هل نضال جبهة التحريركان يستهدف المسيحيين ؟!!!
بقلم :- محمد عبد الله آدم
في هذا المقال نود أن نناقش برؤية وعقلية مفتوحة ما أورده المدعو /أبرهام يوهنس في عدد من الخربشا ت يحاول فيها تزييف الحقائق بالإضافة الي جهل تام بتطور الأحداث .
ففي الأساس عند ما رفض الشعب الإرتري الإستعمار كان ينطلق من منطلقات وطنية ، ولم تكن له أية أهداف دينية ولو كانت أهدافه دينية لقبل بمقترحات لجان الأمم المتحدة التي نادت بتقسيم إرتريا بين السودان وإثيوبيا بحكم التنوع الديني غير أن الرابطة الإسلامية رفضت هذا المقترح وتمسكت بوحدة إرتريا أرضاً وشعباً في حين وجد هذا المقترح قبول من المسيحين لأسباب تأريخية نفهمها نحن المسلمين جيدا ولولا تمسك الرابطة بوحدة إرتريا لكان مصير بلادنا اليوم مثل الصومال الذي تشتت شعبه وقسمت أرضه بين الدول المجاورة له ، وهذه محمدة تحسب لصالح الرابطة الإسلامية ، وإن إدعاءات أبرهام يوهنس ليس بمستغرب فمازالت تعشعش في أفكاره الإفتراءات التي كانت تروجها المجموعات الإنفصالية التي طالبت بإنضمام إرتريا الي إثيوبيا والتي كانت تصف نضالات الشعب الإرتري أبان فترة تقرير المصير أو النضال المسلح بأنها حرب دينية نستهدف المسيحين غير أننا نذكر صاحب الخربشات بأن أي من دستور الرابطة الإسلامية أو الدستور الإرتري الذي أقرته الجمعية الوطنية الإرترية في عام 1952م أو دستور جبهة التحرير لم يتضمن أي إشارة الي دعوة إقامة دولة دينية . وبما أننا بسدد الرد علي الحرب الدينية التي زعم أن المسلمون نادوا بها منذ العام 1961م وهو تاريخ تأسيس جبهة التحرير الإرترية ، فلا يخفي علي المتابع للتاريخ تأسيس جبهة التحرير الإرترية فإن الأسباب التي دعت الي تأسيس جبهة التحرير والدعوة الي الكفاح المسلح هي الخرق الواضح التي إرتكبته اثيوبيا الثيوقراطية بإنزال العلم الإرتري ومحو هوية إرتريا بفرض اللغة الأمهرية وإلغاء اللغتين الرسميتين التين اقرهما البرلمان الارتري والعمل علي الضم التدريجي للكيان الارتري الي اثيوبيا والذي توج بإلغاء الاتحاد الفدرالي وضم ارتريا الي اثيوبيا في العام 1962م . وهذه النقطة في حد ذاتها مدعاة لأي باحث للوقوف علي مدي سعة الأفق السياسي للقادة الوطنيين الارتريين والذين ادركوا اهداف ومرامي اثيوبيا ، في حين انطلت الخدعة علي عملاء اثيوبيا من المسيحين الذين أيدوا الاتحاد مع اثيوبيا عندما حاولت إثيوبيا تصفية البوليس الارتري حاول تدلا عقبيت الاعتراض فما كان من الامبراطور الاأن قام بتصفيته في مكتبه والحادثة معلومة لدي كل الإرتريين ولا تحتاج الي تفصيل غير أننا نذكر أبرهام وزمرته أن تدلا عقبيت كان من أنصار الإتحاد مع إثيوبيا وكان شعارهم ( إثيوبيا وي موت ) أي اثيوبيا أو الموت وقد إستخدم تدلا عقبيت سلطاته بطيش في التنكيل بالوطنين من ابناء المسلمين وقلة من المسيحين وأدعوكم للوقوف علي ماحدث للمعتقلين الوطنيين من حركة تحرير ارتريا .
كما أنبه دعاة الفتنة من العنصريين المتقوقعين بأن دستور جبهة التحرير الإرترية لم يتضمن أي فقرة تدعوا للقيام بحرب دينية كما أن سلوكها يؤكد ذلك وتخلف المسيحين عن المشاركة في تأسيس جبهة التحرير ناجم عن ظروف موضوعية تتعلق بالمسيحين حيث كانت الدعاية التي كان يروجها العنصريون والظلامون بدرجة من القوة جعلت الكثير من المسيحين ينظرون الي تأسيس جبهة التحرير بكثير من الشك والريبة غير ان زيف وبطلان هذه الدعاية انكشف فتوالا المسيحين بالإنضمام الي جبهة التحرير ، ونحن لا نستغرب عندما نجد زمرة من الحاقدين من دعاة الفتنة في المربع الذي تجاوزه الشعب الارتري قبل اكثر من نصف قرن والذي اصبح من مخلفات المستعمر الاثيوبي الطائفي العنصري الرجعي المختلف والذي نجده الآن في مذبلة التاريخ وأتحدي هؤلاء الظلاميون بأن يأتوا ولو بجزء من حادث يدل علي تاريخ ناصع ومشرف لعملاء اثيوبيا من المسيحين الارتريين في تلك الحقبة .
أيضا اريد ان ألفت انتباه هؤلاء العنصريون بأن برنامج جيهة التحرير الارترية عندما تأسست لم يكن من أهدافه اقامة دولة دينية أو طائفية في ارتريا وأوضح دليل علي ذلك وجود عناصر مسيحية تشغل موقع مفوض سياسي ومهام المفوض السياسي الدعاية لبرنامج جبهة التحرير الارترية في وسط الشعب والتثقيف السياسي بين المقاتلين ولو كان هذا البرنامج يتضمن الدعوة الي حرب دينية لم يكن بالأساس ممكنا أتاحة الفرصة لأي مسيحي للنضال في صفوف جبهة التحرير ناهيك عن ان يقوم بالترويج لبرنامجها .
وهناك نقطة اخري أود ان أوضحها للقارئ الكريم في أدعاء ابراهام بأن التجمع سابقا والتحالف حاليا أصبح مطية للتنظيمات الاسلامية لتمرير اهدافها وأن وجود قلة من المسيحين في التحالف هو للديكور ليس الا للتمويه والتضليل علي المسيحيين …. الخ
هذا الادعاء ينم عن جهل صاحبه وعدم مواكبته لنشأة وتطور التحالف الإرتري في المقام الأول وثانيا وجود تجمع وطني يضم مسلمين إلي جانب المسيحين هو ضد أهداف الظلاميين دعاة الفتنة وليس من المستغرب أن يشككوا في أهداف المسلمين ويخونوا الوطنيين من المسيحيين وهي فرية تأريخية ألفناها ولا يمكن أن تحيد بنا عن أهدافنا الوطنية ونحن نعلم علم اليقين أن موقعها وموقع مروجيها سيكون في مذبلة التأريخ .
غير أني أعود الي القارئ الكريم لأوضح له ظروف نشأة التحالف الديمقراطي الحالي . فنشأة التحالف الحالي تعود الي عام 1997م عندما قامت ثلاثة تنظيمات بإعلان تحالف بينها ضد نظام الجبهة الشعبية والتنظيمات هي حركة الجهاد الإسلامي وجبهة التحريرالإرترية وجبهة التحرير الإرترية المجلس الوطني .
في حين إمتنعت عن الإنضمام الي التحالف تنظيمات أخري كانت تعارض النظام الدكتاتوري لأسباب خاصة بها وهذه التنيظمات هي جبهة التحرير الإرترية المجلس الثوري وتنظيم القاش سيتيت .
أما الحزب الديمقراطي ورئيسه/ مسفن حقوص وحزب التعاون ورئيسه/ حروي كانا ضمن النظام القمعي الدكتاتوري في أسمرا ولم يكونا يفكران في المعارضة بل كانا ضد المعارضة ، فحروي عندما زار السودان ضمن وفد الجبهة الشعبية بعد إتفاق الدوحة كان رده لأحد أصدقائه في جبهة التحرير – دايريني اكون إرهابي – فكيف يمكن أن نجمع بين ادعاء /ابرهام وقد تأسس التحالف قبل قدوم هؤلاء اليه ، فالتنيظمات الإسلامية لم تكن في حاجة الي تمرير أهدافا عبر الآخرين كما أن اهداف التحالف إذا كانت غير وطنية لم يكن ليلتحق به أنصار النظام في السابق ومعارضوه لاحقا . وإن معارضتهم للنظام نابعة من موقف وطني أقنع الآخرين بأن يكونو الى جانبهم .
وفي خطوة أخري متقدمة رأت التنظيمات التي تخلفت عن التحالف الأول الإنضمام اليه بالإضافة الي التنظيمات التي كانت تمعارض النظام من اثيوبيا وتم إعلان تجمع قوي المعارضة الإرترية في مارس من عام 1999م من عدد عشرة تنظيمات أي بإضافة المجلس الثوري والمؤتمر الشعبي ، والجبهة الديمقراطية الشعبية الارترية والجبهة الديمقراطية الثورية والحركة الديمقراطية لتحرير الكوناما وحركة المقاومة الديمقراطية الارترية وجماعة مبادرة الارترية بالاضافة الي شخصية وطنية واحدة وهو المناضل/ على محمد سعيد برحتو وهذه التنظيمات شاركت في تطوير ميثاق التحالف الذي اقر بالتعددية السياسية والتنوع الديني وكفل الحريات والمتفحص لبرامج التنظيمات العشرة هي ذات برامج علمانية عدى تنظيمي حركة الخلاص الإسلامي الإرتري والمؤتمر الشعبي وهما تنظيمان إسلاميان مع ذلك رضيا بميثاق التحالف وأقرا بالتعددية السياسية والتنوع الثقافي والديني في إرتريا مما يعني أن برنامج هذه التنظيمات لم يكن طائفيا أو يجنح إلي الإقصاء وكان موقف حركة الخلاص الإسلامي الإرتري واضحا أثناء صياغة الميثاق عندما أبدت بعض التنظيمات مخاوفها من موقف الحركة من التعددية إذا رفض الشعب الإرتري برامجها فكان رد الحركة بأن الحركة تحترم خيار الشعب الإرتري .
ولعلم القارئ فان هذه التنظيمات التي شكلت التجمع فيها تنظيمات ذات نقل مسيحي ونحن لا نشك في توجهاتها الوطنية وهي عضو فاعل اليوم في التحالف الديمقراطي وليس لها تحفظ معلن علي الأقل في برامج وأهداف التحالف وهي عضو أصيل في معارضة النظام الطائفي في أسمرا ومع ذلك لم يتطرق إليها المدعو/ أبرهام بل إستدل بالحزب الديمقراطي ورأي أنه أصبح مطية لتمرير أهداف الإسلاميين غير أني أريد أن أنبهه وكل الإقصائين من زمرته بأن حركة الجهاد عندما كانت في عامي 92-1993م تقاتل التنظيم الطائفي كان رئيس الحزب الديمقراطي مسفن حقوص وزيرا للدفاع ، ورغم ذلك فإ ن الاسلاميين لم يكونوا أسري للماضي وهم الآن لا يجدون قضاضة في أن يكون عدوهم بالأمس يلتقي معهم في أهداف وطنيه بل لعلم المشككين بإن الاسلاميين قد أتهمو بتأييد حروي لتولي رآسة التحالف الديمقراطي التجمع سابقا ً .
وأود أن اذكر الظلاميين بالكاركاتير الذي نشرته الجريدة الوحيدة الصادرة في اسمرا ولسان حال النظام في نهاية عام 1992م تظهر جندي مقاتل ملتحي وبزي معين تدفع به الطائفية المقيتة الي حدود السودان للدلالة علي التخلص من المسلمين مع ذلك بقي المسلمون في معارضة النظام والعمل علي إثبات الحقوق الوطنية للمسلمين وحينها كنتم تطبلون للنظام الطائفي المقيت الجاثم علي صدر شعبنا وليس كما زعمت :- (ونظراً لما أبداه شعبنا من رفض ونبذ لسلوك النظام ، اعتقد هؤلاء انهم يمثلون الأرضية الملائمة للنضال لتحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة فبدؤا بالظهور …. الخ) . فالمسلمون طوال التأريخ الإرتري المعاصر هم في صف الحق والحرية والإنعتاق ولم يكونوا في يوم من الأيام في صف الشيطان كما هو حال الظلاميين دعاة الفتنة فنحن بالأمس كنا ضد دعاة الطائفية ودعاة الفتنة وسنظل في ذات الموقع غداً ولم نكن نبتا شيطانيا كما هو حال الظلاميين أعداء الشعب الإرتري وأن معارضتنا للظلم نابعة من صميم عقيدتنا بخلالاف مبدأ هذه الفئة الحاقدة (ذي نقسي نقوسنا ذي برقت طحابنا) أي كل من يحكم هو ملكنا ولوكان الشيطان كماأن كل شمس تشرق هي شسنا .
وإذا كنتم قد أدركتم اليوم الإنتهاكات التي يرتكبها نظام أسياس اليوم فنحن قد عانينا من ظلم الطائفية والعنصرية لثلاثة عقود وضحاياها من قتلي وأسري يعز حصرهم وهناك فرق كبير بين أسرانا الذين نجهل حقيقة مصيرهم بعد تأريخ إعتقالهم وبين من إعتقلهم النظام من مجموعة الخمس عشر وأعوانهم فحققوهم موفورة ووضعهم معلوم للقاصي والداني . وأنكم لم تزرفوا دمعة علي من أعتقوا بالأمس أوتتلفظوا بنت شفة في إنكار ظلم اسياس فعن أي وطنية تتحدثون؟ .
وقبل أن أختم مقالي أريد أن أنبه القارئ الكريم بأن ماذهب اليه كاتب المقال من التشكيك في وطنية جبهة التحرير هو نابع من حسد كامن في نفوس الظلامين ولا يسنتدالى حقائق تأريخ وماهو إلا محاولة للعب علي خلافات المسلمين فحركة تحرير إرتريا هي إمتداد طبعي لنضال الرابطة والتي نكبت بفعل عصابات حزب الوحدة وتم إبعادعناصرها الفاعلين إما بالاعتقال والإغتيال أو بالتهديد بالقتل ومن ثم جاء الدور علي أعضاء حركة تحرير إرتريا الذي زج بهم في السجون من قبل أعوان إثيوبيا ودعاة الطائفية ليخفت في عموم إرتريا صوت الوطنيين ويعلو صوت العملاء والظلاميين من أنصار الطائفية أمثال : تولدي تدلا مدير سجن سنبل الذي كان يطرل لسماع أنين الوطنيين سجناء الحرية من حركة تحرير إرتريا ومعتقلهم بدلا عقييت .
برهة من الزمن فكان الدافع قويا لتأسيس جبهة التحرير وفي خارج إرتريا لكيلا ينال منها المرجفون والعملاء أما في أهدافها فلم تكن تختلف عن حركة تحرير إرتريا والرابطة الإسلامية . ولذلك حين تم الإتفاق علي تأسيس جبهة التحرير وتم الإتصال بالقائد البطل / حامد عواتي لم يكن بمقدر العملاء النيل منه فحين اتصل به عملاء اثيوبيا يدعونه للقدوم الي اسمرا لتسليمه سلاحا جديدا لم تنطل عليه حيلة العملاء وبادر بتفجير الثورة ليتكامل دور الوطنيين في الخارج والداخل ، وأن ماساقه المدعوا ابرهام يوهنس أراجيف لا يمكن أن تنطلي علي حصافة القارئ الفطن .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6867
أحدث النعليقات