نظام التموين بالراشن يبدأ في إرتريا
الخرطوم – مركز “الخليج” للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي 13/5/2005
في خطوة تؤكد الإبداع في العزلة المطبقة أنشأ نظام أسمرا شركة جديدة أطلق عليها اسم (حدري) أي الأمانة تتولى مهمة توزيع مواد التموين وتطبق نظام الراشن الذي كان معمول به في الدول الشيوعية وألغاه رئيس الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف ويحييه النظام الإرتري من جديد بعد أن أجريت مراسم الدفن في روسيا، وتأتي الإجراءات الجديدة بعد عدد من القرارات اتخذها النظام ومن أبرزها احتكار التجارة والسيطرة الكاملة على جميع المشاريع وتسليمها للمؤسسات المملوكة للجبهة الحاكمة ومن أكبرها شركة البحر الأحمر المعروفة بـ (09) التي واجهت عدد من المشاكل ومن أبرزها اعتقال قياداتها بتهمة الفساد وتم تقليص أنشطتها التجارية وتأثرت بعدد من المتغيرات التي حدثت داخل الجبهة الحاكمة التي قامت بإبعاد الحرس القديم من رئاسة الشركة التي ارتبطت لسنوات طويلة بهيلي ولدتنسائي (درع) وزير الخارجية السابق المعتقل الذي كان المسئول المباشر على الجوانب المالية إبان معركة التحرير وبعد الاستقلال، وقامت الحكومة الإرترية بإنشاء شركة جديدة لسببين أولهم لتوزيع مواد الإغاثة التي يعتمد عليها سكان إرتريا والتي تستلمها الحكومة من المانحين لتفادي الانتقادات التي تتعرض لها من المانحين نتيجة سوء استخدام تلك المساعدات بعد أن هددت الدول المانحة توزيع المساعدات بنفسها أو إيقافها، إلا أن النظام الإرتري اتخذ عدد من الإجراءات ومن أبرزها إقصاء وإبعاد مسئولين كانوا يتولون توزيع الإغاثة، والشركة الجديدة التي يشرف عليها أبرز قيادات الجبهة الحاكمة المتنفذة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الحكومة الإرترية والتي تبنت أكثر الأنظمة الاقتصادية تخلفاً وتبناها نظام صدام حسين بعد أرغم عليها بقرار من الأمم المتحدة عرف بسياسة الغذاء مقابل النفط طبقتها عليه الأمم المتحدة لمنع الحكومة العراقية للاستفادة من أموال النفط، أما الحكومة الإرترية طبقت هذه الإجراءات لأحكام السيطرة على المساعدات القادمة من الخارج والتي أصبحت مصدر أساسي يعتمد عليه المواطنين.
ويعتقد المراقبون إن الإجراءات الجديدة ستحرم إرتريا من الدعم والقروض من المؤسسات الدولية التي لا تتعاون مع الدول التي تطبق سياسات اقتصادية تعتمد على القطاع العام كما هو الحال في إرتريا التي تبنت السياسة الانعزالية في الاقتصاد والسياسة، وتبنت نهج أنور خوجا رئيس ألبانيا السابق وبهذا يختار النظام الإرتري مقعده الثابت في القرن الماضي.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4574
أحدث النعليقات