وقائع المقابلة الإذاعية للسيد/ صالح قاضي
إعداد/ أحمد محمود علي
ينتظم اريتريون في المهجر منذ فترة ليست بقريبة في مظاهرات واحتجاجات ضد النظام الاريتري ويعبرون بشكل وآخر عن رفضهم لممارساته وسلوكه ومن ثم يسعون الي التأثير إما لتغييره واما لإصلاحه وهم بذلك يمارسون دور جماعات “المصالح والضغط” ويظهرون تفاعل ايجابي مع قضايا الوطن بشكل لا لبس فيه، والمظاهرات الجماعية أو الفردية التي قامت ضد النظام الاريتري في أستراليا وأروبا وأمريكا وكندا في السنوات الستة الماضية من الصعوبة بمكان حصرها لكنها في النهاية تلتقي مع أعمال المقاومة الجماعية والفردية (تأخذ أشكال متعددة) التي يخوضها الشعب الاريتري في الداخل وتؤثر علي النظام بشكل وآخر وإن كنا لا نتوقع ان يعترف النظام بهذا التأثير، والجماعات والأفراد في الدول الغربية الذين يتظاهرون ضد النظام الدكتاتوري في حاجة الي ترتيب أنفسهم ولملمة جهودهم وجمعها في مظلة واحدة حتي تؤتي ثمارها، ولفعل ذلك فهم بحاجة الي إعلان هذه المظلة بإسم وإدارة ولوائح وأهداف محددة ومن ثم تسجيلها بشكل رسمي في جميع الدول الغربية، فيما يؤدي ذلك الي تشكيل أو ظهور “جماعات ضغط ومصالح” واضحة المعالم وهي بهذا تختلف عن التنظيمات والأحزاب الأريترية المعارضة ذات الأهداف والبرامج السياسية والاقتصادية والتي تهدف أصلاً الي الإستيلاء علي السلطة حتي تنزل برامجها علي أرض الواقع، ومن وجهة نظري فإن مجموعة “التلاحم العالمي الاريتري ضد الطغيان” يمكن اعتبارها نواة جيدة لهذه الجماعة المبتغاة بعد أن تنظم هذه المجموعة نفسها بشكل أكبر، تعقد مؤتمرها وتختار ادارتها وتحدد لوائحها وأهدافها وتسعي الي توسيع قاعدتها خاصة في الدول التي توجد فيها كثافة اريترية.
فيما يلي أنقل اليكم نص المقابلة الإذاعية (النسخة العربية)
التي أجرتها إذاعة “صوت اريتريا” في ملبورن يوم الأربعاء 30 أغسطس 2006 مع الكاتب/ صالح قاضي أحد المشرفين علي موقع “عواتي دوت كوم” وذلك علي إثر الانتهاء من “مسيرة الحرية” التي قامت في أمريكا، ونسجل هنا إعتزازنا بها ونوجه تحية ثورية للأخوة والأخوات الذين قاموا بها أو دعموها وسهروا في انجاحها.
المقدمة:ـ أشتركت مجموعة من الاريتريين من بريطانيا وايطاليا وأمريكا في مسيرة سلمية مشياً علي الأقدام، من مدينة نيويورك الي واشنطن، وقد قطعوا مسافة 256 ميلاً في إثني عشر يوماً، وقد بدأت المسيرة من تمثال الحرية ومقر الأمم المتحدة يوم 17 أغسطس وأنتهت يوم الاثنين 28 من نفس الشهر، وقابل المتظاهرون موظفين رسميين من الأمم المتحدة ومن الكونغرس الأمريكي بما فيهم مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وهو أعلي مسئول أمريكي يقابل المعارضة الشعبية الاريترية، وقد هدف المنتظمون في المسيرة لفت انظار العالم الي ما يجري في اريتريا من قمع للحريات وإنتهاك للحقوق والي آلآم الآلآف من المعتقلين الاريتريين دون وجه حق، وقام المتظاهرون بتسليم مذكرتين للأمم المتحدة والي الحكومة الأمريكية يطالبون فيها بممارسة الضغط علي النظام الاريتري واتخاذ اجراءات تأديبية ضده.
يسرنا أن نلتقي مع أحد المنظمين والمشجعين لهذه المسيرة ومن أكثر الوجوه شهرةً في معارضة النظام الاريتري في الساحة الأمريكية الأستاذ/ صالح قاضي أحد المشرفين والمسئولين عن موقع “عواتي” ذائع الصيت وأحد المؤسسين لمجموعة التضامن العالمي الاريتري ضد الطغيان وهي المجموعة التي سلمت مذكرات الي أمريكا وأستراليا وأروبا في وقت سابق من هذا العام تطالب فيها بفرض عقوبات سياسية واقتصادية علي النظام الاريتري.
استاذ/ صالح قاضي مرحباً بك في اذاعة “صوت اريتريا” في ملبورن أنتم وضعتم بصمة الحرية علي جبين الشعب وقمتم بعمل يشكل أحد أدوات المقاومة السلمية ـ حدثنا في البداية كيف بدأت الفكرة ومن كان ورائها؟
ـ الفكرة قديمة ـ جديدة وهي نشأت من جراء الطاقات التي كانت تحصل بعد كل نشاط، لأن الأنشطة المبعثرة وغير المنظمة والتي تفتقد الي التنسيق ليس لها وقع أو نتيجة ايجابية، لذلك تم تحديد الناشطين ودعوتهم الي تكوين هذه المظلة والحمد الله نشأت الفكرة وأصبحت حيذ التنفيذ، وهذا المشروع الثاني بعد الأول الذي أجريناه في شهر مارس الماضي ( يقصد تحرك مجموعة التلاحم أو التضامن العالمي الاريتري ضد الطغيان ).
هل تعتقدون أن المسيرة أدت الي تحقيق أهدافها؟
ـ هدفت المسيرة أولاً الي تعريف قضايا حقوق الانسان بصفة عامة والتعريف بمعاناة أسري الضمير الاريتريين بصفة خاصة، كما هو معروف هناك اعتداءات وتجاوزات علي حقوق الانسان الاريتري بل علي حقوق المواطن الأساسية برمتها، وهذه الانتهاكات والمعاناة غير معروفة بالقدر الكافي خارج دائرة الاريتريين بل أن هذه الانتهاكات غير معروفة حتي لبعض المواطنين الاريتريين، ونحن لم نعمل الكفاية حتي يكون هناك اجماع أو شبه اجماع من قبل الضمير العالمي، أعني الضمير العالمي المتمثل في المؤسسات العالمية والأقليمية، بضرورة التحرك لكن يجب أن لا ننسي بأن مؤسسات مختلفة مثل منظمة العفو الدولية (الإمنستي) ومنظمة مراقبة حقوق الانسان والـ CPJ ( هيئة حماية الصحفيين في العالم ) وغيرها من المؤسسات علي دراية تامة لمدي الإضطهاد الذي يعاني منه الانسان الاريتري، وكل تلك المؤسسات الحقوقية عملت ولا زالت تعمل ما بوسعها في نشر تقارير عن الوضع في اريتريا بصفة دورية ولكن مع الأسف هذه المنظمات الحقوقية ليس لديها آليات لتنفيذ العقوبات أوآليات سياسية تمكنها من إنهاء المعاملات السيئة التي يعانيها الاريتريين فهي تقوم بما تستطيع به من دون اتخاذ اجراء عقابي اللهم الا فضح النظام أمام الرأي العام وذوي الاختصاص لذلك تقع المسئولية علي عاتقنا في النهاية، فالقضية أولاً وأخيراً قضيتنا ويجب علينا أن نتحمل مسئولية تحرير شعبنا ونقوم بمبادرات، طبعاً نحن لسنا إنعزاليين مثل نظام الطاغية في اريتريا فسوف نطلب الدعم من العالم وسوف نستمر في تذكير العالم بأنه يجب معاقبة النظام وسنوضح له ممارسات النظام ومدي خطورتها علي أمن الاريتريين وعلي أمن المنطقة والعالم واذا أستمر الوضع علي ما هو عليه قد يؤدي الي افلات الأمن وإراقة المزيد من الدماء دون داع، واذا أستمر العالم ـ خاصة دول المنطقة والدول المانحة ـ في تجاهل وعدم معاقبة النظام ويتمادي النظام في أعماله سيؤدي ذلك الي نفاد صبر المواطنين وحينها لن تكون العواقب سليمة وهذا طبيعي، فلا يوجد صبر من غير حدود ولا يجب أن يؤخذ صبر الاريتريين علي أنه رضا أو إستسلام وهذا هو الخطر الكامل، وعودة الي السؤال فالهدف الرئيسي من المسيرة هو تبصير وتعريف الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية بما فيها وزارة الخارجية ومجالس النواب والشيوخ وتتلخص مطالب المسيرة في:ـ
أولاً:ـ معاقبة النظام علي مايفعله ضد الشعب وعلي أعماله الشنيعة.
ثانياً:ـ الطلب من تلك الجهات بتكوين لجنة عالمية تتقصي وضع الأسري وجودهم علي قيد الحياة من عدمه والضغط علي الطاغية للإفراج عن الأحياء منهم دون شرط، تلك هي أهداف مسيرة الحرية.
علمنا بوجود أجانب من أصدقاء الشعب الاريتري ضمن المسيرة، ماذا يعني اشتراك أجانب في مسيرة ضد النظام الاريتري؟
ـ طبعاً لدينا علاقات تمتد من اريتريا الي نطاق المنطقة وأبعد من ذلك، بعض الأجانب الذين شاركوا كانوا أصدقاء الشعب الاريتري خاصة الدكتورة/ دانيا أفالون لأنها كانت في اريتريا لفترة طويلة ولديها ادراك تام بما يحدث وأبناءها الذين كانوا يعيشون معها في اريتريا لديهم أصدقاء في اريتريا قابعون في السجون أو في معسكرات الإضطهاد، فوجود أجانب يدل علي أننا لسنا إنعزاليين نؤثر علي الغير والغير يؤثر علينا وأصحاب الضمير في كل مكان خاصة في الغرب تري أناس ليس لهم علاقة بموضوع ما. يسهرون ويناضلون من أجل تحقيق هدف معين ليس لهم صلة به وهذه تعكس وعي الغرب بقضية حقوق الانسان التي هي قضية مهمة جداً، وهذا ثانياً نوع من المؤشرات بأن للشعب الاريتري أصدقاء في كل مكان.
ماذا تقول عن صدي المسيرة في الإعلام الأمريكي والإعلام الاريتري في أمريكا؟
ـ هذا يتوقف علي الأهداف، فأهداف المسيرة كان من شقين:ـ
أولا:ـ تسليم الطلب بطريقة رسمية الي المعنيين وفي هذا الصدد أخذت المواعيد وقدمت الوثائق وتمت المقابلات وأجريت الحوارات وشرح الأوضاع الراهنة، ونحن راضين عن حفاوة الاستقبال الذي قوبل به وفد مسيرة الحرية.
ثانياً:ـ تعريف العامة وفي ذلك المجال تم إصدار بيانات صحفية ورسائل ألكترونية وبريدية وتم تقديم عدة وثائق تدعم المطالب، وهذه الرسائل وصلت الي أكثر من 750 رسالة قام بإرسالها متطوعون أفاضل سهروا الليالي لإنجاز هذه المهمة، وهذه الرسائل وجهت الي محطات إعلامية تلفزيونية وإذاعية وجرائد ومكاتب حقوق الإنسان والي شخصيات هامة ولكن الإعلام حصنه وجداره متين ولا يمكن إختراقه بسهولة، لأنه مع الأسف الصحافة تدار علي أسس تجارية هنا وأغلبية المحطات ينصب اهتمامها باعلام الاثارة واهتماماتها بقضايا حقوق الانسان في دول متواضعة ـ بعكس مايعتقد الطاغية ـ ليست من أولويات هذه الوسائل الاعلامية، لأن اريتريا دولة متواضعة صغيرة، فهذا المضمار صعب ويحتاج الي عمل دؤوب ودق الأبواب بإستمرار ثم دقها مرة أخري حتي يتم النجاح المطلوب ومع الوقت حتماً سوف نتمكن من اختراقها بالمستوي المطلوب. أما فيما يخص مسيرة الحرية حصلنا علي تغطية أعتقد لا بأس بها، كانت هناك تغطيات من بعض الجرائد وتغطيات تلفزيونية واذاعية والخطابات التي أرسلت الي الاعلاميين والشخصيات التي ذكرناها سوف تأتي بنتيجة مستقبلاً، بالتأكيد سوف يبحثون في الموضوع وسوف يتحدثون عنه، هذا مفيد لنا، أما نتائج المسيرة في أوساط الاريتريين أكدت للبعض ـ خاصة للذين يساعدون الطاغية ـ بأن الروح النضالية والعزيمة موجودة حتي يتحقق النصر وحتي يستعيد الانسان الاريتري كرامته المسلوبة، ونتمني أن يفيق هؤلاء الأشخاص من نومهم العميق ولأنهم أريتريين سوف نحاول أن نعيدهم الي رشدهم مهما كلف الأمر وهذا هو مبادئ الثورة التي ورثناها من رواد النضال ويجب أن نحافظ علي هذه المبادئ، فمن أجل الوطن كل شيئ يهون ولأن الوطن ان لم تحكمه العدالة والمسئولية لن ينعم بالأمن والاستقرار فمن أجل حياة كريمة كل شيئ يهون ونحن علي أية حال نحاول.
حدثتنا عن المسيرة والنتائج التي حققتها، ليتك لو شرحت للمستمعين الشخصيات التي قام المتظاهرون بمقابلتها في نهاية المسيرة؟
ـ سيفتتح مجلس النواب الأمريكي دورته البرلمانية في 10 أو 11 من سبتمبر، فهو الآن في اجازة لذلك تركنا رسالة ليتم تسليمها الي رئيس مكتب لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، وتمت مقابلة مكتب السناتور/ لوقر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ واستغرق الإجتماع حوالي ساعة تقريباً في مجلس الشيوخ وتم تغطية الحدث إعلامياً من قبل قسم الإعلام في ذلك المكتب، كما تم تحديد موعد آخر يلي موعد أمس (الإثنين 28/8) مع مكتب نائب ولاية “أنديانا” وانشاء الله نتوقع أن يكون هناك مؤتمر علي الهاتف مع النائب يوم الآربعاء أو الخميس، وهذا اللقاء مع سناتور أنديانا تم عن طريق الأخت/ هوت لأنها من سكان أنديانا، كما تم مقابلة/ رونالدو يماموتو نائب وزيرة الخارجية الأمريكية وتم ذلك في مقر الخارجية الأمريكية وتم تغطية الحدث بوجود مراسلين من قبل صوت أمريكا (قسم التجرينية) وتم مقابلة بعض الصحفيين من الـ CNN ولكن ليس لدينا مؤشرات إن كانت تلك المقابلات ستنشر أم لا.
حدثتنا عن المسيرة ولكن لم تحدثنا عن مستقبل الديمقراطية في اريتريا علي مستوي المعارضة أو علي مستوي النظام، وأيضاً لو أعطيتني فكرة عن الإعلام الاريتري خاصةً الوطني منه وتأثيره في المستقبل؟
ـ فيما يخص المستقبل المعروف أن طاقات الاريتريين مبعثرة وذلك يؤدي الي ضعف القوي المناضلة من أجل انهاء الكابوس الذي أبتلينا به، فمثل هذه الأنشطة المشتركة تكون مؤثرة وتمكننا من الاستفادة من الخبرات التي لدينا، حيث نتبادل الآراء ونساعد بعضنا البعض مما يزيدنا قوة ويرفع من معنوياتنا حتي نواصل النضال، فالتجربة الجماعية مفيدة جداً وحتماً تؤدي الي نتائج أكيدة لذلك سوف نستمر في تبني مشاريع مشتركة، والمشاريع المستقبلية قد تكون غير محددة، تبادر بها احدي المؤسسات المنضوية تحت “التلاحم الاريتري” وكل عضو يمكن أن يقوم بدوره وفي حدود أمكانياته وذلك بالتنسيق مع الآخرين، هذا يرعب النظام كما تعلم لأنه لا يريد للأريتريين أن يعملوا معاً وهو يستفيد من التناحر، وهذه التجربة الثانية كما ذكرت سابقاً وسوف نستمر في العمل، وأنا شخصياً راض تماماً بالنتائج، المهم أننا تمكنا من معرفة الطاقات الكامنة لدينا والخبرات الشبابية التي أكتشفناها سوف تكون عامل دفع في المستقبل لكن يجب أن ننهض جميعاً ويقوم كل منا بالعمل حسب إستطاعته وفي المجال الذي يري فيه كفاءته…. ( تم انهاء المقابلة الاذاعية لضيق الوقت ).
لمن أراد الإستماع الي المقابلة باللغتين العربية والتجرينية يمكنه الذهاب الي موقع “فرجت “.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=5558
أحدث النعليقات