(وبالشكر تدوم النعم) : شكراً دكتور/ جلال، محاضرتك كانت رائعة جداً ومفيدة جداً جداً
بقلم: صالح عبدالله عجيل – لندن
لقد سعدت كثيراً بحضوري “ندوتين تثقيفيتين” نفذتهما الحركة الفيدرالية الديمقراطية الإريترية، فرع لندن، مشكورة، خلال ال7 أشهر الماضية بقاعة أبرار هاوس في منطقة إدجوارد رود الشهيرة بلندن وذلك ضمن فعالياتها المتجددة عن سبل “إحلال العدل في إريتريا الحرة” من خلال تطبيق النظام الفيدرالي الديمقراطي، نظراً لفائدته العظيمة والآمال المرجوة منه.
كانت الندوة الأولى يوم الأحد 6 مايو 2012م، حاضر فيها المفكر السوداني الدكتور/ محمد سليمان، تحت عنوان (النظم الفيدرالية وما حققته من إنجازات). وكانت أمسية جميلة جداً ومفيدة.. شرح خلالها الدكتور العديد من الأمثلة والتجارب الحية الناجحة لكثير من دول العالم، في أروبا وآسيا وأفريقيا، الغنية بتنوعها الثقافي وبتعددها العرقي والديني، والتي تنعم بهامش كبير من الأمن والإستقرار الذي نفتقده نحن في إريتريا، والذي نتطلع إليه بالتأكيد.. وذلك بفضل تطبيق النظام الفيدرالي الديمقراطي في إدارة شؤونها. شكراً للدكتور/ محمد سليمان، لمحاضرته القيمة وللمعلومات المفيدة.. وعذراً لورود الشكر متأخراً لظروف خارجة عن إرادتي.
أما الندوة الثانية فكانت يوم الأحد 28 أكتوبر 2012م بعنوان (الحل الفيدرالي والإشكاليات المثارة) وكان محاضرها هذه المرة كاتباً ومفكراً إريترياً ثائراً هو الدكتور/ جلال الدين محمد صالح، الغني عن التعريف لكونه من القامات الوطنية الكبيرة، في العلوم الدينية والسياسية والأدب والتاريخ. بدء الدكتور محاضرته الشيقة بعد مقدمة ترحيب قصيرة وجميلة، تليق به وبالحضور الكريم، من قبل صديقنا خفيف الظل الأستاذ/ عوض أحمد دين إبراهيم، سكرتير الحركة الفيدرالية بلندن.. ثم تكلم الدكتور جلال بعمق في كافة القضايا السياسية والإجتماعية، مركزاً في الشأنين الإريتري والإثيوبي ومقارناً بين النظامين.. وأهم الأسباب التي أدت إلى الصراع الدموي والخصومة الدائمة.. ألا وهي “من يقود السلطة في المنطقة بين النظامين؟ والغلبة كانت لإثيوبيا لإعتبارات كثيرة محلية ودولية.. مما أدى إلى تمرد النظام الإريتري وصدامه مع سلطة الأمر الواقع” وبقية القصة معروفة!!.. وقد أكد أيضاً الدكتور جلال في شرحه بأن السبب الرئيسي لإنعدام الإستقرار في إريتريا يعود لإنعدام “العدالة أصلاً” بين مكونات الشعب الإريتري بالمقارنة مع الوضع في إثيوبيا الحديثة التي تتبنى النظام الفيدرالي وتعيش في أمن وإستقرار أكثر من أي وقت مضى في تاريخها.
ثم إنتقل الدكتور وأعطى، مشكوراً، مساحة كبيرة لشرح الأهداف الحقيقية وراء سعي تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا قبل الإستقلال للتفرد بالأراضي المحررة.. وكذلك الهدف من الإغتيالات التي كان يمارسها.. وعلى وجه الخصوص تصفية جبهة التحرير الإريترية، مفجرة الكفاح المسلح بقيادة الشهيد البطل/ حامد إدريس عواتي.. ملخصاً كل هذا بوجود “مشروع شيفوني إقصائي قديم = متجدد” هدفه “الإمساك بالسلطة” وبالتالي سيطرة كاملة لفئة بعينها للثروة وإدارة الدولة!!.. أو حكم أقليم إريتريا.. عندما فاز خيار الوحدة مع إثيوبيا مثلاً!! وذلك حتى لو أدى إلى عدم الإستقرار الأمني والسياسي.. وملء السجون من الشرفاء.. واللجوء إلى الدول المجاورة مجدداً شرقاً وغرباً!! وحتى لو أصبحت إريتريا ضمن الدول الفاشلة!! كل هذا لا يهم.. المهم هو تنفيذ “المشروع الشيفوني المتعصب”!! وفي هذا السياق كانت كل الإغتيالا ت التي تمت، للأسف، داخل الوطن وخارجه.. قبل الإستقلال وبعده.. أثناء الحراك السياسي السلمي في الأربعينيات وبعده.. بدءً بالجريمة النكراء التي كان ضحيتها أبو الشهداء/ عبدالقادر كبيري، رحمه الله وجميع شهداءنا الأبرار.
أنهى الدكتور/ جلال الدين محاضرته مؤكداً بأن “المشروع الشيفوني المتعصب الحالي” مرفوض بالمطلق وسيرفض بالمطلق أيضاً سواء جاء من نخبة قومية التجرينيا أو التجري أو البلين أو الساهو أو العفر.. إلخ، لأنه “مشروع فتنة هدام” وأن حل المشاكل في إريتريا (بإختصار شديد) لا يتم في ظل إنعدام (العدل الحقيقي).. ومكرراً بأن مفتاح الحلول لكافة الصراعات الإجتماعية والأزمات السياسية المزمنة في إريتريا هو ب (تحقيق العدل الحقيقي أيضاً فيما بين الشعب الإريتري أولاً)، في كل المجالات وليس بتنفيذ “العدل الشكلي” المتمثل السماح بإقامة المهرجانات والأغاني العاطفية والرقص الشعبي المختار!! علماً أن حيثيات “العدل الحقيقي” موجودة في نصوص “النظام الفيدرالي الديمقراطي” إذا أحسن تطبيقه.
وبالشكر تدوم النعم، وعليه لا يسعني إلا أن إكرر شكري وتقديري للدكتور/ جلال الدين محمد صالح لمحاضرته الشيقة التي كانت رائعة جداً ومفيدة جداً بكل المقاييس.. متمنياً له وللجنة المنظمة لفعاليات الحركة الفيدرالية فرداً فرداً بمزيد من التوفيق والنجاح دوماً لما فيه المصلحة العامة لإريتريا وشعبها العظيم.. وكل عام وأنتم بخير.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=26798
أحدث النعليقات