وداعا المناضلة اد حنت عندو

وداعا, كلمة نقولها كلما رحل مناضل أو مناضلة عن دنيانا وتتضاعف مرارة الوداع عندما تأتى لحظة الرحيل في الغربة بعيدا عن الوطن والأهل. هاهي ادحنت ترحل في صمت وهى تحمل هموم الوطن الذي أحبته. كانت قد التحقت بجبهة التحرير الإرترية مثل الآلاف من الشباب الذين تدفقوا للميدان للنضال من اجل إرتريا حرة ومستقلة. ولأن ادحنت كانت شعلة نشاط اختارت أن تخوض النضال من اجل حقوق المرأة جنبا إلى جنب مع النضال من اجل التحرير وكان لها دورا مشهود في ذلك.

صدمت ادحنت مثل غيرها من المناضلين وهى ترى الحلم يتبخر بعد هزيمة الجبهة بواسطة الحلف الاجرامى” الجبهة الشعبية والويانى” لتجد نفسها خارج الساحة, لم تيأس بل ناضلت لتستعيد الجبهة مكانتها, ولكن جبر ما انكسر كان مستحيلا. ولأن ادحنت لم تكن مناضلة فقط, بل وأم حنون, اضطرت للاغتراب وراء وحيدها. والصدمة الثانية كانت عندما تحررت إرتريا وسقطت فريسة اسياس وزمرته وسارت محرمة على أبنائها. ولكن وحتى وهى في الغربة لم تنسى هموم الوطن ولهذا كانت تأتى إلى المهرجان السنوي للجبهة الذي يعقد في مدينة كاسل بألمانيا لمقابلة رفيقات ورفاق الأمس, لاستعادة الذكريات والنضال من اجل إنقاذ الشعب من قبضة الديكتاتور

وكانت الصدمة الثالثة والأخيرة في حياتها, هي الأزمة التي حدثت في المجلس الثوري والتي سببت لها اليأس والإحباط مثل الكثيرون لتنهى ما كان قد تبقى من أمل.

كانت ادحنت تحمل هموم الوطن الجريح, ولكن كيف لا تحمل هموم الوطن, وهى التي شربت من ماء جاقى وبركة, وهى ابنة اغردات المعطاء, مدينة الشهداء عبد الرحيم محمد موس ومحمد الحسن حسنو وصالح محمد سعيد وعبد الله تلودى ورفيق دربه عبد الله طقاى وجمال محمد عبد الله وعبد القادر إدريس كرار و مكئيل منجستو وعثمان حسب والأستاذ محمود محمد صالح ومحمود حسب وعثمان محمد قبر. رحلت ادحنت لتلتحق بألم مسفن وابرهت ابرها و فاطمة محموداى وزينب محمد موسى وفاطمة سعد الدين ووووووووو.

لها الرحمة ولأهلها وذويها الصبر والسلوان.

ابوحيوت