هل ُنغيِّر المُعَارضَة أولاً أمْ ُنسقِط النِظام !!؟
( 2-3 )
أحمد صلاح الدين
لكم رأيكم و لنا رأي!
لم و لن نُحدّثكم عن النظام – فكوننا نحدثكم عن النظام الإرتري هذا فيه أمر من إستفزازكم ، بمعنى أخر ، أننا ننال من فهمكم ، إذ أنّ النظام الإرتري ليس لديه ما هو خاف عن الناس أو ما هو مستور مؤجل عن الجميع – و عليه لانغض البصر عنه هنا و لكن لا نرى فيه موقع الخلاف بيننا – كما أن الجمع المعارض برمته يتحدث عن هذا النظام و يعرِّيه ، ليس هذا فحسب بل الجميع يعمل من أجل رحيله والخلاص منه – لذلك نؤكد مرة أُخرى و مراراً أخرْ بأننا لن نستفتيكم محدثين عن نظام إسياس أفورقي – هذا وكفى !!
أما عن المعارضة الإرترية ، نفيكم عنها بإختصار ٍ شديد، و نحن نستعرض منها هذه المشاهد التي لا نطالب فيها الناس أن تتفق فيه معنا بذات العيون التي نرى بها أشيائنا الإرترية الموصوفة بالسياسة :-
# عشرون عاما من معارضة نظام دولة إسياس أفورقي أبرهام – وفي كل عام نتفاجأ بأكثر من مؤتمر تنظيمي وطني معارض عام هنا و هناك و بيانات ختامية لا تختلف في مفراداتها – ثم إجتماع للمجالس التشريعيه هنا وهناك أيضاً – و هكذا لإجتماعات المكاتب التنفيذية وبياناتها و تمر علينا سنوات أخرْ تصاحبها بيانات تعلن : بأن الجناح ( أ ) من التنظيم الفلاني هو الأصل بينما الجناح ( ب ) هو المنشق و الخارج عن الدستور – و في موقع ٍ آخر أنّ تنظيم جماعة فلان و حزب عِلاّن إتحدا مع إثنين من التنظيمات لكن التنظيم الموحد الجديد إنشق إلى ثلاثة تنظيمات جديدة و كلٍ يدعي أنه القانوني و الدستوري و هكذا ينتهي مثل هذا المشهد لكي نتلقى بيانات أُخرى .
# عشرون عاما من معارضة نظام الديكتاتور ودّي أفورقي – و أن ذلك التنظيم من المعارضة الإرترية يعطي لنفسه الدرجة الوطنية في النضال – ثم يوزع شهادات العمالة و الخيانة لهذا او ذاك التنظيم – و أن تنظيماً آخر هو الطليعي فقط و الآخرون تبّع و حديثي النضال و يصدر بيان بذلك.
# عشرون عاما في المعارضة الإرترية – و الثقة منعدمة تماما بين الناس – و الخدعة سيدة الموقف بينهم – و الكل ديمقراطي تعددي العقيدة والمنهج من أجل المساواة والعدالة – إنقاذ وطني – إصلاح – خلاص – تحرير – لا مركزية – فيدرالية – شعبي – ثوري – تجمع – تحالف – حوار وطني – مؤتمر وطني – تغير ديمقراطي – تقرير مصير – مجتمع مدني – آخر عسكري مسلّح – هذا مسالم – و ذاك مستسلم –الخ
# عشرون عاماُ من إعلام و ضجيج محلي يعارض نظام حكومة الديكتاتور التمبيني إسياس أفورقي – فهذا الموقع الشبكي الإنترنيتي المعارض يشد هجوما على ذلك الموقع الآخر العنكبوتي من ذات المعارضة – هذا إعلام مُضَلِلْ – و ذاك على ضلالة – هذا موقع أخباري مستقل و هذا إنتحالي مًسْتَغَلْ – هذا بوغ للنظام و ذاك يلمع الخصام – هنا تنظيم بكامله يدين الصحفي هُمّد – و آخر يُلمِّع الطفيلي محمد – و هناك تحالف كامل يندد بموقع إعلامي خدماتي إرتري معارض – و ذاك موقع يحسب في نفسه معارض – و آخر يناصر هذا الفصيل على ذاك الكفيل – ثم كلهم تحت مسمى مجتمع مدني إعلامي التخصص ———– الخ
# عشرون عاما من معارضة حكومة إسياس أفورقي – والحال يا هو نفس الحال – ولم نرى حالا غير الذي نعلم من الحالة التي ما زلنا عليها بإسم هوية المعارضة و كيانها التجمعي أحيانا و التحالفي أحيانا أخرْ – رغم تأمرنا على بعضنا البعض مرات و مرات عدة – و الباقيات أكثر كما نتوقع لإن التكرار يُعَلِم ****** – عدم المؤاخذة !!!!
# عشرون عاما من المعارضة للنظام – و كل خطوة إلى الخلف تليها عشرة خطوات إالى الوراء – لا تطوير – لا تجديد – لاتغير – و الإنجاز صفر كبير في كافة المجالات المتوقعة من أي معارضة في العالم و خاصة التي تقاوم وتعارض نظاما ديكتاتوري مثل نظام أسمرا – أما الإنجازات المذكورة هي الإحتفالات بالأعياد الوطنية والدينية و مدى الخطابات التي لم تتغير و الخاتمة ( المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ) ثم زمكانية الأحتفال من مكان و زمان .
# عشرون عاماً و أكثر من عشرين تنظيم إرتري معارض للنظام البوليسي في أسمرا – وكل تنظيم له مسئولاً للعلاقات الخارجية و الإعلام – والنتيجة لا علاقات تذكر و لا إعلام يخبر العالم عن وجود معارضة إرترية يمكن أن تُستشار خارجيا من أجل فتح الملف الإرتري معها – أو يمكن أن تثير قضية لاجئينها في السودان وما وراء الجوار الإرتري – و تخبر العالم عن مجازر النظام و غياهب السجون و الوطن المشئووم !!!
# عشرون عاما من المعارضة – و لنا أكثر من عشرين رئيس تنظيم معارض و ما يفوق العشرين ألف إجتماع جماهيري هام وعام خارج الوطن الإرتري – ولم نرى ثورة تعبوية أو تحريضية تسقط النظام أو أضعف الإيمان تحرك الداخل على السلطان أو تكسب الهاربين من العباد إلى بر الأمان !!!
# أخيرا و لست آخرا – عشرون عاما لمعارضة النظام – لا وئام و لا سلام بين العشرين ويزيد من تنظيمات المعارضة – و كل ما في الأمر بينهم تبادل الإتهام – و رفع درجة حماس الإنتقام من الإدانة و عبارات التجريم من الإجرام – و إعلام التناطح الذي لا ينام – وهكذا ليبقى النظام هو النظام لا يبالي لا يلام و هذا إختصار المختصر ما بين المعارضة و المعارضة من الأوهام و الإمتنان – و كل ذلك يحدث خارج الوطن الإرتري دون التأثير على ملي متر ٍ مربع من دولة إرتريا و شعب الداخل – ومشهد المعارضة إختصارا أشبه بالصراع على الدب قبل إصطياده ….!!!
و بالإختصار الشديد و المختصر نقول : أن المعارضة تعارض المعارضة في سيرها الطويل زمناً – و أحياناً إن لم يكن غالبا تجد أن المعارضة لا تملك من الطاقة والمجهود ما تبزله نحو مقارعة النظام ، و ذلك بفعل تبديدها بينيّاً في معاركها الناجحة داخليا ضمن أولويات أولوياتها مما جعلها أن تكون عبئ ثغيل يستهلك عطاء جماهيرها دون تقدمٍ يذكر من إنجاز عملي فعلي يقابل مساهمة الجماهير – غير تفاقم أزمة المعارضة مرارا وتكرارا نحو الأسواء !!!
و هذا ما يجعلنا نستفتي الناس من مواطينينا في شأننا الإرتري من حيث اولوية الخيار ما بين تغير مشهد المعارضة الأبولهولي- من أبو الهول – وإسقاط النظام البوليسي الذي لا يشبه شعبنا و ثورة تحرير إستقلاله!!؟؟.
فهل من يخبرنا إذن : هل نغير المعارضة أولاً أم نسقط النظام !!؟
أما من رأينا – رأيتنا من أجل الحوار كذلك نقول في إجابةٍ نحسبها قناعة – نعم نقولها بعد عشرين عاما مضت من عمرنا بين فضاء المعارضة – نقول ثم نقول من تجربة ٍ علمتنا هذا القول الذي هكذا في معادلةٍ سببيةٍ بسيطة نقول :
– { نغيّر المعارضة أولاً فيسقط النظام } –
هذا هو رأينا الذي عبره سنتحاور به مع الأخرين من الإرتريين حول ما نعني بالنسبة لتغير فضاء المعارضة الإرترية في الذي قادم من التواصل بين الرأي الآخر – و خاصة حول ما يتكرر من تساؤل مفاده – ما العمل إذاً !!؟ فلكم رأي نحترمه من باب الحق المكفول للجميع و لنا رأي .
ولنا لقاء بمشيئة الله الحي القيوم .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10494
أحدث النعليقات