وداعا ياحرستاى

اربعون عاما هى المسافة بين سيوم الطالب وسيوم حرستاى ” الفلاح”. عندما التحق الشهيد بالجبهة فى منتصف الستينيات برفقة زميله الشهيد ولدى داويت تمسقن وهما يحلمان بحمل السلاح ولكن لم يترددا فى القبول بالمهام التى كلفا بها وهى تجنيد الشباب فى المدن الارترية وبناء شبكات تتحمل قيادة العمل الوطنى من الداخل وبين استشهاده فى ال2005 . اربعون عاما من النضال والدموع والعرق والدم ربعها فى سجون العدوبين اسمرا وعدى خولا. اربعون عاما لم يسترح فيها الجندى ولم يذق طعم الحياة حتى عندما اجبر الشعب الارترى العدو للإنسحاب مهزوما. اربعون عاما وهو يناضل و لم يفقد الامل فى ميلاد ارتريا ديمقراطية على انقاض الحكم الديكتاتورى.

ترى ماذا سيروى الشهيد سيوم لرفاق دربه الذين سبقوه عن الوطن بعد الاستقلال, هل سيقول له ان احلامهم التى من اجلها التحقوا بصفوف الثوار قد تبخرت بعد ان استولى بول بوت على السلطة وحول ارتريا الى سجنا كبير لا يخرج من دخله تماما مثل “داس حاويا” ام سيقول له بأن الشعب الارترى يتحسر على الايام الخوالى بعد ان ذاق المر على ايد ابنائه.

فى تلك الايام البعيدة لم يكن الإنسان يحلم بالعيش بل كان كل همه التضحية والفداء ونكران الذات عكس ايامنا هذه التى اصبحت فيها قيما مثل هذه عملة نادرة, والشهيد سيوم كان فارسا من ذلك الزمان, اعطى دون حدود ولم يترجل ولم يتردد حتى اخر رمق من حياته.

اخيرا اقول ملعون ابوك وطن لا يجد فيه امثال سيوم, الذى افنى عمره وشبابه فى سبيل حريته واستقلاله قبرا يستريح فيه.

ولكن فى الاخير نقول ان لله وان اليه راجعون. هكذا هى الدنيا تجمعنا لتفرقنا والعاقل هو من ياخذ منها العبر.

وختاما اقول للفقيد الرحمة ولآسرته ورفاقه الصبر والسلوان

ابوحيوت

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40740

نشرت بواسطة في ديسمبر 18 2005 في صفحة شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010