وحدة التنظيمين بين الحقائق والمغالطات وفرقعات الهاربين

في يوم 28/5/2011م وبعد إعلان الوحدة الاندماجية بين تنظيمي المؤتمر الإسلامي الإرتري والمجلس الإسلامي للدعوة والإصلاح في إرتريا طالعنا موقع النهضة ببيان أضفى عليه كاتبه صفة الأهمية وهذا ليس مستغرباً لأننا اعتدنا على هذا النهج من قبل موقع النهضة ومن يعمل لحسابهم بل الغريب عدم تبني اي فرد لهذا البيان ولعل الذين وقفوا خلف هذه الفرقعة الإعلامية استحيو من ذكر أسماء من أسماهم البيان بالقيادة المؤقته التي تولي وتعزل ربما لأنهم عرفوا أن ذكر هذه الشخصيات عديمة الأهمية سيقلل من حجم الزوبعة الإعلامية ولكن ربما حصل العكس فلم يحظ البيان بأي اهتمام رغم أنه كان يحوي جملة من الإفتراءات القديمة المتجددة حول مواقف المؤتمر وحواراته، تلك الاتهامات المعتادة التي ما فتئت تلك الجهات تبثها وتنشرها وكنت أنتظر كغيري إعلان هؤلاء الأفراد عن أنفسهم وعن رئيس القيادة المؤقتة ولكنهم لم يفعلوا حتى ظهر مقال الأخ على عبد العليم (حقيقة الوحدة الإندماجية بين تنظيمي المؤتمر الإسلامي الإرتري والمجلس الإسلامي للدعوة والإصلاح ) وبين فيه وجهة نظره تجاه الوحدة وهي محل تقديرنا واحترامنا وإن اختلفنا معه في بعض القضايا وذكر أربعة اشخاص من المؤتمر الإسلامي من بينهم عضو قيادة سابق وسوف أحاول أن أروي شيئاً مما أعرفه عن الوحدة بين التنظيمين وأتناول بعض القضايا التي وردت في البيان والمقال باعتباري أحد كوادر هذا التنظيم .

أولاً :- حقيقة الوحدة .

اعتمد المؤتمر الإسلامي منذ بداية إنطلاقه مبدأ الحوار مع كافة القوى الوطنية الإرترية وبناءً على هذا خرج من مؤتمره الأول بقرار الحوار وصولاً إلى الوحدة مع التنظيمات الإسلامية والتفاهم والبحث عن قواسم مشتركة مع القوى الوطنية الأخرى، تحقيقاً للوحدة الوطنية الإرترية الشاملة فشرع المؤتمر الإسلامي الإرتري في حوار مع المجلس الإسلامي حيث بدأ الحوار في عام 2007م وقد تعثر هذا الحوار مرات عديدة وتوقف عند محطات كثيرة وفي كل مرة كانت تعرض نتائج الحوار والعقبات التي تواجهه لمجلسي شورى التنظيمين وكان يتم تجاوز هذه العقبات لأن إرادة الوحدة في الجانبين كانت أقوى من أي حسابات أخرى وتم توقيع الإتفاقية النهائية في 27/5/2011م وخلال  هذه السنوات الأربع لم يبرز أي صوت داخل مؤسسات التنظيم يتبنى خطاً مغايراً للوحدة وإن كانت هناك من تباينات تذكر فقد كانت مؤخراً  حول نص الإتفاقية في بعض بنودها الإجرائية والتوصيفات العامة من حيث الجمود والنشاط وهذه كلها تم التوافق فيها والتنازل من الجانبين وعليه فإن القول بأن الوحدة جاءت كخطوة استباقية أو هروباً من مشكلة داخلية يعاني منها التنظيم هو زج بمغالطات يراد منها تغطية حقائق جلية، إذ كان الحوار سابقاً بأربع سنوات لفرقعات هؤلاء الأشخاص الذين يحاول البعض أن يبرزهم كحالة انشقاق تنظيمي ويحاولون هم دفن رؤوسهم في التراب ولا يملك الشجاعة أحدهم أن يتبنى هذا البيان الأضحوكة  لنعرف من يعزل من ؟ ومن هم هؤلاء القيادة وهؤلاء الكوادر ومتى يكون العزل؟ هل قبل الوحدة أم بعدها؟

ومما جاء في ثنايا مقال الأخ علي وصفه المجلس الإسلامي بأنه منظمة مجتمع مدني بغض النظر عن دقة هذا التوصيف من عدمه فإن المجلس بدأ تنظيماً يمتلك كل مقومات التنظيم من كوادر عسكرية وتنظيمية وسياسية ومؤسسات تنفيذية وتشريعية وكيانات رديفة من جمعيات خيرية وغيرها ونسبة للظروف والملابسات الأمنية والسياسية التي صاحبت نشأته وأدت إلى اغتيال أحد قياداته العسكرية وانعكست على نشاطه وفاعليته لم يواكب العمل السياسي إلا أنه لم يفقد كوادره ومؤسساته وفي المقال شيء من التناقض فيما يخص المجلس إذ يشير إلى الأفق السياسي للمجلس الإسلامي من جهة ويصفه بمنظمة مجتمع مدني من جهة أخرى وإن كانت تلك الإشارة  يقصد منها ضمناً الاتهام القديم بالعمالة والتخوين .

أما عن قبول مسمى المؤتمر الإسلامي الإرتري للكيان الجديد فقد كان الإسم إحدى محطات التفاوض الصعبة ولم يكن الأمر سهلاً وجاء التوافق عليه أخيراً لاعتبارات عديدة أهمها ارتباط هذا الإسم بالكثير من الإرتباطات السياسية المعتبرة.

ثانياً :- استراتيجية المؤتمر الإسلامي وموقفه من العمل العسكري.

بدأ المؤتمر الإسلامي الإرتري في الفترة الإنتقالية بعقد سمنارات تقييمية  تناولت عدداً من قضايا العمل الإسلامي وضمن هذا الإطار عقد سمنار عسكري لجميع كوادر المؤتمر الإسلامي العسكريين وقد حضره عدد كبير من جميع أجيال المسيرة الجهادية وتم تقييم تجربة العمل العسكري بكل مراحله إيجاباً وسلباً وخلص السمنار إلى مقترحات وتوصيات تتعلق بالعمل العسكري وبناءً على هذا التقييم تقدمت اللجنة التحضيرية بورقة الرؤية الاستراتيجية وقد كانت تركز في أولوياتها على البناء الداخلي للتنظيم ومؤسساته ثم العمل السياسي مع بناء المؤسسة العسكرية تأهيلاً وتدريباً وإعداداً والتعامل مع أي سانحة عسكرية يمكن أن تساهم في بناء المؤسسة العسكرية مع عدم الإخلال بالاستراتيجية  وقد تم إجازة الرؤية الإستراتيجية  المبنية على إمكانيات التنظيم المادية وعلى هذا الأساس لم يتم طرح العمل العسكري المباشر بمؤسسات التنظيم التنفيذية والتشريعية لأنه أمر محسوم بموجب الإستراتيجية كما أنه لم يغفل أمره أيضا تماما بل كانت هنالك محاولات للدخول في معسكر حزب النهضة والإستفادة في مجال التدريب والتأهيل وقد وقفت بعض الجهات عائقا لهذا التحرك حينها أما أثيوبيا فلم يمتلك التنظيم إمكانيات تؤهله بفتح معسكر هناك وبناءً عليه  فإن إستراتيجية التنظيم تجاه العمل العسكري كانت واضحة ومرتبطة بالوضع المادي للتنظيم والإلتزام بالإستراتيجية الموضوعة له تأهيلاً وإعداداً وتم شرحها وإعلانها مرات عديدة والتنظيم يعتمد في نظامه الأساسي كل الوسائل المشروعة والممكنة في مقاومة النظام الدكتاتوري ورغم هذا الوضوح فقد تعمدت جهات بعينها ولحاجة في نفسها إبراز المؤتمر الإسلامي كرافض للوسيلة العسكرية للربط بينه وبين جهات أخرى من الطرف المسيحي وقد كان هذا الإستهداف منذ بداية المؤتمر الإسلامي ولا يزال مستمرا بأشكال متعددة ومتنوعة تقويضا للمؤتمر وتشويها لصورته رغم أن العمل العسكري الفعال غير موجود في الساحة.

ثالثا : فرقعات الهاربين من زنقة المؤسسات

إذا افترضنا أن هؤلاء الأشخاص الأربعة المذكورين في مقال الأخ علي عبد العليم هم خلف هذا البيان رغم أنهم لم يظهروا ولم يتبنوا هذا البيان فلا بد لنا من التعريج على ماهية هؤلاء الأشخاص ووضعهم التنظيمي ، الأشخاص الثلاثة ما عدى العضو القيادي السابق المذكور في المقال هم أعضاء مجلس فقط إثنان منهم لم يحضروا أغلب جلسات المجلس والثالث كان مشاركا في كل الجلسات ولم يبد أي إعتراض أو يقدم مقترحا بخصوص العمل العسكري وأحدهم دخل المجلس بصفة إعتبارية وهو يمثل كيان الرعيل الذي أنشأه المؤتمر الإسلامي ولذا فإن شماعة العمل العسكري التي علق عليها هؤلاء الهاربون ثيا ب هروبهم من إستراتيجة التنظيم وقرارات مؤسساته لم تكن هي الدافع والمحرك الأساسي لتوجهاتهم الأخيرة بل الدافع الحقيقي هو إرتباط بعضهم بذات الجهات التي كانت تنعت المؤتمر الإسلامي برفضه الخيار المسلح وتبث الأكاذيب والإفتراءات وتتخذ منها غرضاً لإبتزاز التنظيم وإعاقته في مسيرته السياسية، ورغم ذلك شب التنظيم عن الطوق وتجاوز مرحلة الكيد والتآمر وقد كانت هذه المرة أن وجد هؤلاء شخصاً قدمه التنظيم وجعل منه قائداً  وكلفه بالعمل العسكري ضمن الرؤية الإستراتيجية المقرة سلفاُ وعمل طيلة الفترة السابقة في إطارها لكنه ومنذ شهر ونصف  بدأ الرجل في تغيير قناعاته خلافاً لسياسات التنظيم  وبنى عليها مواقف مغايرة ودخل في إرتباطات خارجية دون علم قيادة التنظيم  مع أنه  لم يسبق له أن طرح يوماً أي فكرة جديدة حول العمل العسكري خلافاً لما هو مطروح في الإستراتيجية من التأهيل والتدريب والتأمين فما الجديد الذي طرأ في أفكاره وتوجهاته وما الذي جعله يهرول نحو تلك الجهات التي كان يعاديها وهو داخل التنظيم وكان أشد خصومة من غيره لهذه الجهات ، تلك  قصة بدأها هذا الشخص بصورة سرية تحركات وإرتباطات خارجية مع جهة تنظيمية أخرى وهو لا يزال عضوا في تنفيذية التنظيم وجلس مع تلك الجهة وتوصل معها إلى إتفاق بأن يتم تسليمه معسكرها  ويعمل في الجانب العسكري تحت غطائها السياسي ــ حسب قوله ــ من جهة . ويعمل  من جهة أخرى داخل التنظيم على استقطاب كوادر عسكرية وأعضاء مجلس الشورى لإحداث شرخ في المؤتمر الإسلامي  وإعاقة تحقيق الوحدة الإندماجية مع المجلس الإسلامي.  وبالفعل بدأ بصورة علنية بالجلوس مع بعض كوادر التنظيم العسكرية والتنظيمية وطرح على كل واحد طرحا مغايراً فتارة يطرح أنه يريد إصلاح التنظيم والقيام بعمل عسكري وتارة يقول أنه يريد تأسيس عمل عسكري في أثيوبيا خارج إطار التنظيمات السياسية فأستهجن كلامه البعض وأستخف به البعض الآخر واستدعته قيادة التنظيم وإعترف بإرتباطه بالجهة التنظيمية الأخرى واتخذ المكتب التنفيذي قرارا بإعفائه من مهامه التنفيذية بتاريخ 8/5/2011م  وهذا شيئ من حكاية كاملة للهاربين من زنقة المؤسسات التنظيمية والباحثين عن المتاجرة بورقة العمل العسكري والفارين من أجواء الوحدة إلى معسكرات التضليل والإفتراءات كان بإمكان هذا العضو عرض وجهة نظره داخل المكتب التنفيذي ومجلس الشورى وإذا لم يجد تجاوبا ومرونة كان عليه حينها أن يودع التنظيم بفكرته إن كانت له فكرة أصلا، ويبقى السؤال أين كان هؤلاء كل هذه السنين الأربع التي لم يطرحوا فيها فكرة جديدة حول العمل العسكري ؟ أم أنه الإرتزاق بورقة العمل العسكري وتقديم القرابين لتلك الجهات بتسريب ما كان يعرف يوما بأنه وثائق تنظيم كانت تجد طريقها  إلى هؤلاء ليبنوا عليها إتهاماتهم الزائفة رغم أنها كانت كتابات فردية لم تعتمدها مؤسسات التنظيم ولم تعرض كاملة بل كان يتم إقتطاع جزء منها خدمة لأغراض التشويه وحتى هذه  الأوراق غير ذات الأهمية كانت تقدم قرابين لهذه الجهات لقد كنا على علم بما يجري وما يدور منذ أن بدأ التغير ولم تطمئن قلوب الكثيرين لبعض التصرفات ولكن مناخ الحريات داخل التنظيم وتأني القيادة وتثبتها حيال المشكلة جعل هذا الأخ يبعد النجعة ويذهب بعيدا في تحقيق أهداف الآخرين وأغراضهم الدنيئة ضد المؤتمر الإسلامي .

وحين لم يجدوا مستندا تنظيميا يرتكزون عليه حاولوا التملص والقفز فوق واقع التنظيم فراحوا يبحثون عن ذرائع وأوهام ادعوها مسوغات لسلوكهم الجديد ، ويبدوا أن الأمر كان مرتبا من قبل الأسياد وفي البيان ما يدلل على ذلك وأخيرا من يريد ان يستعلي على استراتيجية التنظيم ويتعالى على مؤسساته ولا يستطيع أن يتماشى مع أهداف التنظيم فسيجد الباب مشرعا للخروج بنفسه أو إخراجه عبر مؤسسات التنظيم بدون زوبعة أو ملاحقة وسوف نبارك ما يقوم به تأسيسا لتنظيم أو التحاقاً بغيره ، وكم هو شوقنا اليوم إلى تلك اللحظة التي نرى فيها الجيوش التي تنطلق من ذاك المعسكر المرتقب في إثيوبيا نحو الميدان كتائب تلو الكتائب تترى ، وكم هو شوقنا إلى تلك العمليات النوعية التي تهز أركان المدن الإرترية وتخرج الشعب الإرتري من حالة الإحباط إلى حالة الثورة والإنتفاضة التي يبشر بها هؤلاء ، فإذا تم ذلك فهذا ما نرجوه وهو ما وعدوا به ، وأما ما عابوه علينا من تأخير وتقصير فنوكل إليهم إكمال النقص والإسراع بالمهام الكبرى للعمل العسكري من جديد  وبطريقة غير معهودة من ذي قبل ولكني أقول آن للنظام أن يمد رجليه ويسترخي إذا كانت الإنتفاضة العسكرية تأتي عبر تصفية حسابات وأغراض وضيعة ودعايات كاذبة.

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا        أبشر بطول سلامة يا مربع

أبو صهيب صالح عثمان

 

 

 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=15058

نشرت بواسطة في يونيو 2 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010