هل إستحدث النظام الإرتري أساليب للقتل

يروي القرءان الكريم قصة أصحاب الأخدود ويقول المفسرون أنها تتحدث عن ملك يهودي كان يحكم اليمن ، وقد أحرق فيها المسيحيون الأوائل ، وقد وجدت من ينسب ذلك الى ملك حبشي ، أو يقول إن الملك ربما كان يمنيا أو حبشيا كان يحكم البلدان معا .

وأي كان فإن قصص القرءان تحدثنا عما كان أو كائن أو ما سيكون ، فهاهي صفات الطواغيت نراها كما هي ، فالأخدود كما يعرفه القرطبي: ” الشق العظيم المستطيل في الأرض كالخندق ” ، فهو حفر في الأرض كانوا يشعلون النار فيه ثم يخيرون الناس بين الحرق والردة ، واليوم سجون الشعبية كلها حفر تحت الأرض الأخاديد عينها ، والحروق أنواع أسوءها الحرق المعنوي والنفسي .

والقتل هو القتل سواء تم في الأخدود أو تم خارجه بوسائل أخرى فتعالو ننظر المسيرة الدموية للشعبية نجد أن وسائل عدة قد أستخدمتها وأنواع شتى للقتل عبر تاريخها الأسود فمثلا لا حصرا نجد من أنواع القتل عندهم :

– الأعدام المباشر : وقتلاه لدى الشعبية لا يعلمهم إلا الله منهم جماعة سموها المنكع وهم شباب من المسيحيين لا يعرف سببهم بالضبط لكنهم يعتقد أنهم تصدوا للمشروع العنصري المرتهن من الخارج من أساسه .

– التصفيات الغادرة : وتمت بوسائل لاحصر لها وهي تبدأ أيضا من بدايات الشعبية ومازالت ومن أشهر المعروفين فيها إبراهيم عافة وعجيب وسبي وسعيد صالح ومحمود حسب وهنقلا كوادر ماتوا جماعات بحوادث وفي الستة مسيحيين لا تحضرني أسمائهم ….

– وقد تحدث الحنود المقاتلون في جيش الشعبية بأن الكثير من التصفيات كانت تتم داخل المعارك للجنود والقادة المميزين بواسطة عناصر تتحرك من الخلف بعد إستدراجهم في النقاش لمعرفة ما يضمرون وذلك قبل الجلاء .

– كذلك تمت تصفية كل من وقف في وجه إعتداءاتهم على الأموال والأعراض فمات الكثير من الشعب الأعزل في شتى أنحاء إرتريا في أحداث مشهودة دنكاليا وصنعافي وشعب وسنحيت وبركا والقاش .. .

– وبعد الجلاء الإثيوبي عدد لا يحصى من مسيحيين ومسلمين وقد كان أشهرها حادثة الجرحى والمعوقين من الجيش ، تلا ذلك تصقيات الكوادرأمثال أركا والشاعر ود شيخ …

– التغيب في أخاديد الشعبية : أوالقتل سجنا فما فقدوا سجنا لا يعرف الحكم حدث عنهم ولا حرج وهؤلاء يقدرون بعشرات الآف لكن لأن شعبنا لا يكتب وليس في المعارضة من أحصي على حد علمي أويتابع العد فالعدد مجهول للأسف ، ومن هؤلاء كوادر ورموز من مؤسسي الثورة أمثال محمود ديناي وأبو عجاج وإبراهيم إدريس …

– الكثيرون يعتقدون أن حروب الشعبية كانت تستهدف تصفيات في صفوف الضباط والجيش ، فربما في البدء لا يكون ذلك هدفها لكن عندما تشتعل يختارون لها أبناء المسلمين حنودا وضباط ومن أرادوا له الموت منهم .

– وكانت حادثة الإنقلاب قد أستدرج فيها المسلون لأنهم كانوا يعلمون أشواقهم وضمن من روجها لهم وزير الدفاع ثم أصبحت مبررا للقتل والسجن ، وزراء وحكام أقاليم وكوادر مدنية وعسكرية غيبوا كما فعل بالإصلاحيين أمثال شريفو ورفاقه منهم عماروا وتوتيل وعبد الله جابر ونورحسين .

ربما كانت كل الإغتيالات تتم بالوسائل التقليدية في نظرنا لكن إستحدث العصر وسائل جديدة ، لا يلتفت لها شعبنا لتدني المستويات التعليمية ولبساطة الحياة عندنا ولم يمر هذا على المستوى العام فحسب بل حتى الفيئات المستنيرة ،يبدو أنها لم تتوقعه لذلك الضحايا منها قادة وكوادر على مستوى تعليمي عالي في المجتمع .

لم أكن أعلم أن مادة البلوتونيوم المشعة تستخدم في في الإغتيالات الفردية حتى علمت من تقرير للجزيرة في خريف 2012م عن أسباب وفاة الزعيم ياسر عرفات بعد ثمان سنوات من التكتم ، وكان في البدية مستشفى “برسي” الفرنسي قد أعلن عن وجود تلوث ذو طابع سام في دم الرئيس .

وقد صادفني ضمن ما قرأت أن أحد أنواع البكتريا السامة لا تظهر نتائجها إلا بعد مرور إسبوعين أو نحو 12 – 13 يوم ونتائجها بالضبط الشلشل الكامل أو الموت ، هذه نماذج فحسب لكن مالا نعلمه من الوسائل المستحدثة لا شك في أنها كثيرة ومعقدة .

فإذا إستصحبنا ذلك في تتبع وقراءة الكثير من التصفيات الغامضة لعناصر مهمة في نظام الشعبية مثل علي سيد وعبد الرحمن جاسر نجد أن أصابع خفية تلهو بالقتل عند هذا النظام ، والذي لفت إنتباهي أن معظم الكوادر من خريجي الشرق الأوسط الذين كانوا ينتمون ويتعصبون للشعبية قد سمعنا بموتهم أو بشللهم ، أذكر منهم داؤود وأبو عاشة وإدريس وعامر وأنا هنا أعطي نماذج ولا أعدد ، شباب في مقتبل العمر عرفوا بالحيوية والنشاط لكن قدرهم أنهم خدعوا بالشعارات الوطنية الجوفاء لنظام الشعبية ، كما يجب أن نراجع سبب وفاة القائدين صالح إياي ومحمد سعيد ناود وكل من مات عندهم مثلما روجعت أسباب وفاة عرفات .

salehkarrar@Gmail.com 24/2/2016 صالح كرار