وأخيـرا تحـقق الحلـم العاجـل …
بعقـد ملتقـى الحـوار الوطنـى …
ثـم مـاذا بعـد ..!!؟.
بسـم الله الـرحمـن الـرحيـم وبـه نسـتعـين فـى امـور الـدنيـا والـديـن وبعـد: أخيـرا وبعـد أن بـذل جهـدا كبيـرا ومـزيج مكثـف مـن السـهـد والسـهـر والقلـق المتـزايـد بالاضـافـة الـى بـروز حسـاسـيـات مفـرطـة تميـز بهـا بعـض القائمـين علـى أمـر ملتقـى الحـوار، تـم تحقيـق الحلـم الأول والعاجـل المتمثـل فـى عقـد ملتقـى الحـوار الوطنـى فـى مـوعـده ومكانـه المحـدديـن بالعاصمـة الاثيوبيـة أديـس أبابـا، وذلك نتيجـة لتضافـر الجهـد المـذكـور، ومـن جهـة اخـرى تكامـل حضـور الشـخوص التـى تـم اختيارهـا بمعـرفـة الفصائـل وتـلك التـى تـم تعيينهـا وتوصيفهـا وتـرتيبهـا بواسـطة اللجنـة التحضيـريـة الـى أرض الملتقـى، ومـن جهـة تضمـن الملتقـى حضـور مكثـف للمـراقـبين الاجانب وفـى مقـدمتهـم علـى ممثـل اثيوبيـا كجهـة مضيـفـة ومناديب مجموعـة صنعــاء وآخـريـن، عليـه نقـول بحمـد الله وعـونـه تمكـنت قافلـة التحضيـر مـن الوصـول الـى مبـركهـا ومكان تحلقهـا بسـلام، وذلك بعـد ان عقـدت سـلسـلـة مـن الاجتماعـات التنويـريـة الناجحـة التـى كان مسـرحهـا العـديـد مـن مـدن العالـم التـى يتواجـد بهـا معارضـين ارتـريـين، حـيث أجـرت هنـاك سـلسـلـة مـن الاجـراءت والحـوارات مـع الجماهيـر الارتـريـة ولـم يخلـو الأمـر مـن بعض اللقاءات السـريـة والعلنيـة هنـا أو هنـاك علـى هامـش الاجتماعـات المفتوحـة. وفـى نهايـة مسلسـل الشـد والجـذب الـذى نشـط بـين قـوى المعارضـة تـم المـراد بحمـد الله وتوفيقـه، حـيث عقـد ملتقـى الحـوار الوطنـى وتحـقق الحلـم او المطلـب العملـى الأول الـذى تـم انجـازه رغـم زخـم الاتفاقـات والاختلافـات التـى كانت ومـازالـت تحـوم مـن حـوله، وهـذه تعتبـر تجـربـة فـريـدة للمنظـم الارتـرى وانتصـار لكافـة الأطـراف الوطـنية التـى تضطلـع بهمـوم الوطـن والمواطـن، بمـا فـى ذلك مـن تغـيبـوا بمحـض ارادتهـم او لاثبـات جـدليتهـم واختـلاف رؤاهـم الحـزبيـة الخاصـة وربمـا فعلوهـا لتأكيـد الـذات وورود المـورد علـى انفـراد تيمنـا لنظـام الجبهـة الشـعبية او تنافسـا لـه، وهـو ايضـا انتصـار للـذيـن تـم تغـييبهـم بواسـطة اللجنـة التحضيـريـة التـى رأت عـدم اسـتيفـاء شـروطهـا ومواصفاتهـا الخاصـة جـدا عليهـم !!.. وبعقـد ملتقـى الحـوار الوطنـى نعلـم ان معنويات قـد ارتفعـت واشـبع بعضـا مـن رغبـات قـديمـة واخـرى جـديـدة فـى مقـدمتهـا معنويـات القائمـين علـى التحضيـر، فهنيئـا لهـم حصـاد زرعهـم ونشـوة انتصـارهـم، وهنيئـا لجماهيـرنـا المعارضـة وشـعبنـا السـجـين فـى الـداخـل والتائـه فـى الخـارج وكـلاهمـا يتمنيـان نجـاح الملتقـى وتحـقيق العـدل والسـلام وتأمـين كافـة الحلـول التـى تضمـن ” التعايـش السـلمـى” بـين مختلف العشـائـر والقبائـل والقوميـات وحملـة العهـود الجـديـدة والثقافات المتباينـة وسـائـر المـلل التـى تشـكل مكوننـا الوطنـى، وقطعـا سـوف لا يتحـقق الحلـم مـا لـم يتـم التأكيـد علـى الثـوابت الوطـنية وتمـريـرهـا بتـزكيـة مطلقـة لا رجـوع فيهـا، لأنهـا خطـا أحمـر غيـر مسـموح تجـاوزه اذا كنـا فعـلا نهتـم بوحـدة الكائـن والكيـان الارتـرى، وهـذه ثوابتنـا التـى لا نحيـد عنهـا ولا نجامـل فيهـا:ـ
{{ 1ـ وحـدة ارتـريـا أرضـا وشـعبـا. وتعنـى ( التعايـش السـلمـى بـين المكـون).
2ـ دولـة لـكل الارتـريـين وبـكل الارتـريـين. وتعنـى (العـدالـة والمسـاواة فـى الحقـوق والواجبـات).
3ـ حكـم ديمقـراطـى دسـتورى. ويعنـى ( الشـراكـة فـى السـلطـة والثـروة).
4ـ اللغتـان الـرسـميتـان الوطنيتـان. وهمـا ( العـربية والتغـرينيـة).
5ـ تثـبيت حـق الملكيـة فـى الأرض والممتلكات. وتعنـى (ثبـات وتأكيـد الحقـوق المتوارثـة بـين السـلف والخلـف)}}
والشـكـر موصـول للاسـتاذ/ عمـر جابـر عمـر الـذى خـط قائمـة الثوابـت هـذه فـى احـد مقالاتـه الهـادفـة، وعلـى سـبيـل التـذكيـر. والخلاصـة هـى التأكيـد علـى هـذه الثوابـت ومـن ثـم تضمـينهـا فـى ميثـاق وطنـى واضـح الألفـاظ والمعـانـى، وعلـى ان يتضمـنهـا مسـتقبـلا دسـتور وطنـى يقـر بهـا ويؤكـدهـا دون لبـس او مـواربـة، ذلك لأن الثوابـت هـى القواسـم المشـتركـة بيننـا جميعـا، بـل هـى .. مـربـط الفـرس لمجمـل الفسـيفسـاء الارتـرى، ولابـد ان نعـى ان عـدم تأكيـدهـا وتأمينهـا هـو الفشـل بعينـه بـل هـو الوصـول العاجـل الـى نـقطـة مفتـرق الطـرق وبالتـالـى تعـدد خيـارات كل القوميـات. والكافـة تعلـم ان الوصـول الـى مفتـرق الطـرق سـيؤدى بنـا الى خصومات وعـدائيـات وقـد تتطـور الامـور لاحقـا الـى صـراعـات قبليـة وقوميـة نافـرة لا يكـون بـين أطـرافهـا منتصـرا، لأن الـكل سيـصبـح عنـدئـذ مهـزومـا وسـنفقـد جميعـا الـدولـة الحلـم التـى دفعنـا مهـرهـا دمـاءا وعـرقـا ودمـوع عبـر السـتون سـنة الماضـيـة، وفـى أحسـن الأحـوال قـد يسـتفيـد منهـا فـقط مـن لـم يجـد عـدلا بـين القوميـات والمـلل لأنـه لا يمـلك مـا يخسـره أصـلا .. واذا قـدر للأمـة ان تصطـف فـى ارتـال قبليـة وقـوميـة بـديـلا للاصطفافـات الوطنـى التـى أوصلتهـا الـى التحـريـر والاسـتقـلال، فلهـا مـا أرادت وكل فـم سـيتسـع عنـدئـذ بقـدر لقمـة صـاحبـه.
عليـه نبـارك انعقـاد الملتقـى ونتمنـى لـه التوفيـق والنجـاح، ونأمـل ان يتحـقق أمـل الأمـة ورجائهـا مـن خـلال هـذا اللقـاء الحـوارى الـذى نتمنـى ان تتحلـى فعالياتـه بأخلاقيـات حميـدة، وتوصيـف وطنـى جامـع، وصبـر يمتـص الغضـب ويـداوى جـراحاتـه وشـروره، كمـا نتمنـى ان تتسـع صـدورهـم لسـماع الـرأى والـرأى الآخـر مهمـا أتسـمـت مـراميـه وأهـدافـه بالخشـونـة وضيـق الصـدور، ونأمـل ان يتـم مناقشـة اكبـر قـدر مـن المسـائـل المعلقـة التـى ظـل مسـكوتـا عليهـا طيلـة السـتة عقـود الماضيـة. أيضـا نأمـل كثيـرا ونـدعـوا الله أكثـر فأكثـر ان تـرتفع معنويـات الأمـة كلهـا بسـائـر فصائلهـا وعشـائـرهـا وقبائلهـا وألسـنتهـا وقومياتهـا، ونتمنـى ان لا يكـون ارتفـاع المعنويات قاصـرا علـى فئـة او فئـات بعينهـا كمـا جـرى الحـال أبـان التحـريـر واعـلان الاسـتقـلال، ونسـألـه تعـالـى مـرات ومـرات متضـرعـين اليـه ان يباعـد بيننـا وبـين نقطـة مفتـرق الطـرق المـذكـورة آنفـا، ونـرفـع أكفنـا الـى الله عاليا ان يظـل الملتقـى ” ملتقـا” فيخـرج بتوصيـات وليـس ” مـؤتمـرا” يخـرج .. بقـرارات وآليـات .. حـيث المخـاوف مـوجـودة والمؤشـر مسـمـوع ومـرئـى وهـى مخـاوف حقيقيـة ومـؤثـرة ولـكن لـم يحسـب حسـابهـا فـى الوقـت المناسـب رغـم التنبيهـات المتعـددة التـى وردت لقيـادة التحالـف مـن مصـادر عليمـة وجهـات ذات صـلات مباشـرة بمصـادر القـرار الخارجـى، وفـى هـذا الصيـاغ لابـد مـن الاشـارة الـى كلمـة ممثـل الجانب المضيـف الـذى دعـا الـى انتهـاز الفـرصـة والخـروج مـن الملتقـى بآليـات …….. ألخ !!( تقـريـر خبـرى فـى مـوقـع فـرجـت صبـاح يـوم الأحـد المـوافق 1/ 8/ 2010م)، هـذا والبعـد عـن الانحـرافات والخلافـات القاتلـة لا يتأتـى الآ بضمـان وحـدة الـرؤى ومـن ثـم ايجـاد عـلاج شـافـى لأمـراضنـا التنظيميـة والقبليـة والقوميـة المتوطنـة التـى أبعـدتنـا كثيـرا عـن ثوابتنـا الوطـنية وهـى عقـد وطنـى وقاسـم مشـتـرك واخيـرا خـط أحمـر، وخـلال فتـرة الملتقـى لابـد مـن الاتكاء علـى زوايـا الاحتـرام المتبـادل المصحـوب بصبـر جميـل وحلـم عظيـم يوصلنـا الـى شـاطئ الأمـان آمـنين سـالمـين ومتفقـين.
*** لحظـات مميـزة كنـا نـود ان نكـون مـن ضمـن مشـاهـديهـا .. ولـــكن فـاز بهـا الأجـدر والأقـدر ممـن انطبقـت عليهـم مواصفـات اللجنـة التحضيـريـة بشـقيهـا النظامـى التكاملـى والعشـوائـى اللانظامـى الـذى جيئ بـه فـى ظـروف غامضـة، وهـذا يـؤكـد اختلافنـا مـع مـا ذهـب اليـه الاسـتاذ/ سـليمـان منـدر الـذى عـزى غيابـه الـى الـديمقـراطيـة، ربمـا وربمـا كان محقـا فيمـا يتعلـق بشـخصـه ولـكن مـاذا عـن العشـرات وربمـا المئـات الـذيـن تـم تغييبهـم وتجـاوزهـم بواسـطـة المنظـم، علـى كل هنيئـا لهـم جميعـا وان شـاء الله العاقبـة عنـدنـا فـى جـولات لاحقـة اذا مـد الله فـى الأجـال: عـادة تهتـز نفـوس أبنـاء القبائـل مـن دواخلهـا بشـكل غيـر ارادى، عنـدمـا يقـرع النحـاس/ النقـارة ويتعالـى هـديـرهـا: ذلك هـو هـيبة الحـدث وعظمـة اللحظـة والمكان: وفـى هـذه الحالـة تكمـن الهيبـة فـى لحظـات تحلـق الشـيوخ والشـباب حـول مائـدة الحـوار ولحظـة الافتتـاح والتـى سـيعقبهـا هـديـر صـوت جهـورى مبسـمـلا بالله حامـدا وشـاكـرا أفضـالـه، وقـد يفعلهـا المقـدم مباشـرة وذلك علـى حسـب ثقافتـه ومـرجعـه ومـرونتـه ـ معلنـا افتتـاح ” ملتقـى الحـوار الوطنـى الارتـرى للتغييـر الـديمقـراطـى” الـذى اختلفـت فـى شـأنـه الصفـوة وتلهفـت اليـه وأنتظـرتـه جماهيـر الأمـة منـذ وقـت طويـل، فـى تـلك اللحظـات قطعـا سـتهتـز نفـوس وسـتتأوه أخـرى، وقـد تـدمـع عيـون وتتشـنج شـخـوص، وقـد يكبـر البعـض لله جـل شـأنـه ويهـلل آخـرون حمـدا لـه واعتـرافـا بنعمـه الكثيـرة، والبعـض الآخـر قـد يـرسـم صليبـا علـى صـدره حامـدا وشـاكـرا، وربمـا يتخيـل بعض المتأملـون توقـف عقـارب السـاعـة تـزامنـا وتماهيـا مـع الأعـلان لتنتظـم سـرعتهـا الجـديـدة مـع ايقـاع آمـال الجماهيـر الارتـريـة التـى تعـول كثيـرا علـى الملتقـى وتتابعـه وتـراقـب حـركات وسـكنـات فعالياتـه الوطـنية والاسـلاميـة والمسـيحيـة والقوميـة والامميـة والنابهـة لـكل الاشـياء والمسـتجـدات وايضـا المـزاجيـة والسـاذجـة والموسـميـة التـى لا تواكـب المسـيـرة الآ لمامـا ولا تقـرأ التاريخ ولا تسـتقـرأ المسـتقبـل الآ لمصلحتهـا …. ألخ، كل هـذه الفعاليـات ينتظـر منهـا بـذل جهـود اضـافيـة واحـداث تحـرك وطنـى مـؤثـر ومكثـف يضمـن تحقيـق العـدل والسـلام الـذى انتظـرنـاه طـويـلا، أيضـا تتوقـع الجماهيـر الارتـريـة مـن كافـة المتحلقـين حـول مـائـدة الحـوارـ أن يتسـربـل الجميـع بالاحتـرام المتبـادل ويتحلـى بالحلـم والهـدوء والصبـر الجميـل مـع كل الـذيـن سـيـدلـون بـدلائهـم فـى المسـائـل الخلافيـة، ونطمـع ان يظـل الأحتـرام سـائـدا وصـامـدا مهمـا غلظـت كلمـات المتحـدثـين او ارتفعـت أصواتهـم مهـددة او متوعــدة. فـى تـلك اللحظـات قطعـا سـتـرتفـع معنويـات الشـخصيـات التـى كانت تقـع عليهـا مسـئوليـة مهـام التحضيـر وهـذا مـن حقهـا مـع حـفظ حقـوق كافـة العاملـين فـى الشـأن العـام، هـذا لأن مجـرد انعقـاد الملتقـى يمثـل تحقيـق حلـم عاجـل للشـخـوص العاملـة وللامـة المنتظـرة وصـولا الـى تشـخيص خـلافاتنـا البينيـة … وفـى الختـام نـدعـو الله ان يوفـق الأمـة الـى مـا فيـه خيـرهـا واستقـرارهـا، ونتمنـى ان يوفـق الملتقـى فـى تحقيـق أحـلامنـا المشـروعـة بـادءا اعمالـه بالصبـر والحلـم ناشـرا ثقـافـة الاحتـرام المتبـادل ومواصـلا أعمالـه مسـتخـدمـا هـذه الأدوات الجميلـة التـى تـزرع الأمـل والثقـة والتفـاؤل فــى سـائـر النفـوس بمـا فـى ذلك النفـوس المتشـائمـة، وعنـد الختـام نتمنـى لـه ان ينفـض والـكل راض عنـه وعـن تشـخيصـه وتوصياتـه.
بسـم الله الواحـد الأحـد وباسـم الشـعب الارتـرى البطـل .. تـم افتتـاح ” ملتقـى الحـوار الوطنـى الارتـرى للتغييـر الـديمقـراطـى” فـى الـزمـان والمكان اللـذيـن حــددا لـه فـى وقـت سـابق بواسـطـة قيـادة التحالـف الـديمقـراطـى الارتـرى، وهـذا نجـاح فـى حـد ذاتـه، والجميـع فـى انتظـار ما سـيتمخض عنـه جبلنـا المعـارض والمـدعـوم من منظمات مجتمعاتنـا المـدنيـة، واذا كانت هنـاك مسـاحـة اضـافيـة تتسـع لحمـل التمنيـات والأحـلام .. نتمنـى عليهـم جميعـا ان يشـبعـوا رغبـات كافـة فصائلنـا وأحـزابنـا وبالتـالـى عشـائـرنـا وقبائلنـا وقومياتنـا وكل المـلل التـى تشـكل النسـيج الوطنـى الارتـرى … سـعـدنـا بانعقـاد الملتقـى الـذى تابعنـا تحلقـه ومـن ثـم افتتـاحـه وكان مهيبـا ومـؤثـرا .. ثـم مـــــــاذا بعــــــــد ..!!؟.
محمـد سـليمـان أسـناي كـدوس
Kadous46@ymail.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5849
أحدث النعليقات