وداعًا تسفاماريام ولدماريام
بقلم / عمر محمد أحمد (روتردام – هولندا)
كان المؤتمر الوطني الأول لجبهة التحرير الإرترية معلمًا بارزًا في مسيرة نضال جبهة التحرير الإرترية، فلأول مرة في تاريخ الحركة الوطنية الإرترية يتبنى فصيلٌ وطني برنامجًا سياسيًّا واضح المعالم، يحدد استراتيجية الثورة، وأصدقاء الثورة وأعدائها.
ومن هذا المنطلق أكد المؤتمر ضرورة استقطاب كافة القوى والشرائح الاجتماعية صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة الإرترية. وتحديدًا أكد المؤتمر على ضرورة استقطاب الشرائح الاجتماعية التي كانت لا تزال تحت سيطرة النفوذ السياسي والفكري للاحتلال الإثيوبي، ووضع نصب أعينه المثقفين والطلاب الإرتريين، لاسيما في العاصمة وسائر أرجاء المرتفعات الإرترية التي كانت قد بدأت تتململ، وتعبر عن رفضها للأوضاع السياسية. وكان في مقدمة هؤلاء طلاب جامعة “سانتا فاميليا” في أسمرا. وبرز في قيادة اتحاد هذه الجامعة عددٌ من الطلاب كان في مقدمتهم المناضل تسفاماريام ولدماريام.
تجاوبت جبهة التحرير الإرترية مع نضال الحركة الطلابية في جامعة “سانتا فاميليا”. ومثل حلقة الصلة بين التنظيم السياسي واتحاد طلبة الجامعة عددٌ من كوادر فدائي أسمرا، أذكر منهم الشهيد فتوي خيار.
بادر بعض طلاب هذه الجامعة حوال عام 1973 بالتوجه إلى الميدان، أذكر منهم المناضل تسفاي ولدميكائيل (دقيقة). وفي فترة لاحقة، وتحديدًا في الفترة من 1974 – 1975، انخرط عددٌ كبير من نشطاء اتحاد طلبة جامعة “سانتا فاميليا” في صفوف جبهة التحرير الإرترية، وشارك عددُ منهم في المؤتمر الوطني الثاني للجبهة. وانتخب المؤتمر المناضلين تسفاماريام ولدماريام وتسفاي ولدميكائيل (دقيقة) عضوين في قيادة جبهة التحرير الإرترية. واختار المجلس الثوري المناضل تسفاماريام لعضوية اللجنة التنفيذية ومسؤولا عن مكتب الإعلام.
واصل المناضل تسفاماريام نضالاته، من موقعه الجديد في الفترة من 1975 – 1980، ولعب أدوارًا محلوظة في المجالين الإعلامي والثقافي. فقد لعبت المجلات والنشرات التي كان يشرف عليها الفقيد تسفاماريام أدوارًا مهمة في النضال. وساهم، كعضو في القيادة، في سائر المجالات السياسية في فترة عصيبة من تاريخ نضالنا الوطني، حيث ألمت بجبهة التحرير الإرترية مخاطر عديدة على الصعيدين الداخلي والخارجي. كما يرجع الفضل لقلة من الرموز وفي مقدمتهم المناضل تسفاماريام في دفع عددٍ من طلاب جامعة أسمرا للانخراط في صفوف جبهة التحرير الإرترية، والذين لعب البعض منهم أدوارًا مهمة في نضالات المنظمات الجماهيرية وسائر أجهزة جبهة التحرير الإرترية، خلال النصف الأخير من سبعينيات القرن الماضي.
وعقب الانتكاسة التي ألمت بجبهة التحرير الإرترية في بداية الثمانينات، غادر الأخ تسفاماريام إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وعلى مدى الثلاثين عاما الأخيرة انقطعت الصلة بيننا، وحاولت أن أتابع أنشطته عبر أدبيات المنظمات والحلقات السياسية الإرترية أو منظمات المجتمع المدني في بلدان المهجر، فلم أجد له أثرًا.
توقف القلم السيال، ولست أدري ما الذي حدث له ؟ لست أدري… ربما كانت الأزمة زلزالاً حطمت أحلامه الثورية، فقد كان الفقيد رومانسيًّا !! ربما اعتبر المشهد الإرتري، بعد تلك الأزمة، مسرحًا عبثيًّا لا يرغب في أداء دورٍ لا ينسجم مع طموحاته، وآثر الابتعاد عن المسرح السياسي والفكري .
انتهت رحلة الصمت …. ومضى المناضل تسفاماريام في 27 مارس الماضي دون أن يجيب على التساؤلات التي كانت تشغلني وتشغل سائر الرفاق الذي لازالوا يؤمنون بأن هناك في نهاية النفق المظلم شمعة تضيء الطريق للغد المشرق، وكان يتمنون دوما أن يكون بينهم متواجدًا في صفوفهم. افتقدناه أثناء رحلة الصمت، ونفتقده اليوم في مشواره الأخير، فهي رحلة بلا عودة.
تعازي الحارة لأفراد الأسرة والأصدقاء وكافة رفاق الدرب …
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=33995
الشاعر صالح انجبّا : إنني أعلم أن الشعراء إحساسهم ًمشاعرهم رقيقة جداً فلذلك تجدهم يهيمون في وادي والناس في وادي ، ولهذا السبب تقول أن لك الحق أن تسأل ألف سؤال و عندما يكون هناك جواب تقول لا داعي لذلك لأنك تعلم الجواب ! إذن هي أسئلة أو تساؤل من وادي الشعراء إذن ! يا سيدي إذا كانت هذه أضغاث الشعراء ما أنا بتأويل أضغاث الشعراء بعليم ، إنما حسبتُ إنها تساؤلات عامة الناس ، فأنا أعتذر إذا أفسدتُ عليك جوّك الخاص ، وبالطبع لك الف حق في تستمر في الأسلوب ، لكن إنني علم علم اليقين أنّ المتاحة لا تقدم ولاتؤخر في وضعنا هذا ، أما بالنسبة للعزاء فقد قمتم بالواجب ما قصّرتم ( مِ وَيْتِنِما ) .
محمد على حامد قدم العزاء اوعلق على الحدث الأليم
اما اذا قلت السماء تدمع فمجرد صيغة مبالغة فى مدى الحزن الذى نعيشه وردك على متى ومتى معروف لا يغير الله قوماً حتى يغيروا ما با نفسهم ونحن التغيير لن يدخل دارنا ما دمنا نكرر التاريخ بسلبياته السابقة ولكن من حقى اسال مليون مرة الى متى يستمر هذا الحال والا اذا كنت تريد لجم لسانى وقلمى فهذا موضوع اخر وشكراً على الأقل للإطلاع على التعليق .
الأخ / صالح إنجبّا ( السماء لا تدمع لموت أحد أو لحزنه ) إنما هي سنة من سَنَن الله ، أما تساؤلك : إلي متي يكون حالنا هكذا فالجواب هو – والله أعلم – ( لا يغيّر الله ما بقومٍ حتي يُغَيِّروا ما بأنفسهم ) .
وداعاً صامت لرجال قدموا واجبهم واثروا الإنزواء بعد ان تلاشى الحلم الذى انتظرناه طويلاً, وتسفاماريام ليس الوحيد الذى اختفى من الأنظار لأن ما حدث والذى يحدث فى ارتريا بعد اربعون عاماً من التضحيات شئ لا يصدقه العقل ولا يستوعبه الضمير.
الأختفاء بسيط جداً لأن الذى يحدث فى ارتريا دمار زلزل كيان كل شريف وعفيف كان ينتظر عرسها ليلتقى الأحباب والأصدقاء والجيران فى قلبها الطاهر اسمرا ولكن تفرق الشمل من جديد تساقط الرفاق فى المنافى يا له من حزن تدمع له السماء . لا ندرى الى متى سنظل على هذا الحال؟ الى متى سندور فى فلك الغربة؟ الى متى سيطحننا الظلم ؟ الى متى متى متى؟ اسئلة تتدافع فى ساحتنا ولا نجد لها الإجابات والردود .
اخوتى يجب ان نكون على قدر التحدى ونفقع عين القهر لأن الزمن يبتلع كل الأبطال الذين لم يبخلوا ابدا بل بذلوا ما بوسعهم وحملوا قنديل النضال حتى تحررت الأرض .
تسفا ماريام سوف نذكرك ما دمنا احياء وسوف تذكرك الأجيال القادمة وندعوا لأهلك ولأسرتك باالصبر والسلوان
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ، تعازينا القلبية للاسرة ولكافة زميلات وزملاء المناضل تسفاماريام
رحيل صامت لمناضلين لم يكن يوما فعلهم صامتاً.. قدموا للقضية ما استطاعوا تقديمه .. وان فعل الانسان دائماً معرض الخطاء والصواب . نحزن لرحيلهم الصامت ونحزن اكثر لصمت التاريخ المتعمد عن تلك الفترة الزمانية من تاريخ ثورتنا النضالي .. لان انسان الزمن القادم سوف يحكمه استبداد معطيات الواقع ..وان مؤشرات الواقع تتجه نحو قراءة غير محببة لتاريخ .. وحتى لايكون هكذا اتمنى من الشخصيات الفاعلة في تلك الفترة الزمانية ان يسجلوا شهادتهم بأمانة.. حتى يغذو بها المكتبة.. لان الصراع القادم هو صراع الذاكرة ،والمنتصر في هذا الصراع هو كل من يمتلك مقومات أوراق الذاكرة ..إذن ان صمتكم عن قول الشهادة يحزننا وكذلك رحيلكم الصامت يحزننا ..وبالحزن والصمت لا يفهم الجانب المضيء من الحياة.. يجب ان نخرج من الصمت عبر الفعل نحو الضوء حتى نكسب مستقبل الحياة..
أعتقد كان المناضل تسفاماريام شخص يحترم نفسه ولذلك إختفى بعد النكبة التي كان هو جزء منها وشاهدها — وفعلا من كان سببا في حدوث تلك اليوم الاسود لا يظهر مرتا أخرى لكي يمارس الاقصاء الذي كان سبب الانكسار والشحن مثل الطرود إلى الغرب الذي كان يعتبره شيطان أكبر