نعم أمن قومى
منذ ايام تناقلت وسائل التواصل الاجتماعى و وسائل الاعلام المختلفة خبر مفادة ان سلطات الامن السودانى ألقت القبض على بعض الطلاب من الجنسيات العربية ولا سيما من الجنسيات اللاردنية والمصرية بعد خروجهم من مراكز الامتحانات الشهادة السودانية لعام 2015 / 2016 ميلادى بحجه الغش أثناء أداء الامتحان . الخبر فى الوهلة الاولى ومن دون مقدمات استوقف كل من طن على اذنه .
نعم . ما هذا…………………………….؟
قرأت فى بداية الامر عن هذا الموضوع فى مقال نشرت على الصحيفة الالكترونية سودانيز أونلاين . حيث تناول كاتب المقال الموضوع من الجانب السياسى دون تقديم ادلة وبراهين تبين حيثيات الموضوع مما جعلالامر ملتبس فى زحام الكيد السيايى من هنا وهناك وبعد ذلك تفاعلت وسائل الاعلام مع تصريحات وزير التعلم الأردنى الذى أعلن عدم أعترافه للشهادة السودانية كمعيار للحاصلين عليها لدخول الجامعات الأردنية , والذى تراجع عنها بعد ذلك . ومن ثم تطور الأمر عندما شدت وزيرة المغتربين المصرية الرحال الى العاصمة السودانية الخرطوم , وبعد عودتها من السودان صرحت بمقابلة عبر الهاتف لتلفزيون الحياة والتى قالت فيها (( اننى ذهبت الى السودان للاطلاع على حيثيات موضوع طلاب المصريين واستخدمت كلمة تحفظ السلطات الأمنية السودانية عليهم ولم تستخدم كلمة قبض السلطات الأمنية )). كما تناقلتها وسائل الاعلام وتابعت حديثها التقيت مع أولياء أمور الطلاب المصريين ومع وزيرة التعليم السودانى ومع الجهات الأمنية السودانية وعلمت أن هناك شبكة كبيرة قامت بعملية تسريب امتحانات الشهادة السودانية والسلطات الأمنية امسكت برأس الخيط فى هذه الجريمة . والتى اشترك فيها عدد من الطلاب المصريين و الأردنيين مع بعض المعلمين السودانيين .
وهنا تحفظ على كلمة بعض المعلمين السودانيين اكراما واحتراما وتقديرا للمعلم المربى فى كل بقاع الدنيا فهم بناة الأجيال , المعلم لم يأخذ أى من الاموال والهدايا الا الذكرى الطيبة (( الله استاذ فلان )) . والاجر المحدود وأجرهم الكامل عن الله رب العرش العظيم .
(( وأكملت الوزيرة حديثها بقولها ان السلطات الأمنية السودانية تعتبر المساس بامتحانات الشهادة السودانية أمن قومى )) مما جعل مذيعة تلفزيون الحياة ( يلطم ) بقوله انا لاأتحدث عن السويد ولا انجلترا , انا اتحدث عن السودان اللى احنا واياهم سوا سوا ( زول ) أمن قومى …..؟
هذا يقينا عند كل سودانى جلس ابنه او ابنته لهذا الامتحان .
والكل يعلم حاله الرهبة والخوف التى تسود فترة امتحانات الشهادة السودانية وهى تبدأ عند الطلاب من أول حصة فى الصف الثالث الثانوى وعند المعلم عندما تسسند وضع امتحانات الشهادة السودانية , او يكلف بمراقبة هذه الامتحانات وعند الأسرة تنتهى يوم اعلان نتائج امتحانات الشهادة السودانية (( مبروك النجاح ))
وجميع أفراد الشعب يتفاعل مع هذا الحدث حتى شرطى المرور تجده يسهل عمليه مرور الباصات والحافلات التى تقوم بنقل صلاب الشهادة السودانية ويقول لك( يا أخى استنى الاولاد ديل عندهم امتحان . ياعمى دى الشهادة السودانية ). من الذى أمر هذا الشرطى , أقولها جازما أنه ضميره الذى أمره بذلك .
نعم ….. من الذى امر تلك المعلمه التى اتت من شرق السودان والتى تسبب فى كشف أول خيوط هذه الجريمة بالطبع ضميرها .
نعم …. ان الشهادة السودانية أمن قومى وأنها توثر على الأسرة وعبرها على المجتمع بأسره , وهنا علقت صديقة لى ( فى الله ) قرأت بعض مقتطفات هذا المقال وقالت ( كان فى ضمير وخلص , لا مخلصش ).
الضمير باقى ما دام المجتمع باقى انه لا يأتى مع نظام حكم ولا يذهب مع نظام حكم أخر وقال الشاعر/ احمد شوقى
(( انما الأمم الاخلاق ما بقيت
فاذا هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا )).
اللهم ثبت أخلاقنا ……………………………………………………….
نعم . ان تصريحات الوزيرة المصرية كانت منصفة والتى ذكرت فيها ان الشهادة السودانية معترف بها عالميا , وايضا تضاف عشر درجات لحاملها فى تنسيق الجامعات المصرية . بمعنى اذا حصل الطالب فى الشهادة السودانية على ( 80 % ) يتحصل على ( 10 % ) لتصبح مجموعه ( 90% ) . حيث يتمكن من منافسة الكليات الاولى فى الجامعات المصرية والعربية , هذا مما يجعل الطلاب العرب والاجانب يقبلون على دراسة المنهاج السودانى و التحديد المرحة الثانوية .
وهذا المنهاج الذى جعل مكانه كبيرة للمعلم السودانى على مستوى العالم العربى الا انى لا افشيكم سرا ان نقلت اليكم معانات حرف (القاف ) عند جل المعلمين السودانيين الذى ينطق غير متعمد ( غين ) والذى يرجع الى التعليم فى مرحلة الاساس وأرجو من ادارة المناهج فى وزارة التربية والتعليم الاهتمام بهذا الموضوع .
وكما قال الشاعر (( قم للمعلم وفيه التبجيل : كاد المعلم ان يكون رسولا )).
دمتم ودامت الأخلاق لنا ولكم ..
الصحفى : محمد نور وسوك
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36827
أحدث النعليقات