هل ُنغيِّر المُعَارضَة أولاً أمْ ُنسقِط النِظام !!؟

أحمد صلاح الدين

( 1- 3 )

ما قبل الحوار مثل : اللي يسأل ما يتوهشي << مثل مصري >>

* هذه المرة رأيتنا نقول للجميع : ما أسهل تغير الأنظمة و لكن ما أصعب جاهزية تكوين البديل !!

نقول ذلك بعيداً عن عامية القول و دوننا نحن في إرتريا – أى نخص حالنا فقط بما نعبر  بالقول هنا .. ما دام لكم مساحة للرأي الآخر الذي نمارس يأهل التغير ( الديمقراطي ) وما تنون من تطبيق المفهوم  بفعلية العمل .

فمنْ منّا مثلاً ، يتنكّر بأننا كنا ثورة … ثورة للتحرير … و ثورة من أجل الإستقلال الذي لم نرى في غيره من بديل … وكتبنا للتاريخ صفحة النصر للثورة ، ثم إنتقلنا إلى ما يلي من بعد ذلك في ذات الصفحة من سطور ، إلاّ أننا توقفنا في نقطة البداية من السطر الأول الذي يحمل عنوان ( الدولة ) ، نعم توقفنا و الأيدي التي كانت ممسكة على زناد ثورة التحرير و الإستقلال ، عجزت كلياً أن تمسك بالقلم هذه المرة عندما إمتدت من التاريخ نحوها أسطرٌ جديدة من صفحة جاهزية البديل ما بعد الثورة من ( دولة الأمل  – و ما كان من طموح السلام والإستقرار لبلادنا إرتريا طيلة ما يكتمل نصف القرن من التاريخ ( 1961 – 2011م ) .

و هنا أيضاً وبعيدًا عن العواطف نقول أن الثورة الإرترية التي كانت قد حملت من الإرادة و العزيمة كل ما يؤهلها إلى النصر الحتمي ، وهذا ما تحقق فعلياً ،  لم تحمل حينها بجانب عوامل إنتصارها تلك ، جاهزية البديل( الدولة ) متمثلاً في المشروع الوطني لمستقبل مشترك  بين الكل الإرتري المكوّن لها ، مما يجعلنا أنْ نضيف في القول مؤكدين :  أن الجبهة الشعبية لتحرير إرتريا – صاحبة قيادة أمر تحرير البلاد إلى الإستقلال كانت خاوية هي الأخرى من مشروع دولة المستقبل المشترك بين الناس في إرتريا ، و أنّ ماكانت تحمله الشعبيه بداخلها، فقد كان مشروع رجل واحد – لمستقبل دولة الفرد المتمثلة الآن و طيلة العشرين عام المنصرف في شخص إسياس أفورقي أبرهام .. فهو الدولة و الرئيس .. وهو مجلس الوزراء … و هو البرلمان … و القضاء … الجيش والشعب –  أي الكل في الكل لدولة الفرد من أجل الفرد ودي أفورقي  … فوجدته  و منذ المؤتمر الثاني العام للشعبية ( 1987م ) ،كان يقرر و يعد العُدّة بمفرده في شئوون دولته و ذلك و فق مشروع مستقبله الذي إنفرد  به في تلكم المرحلة  من التفكير و الشروع فيه – و الناس من الإرتريين أجمع  همها الوحيد الأحد كان التحرير ، و قد ذهب  من تفكيرهم  ما سيأتي بعد التحرير من بديل يعقب مطاف الثورة بالنصر  … بمعنى آخر ، البديل ما بعد الشعبية – من ( الدولة  ) ومشروعها للمستقبل المشترك بين مواطنيها.              .

لا يختلف الناس أجمع في إرتريا اليوم ، و أيّ كانت ماهيتهم  عقيدةً و ثقافة ً و أعراقا ، بأن إسياس أفورقي عقلية ديكتاتورية، يمارس على الناس نظاماً بوليسي ، أمني ليس له علاقة بما يعرف من حكومة حزب او غير ذلك من تقرنية كانت أو مسيحيين .                   .

فالسؤال الطبيعي و المباشر هنا يبقى : من أين لهذا الديكتاتور كل تلك العوامل من وسائل الإستمرارية والبقاء طيلة ما شاهدنا و عشنا من دولته تلك ، و على مدى السنوات العشرين لما سمي في وطننا بدولة إرتريا !؟ ثم ما هي جاهزية الآخرين منا، الذين نعارضه من حيث البدائل و البديل فور تغييرنا له – وبما شئنا من الوسائل ( جميعها أو بعضها ) – أو فالنقل بقدر ٍ من الموت المفاجئ و الآجال عند الله !؟ ونعني بالبديل هنا المشروع الوطني للمستقبل المشترك بين الناس في إرتريا – أي لا نعني مجرد المفردات التي تمتلئ بها بطون أوراقنا من السياسة ( الديمقراطية – التعددية – حقوق الإنسان و كل ما رفعنا من اللافتات المملة شعاراً ) و تلك التي نبحت بها حناجرنا منذ ظهور ما ننتمي الآن في أفريقيا من وطن سياسي إسمه إرتريا !!.

هنا كذلك نقول : أنّه في حالة أنْ تجئ  إجاباتنا بالنسبة للشق الثاني من السؤال المركب أعلاه  بالتوفيق من حيث الواقعية في حقيقتها – فأعلموا أن الإجابة  على الشق  الأول ولإستفاهمي المصدر لذات السؤال المركب سيسقطه المنطق – بمعنى لو أننا أجبنا و جاوبنا بتجرد و شفافية على جاهزية البديل – الذي كان من المفترض أن نمتلك أغلب مفاتيحه عند الطرف المعارض للديكتاتور – هنا ستكون الإجابة ضمنية و آلية ، سهلة في حاضرة بديهيتنا بالنسبة للشق الذي بدأنا به مقدمة التساؤل  !!.

و أمّا من يَقل ِ بأنّ هذه الجاهزية مما عنينا بالبديل المتمثل في مشروع المستقبل المشترك للإرتريين و ما نحلم من دولة التغير و بما تأتي به من ديمقراطية – أنه يوجد في أوراق معارضتنا الإرترية و ستأتي به من فعل ، فقد كًذِب  – أو من يعتقد منا جاهزية المشروع البديل في حوزة معارضتنا و ما تحمله من السياسة التي نشاهد فقد أخطأ أيضا !!!            .

و حين نكذِّّب الآخرين و نرى فيهم خطأ الإعتقاد فيما أشرنا ، لا نتأبط الشر المتعمد إيزائهم ، و لكن قصدنا أن نعتمد الحوار الصريح بيننا و بين من لهم  تلك القناعة التي ندحض بمنطق الواقع لا بإنحياز العاطفة .. و هذا ما سنسلك كلما شاركنا بمساهمة في شأننا الإرتري حتى لا يتراكم المسكوت  عنه بين الناس من البشر الإرتري ، خاصة أُولئك الذين لا يعرفون ماذا يريدون – ولوعرفوا لا يعرفون هدى السبيل وصولا إليه.

عليه و جدتنا و قد إعتمدنا عنوان الحوار أعلاه و نحن نتعمد مفهوم المفردات التي أتينا بها عندما طرحنا مستفهمين من نحاور : ( هل نغيّر المعارضة أولاً أم نسقط النظام !؟

وتحت هذا التساؤل تجئ سلسلة حوارتنا مع الآخرين الذين يهمهم التغير في إرتريا .. لأننا نعي و ندرك تماماً أنّ تغير نظام إسياس أفورقي أو إسقاطه يكمن في مثل هكذا سؤال و الدوام لله و حده .

و بمشيئة الله لنا لقاء كي نتحاور بالرأي فيما طرحنا من السؤال .

Ahmed.salahaldeen406@mail.com

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10352

نشرت بواسطة في يناير 18 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010