وداعاً أبو نائل دكتور صالح عبد النور

الدكتور صالح عبدالنور

(كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰاعُ ٱلْغُرُورِ)
وداعا ابو نائل الدكتور صالح عبدالنور حاج كنتيباى محمد هداد ركا، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في السابع من شهر رمضان المبارك حيث وافته المنية في مدينة ملبورن باستراليا بعد معاناة من المرض جعل الله ذلك في ميزان حسناته. المغفور له هو اخ المغفور لهم باذن الله محمد سعيد وادم عبدالنور والمناضل حاج عبدالنور اطال الله في عمره.
مدما كنت مدير المدرسة الإسلامية الخيرية بأسمرا ، كان هو في المرحلة الثانوية بمدرسة الجالية الإسلامية، وكانت تربطني علاقات جيدة مع مديرها الشهيد العلامة الشيخ الجليل امام مسجد عبدالقادر جيلاني والمغفور لهم بإذن الله الأستاذ عبدالقادر والأستاذ نعمان والأستاذ ادريس وغيرهم من المعلمين وجميعهم كانوا من خريجين الأزهر الشريف رحمة الله عليهم. أخبرتهم بأن صالح ابن خالي، فبادروني بالقول بأنه من خيرة الطلاب خلقا وادبا ومستواه أكثر من ممتاز وهو فخر لمدرستنا ونحن نحبه أكثر منك. قال لي المدير ان شاء آلله سيكون له شان كبير لامته وشكرتهم وعدت إلي مدرستي. التحق بكلية الطب بجامعة دمشق وكان من خيرة طلابها خلقاً وأدباً وتفوقاً في الجانب الأكاديمي. بعد التخرج قرر العودة إلى الوطن لخدمة أهله، ولكنه مثل بقية الاحرار من أبناء الوطن صدم بالواقع المرير والطرد للكفاءات فغادر إلي اليمن وعمل طبيبا في مستشفياتها، وتزوج هناك؛ ثم هاجر إلى أستراليا وقدم أوراقه المهنية وتم اعتماده طبيبا.
كان آخر لقائي به في المدينة المنورة بعد أدائه فريضة الحج برفقة ابنة اخته زينب علي جامع عثمان ادريس يقين حسب النبي وهي بنت خالي شقيق والدتي، حيث اخيرتني بأن اصبع قدمه الكبير حدث له شق وسبب له الماً شديداً وأصبح لا يستطيع الحركة إلا بمساعدتها. وقد اثر عليه حتى ظهر ذلك على شكله الذي تغير، وكان لا يستطيع الاكل ولا الكلام من شدة الألم جعله الله في ميزان حسناته. رزقه الله بزوجة صبورة ومثابرة وابن بار جزاه الله خير وبارك الله فيه، فقد سمي ابنه صالح جعله الله نابغة مثل جده وانبته نباتا حسنا وجعل احفاده خير خلف لخير سلف.
إن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله. اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم اغسله بالماء الثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل مسكنه الفردوس الأعلى. اللهم جازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً، وتلقه برحمتك ورضاك وقه فتنة القبر وعذابه. اللهم أحل روحه في محل الأبرار وتغمده بالرحمة آناء الليل والنهار برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم انقله من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ، وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ، وَمَاء مَّسْكُوبٍ، وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ، لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ)، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم اجعلنا وإياهم من عبادك الذين تباهي بهم ملائكتك في الموقف العظيم وارزقنا حسن النظر إلى وجهك الكريم مع الذين تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وبحمدك وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين وألْهم آله وذويه وأبنائه وأحفاده وشريكة حياته وأرحامه ومحبيه ورفاق دربه وآل هداد ركا الصبر والسلوان وحسن العزاء (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
عيسي سيد محمد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47084