هل هذا سخرية من إسياس أم درس له ؟

نشرت الطبعة التقرينية من الصحيفة الوحيدة في إرتريا ” إرتريا الحديثة ” في عددها الصادر في الثامن من الشهر الجاري، وفي الصفحة الثانية عشرة منها، خبراً تحت عنوان ” الرئيس البوليفي كارلوس ميسا يطلب التنازل عن السلطة”. جاء في الخبر الذي نقلته الصحيفة من وكالة رويتر للأنباء بأن الرئيس كارلوس أبدى رغبته بالتنازل عن السلطة التي تولاها عقب انتخابات ديمقراطية جرت في عام 2003 وتسليمها إلى الشعب، وذلك بعد تصاعد الرفض الشعبي لحكومته وقيام أكثر من 830 مظاهرة شعبية مناهضة في عهده. وأضافت الصحيفة أن الرئيس السابق جونزالو لوزاد كان قد هرب إلى خارج البلاد بعد تصاعد المقاومة الشعبية في البلاد.

لنترك ما تناولته إرتريا الحديثة جانباً، ولنلقي نظرة إلى طبيعة الرئيسين المذكورين… الرئيس كارلوس المنتخب ديمقراطيا قرر التنازل عن السلطة، بعد أن رأى الشعب الذي منحه الثقة في السابق يعارض سياساته حالياً. وهذا السلوك يؤكد بوضوح بأن الرئيس كارلوس يعتبر الشعب صاحب السلطة الشرعي، وبالتالي ينبغي تسليمها له. أما الرئيس السابق جونزالو لوزادا فإن هروبه من البلاد بعد أن أصيب بالهلع من المعارضة الشعبية المتصاعدة ضده، يؤكد على انعدام ثقة الرئيس بنفسه واقتناعه بأن الشعب سوف لن يغفر له سياسة الفساد والإفساد التي مورست في عهده.

وإذا حاولنا إجراء مقارنة بسيطة بين الوضع البوليفي والوضع في إرتريا فسنجد وكأن الموضوع المشار إليه أعلاه موجه إلى إسياس أفورقي، مع الأخذ في الاعتبار بالطبع بأن الأوضاع في البلدين ليست متطابقة بشكل كامل. فالرئيس كارلوس، الذي يريد التنازل عن الحكم، منتخب من قبل الشعب، بينما إسياس أفورقي يحكم إرتريا عنوة ورغماً عن شعبها. إلا أن تصاعد الرفض الشعبي في إرتريا خلال الفترة الأخيرة، ومطالبة الجميع بإنهاء الديكتاتورية وإقامة نظام ديمقراطي يجعلنا نتساءل أي الخيارين سينحاز لهما إسياس، خيار تسليم السلطة إلى الشعب كما قرر الرئيس كارلوس، أم الهروب بجلده كما فعل الرئيس جونزالو.

وعودة إلى صحيفة ” إرتريا الحديثة ” فنطرح سؤالا برئياً عن قصد الصحيفة بنشر الخبر المذكور. هل أرادت بذلك أن تسخر من إسياس أم تقدم له درساً في الحكم ؟

ونتمنى أن يستوعب إسياس الدرس ويقوم بتسليم السلطة إلى الشعب قبل أن يقتلعه منها اقتلاعاً !!

مكتب الإعلام والثقافة

جبهة التحرير الإرترية – المؤتمر الوطني