نــعى ألــــيم
بسم الله الرحمن الرحيم
ننــعى أخــــــانــــــا جمـــــــال نــــعـــــيا ألــــيماً
وحسبه –إن شاء الله-جنات ونعيماً
اللهم إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا بفراق أبا أمل لمحزونون، اللهم أدخله فسيح الجنان، وألهمنا وأهله ووالديه وكل أفراد أسرته الكريمة الصبر والسلوان، إنه قدير رحيم رحمن.
إن الأخ الشهيد-إن شاء الله- جمال كتلة من الإشعاعات والإنجازات، وبالتالي فمهما سطرت أيد أو تحدثت ألسن فلن تعطيه حقه ولكن من باب ( من لايدرك كله لايترك جله) أسطر كليمات في حق الشهيد عسى ولعل تكون شعلة للسائرين، ويقظة للغافلين.
إن المتوفى جمال ينحدر من أسرة كريمة تقطن في أواسط عنسبا، ونسبة للمعاناة التي ابتلي بها الشعب الإرتري هاجر إلى أرض السودان ولكنه كافح وناضل في سبيل العلم والتعليم حتى أنهى مراحله الإبتدائية والمتوسطة بامتياز. ثم ساقه الطموح الذي كان هاديا له أن ييمم شطر المركز الإسلامي الإفريقي (جامعة إفريقيا العالمية حاليا) ففتحت الجامعة دفتي بابها لهذا الشاب الممتئ نشاطا وحيوية، وبالمقابل بادل جامعته وفاء بوفاء ووعد بإيفاء وكان في طليعة خريجي المركز في دفعته فتم قبوله في كلية الهندسة( جامعة السودان). لكن عين شهيدنا كانت ثاقبة وذات مرمى بعيد، فاتجه نحو جنوب شرقي آسيا (الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا) وكانت هي الأخرى مرحبة بقدومه. لم يعر فقيدنا كورس اللغة الإنجليزية بالا وإنما واجهه باجتهاد ومثابرة منقطع النظيرين حتى التحق بالتخصص في زمن قياسي، وتوج تخصصه (محاسبة) بتميز كان يشار له بالبنان، وتقدم الشابات قبل الشبان. لم يتوقف شهيدنا عند هذا الحد بل أنهى برنامج الماجستير بتميز واقتدار. أما الجانب العملي فقد عمل تدريبه في شركة ماليزية ضليعة حيث كان مدققا وقد نال إعجاب إدارة الشركة وموظفيها على حد سواء، كما أنه كان مدققا في بعض المركز والمؤسسات، فضلا عن أنه عمل في شركة الزيوت لأحد رجال الأعمال السورييين (وكان له صيت طيب فيها). ثم آذنت سفينة الرحيل إلى الإمارات بعد أن تأهل اجتماعيا.
أما من ناحية النشاط فإن الأخ الشهيد هو فقيد الشريحة الطلابية في المركز، والإتحاد العام للطلاب الإرتريين في السودان، فضلا عن تقلده مناصب تنفيذية في رابطة الطلاب الإرتريين بماليزيا، فضلا عن مقالات أبي أمل التي زينت أعداد مجلة الأمل. وعبر هذه الأسطر أهيب بكل هذه الشرائح أن تضع نصب عينيها باكورة ذريته (أمل) اهتمامها رعاية وتعليما، فإن تذكر الماضيين إضاءة للاحقين، وإن ذكر مناقب الأسلاف تقلل من هوة الخلاف، وتذلل التكاتف والاصطفاف. إن الشهيد-إن شاء الله- هو فقد جلل، وفقد للأمة الإرترية قاطبة سيما شريحة الطلاب والشباب الذين هم نصف الحاضر وكل المستقبل.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=26314
أحدث النعليقات