نظام أسمرا يحذر من خطورة معارضي إرتريا وإثيوبيا
الخرطوم-مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الإفريقي 29/6/2005
كشف رئيس النظام الإرتري إسياس أفورقي عن خطورة المعارضتين الإرترية والإثيوبية للأمن الإقليمي واعتبرهما خطرا على السيادة الإرترية. وأبرزت صحيفة طومار الإثيوبية المستقلة الصادرة في أديس أبابا بتاريخ 29 يونيو وهي من الصحف التي تنفرد بنقل الكثير من أخبار النظام حيث نشرت هذه المرة نقلا عن صحيفة “بروفايل” الرسمية والناطقة بلسان النظام الإرتري التي جاءت فيها أول اتهامات وانتقادات للمعارضة الإثيوبية التي اعتبرها خطرا على سيادة إرتريا، ووجه رئيس النظام الإرتري اتهامات للجبهة الحاكمة في إثيوبيا بزعزعة الاستقرار الإقليمي وتأجيج النزاعات الطائفية والإثنية وطالب الدول الثمانية الصناعية الكبرى بعدم إلقاء الديون عن إثيوبيا. مشيرا إلى إثيوبيا تقوم بإساءة استخدام المساعدات التي تقدم إليها من قبل الدول الصناعية. وشككت صحيفة بروفايل في تقريرها المطول نزاهة نتائج الانتخابات، وأشارت إلي فوز المعارضة بأصوات الأغلبية.
وفي نفس السياق أعلن النظام الإرتري هزيمة الجبهة الحاكمة في إثيوبيا خلال الانتخابات التي جرت في مايو الماضي وطالبها بضرورة تسليم السلطة لأحزاب المعارضة.
وأكد النظام في بيان له أن الشعب الإثيوبي حسم أمور السلطة عبر صناديق الاقتراع وأقصى الجبهة الحاكمة،وتضاربت تصريحات نظام أسمرا حول الوضع في إثيوبيا على مدى قرابة الشهرين تصدرت وسائل دعاية النظام التطورات في إثيوبيا ولفت أنظار المراقبون انزعاج النظام من المتغيرات نحو الديمقراطية والاستقرار في السودان وإثيوبيا والصومال مما جعل يشعر بالعزلة وسط التحولات الديمقراطية الكبرى التي يشهدها الإقليم وإفريقيا عموما وهذا ما دفع النظام لفتح النار على كل الاتجاهات في آن واحد. وبدأها براعية النظام العالمي الجديد الولايات المتحدة الأمريكية التي اشترطت ضرورة الإصلاحات الديمقراطية مقابل تقديم المساعدات للدول الإفريقية. وكان ذلك بمثابة تشجيع أولى لإلقاء الديون لعدد من الدول الإفريقية. التي اعتمدت في برامجها الحكم الرشيد. وكان نظام أسمرا أكبر الخاسرين للتحولات في إفريقيا والعالم العربي الذي شهد مظاهرات ومسيرات كبرى طالت أكثر الأنظمة ديكتاتورية وشمولية وامتدت إلي الجمهوريات الملكية التي ظلت تمول الديكتاتورية الجديدة التي لبثت ثوب الثورة وخطفت نضال الشعب الإرتري وشردت شعبها ليعيش في معاناة وجعله في جزيرة منعزلة عن شعوب المنطقة. والآلاف من أبنائها يعانون من الحرمان ويعيشون في المهجر فيما يقبع المئات من الشرفاء في سجون النظام وأخرهم القيادة الإصلاحية التي لعبت دوراً بارزاً في معركة حرب التحرير، من أمثال شريفو وهيلي درع وبطروس سلمون وعقباي أبرها وصالح كيكيا وحسن كيكيا وحامد حمد وأكثر من 13 عضو من قيادة الجبهة الحاكمة يقبعون في سجن النظام منذ 18 سبتمبر 2001.
ولاحظ المراقبون أن نظام أسمرا الذي دخل في النفق المظلم نتيجة العزلة الإقليمية والدولية لاستمراره في عملية الهروب والمكابرة وعجزه في مواجهة الحقائق. وانتقاداته للمعارضة الإثيوبية التي ظل يساندها لسنوات طويلة يعكس مدى تخبط النظام سبق وأن خسر المعارضة السودانية التي وضعت لقضية السلام الأولية. وانتقادات أفورقي للمعارضة الإثيوبية تأتي بعد أن تبني خيار السلام والحوار لحل الخلافات مع الائتلاف الحاكم في إثيوبيا.
بهذا يكون نظام اسمرا بلا حليف ولا صديق سوى كان من أنظمة الإقليم أو معارضي تلك الأنظمة. وكان راس النظام قد خسر قوة مهمة وأساسية داخل الجبهة الحاكمة في أسمرا والتي تجزأت وتبعثرت نتيجة سياسات النظام الذي أدخل البلاد في نفق مظلم.
ولفت أنظار المتابعين للأوضاع الإرترية دخول عناصر ومجموعات من حملة شعار (الوطنيين الجدد) الذين ظهروا كمعارضين للنظام تحت مسميات متعددة وبدءوا يكتبون هنا وهناك ويبكون بدموع التماسيح على الوطن أي النظام ويقومون بحملة تشويه لقوة سياسية ومواقع وطنية ويروجون إشاعات من صنع النظام ويوزعون التهم الوطنية ويستغلون منبر الحريات للتشهير والإساءة ويدافعون عن النظام ليلا ونهارا. ويستمرون في حملات عدائية ضد التحالف وبعض المواقع الوطنية لإشغالهم عن معركتهم الوطنية. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للنظام المنهار. وأصبحت معالم نهاية النظام قد اكتملت وإن بعض عناصر النظام التخريبية التي تقود المعارك بالوكالات في بعض عبايات المعارضة قد أصبح أمرها مكشوفا. وإن مهندسي الحملات المسعورة ضد الوطنيين التي نشطت في الأونة الأخيرة وكشفوا عن انفسهم القناع وظهروا كواطنيين جدد يروجون الأكاذيب والأساطيل كبيرهم الذي علمهم السحر وإن الصورة قد اتضحت مع الشعب وإما مع النظام.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4759
أحدث النعليقات