هل يجوز تسليم اللاجئين (الخمسة) مقابل إطلاق سراح القبطان المحتجز؟!! وأين الضمير الإنساني في المقايضة؟!!
بقلم: صالح عبدالله عجيل – لندن
26/10/2012
لقد فرّقت دساتير معظم الدول المتحضرة بين اللاجئ السياسي واللاجيء المجرم، حيث منعت منعاً مطلقاً تسليم اللاجئين السياسيين الذين لجأوا من بلادهم بسبب دفاعهم عن الحرية والعدالة والمساواة الإجتماعية وقاوموا الديكتاتورية بالقول أو بالفعل وذلك خوفاً من تعرضهم للتعذيب، أو الموت المؤكد في معظم الأوقات، في حالة تسليمهم للأنظمة الديكتاتورية الفاسدة والفاقدة للشرعية في بلادهم.. كما هو حال النظام الديكتاتوري في إريتريا.
بينما حددت هذه الدساتير أيضاً من جهة أخرى شروطاً لتسليم اللاجيء المجرم المطلوب للعدالة في بلده في قضايا جنائية من أهمها وجود اتفاقية بين الدولة التي ينتمي إليها وحكومة الدولة التي يطلب اللجوء إليها، شريطة موافقة مجلس الشعب (البرلمان) على هذه الاتفاقية. هكذا تنص معظم دساتير الدول المتحضرة.. الدول التي تتمتع بقدر كبير من الحرية والعدالة والمساواة الإجتماعية والديمقراطية.. وبالتالي بالإستقرار والأمن.
فأين موقع مصر من هذه الدساتير؟ مصر الحرية.. مصر العدالة .. مصر ثورة 23 يوليو وقائدها المقاوم الكبير، الزعيم جمال عبدالناصر.. مصر ثورة 25 يناير المجيدة التي أعادت لأم الدنيا ولكافة الأمة مجدها ومكانتها الطبيعية الأفريقية والآسيوية والعالمية من اليوم الأول الذي تم فيه التلاحم بين الجيش البطل والشعب العظيم لإسقاط النظام الفاسد ورئيسه المخلوع وإشاعة حياة الحرية للجميع.. مؤكدة بذلك للعالم كله مدى حضارتها العريقة وتسامحها النبيل.. متمنين أن يكون تلاحمها قدوة لنا لإسقاط النظام وبسط الحريات والعدل في إريتريا المستقبل.
أقول قولي هذا بمناسبة ما يتردد من أنباء معيبة جداً وغير إنسانية تمت من قبل ديوان رئاسة الجمهورية بموافقة رئيس مصر الثورة فخامة الدكتور/ محمد مرسي الذي نكن له الود والإحترام.. وكنا نأمل منه بذل الكثير لصالح قوى المقاومة في إريتريا وحمايتها في مصر الثورة بدلاً من قبول إبتزازه لتسليم عناصرها (الخمسة) بعد حصولهم على حق اللجوء السياسي في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لديكتاتور إريتريا المجرم بتلبية مطلبه الإستفزازي بدون وجه حق!! وكان بإمكان الدكتور مرسي رفض مطلب الإبتزاز هذا والصمود وتكرار المطالبة بإطلاق سراح مواطنه البريء من التهم الموجهة إليه. سياسة الإبتزاز هذه مبررة من قبل الأنظمة الفاسدة!! ولكن لم نتوقعها من مصر الثورة بعد الربيع العربي.
أما النبأ المعيب جداً الذي تردد فهو عن “تسليم دولة مصر لعدد 5 من اللاجئين الإريتريين المقيمين في القاهرة للنظام الإريتري”!!! حقاً الأمر معيب وعجيب!!! وذلك مقابل صفقة مقايضة لإطلاق سراح القبطان، المصري الجنسية، السيد/ محمد عصمت الحليسي (وذلك حسب تأكيدات القبطان المحرر شخصياً، الذي أوصله القدر إلى شواطيء ميناء مصوع الحزينة.. وذلك في المقابلة الصحفية المثيرة جداً والمنشورة بالنص والصوت والصورة في موقع الوفد الإليكتروني والمنقولة في بعض المواقع الإريترية المعارضة للنطام).. يمكن الرجوع إليها حيث أصبحت القضية الآن ملك الرأي العام المصري والإريتري.. وهي عملية مدانة بشدة من قبل الأحرار في كل مكان وخاصةً من الشعب الإريتري المقاوم ضد النظام المعروف في العالم كله بعداءه وإرهابه المنظم.
سعدنا جداً بإطلاق سراح القبطان المصري البريء بعد ثمانية أشهر من الإحتجاز والمصير المجهول في معتقلات النظام الإرهابي في إريتريا.. وذلك بدون سبب وجيه أو عذر مقبول. وقد جاء الفرج بإطلاق سراحه بعد أن فقد أهله وأصدقائه الأمل في رؤيته مرة أخرى نظراً لطول المدة وسجل النظام البربرية. نكرر، ونقول من الأعماق مليون حمد الله على السلامة للقبطان المحرر السيد/ الحليسي.
وهنا من حقنا أن نتساءل ونطالب المعنيين بالشأن الإريتري المعارض بالآتي:
1) ماذا أنتم فاعلون بعد تسليم اللاجئين الخمسة للعدو؟ نعم للعدو!!
2) وهل يجوز تسليم اللاجئين ومقايضتهم والإبتزاز؟ وأين الضمير الإنساني يا مصر الثورة؟ خاصةً إذا كان الرجل بريء كما يقول ولا نشك في ذلك!!
3) لماذا لم نسمع ولم نقرأ أي رد فعل من قبل المعنيين في الجانب الإريتري المقاوم للنظام حتى تاريخه.. سواء بالإدانة أو بإقرار صحة تسليم اللاجئين ال5 أو بعدمه؟
4) أحيي الوفد المشترك من المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي والتحالف الديمقراطي الذي يقوم بزيارة مصر حالباً ورجائي إثارة الموضوع مع الجهات المصرية العليا والمطالبة بالتوضيح وإفادة الشعب الإريتري بالنتيجة لأن الوضع غامض.. ما عدا التصريح المثبر من طرف واحد هو القبطان!!
5) مسؤولية الكشف عن صحة تسليم اللاجئين وأسمائهم تخص جميع الإرتريين وعلى وجه الخصوص المقيمين في مصر والقاهرة تحديداً لأنهم يعرفوا بعضهم بدقة أكثر (إعتقد حركة شباب 24 مايو الإريترية يمكن أن يكون لها دور فعال في المساعدة لإبراز حقيقة الأمر).
إتقوا الله.. إتقوا الله.. وكل عام وأنتم بألف خير،،،
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=26676
نشرت بواسطة فرجت
في أكتوبر 26 2012 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات