وبدأ ينقشع الضباب وتتضح الرؤيا

بقلم / حسن ادريس ( ابو محمد ) (*)

في سبتمبر من عام 2012 كتبت مقالا بعنوان ”  ماذا يريد الاثيوبيون منا ؟ تعليقا على كثرة دعوات اثيوبيا المتكررة لعقد السمينارات لقيادات المعارضة الارترية– المثقفين – الشباب الارتري . . . الخ .

جاءفي مستهل المقال ” للتذكير فقط  ” : (*)

ما من شك ان اثيوبيا، دولة جارة حاليا، وكانت دولة مستعمرة لنا سابقا. وعلينا ان نعترف ايضا، بان اثيوبيا حاليا تعتبر قوة اقليمية في منطقة القرن الافريقي ..

 فاثيوبيا كدولة مستعمرة لارتريا في الماضي ، كانت لها تاثيرات يعرفها الجميع ، حيث اتبعت سياسة فرق تسد من اجل افشال مشروع الاستقلال التام عن اثيوبيا التي نادت به القوى الوطنية حينذاك ، حيث استطاعت  ان تكسب ولو لحين شريحة من شرائح المجتمع الارتري الى جانبها من اجل التصدي للقوى الوطنية التي كانت تطالب بالاستقلال ، مما ادى ذلك الى انقسام الشعب الارتري الى مؤيد ومعارض للاستقلال التام عن اثيوبيا لفترة من الزمن .

ومن المفيد ان نذكر هنا وللتاريخ  ، لولا تحلي القوى الوطنية بالفطنة والحكمة التي ادت الى تفويت الفرصة على اثيوبيا للحيلولة دون  تعاظم  هوة  الخلاف بين الارتريين ، لما كانت ارتريا كما نراها اليوم .

ولابد من التذكير ايضا ، بان القوى الحاكمة اليوم في اثيوبيا ، هي القوى نفسها التي تدخلت في شؤون الثورة الارترية ابان مرحلة الكفاح المسلح ، وتحالفت مع الجبهة الشعبية في تصفية جبهة التحرير الارترية والذي نجم عن ذلك ميلان ميزان القوة لصالح الجبهة الشعبية وبالتالي ادى الى  خروج  الجبهة من ساحة المعركة وانفراد الجبهة الشعبية بالساحة الارترية. وهي القوى نفسها التي اتفقت مع الجبهة الشعبية ، بضرورة تأخير الاستفتاء واعلان الاستقلال لعامين، وقد تم ذلك بالفعل .

كذلك من الانصاف ايضا ان نذكر هنا ان القوى الحاكمة اليوم في اثيوبيا ،  هي القوى نفسها التي احتضنت ولاتزال تحتضن المعارضة الارترية التي تناضل ضد النظام الدكتاتوري في اسمرا من اجل التغيير الديمقراطي، بعد ان اغلقت دول الجوار الاخرى الابواب في وجهها ، بالاضافة الى استقبالها آلاف اللجئين الارتريين الهاربين من جحيم النظام الدكتاتوري في ارتريا.

هذا هو تاريخ التأثيرات الاثيوبية عبر الحقبة التاريخية المعاصرة باختصار ، هذا اذا استثنينا المذابح والمآسي التي تعرض لها الشعب الارتري ابان استعمار اثيوبيا لارتريا.

صحيح ان التاريخ مهم  ولكن يبقى المستقبل اهم في وجهة نظري ، من اجل ان نعيش كدولتين جارتين تتسم علاقاتهما بالود والاحترام المتبادل .

 وهذا لا يتحقق الاّ اذا راعت اثيوبيا العوامل الاتية في تعاملها مع المعارضة الارترية، والعوامل هي :

1-      ان يكون منطلق دعمها للمعارضة الارترية في نضالها ضد نظام الدكتاتوري من اجل انجاز النضال الديمقراطي ومن دون املاءات او ضغوطات ، وذلك من اجل تعزيز العلاقات التاريخية والمصيرية بين الشعبين الصديقين .

2-      الوضوح والشفافية في التحركات السياسية والعمل للحيلولة دون خلق التكتلات التي تعوق مسيرة النضال الديمقراطي الارتري وتسيئ الى العلاقات التاريخية بين الشعبين .

3-      انطلاقا من هذا الفهم فقط يمكن تجاوز مرارات الماضي وفتح صفحة جديدة مشرقة في علاقة البلدين مستقبلا .

  • انتهى المقال السابق –

حينها تمنيت ان يقرأ مقالي هذا من يهمه الامر من المسؤلين الاثيوبيين او ان يصل اليهم مضمونه على الاقل عن طريق اصدقائهم المقربين من الارتريين حتى يتأكدوا بان الشعب الارتري لا يمانع في توطيد العلاقة بين البلدين –ارتريا – وثيوبيا مستقبلا ، وكما لا يمانع على ان تكون هذه العلاقة مميزة دون الدول الاخرى في المنطقة ، شريطة  ان تراعي اثيوبيا  الفقرتيين “1” و”2″ المذكورتين اعلاه.

ولكن يبدو من تصرفات المسؤولين  الاثيوبيين  مع المعارضة الارترية اليوم ، انهم  لم يقرأوا المقال ولم ينقل لهم ايضا مضمونه من قبل اصدقائهم الذين يعتمدون عليهم في رفع التقارير عن ما يدور في كواليس المعارضة الارترية وما يدورويكتب من مقالات   في المواقع الالكترونية الارترية المختلفة  لاسباب نجهلها نحن . لذا رأيت من المفيد ان نلقي الضوء على مواقف اثيوبيا من المعارضة الارترية –منذُ –ان استضافتها للمعارضة الارترية على اراضيها وحتى اليوم .

ولكن بما اننا مشغولون  بوادعنا  لشهر رمضان المبارك واستقبالنا  لعيد الفطر المبارك ،رأيت من واجبي تأجيل المقال لكي   تحتفل بهاتين المناسبتين المباركتين دون تشويش  على الافكار والخواطر.

الى اللقاء في المقال القادم بعتوان : “وبدأ ينقشع الضباب وتتضح الرؤيا ” حيث سنسلط الاضواء على النقاط التالية :

  • هل لاثيوبيا مصلحة في اسقاط النظام الدكتاتوري في اسمرا اصلا ؟
  • هل كان لدى اثيوبيا والمعارضة الارترية على حد سواء استراتيجية مشتركة وواضحة من اجل اسقاط النظام الدكتاتوري في ارتريا؟
  • كيف تعاملت اثيوبيا مع الازمة التنظيمية التي مرت بها جبهة الانقاذ الوطني الارترية؟
  • ما هي تصور اثيوبيا لارتريا في المستقبل بعد زوال النظام الدكتاتوري ؟

 

 (*) قراءة المقال السابق كاملا عن طريق الرابط

 www.farajat.net

(*)بقلم / حسن ادريس ( ابو محمد )  حتى لايلتبس مع اسم مشابه

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31474

نشرت بواسطة في سبتمبر 14 2014 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

2 تعليقات لـ “وبدأ ينقشع الضباب وتتضح الرؤيا”

  1. أدم عثمان

    المقال تنظير تغطيه الضبابية ويحتاج لمزيد من التوضيح يالأخ العزيز: حسن دقسنا

  2. abdul

    Did he say the article , ” disappearance of the fog and vision cleared” will start after we give fairwell to Ramadan and celebrate Eid?…..which ramadan and which Eid?….Arafah is almost here.i hope the writer is in good health condition. And i am eagerly waiting for that aricle..Jama3ana Allahu 3ala Khayr…wassalam.

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010