وداعـا أبو اٍيــــــاي
جابـر سـعيـد ـ أرض ألهـرم
14-11-2004
رحـل أبــو ايـــاي عـن دنيايـا الفانية بعـد أن خـط بصماته الواضحة فى صفحـات تاريخنـا الوطنى .. رحـل أحـد أبطـال ثورتنـا المباركة منـذ عـام 1958م .. رحـل أحـد عناوين نضالنـا العنيـد لـكن أمثاله لا يـذكـرون الآ ضمـن ذلك العقـد الوطنى الفـريـد، أولـئك الـذين دخلوا السـجون مبكـرين فغيـروا أسـماء رواده والمضامـين، رحـل أحـد أبطالنـا الـذيـن أشـعلوا الشـعلة الاولى التى سـبقـت الثورة المسـلحة، رحـل أحـد الـذين كتبـوا الحـروف الاولى لنضانـا الوطنى المبارك على جـدران سـجون المسـتعمـر الآثم بعـد ان كتبوه فى عقول الشـباب وقلوبهم .. فاٍن رحـل عنـا اليوم أبو اٍيــاي لا نبكيه منفـردا بــل ضمـن اقـرانه الكثـر الـذين سـبقوه الى دار الأمـان بعـد ان علمونـا مالم نكـن نعلم، لـكن بكاؤنـا اليوم يتعاظم ويعـلو لأنهم يـرحلون عنـا فجأة ونحـن فى مفتـرف الطـرق وقبل الانتهـاء مـن تلقى الـدرس الأخيـر، نبكيهم مـن خـلال معاناتنـا النضالية اليومية، نبكيهم مـن مواطـن جـروحنـا التى لم تطـب منـذ فجـر الشـتات، نبكيهم مـن بعـدنـا البعيـد مكانـا ومعنى، نبكيهم ونحـن نعانى الفـرقة والشـتات، نبكيهم بحـرقة المتألم مـن مايـرى ويسـمـع، نبكيهم ونبكى مـن خـلالهم ذلك العهـد الـذهبى وتـلك الأيـام المضيئة التى يفخـر بهـا كل مـن تسـرى فى دماءه الثورة الارتـرية الباسـلة، النضـال الوطنى الموحـد، الطهـر والنقـاء والايثـار .. نبكيهم وسـنظل نفعـل حتى تتجمـع المعاول المتفـرقة ويعـود الصفـاء وتتقاطـع الأهـداف الوطنية، نبكيهم ونبكى كل جميـل مضى وكل راحـل ذهـب طاهـرا نقيـا كمـا أتى، وسـنظل نبكى حتى نعيـد رص صفوفنـا المتفـرقة وعناويننـا التى كان يهـتدى بهـا كل مـن ضـل درب الوطـن المفـدى، نبكيهم لأنهم يـذكـروننـا بالوطنى الحلم الـذى جمـع يومـا جـل مكونـاته الحية .. نعم مكوناته الحية الأصيلة، أنتقـل اليوم أحـد المعلمـين الأوائـل الى الـرفيق الأعلى، اولـئك الـذيـن أعطـوا النضال الوطنى بسـخاء وصـدق واٍبـاء، رحـل القائـد أبو اٍيـاي قبـل ان يـرتوى مـن البئـر الـذى سـاهم فى حفـره، رحـل الأخ الكبيـر قبـل اللقـاء المـرتقب، رحـل والحـروف الوطنية مازالـت متفـرقة والكلمات الثورية مازالـت تبحـث عـن قائليهـا ومفعليهـا.. تحـدثنـا كثيـرا عـن التجـديـد والتأصيـل وكأن التجـديـد يعنى فقط تجـديـد الشـخوص لا المفاهيم والبـرامج وثقافة المواكبة، فكم تبقى لنـا اليوم مـن جيـل التأسيـس والتحـريـر ..!!؟ هاهم الفـرسـان يتـرجلون عـن صهوات الجيـاد الاصيلة أفـرادا وجماعات بعـد أداء الواجـب المقـدس الـذى أنكـرناه عليهم ـ فمـاذا نحـن فاعـلون مـن بعـدهم ..!!؟ هـل آن الأوان لمـلئ الفـراغ الـذى تـركوه هؤلاء الكبـار، أيـن شـبابنـا المجـدد الـذى أنتظـرناه طويـلا، أيـن أبنـاء الثورة البواسـل الـذين ننتظـر.
رحم ألله القائـد صالح أحمـد اٍيــاي الـذى فقـدناه وصحبه الكـرام ونحـن فى أضعف حالتنـا، والـدمـع يتـدفق مـدرارا عنـد ذكـر الأخ الكبيـر أبـو اٍيــاي وصحبه الكـرام، اولـئك الكبار قـدرا الـذيـن عـرفنـاهم فى صبانـا الأول كمـا زاملنـاهم فى شـبابنـا، فالى جنات الخلـد مع الشـهـداء الأبـرار الـذين صنعوا تاريخنـا الحـديث بـدمائهم الطاهـرة .. ولـكن أيـن احفاد كبيـري وسـلطان والأدارسـة وسـبي والقائـد عواتى، أيـن الخـلف الأمـين لؤلـئك الكبار، أيـن شـبابنـا الـذى سـيؤصل الماضى ويصنـع لنـا المسـتقيل، لابـد ان يملئ الفـراغ حالا والآ سـينتهى تاريخنـا عنـد قـراءة الفصل الأخيـر لهـذه الهامات التى أخـذت تـرحل تباعـا.. وقبـل ان اتـرك هـذا المنبـر الحـر لا بـد ان اشـيـر الى ان الـراحل العـزيـز بـدأ حياته مناضـلا كمـا ختمهـا تحـت نفـس العنـوان شـأن أقـرانه الكـرام، فهـو أحـد الـذيـن علمونـا حـروف التضحية والوفـاء، هـو احـد القيـادات الشـابة التى سـاهمت فى صنـع ثورتنـا المباركة عنـدمـا كان درب النضـال مـريـرا، وان شـاء ألله لنـا عـودة لسـيـرته قـريبـا اذا مـد ألله فى الآجـال .. رحم ألله القائـد الشـهيـد أبـو اٍيـــاي وصحبه الكـرام وانـا لله وانـا اليه راجعـون ولا حول ولا قوة الآ بالله الحي القيوم الـذى لا يمـوت .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=8786
أحدث النعليقات