وداعاً أبو حبيب الأستاذ الجليل والمربي القامة الأستاذ محمد علي نقاش
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا .
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) آل عمران (185)
على وقع الرحيل، وأثر الفراق وداعاً أبو حبيب الأستاذ الجليل والمربي القامة الأستاذ محمد علي نقاش، نكتب عباراتنا لنوثق للوفاء وليس للرثاء، فالرثاء يكون للأموات فقط، ونحن نراك حياً بذكرك العطر فينا رغم الرحيل المر.
إلي جنات الخلد أيها المربي الجليل والإدارى الشامخ المتميز الذي حباه مكارم الاخلاق ولطف الطباع وهدوء النفس ورجاحة العقل مع التواضع والنبل، فقد كان- رحمه الله – حافظاَ لكتاب الله ، صبوراً ومثابراً دائم الابتسام ذو المحيّا الصبوح، رزقه الله محبة العباد له.
عرفته منذ عام ١٩٦٦م عندما كان مديراً لمدرستي نقفة بنين وبنات المتوسطة والابتدائية، عملت مدرس اللغة الانجليزية تحت إدارته في مدرسة البنين، حيث كان المغفور له بإذن الله من خيرة نظار المدارس التي درسّت بها، بالرغم من شخصيته القوية كان يتعامل مع العلمين بلطف وود مما أكسبه احترام وتقدير وثناء وثقة المعلمين، وبفضل إدارته الناجحة كسب ثقة المدرسين وكان كل واحد منهم يبذل جهداً كبيراً لانجاح الطلاب. كان – رحمه الله – وفياً مخلصاً وجواداً مضيافاً.
استقر به المقام في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وبالرغم من مشاغل العمل الوظيفي، كان دائم الحضور بل أول المشاركين في أفراح الناس وأتراحهم، التقيته كثيرا خلال زياراتي لمدينة جدة قبل أن القي بها عصى الترحال، فقد كان رحمه الله يصطحبني إلى منزله العامر ويبالغ في إكرامي هو والمغفور لها بإذن الله حرمه الفاضلة أم حبيب المربية الجليلة زينب أمان طه، وكل ما أعود إلي السودان كان يرافقني إلى المطار أو الميناء ويغدق علي بالهدايا القيمة ويضع مبلغاً من المال في ظرف داخل الهدايا جعله الله في ميزان حسناته.
كان آخر لقاء لي به وبشريكة حياته قبل أربع سنوات ونصف كسلا في منزلهم العامر، وذلك قبل يوم من سفرى، وكنت أعاني من رشح، لذلك جلست بعيداً عن الاستاذ محمد علي، فقالت لي حرمه رحمها الله، لماذا لا تجلس بالقرب منه؟ قلت لهآ مصاب بالرشح، ذهبت وأحضرت لي زجاجةصغيرة تحتوي على “المر الحجازي” وقالت لي ضع واحدة منه تحت لسانك، ومنذ ذلك اليوم أصبح علاجي وأوصي به كل من أجده يعاني من الرشح جعله الله في ميزان حسناتها. لقد ودعاني بحرارة سبحان الله وكان الوداع الأخير جمعنا بهما في أعلي جنانه فقد كانا من أكرم وأوفي وأخلص وأسعد زوجين عرفتهما. هما أبوين لثلاثة أبناء الحبيب أبو الأمين بالمملكة العربية السعودية جدة وحامد أبو عمر واحمد أبو الحسن وملوك أم الأمين بلندن وعائشة أم أفراح وميمونة و يسن ومني أم ضوعاء ونايلة أم عمر بالسودان ولسعادتة كانت يوم الاثنين العاشر من شهر رجب المبارك.
أُعزي فيك أولادًا كرامًا
وأهلاً أسبلوا دمعَ الحِداقِ
فيا ربَّاهُ ألهمهم بصبرٍ
لهم تجري الأجورُ مع اندفاقِ
إلهي فارحمِ الأستاذَ واغفرْ
له تسقيه من كأسٍ دهاق
ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله، وإنا لفراقك يا أبو الحبيب لمحزونون اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضه من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً، وتلقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وألْهم آله وذويه وأبنائه وبناته واحفاده ورفاق دربه وأقاربه ومحبيه وجيرانه وأرحامه وآل الشيخ حامد ود نافعوتاي وآل أمان طه الصبر والسلوان وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
عيسي سيد محمد
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47036
أحدث النعليقات