نظام أسمرا يخسر إيطاليا ويتهم دبلوماسيها بنشر الصورة
الخرطوم – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 15/9/2005
انفجرت بوادر أزمة دبلوماسية بين أسمرا وروما، وشهدت العلاقات توتر خطير لم يسبق له مثيل. وكشفت مصادر عليمة في أسمرا إن السفير الإيطالي استدعى ثلاثة مرات إلى مبنى وزارة الخارجية الإرترية، تركزت حول الصورة المنشورة في الصحيفة (the Courier)، وقدمت الخارجية الإرترية للسفير الإيطالي تبريرات، ونقلت إليه استيائها من نشرة الصورة في تلك الصحيفة.
ووجهت الخارجية اتهام صريح لدبلوماسي إيطالي بتسريب الصورة ونشرها. واتهمت الدبلوماسي بتشويه صورة الحكومة الإرترية. وطالبت مغادرة الدبلوماسي الإيطالي الذي لم يتم تحديد شخصيته، إلا أن الأجهزة الأمنية شككت في سيارة دبلوماسية إيطالية شوهدت بالقرب من موقع الذي أطلقت فيه قوات الأمن الرصاص على المواطن الإرتري.
وكشف السفير الإيطالي إن الحكومة الإرترية طلبت منه المساعدة لتحديد الدبلوماسي الذي التقط الصورة وإبعاده باعتباره غير مرغوب فيه.
وأبلغ السفير الإيطالي استنكار الحكومة الإرترية لما حدث واعتبرت نشر الصورة عمل عدواني يستهدف الحكومة الإرترية.
وكانت إيطاليا تمثل جسر النظام إلى أوروبا وقامت بمحاولة تجميل صورة النظام وقدمت لهم مساعدات كبيرة، وآخر المساعدات التي وصلت إلى ميناء مصوع تقدر بـ 30 مليون دولار أمريكي.
وإن التوتر المفاجئ بين اسمرا وروما يكشف عزلة النظام الذي فقد كل من حوله بعد أن فقد الشعب الإرتري الذي يشاهد يومياً جريمة الإبادة التي تمارس ضد أبنائه من قبل أجهزة القمع التي تبطش بالمواطنين ما نقلته (كاميرا) الدبلوماسي الإيطالي لا تمثل إلا 1% من مؤاساة الشعب الإرتري الذي يواجه أكثر الأنظمة ديكتاتورية التي تمارس أدوات التعذيب محرمة دولياً وتستخدم فيه الكهرباء وخلع الأظافر وصب الزيت الساخن والضربة المبرح ضد المعتقلين وهذه الإفادات أدلى بها عدد من الهاربين من سجون النظام حسب ما نشرته بعض الصحف السودانية.
وكانت العلاقات قد توترت بين أسمرا وروما في سبتمبر 2001 إثر إبعاد أسمرا سفيرها بعد أن اتهمته التدخل في شئونها الداخلية. وسحبت معظم الدول الأوروبية سفرائها، إلا أن إيطاليا بعد أربعة زيارات لرئيس النظام إلى روما أعادت سفيرها قبل عامين شهدت العلاقة تحسن نتيجة تداخلات إقليمية وتوتر علاقات روما مع اديس أبابا التي تمكنت من حل خلافاتها في بداية العام الحالي، بعد إعادة مسلة أكسوم شهدت العلاقة تطور كبير وعادت العلاقة إلى طبيعتها.
ويعتقد المراقبون إن روما غضت النظر أكثر من مرة عن سلوك النظام، وحاولت الاحتفاظ بالعلاقات معه في إطار توسيع النفوذ المصالح لمستعمرتها السابقة لمواجهة الزحف الأمريكي والفرنسي نحو منطقة القرن الأفريقي، ولم تخفي روما انزعاجها من التوغل الامريكي في الصومال وإرتريا، وحاولت من خلال شركاء الإيقاد والمجموعة الأوروبية أن تلعب دور في ملف الصومالي والحفاظ في علاقتها مع نظام أسمرا لحماية مصالحها في مستعمرتها السابقة في القرن الأفريقي، إلا أن روما وجدت نفسها في حرب مفتوح مع أمراء الحرب في مقديشو الذين اتهموها بالانحياز إلى جانب الحكومة الصومالية، وهدد عدد من أمراء الحرب بتوجيه الضربة إلى إيطاليا التي سحبت ممثلها في الصومال أكثر من مرة. ودخلت في حرب دبلوماسي وإعلامية مع أديس أبابا التي اتهمتها بالانحياز إلى جانب أسمرا، وإيطاليا وجدت نفسها في رمال القرن الأفريقي المتحركة وأخطاءات في حساباتها عندما قامت علاقات مع نظام أسمرا الذي أنقلب على شعبه وجيرانه.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4597
أحدث النعليقات