هيومان رايتس ووتش: الحكومة الإريترية حولت الدولة بأسرها إلى سجن عملاق
المصدر: مشكاة.نت/ تقرير: وليد الطيب:
قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدر في منتصف أبريل الجاري أبريل الجاري، إن “الحكومة الإريترية تحول الدولة بأسرها إلى سجن عملاق”، وأكدت المنظمة إن أوضاع حقوق الإنسان تشهد انتهاكات واسعة في ارتيريا التي تحتجز مواطنيها وتعذبهم بشكل موسع وسياستها الخاصة بالخدمة العسكرية الإجبارية المطولة أدت لخلق أزمة في ودفعت بأعداد متزايدة من الإريتريين إلى الفرار من البلاد.
ويوثق لهذه الانتهاكات في 94 صفحة تقرير المنظمة الدولية الصادر ، والذي حمل عنوان “خدمة مدى الحياة: قمع الدولة والخدمة العسكرية الإجبارية لأجل غير مسمى في إريتريا” .
وأكد التقرير أن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة الإريترية تشمل أعمال الاعتقال التعسفي والتعذيب وأوضاع الاحتجاز المتدهورة والعمل الجبري والقيود المشددة على حرية التنقل والتعبير والعبادة. كما يصف التقرير الأوضاع الصعبة التي يواجهها الإريتريون الذين ينجحون في الفرار إلى دول أخرى مثل ليبيا والسودان ومصر وإيطاليا.
وقالت جورجيت غانيون، مديرة قسم أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إن “على إريتريا أن تكشف فوراً عن مصائر مئات السجناء المختفين وأن تفتح السجون للمراقبة المستقلة”. ودعت هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في مساعي حل التوترات الإقليمية وضمان ربط التنمية الممنوحة لإريتريا بالتقدم على مسار حقوق الإنسان. وقد وافق الاتحاد الأوروبي مؤخراً على منح حزمة مساعدات بقيمة 122 مليون يورو لإريتريا رغم بواعث القلق من أن مشروعات التنمية في إريتريا تتم على أيدي مجندين أو عمالة السجون في انتهاك للقانون الدولي.
وينقل التقرير عن مجندة أجبرت على الخدمة الجيش الإرتيري منذ 10 سنوات وتعرضت لمضايقات جنسية متكررة، قولها”في البداية تمر بتدريب عسكري ثم يبقونك لديهم بلا حقوق. يمكن للقادة العسكريين أن يطلبوا منك أي شيء وإذا رفضت مطالبهم يمكنهم عقابك. كل امرأة في الجيش تقريباً مرت بهذا النوع من المشاكل”.
قال الشيخ أبو سهيل الأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامي الإرتيري أبرز القوى المعارضة أن ” الواقع السياسي الإرتري يمر بمنعطفات خطيرة ، هناك القبضة الحديدية للنظام وممارسة إرهاب الدولة ضد الشعب ، وعسكرة الشعب المستمرة بهدف شغل الناس عن قضاياهم الحقيقية وبهدف الإفقار والتجهيل ومزيد من اللجوء ، وهناك الإفلاس الاقتصادي على مستوى الدولة والشعب ، فلا الشعب يملك قوت يومه ، ولا النظام قادر لتسيير دفة البلد ، مما جعل الفساد يستشري في البلد . وهناك عزلة إقليمية ودولية بشكل عام يعيشها النظام , لهذا فإن حالة البلد صارت طاردة ولا تطاق ”
وتوصيفاً للأزمة، قال الباحث الإرتيري بمركز البحر الأحمر علي محمد، لـ إسلام اون لاين ” زادت محاولات الشعب الإرتيري بمختلف أعراقه وأديانه وأحزابه إلى دول الجوار والعالم ، وقد أضطر للهرب وطلب اللجوء السياسي السفراء والقناصل والجنود والضباط والطلاب وحتى الفرق الرياضية والغنائية تقدم لجوءا سياسيا إذا ما أتيحت لها فرص الخروج من البلد ، وأشار الباحث إلى تنامي المعارضة ضد النظام من مختلف الأطياف السياسية والمشارب الفكرية و بروز انفلاتات أمنية داخل المؤسسة العسكرية تتمثل في الاغتيالات والاعتقالات والإقامات الجبرية لأعضاء الحزب.
تساءل مثقفون وناشطون إرتيريون عن ظاهرة الموت المفاجئ التي بدأت تزايدت مؤخرا في العاصمة الإرتيرية أسمرا، وقد مات في خضمها العشرات من المثقفين ووزراء ورجال أعمال بالإضافة للمعارضين الأرتيريين.
وتساءل الخبير السياسي الإرتيري المقيم في لندن، د. جلال الدين محمد صالح ( قيل لنا: انتحر عبد الله داوود ركا- أحد رجال حركة التحرير الأرتيرية – ووجد طريح الأرض وأصابع يده في زناد مسدسه وطويت قضيته طيا في رفوف الكتمان أو النسيان!! وقيل لنا: قتل عمار الشيخ ولفظ أنفاسه على أرض قاعدة قانيو استيشن، والقاتل مجهول)
وحول مستقبل الأزمة الإرتيرية قال أبو سهيل ” كل هذه الإفرازات لاشك سينتج عنها واقعا ماَ ، وليس بمستغرب أن يحدث ذلك قريبا لأن كل عوامل انهيار الدولة متوافرة بقوة”.
وكشف الأمين العام لحركة الإصلاح عن وجود اهتمام أمريكي وأوربي بالمعارضة الإرتيري وبالمقابل إحجام عن دعم النظام، والتعبير بعدم الرضا لممارساته ونهجه. وأشار أبو سهيل إلى “أن الغرب الآن في مرحلة البحث عن بديل للنظام ، ربما يكون البديل المعارضة وربما غيرها”.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41182
أحدث النعليقات