالات الثورة. وتنتصر على حلبة الصراع القضية، ويخرج هدير صوت الحرية عبر الوديان نتيجة زلزال بركان الثورة. ليملأ الآرض بيافطات فرح ومارشات عسكرية تغسل دنس الآستعمار عن ثوب القضية، وهى تردد عاش الاحرار عاش الاحرار عاش الآبطال عاش الآبطال والمجد للشهداء، شهداء الحرية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39554
أحدث النعليقات