وماذا بعد الملاحظات؟ (3-3):
بقلم الدكتور/ عبدالله جمع إدريس*إنّ فكرة المركز والهامش ، القائمة علي أساس إثني ، طرحها الراحل الدكتور جون غارانغ ، في إطار مشروع السودان الحديث ، والذي طرح الحل في صورة تفكيك السودان القديم وبناء السودان الحديث علي أسس جديدة. تلك الأسس كانت محددة في (المانفستو) ، والأدوات كانت معدة ، وعلي رأسها العمل المسلح الذي يؤدي إلي إنهيار المنظومة الحاكمة ، أو إنهيار الدولة. وعندها يفرض الطرف المنتصر المانفستو. وفي أسوأ السيناريوهات يتم الوصول الي حالة من تعادل القوي تجبر الطرف الآخر علي التفاوض ، وأخذ حق تقرير المصير المفتوح علي كل الاحتمالات. واستُكمل البرنامج لاحقاً في الإطار التفاوضي حيث تم الإتفاق علي تقاسم السلطة (جغرافياً- الي شمال للمركز ، وجنوب للهامش القوي ، أما بقية الهوامش فلا عزاء لها) ، وتقاسم الثروة (بين النخب المتحاورة ، ولا عزاء للمواطن). وعندما تقبل الدنيا علي بعض من كان مهمشاً ، يسعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، ويقلد جلاده بتهميش من حوله. وتبدأ سلسلة أخري من الصراع. هذا هو التسلسل المنطقي والتاريخي المجرّب لهذا البرنامج ، ولكل من يريد تطبيقه أن يوجد البيئة المشابهة للوضع الذي كان قائماً في السودان ، خاصة المصالح الدولية والإقليمية التي ساندت المانفستو ، والقوة العسكرية التي كسرت معادلة القوة القديمة وأوجدت واقعاً جديداً. فتقاسم السلطة والثروة بالبيانات الإنشائية هو ضرب من الخيال. إذن علينا أن نتحسس الأرض التي نقف عليها لنفهم ما عناصر أزمتنا ، ثم نقلّب وجوه الخيارات التي تناسب الحالة التي نعيش.
إننا في صراعنا الاستراتيجي مع أشقائنا المسيحيين أشبه بحال الفلسطينيين في صراعهم مع الاحتلال الصهيوني ، فلا يجدون مع مرور الأيام ما كان يُعرض عليهم في مرحلة سابقة حتي أصبحت حقوق أساسية للإنسان ضمن أجندة التفاوض. وهذا الواقع المأساوي ناتج عن اختلال ميزان القوي الاستراتيجي ، لذلك تحرص القوي الدولية حليفة إسرائيل علي إبقاء ذلك الميزان مختلاً. أما في إرتريا فإنّ البيئة الإجتماعية والموروث التنظيمي المتمثل في وجود سلطة مركزية لدي المكوّن المسيحي ، وفقدانه نسبياً لدي المكوّن المسلم ، هو العامل الأساسي الذي ينجح في أستمرار هذا الإختلال. فالنخب المسيحية تفكر في إطار استراتيجي يبقي مصلحتها العامة مرجحة علي خلافاتها الثانوية ، علي سبيل المثال عندما قام إسياس بتصفية مجموعة من أكلي غوزاي وأسماهم خفافيش الظلام (منكع) ، أجّل أبناء المنطقة تصفية الحساب لوقته واستكمال ما خططوا له معاً ، وعندما خرجت اللعبة عن السيطرة ، وبدأ أفورقي يضر بالمشروع الطائفي من حيث أراد الانفراد بالقرار ، بدأ قادة المنطقة بعملية فك الإرتباط بالمشروع ،بدءاً بتمرد هيلي درع وأدحنوم وغيرهم كحالات أشبه ما تكون بمواقف فردية ، لكنها كانت إشارات قيادية أدّت لتكوّن موقف مجتمعي ، ورأينا ذلك يسري في مفاصل الدولة والحزب الحاكم ثم انتقلت العدوي الي أطر المعارضة.
بينما المسلمون بدءاً من جيل الرابطة الإسلامية ، كلما يقيّض الله لهم أمر رشد فيه يجتمعون علي كلمةٍ سواء ، تتفلت مجموعات عن الإجماع حتي تفتّ في عضد الجماعة. فبالرغم من أنّ المكوِّن المسلم في إرتريا يتمتع بروح وطنية جياشة وآمال عريضة ، إلا إنه لا يجيد التخطيط للوصول إلي آماله ، بل يغلب علي عمله الإرتجال والعشوائية ، وهو سريع الإنفعال ويميل إلي التعامل بردود الأفعال ويسهل تشتيت تفكيره الجمعي مما يؤدي الي عدم تركيزه علي برنامج استراتيجي فيظل ينتقل من مشروع إلي آخر بغير هديً.. وكان السبب بشكل أساسي هو تفرّق الأمة عن قيادتها ، وبروز نزعات الأثرة الشخصية والجهوية ، والتي استغلها الأعداء وجيّروها لصالح برنامجهم. ولم يكن إنقسام مجموعة إسياس هو فقط الذي أثّر علي مسيرة الثورة وعلي أوضاع المسلمين داخل البلاد. بل إنّ الإنقسامات بين القيادات المسلمة هي التي سارعت بتسليم قياد الثورة والدولة إلي مجموعة أفورقي الطائفية. علينا أن نراجع دفاتر الثورة لنتعلم منها ونجيب علي الأسئلة الصعبة. ما أسباب الخلافات بين المناضلين الشهداء عثمان سبي وإدريس قلايدوس وإدريس محمد آدم وبقية قيادة الجبهة في القاهرة وفي الميدان وفي الشتات. هل كانت هناك مشكلة بين شرق إرتريا وغربها أم أنّ هؤلاء الرجال قد اتخذوا من مناطقهم ساتراً للدفاع عن أنفسهم وطموحاتهم ، وكيف ولماذا إنشقّت مجموعات جهوية وعشائرية وطائفية عن الجبهة في وقت واحد ، ليتوحدوا في تنظيم واحد رغم اختلاف الأهداف والمطالب والمصالح. كيف تمكّن أفورقي من السيطرة علي قوات التحرير الشعبية وتحويلها الي الجبهة الشعبية رغم قوة القيادة الميدانية للمسلمين فيها وسيطرتهم علي مصادر التمويل الخارجية. كيف فشلت جميع جهود توحيد فصائل الثورة ، لماذا فشلنا في العودة إلي الميدان ، وهذا السؤال الأخير يعتبر مربط الفرس ، وهو ما فطن الي خطورته بعض القيادات مثل الشهيد عبدالله إدريس فعمل علي إبقاء قوة علي الأرض ، لكن الظروف الإقليمية والدولية ، إضافة الي ضعف الظهير الوطني الجماهيري ، قد أدت مجتمعةً الي إنهاء تلك المحاولة حيث تضاءلت الي حالة عشائرية. ونفس الشئ حدث لتجربة الجهاد وكل الفصائل الأخري.
إننا أحوج ما نكون الي إسقاط النظام الحالي أكثر من أشقائنا المسيحيين الذين تنحصر حوجتهم الي ذلك في إيجاد وضع قانوني (دستوري) يقر الأمر الواقع بدل الفوضي السلطوية لأفورقي ومجموعته ، والتي تهدد مصالحهم قبل كيان الدولة وبقائها. حتي إنني أقول للإسلاميين إنّ الإسلام دين له قوة دفع ذاتية ، ويحتاج فقط الي جوٍ من الحرية لينداح بين الناس. وإننا نحتاج الي العودة الي الوطن ثم الي الديمقراطية وحكم القانون ، وهو مطلب عادل ويناسب كل مكونات الوطن. ولكن المطالب لا تنال بالتمني ، ولكن تأخذ غلاباً ، أو بتعظيم النوال مما يتاح من فرصٍ يجود بها الزمان قليلاً ، وذلك بحسن التدبير والاستعداد.
الوجه الآخر للمقارنة هو أن الاحتلال الصهيوني يصر علي سياسة تهجير الفلسطينيين وإنكار حق العودة والإستيطان الممنهج وطمس حقائق التاريخ. ، وهو ما تتبعه قيادة المشروع الطائفي في إرتريا حذو النعل بالنعل. غير أنه لا يزال الفلسطينيون والمسلمون الإرتريون يتشبثون بحقهم وبأرضهم ويراهنون علي وجودهم علي أرضهم جزئياً. لكن العقبة الكبري في وجه أي أمل في تغيير حقيقي في إرتريا هي وجود المعارضة وغالبية من يناصرونها خارج حدود الوطن. وأفورقي يعرف أن هذه النقطة هي التي ترجح كفة الميزان لصالح برنامجه ، فجعلها أولي أولياته في استراتيجية الحكم ، وعمل علي إبقائها علي ما هي عليه مراهناً علي عامل الزمن.
بالمقابل لا تواجه هذه الاستراتيجية بموقف استراتيجي متماسك ، بل تتنقل القيادات المسلمة في مواقف تقفز بين الحبال كألعاب السيرك ، فتصبح عنصر فكاهة ولا يأخذها الطرف الآخر مأخذ الجد. وحتي يكمل متعته علي كل المسارح يقوم باعطاء (قومياتنا) تمثيلاً فلكلورياً في الرقص والغناء والتمثيل والتعليم بلغة الأم ، وكفي!. وعندما يتعلق الأمر بالمواقف الجدية ينكر تمثيلها علي المسرح السياسي وفي الخدمة المدنية وفي مركز اتخاذ القرار.
وما يزيد الطين بلة ، أنّ الاختلالات يتم تغذيتها بالانقسامات السرطانية في جسد الضحية ، حيث لا يمكن معالجة الأزمة بالمطالب الجزئية التي تجعلنا أقليات أمام الطائفة المهيمنة. والضحية تتماهي مع جلادها كما يقول علماء النفس. فنري المهمشين يتخذون المعيار القيمي ذاته ل(سلفي ناتسنت) في تعريف أنفسهم ، والذي قام الجلاد بوضعه في تحديد الإطار الفكري لتهميشهم. وهذا التماهي هو ما أسماه المفكر الجزائري مالك بن نبي ب(القابلية للاستعمار). فما معني أن نصرّ علي الموافقة علي تجزيئ أنفسنا الي إثنيات وقبائل وجهويات تبقينا في خانة الأقليات ، في وقت تستخدم فيه قيادة (هقدف) هذا المعيار في تبرير ما تقوم به من سياسة تمكّن للطائفة (القومية) التي تعتبر الأغلبية بالمعايير القومية والجهوية.
ونتيجة لضمور المشروع الوطني داخل التنظيمات التقليدية ، برزت تنظيمات تدعي تمثيل قبائلها. بعض هذه التنظيمات استطاع أن يوجد له ثقلاً داخل (قوميته) كالعفر والنهضة ، لكن أي تنظيم لا يمثل في النهاية إلا من التحق بالتنظيم مهما أدعي غير ذلك ، والبعض فرض الأمر الواقع بتصفية منافسيه (القوميين) واستفاد من دعم الدولة المضيفة في الالتحاق بالأطر القائمة للمعارضة مثل المدعو قرناليوس ، أما البعض الآخر فلم تأبه له (قوميته) وأضحى موضوع للسخرية والتندر.
والإخوة الذين يجعلون حجتهم وجود تنظيمات إثنية علي الساحة لقيام رابطة للمنخفضات نقول لهم أمرين في هذه المسألة. الأول هو أننا نرفض هذا السلوك من أيٍ كان ولكن عندما يصل الحريق الي داري أكون من الغباء إن سكتُ عليه ولم أقم بعمل ما لمواجهته بدعوي أنّ بيوت الجيران احترقت من قبل ولا بأس أن ينالني ما نالهم. الأمر الآخر هو أنّ تلك الأطراف أعلنت برنامجاً سياسياً وأحزاباً ينضم إليها من يتفق معها ويختلف من يختلف ، ولكن الرابطة ينقصها الوضوح التنظيمي ، حيث تقدم برنامجاً سياسياً وتدعي أنها منظمة مدنية للمّ شمل المنخفضات. فلنختر لنفسها رؤية واضحة ولتترك للجماهير حرية تقييم برنامجها إن كانت سياسية. أما إن كانت منظمة مجتمع مدني برؤية سليمة فأحسب أنّ الجماهير لا تمانع دعم مجهود (مدني) حقيقي يركز علي احتياجاتهم الاجتماعية والإنسانية. فحري بمنظمة مجتمع مدني ، تريد أن ترفع من شأن منطقتها ، أن تعمل علي سد الفجوة في الخدمات الثقافية والإعلامية (رفع الوعي) والصحية والتعليمية والأمنية والحقوقية لمجتمعنا اللاجئ بدلاً من زيادة جيوش السياسيين ومنافسة الأطر السياسية. ومن أراد أن يبعث الروح في المقاومة والتحدي السياسي فليختر له من بين التنظيمات القائمة لينضوي تحته ويقدم له الدعم المادي الذي يعينه ، فرابطة المنخفضات بدلاً من تكوين تنظيم عابر للتنظيمات عليها إن تختار تنظيم أو عدد من التنظيمات تتوافق معها علي برنامج الحد الأدني وتوفر لها الإسناد الجماهيري ، وهنا عليها أن تعلن أنها منظمة سياسية ولا تدلّس علي الناس. وأؤيّد ، علي سبيل المثال ، مطالبة أحد الكتاب (أبو أسامة) في دعوته الرابطة المشاركة في إنجاح مؤتمر جبهة التحرير وتعزيز قدراتها. فهذا سيكون أجدي من الدخول من النوافذ إلي كل التنظيمات (المنخفضاتية).
وبالمقابل فإنّ بعض التنظيمات ينوء كاهله بمظلات إغاثة وتعليم ولاجئين ومراكز دراسات ودعوة وما إلي ذلك مما يمكن أن تقدمه منظمات مجتمعية كالرابطة وغيرها. وجديرّ أن إنوّه هنا إلي النجاح الذي حققه أصحاب (مبادرة) كمنظمة مجتمع مدني في مجالات حقوق الإنسان وفي الإعلام خدمةً لمجتمعهم ، وذلك بعدما تراجعوا عن اقتحام الأطر السياسية وركزوا علي النواحي المدنية. وكذلك النجاح المضطرد للإتحادالعام للطلاب بالخرطوم الذي خرّج عشرات آلاف الطلاب ويشارك في القوافل الصحية وغيرها ، ويلتزم بمعايير المجتمع المدني رغم أنّ غالبية القائمين عليه لهم تنظيمات سياسية ينتمون إليها. ونفس الشئ يقال عن منظمات إغاثة مثل (إيثار) التي تسد عنا ثغرةً وتؤدي (فرض الكفاية) في عون أهلنا اللاجئين. وكذلك منظماتنا وجالياتنا في الخارج تقوم بدورٍ مقدرٍ لربط الأجيال الجديدة بوطنها وتتحدث في السياسة لكنها لا تنافس الأطر السياسية.
إنّ خلط الأوراق قد أضر بقضايانا ، وأضرب مثالاً ، حيث كان تكوين المجلس الوطني (ولا زال) الأمل في الإبقاء علي جذوة الروح الثورية وإعادة اللحمة الوطنية وفرصة التغيير الديمقراطي. فذلك هو الحل أو الطوفان الذي سيجرف الوطن ومكوناته الي جرفٍ هارٍ. ولكن فشلنا حين فشلت الجماهير في تمويل المجلس ، والقوي المدنية التي جاء بها التحالف لتعينه صارت عبئاً علي العمل ، لإنها لم تعي دورها ونافست القوي السياسية علي قيادة العمل السياسي. والقوي السياسية فشلت لإنها لم تتعلم من تجربة ربع القرن الماضية التي أضيفت لتجربة الثورة.
ولا زالت علة عدم التركيز علي الهدف وتشتيت العقل الجمعي تطاردنا ، فنهرع كعادتنا في الاستجابة للمستجدات بردود أفعال لا تخدم قضيتنا. فبعد جهود مضنية لجمع القوي السياسية والمدنية ونجاح المؤتمر في إجازة أوراقه ، أقبلت علينا آفتنا التي لا يستدبرها (نضالنا) السياسي ، وهي آفة الصراع علي كرسي الرئاسة. وهكذا أفشلنا برنامجنا السياسي ولم نصبر علي إنضاجه ، بل سارع البعض كالعادة للإنتقام منا جميعاً بإشعال حريق داخل البيت ، وظهرت نغمة المرتفعات والمنخفضات علي الساحة السياسية بعد المؤتمر مباشرةً ، وليس ما جري في لندن إلا إعلان إمتداد الحريق إلي المجتمع المدني. فما حدث في أواسا كان تحالفات سياسية تكتيكية لأطراف متعددة لا تربطها رابطة جهوية ، بل كانت كثير من الأطراف تتنقل بين الكتل. أنظر يرعاك الله ، إلي التنسيق بين الإنقاذ والعفر (وكان بينهما تحالفاً عسكرياً) إضافة الي النهضة والحزب الإسلامي وآخرين ، وفي الكتلة الأخري الفيدرالية والجبهة وأدحنوم وقرناليوس وقبريسلاسي وآخرين منهم (ادعم). قل لي هل هناك أي اصطفاف جهوي في هذه التحالفات ، أم هي السياسة والحرب والمكيدة. وكان عند البعض الحد الفاصل بين الأهداف العليا للمؤتمر المتجسدة في التغيير الديمقراطي للوضع في إرتريا وبين نتائج المؤتمر الإنتخابية مساحة ضبابية. وفشلت الإنقاذ وفشلت التضامن وفشل المجلس وقيادة المجلس وكل مكونات المجلس وعلي رأسها القوي السياسية والتحالف الديمقراطي في تنفيذ الحد الأدني من البرنامج نتيجة خلط أوراق المعارضة ،والتباس الاستراتيجي بالتكتيكي ، وغياب الأولويات وعدم السمو علي حظوظ الأنفس والتطلع الي الأهداف العليا ، فضاعت الفرص- الفرصة تلو الأخري لترتيب البيت الداخلي ولتقاسم الأدوار.
يجب علينا إعادة التفكير في مآلات الفشل ، والطرف الذي سيقع عليه الضرر نتيجة هذا الفشل ، وهو شعبنا المغلوب علي أمره والذي ينتظر أي فرصة للخلاص ، وكذلك مجتمعنا في أرض اللجوء المحروم من حق العودة. إنّ عدم التركيز علي تحقيق ما يتاح من فرص التقدم نحو الهدف ومحاولات جرنا الي نقطة الصفر ما هي إلا قبلة الحياة للدكتاتور الذي ينازع الموت وإطالة أمد معاناة شعبنا. كيف يعقل أن نعطي المترددين من طائفة الدكتاتور مزيد من المبررات لدعمه ، بل نقتطع من جسدنا أجزاء أصيلة فينا (مسلمي المرتفعات) ونتخفف منها لأنها تثقل المركب الذي يغرق بإهله ، فليس من الحكمة كسب عداوات جديدة ونحن محاطون بما يكفي من الأعداء. إننا لن ننهض من كبوتنا ولن نسلم من الزلل إلا إذا تركنا العنتريات و(الفوجاج) وأقبلنا علي قضايانا بعقلية ناضجة تقدر خطواتنا وتؤمّن موضع أقدامنا.
دعونا نعود لمسألة تكوين جبهة (التضامن) ، ونسأل لماذا تكونت ، وما داعي تكوينها وما أهدافها ومنطلقاتها؟ هل كان الغرض منها تكوين منبر انتخابي للبعض في مؤتمر (أواسا) أم كانت تسعي في مصلحة لمِّ شمل المهمشين كما ذكر بيانها؟ إذا كان ذلك الهدف صحيحاً لماذا ماتت بعد (أواسا) وبعد فشل دورها الانتخابي؟ ، وهل نستبق كل مؤتمر بتكوين مظلة انتخابية تدعي تمثيل مصالحنا؟ وهل انتجت التضامن أكثر من استفزاز الآخرين لكي يتحالفوا ضدها ، مثل تكوين جبهة القوميات؟ بل أنها عمّقت الخلافات بين مكوناتها ولم يبق منها غير بيانات التهنئة والتعازي. أسئلة قد توضح مخاوفنا من أن نُستٓغلٓ في تحقيق طموحات سياسيين يدلسون بضاعتهم لتشتري منهم الجماهير (الترماي) كما يقول المثل المصري.
وهذا يذكرني بتجربة شخصية في مطلع القرن الحالي ، حيث دعاني المناضل الشهيد محمد عثمان أبوبكر لكتابة برنامج عمل سياسي يريد تقديمه الي كل القوي السياسية في المعارضة (للمّ شملها) وتفعيل التحالف المعارض. وقدم لي أفكاراً عامة تساعدني علي إنجاز تلك الوثيقة ، وقال أنه ناقش تلك الأفكار مع المناضل حسين باقر وبعضها يعود الي المناضل علي برحتو. لاقت مني تلك الدعوة حماساً شديداً ، وانجزنا الوثيقة وكتبنا الرسائل الي التنظيمات ، وصحبتُ الرجل في لقاءاته بالخرطوم مع قيادات بعض الفصائل ، وأدهشتني بعض الملاحظات ، فكنت أتعجب للبرود وعدم الحماس من قيادات تاريخية مثل الشهيد عبدالله إدريس تجاه المبادرة (الوطنية). ولكن بعد حين فهمت أن تلك المبادرة كانت بساط الريح الذي حمل صاحب المبادرة إلي عضوية التحالف وتقلُد منصب مسؤول العلاقات الخارجية فيه ، وترؤّس حليفه السياسي حينها (حروي تدلا بايرو) للتحالف ، وكانت من النتائج المباشرة لتلك الخطوات المتسارعة ولوج تنظيمات مايكروسكوبية الي التحالف. ومن النتائج غير المباشرة حدوث حالة من الاستقطاب انتهت بخروج (المجلس الثوري) عن الإجماع السياسي وإنشقاقه إلي فصيلين واستمرار دوامة التحالف حتي استطاع وضع معايير للعضوية. وفي النهاية اتضح لي أنّ المبادرة لم تحقق أهدافها بل زادت الأوضاع سوءاً. عندها فهمت أنّ حسن النوايا وحدها لا تقيم الأوطان ، وأنّ التفكير العاطفي ، دون إنضاج الفكرة وبغير البناء علي الواقع ، سلوك يضر الأفراد والمنظمات والأوطان كذلك.
* الدكتور/ عبدالله جمع إدريس: ناشط سياسي وإعلامي
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=31238
نشرت بواسطة فرجت
في أغسطس 20 2014 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
الأخ الدكتور / عبدالله جمع —- تحياتي
يقول الدكتور:
(عندما تقبل الدنيا علي بعض من كان مهمشاً ، يسعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ………………. هذا هو التسلسل المنطقي والتاريخي المجرّب لهذا البرنامج)
جميل أن تكون فقت من نومك ووجدت قشة (بعض) تتعلق بها — لو كنت توقفت عندها كان بإمكانك أن تتعلق بها ولكن يا ترى في أي بنك عالمي أصرف (التسلسل المنطقي والتاريخي المجرب لهذا البرنامج) يا حبيبي أنا أخذ بالكلمات والصياغ وما بين السطور ثم بعض ذلك ابدي رأيي — هل التعليق المنشور من عندك يا دكتور؟ هل يعقل بأنك تفصل الكلمة عن صياغها الذي وردت فيه؟ هل يعقل بأنك تفكر بهذه السطحية البواحة؟ أرجو في تعليقك القادم أن يرشدني إلى البنك العالمي الذي يصرف معنى هذا الكلام (…….. هذا هو التسلسل المنطقي والتاريخي المجرب لهذا البرنامج). طبعا بعد صرف تلك الجملة واستلام الدولارات مقابلها سوف أقبل منك (عدم فهم الواقع والسخف والسطحية ……….. لا تصدر الي من به عمي أو صمم أو صاحب غرض) وإن لم تصرف هذه البضاعة وصارت بضاعة بخسة نعوتك كلها مردودة إليك
أما بخصوص المشاكل الارتري:
تعريق المشاكل الإرترية والبحث عن الحلول المناسبة لها وترتيبها وإنزالها على أرض الواقع هي من مسؤولية القوة السياسية والنخب الوطنية الارترية وإلا فما هو دور القوة السياسية والنخب الوطنية؟ فإن لم تدرك ذلك فهذه البضاعة الرديئة التي تفضلت بها (هذه المعاني التي لا تصدر الي من به عمي أو صمم أو صاحب غرض) أيضا مردودة إليك — وأنت أيضا قلت كلام شبيه بما قلته أنا وإن لم تصدق فأقرأ كتابك (فبالرغم من أنّ المكوِّن المسلم في إرتريا يتمتع بروح وطنية جياشة وآمال عريضة ، إلا إنه لا يجيد التخطيط للوصول إلي آماله) — فمن الذي يخطط يا دكتور؟ أليس من يخطط هم القوة السياسية والنخب الوطنية؟ لقد نعت الأخ ((Hanadi بالمسطح عندما فهم تعليقي خطأ — فبماذا أصفك أنت يا دكتور؟ هل بالمنبطح مناسب؟
يقول الدكتور في تعليقه:
((قرية الأخ عبدالله ( وسبنسريخ ) تحمل دلالة انقسام البقر ، أخشي أخي عبدالله أن يصل بنا التردي والانقسام ان نطلق علي بلادنا ( كو بنسريخ ).))
يبدو عليك يا دكتور تخضع كل شيء على هواك — حتى لا يوجد لديك الفرق بين البشر والبقر — يا حبيبي عندما ينتشر البقر في ميادين خضراء يأكل فهذا يعتبر منظر جميل يبتهج به كل من ينظر إلى هذا المنظر الجميل — يجتمع البقر ويزاحم بعضه البعض عند شرب الماء أو في حظائره — فترجمك ومقارنتك كلها (بح) — إذا لم تقتنع بهذا عليك أن تقتطع من زمنك وتزور (بق بنسريخ) في اوستراليا وهي تنتشر عند الرعي وتتجمع فقط عند (بق إنشويلو) و(بق قمقميلو) — الرعي هو من مهن الدول المتقدمة وعلى رأسها سويسرا وأوستراليا وأمريكا
ويقول الدكتور متضايقا من التقويم:
(الأمر الآخر أخي عبدالله هذه القضايا التي طرحتها يمكنك ترتيبها في أفكار وتكتب مقال يفيد القارئ بدلا من ان تكون كتاباتك صدي لما يكتبه الآخرون ، أو تظهر بمظهر من يتصيد الزلل.)
القضايا التي طرحتها أردتها أن تعبر من خلالك للأخرين — هل عندك مانع؟ ثم إن موضوع التعليق مفتوح حتى في القنوات على مستوى العالم ويتم في هذه المواقع نقد سياسيين وكتاب على مستوى العالم أم (الدكتور عبدالله جمع) غير
مرتا أخرى أقلك عيب يا دكتور التعلق بقش للإفلات من الاعتذار — أعتذر يا دكتور وبلاش الف والدوران
الاخ العزيز عبدالله
توقفت عن الرد علي التعليقات تجنبا للمهاترات
ولكن سيادتك تجلس علي الكيبورد وتقرأ المقالات وتحاول أن تتصيد كلمات تفسرها علي ما يروق لمزاجك الشخصي تجاه المقالات والتعليقات الواردة.
وما دفعني للرد عليك اليوم هو اساءتك لشعبنا من حيث شئت توجيه الاساءة لشخصي. فتفسيرك لكلمة (بعض) بمعني كل شعب المنخفضات هو سوء نية متعمدة لا يحتملها السياق. والبعض تعني بعض الناس وضربت مثالا لا يحتمل التأويل في هذا الخصوص ببعض أهل الجنوب ( د. رياك مشار والرئيس سيلفا كير ) ، وهذا لا ينحصر فيهما وحدهما ولكن الطموح السياسي مرض قد أصاب حتي (بعض) الناس في كل المجتمعات. أما أن تسئ لشعبك لتطعن في مروؤتي فهذا هو السقوط الأخلاقي.
عيب عليك أن تكون بهذا القدر من الاسفاف وعدم الالتزام بأدب الحوار.
يا أخي الفاضل فلنختلف في الرأي ولتقل في شخصي ما قاله غيرك صراحة وتضمنته عديد تعليقاتك ، وفيها عدم فهم الواقع والسخف والسطحية وما الي ذلك من الكلام الذي لا يصلني منه الا ، تقبلي للواقع المرير الذي اصبح فيه الاساءة للغير تنفيسا عن الاحتقان الذي قد طال كبته.
لكن أن تصل بك محاولة المزايدة علي أحد الكتاب او المعلقين ان تقول في شعبك هذه المعاني التي لا تصدر الي من به عمي أو صمم أو صاحب غرض ، وأحمد الله علي العافية ، فهذا ما لا يحتمل في النقاش. ابحث لك عن شئ آخر في عديد المقالات الا ادعاءك وصفي بمن يسئ لأهله. وأنا اطلب منك الاعتذار لشعبنا ، أما اعتذارك لي فهذا فيه نظر لانك دوما تنتصر لشخصك في كل الردود علي التعليقات المتعلقة بك. وعليك مراجعة هذه الخصلة حتي يستقيم منك النصح.
الأمر الآخر أخي عبدالله هذه القضايا التي طرحتها يمكنك ترتيبها في أفكار وتكتب مقال يفيد القارئ بدلا من ان تكون كتاباتك صدي لما يكتبه الآخرون ، أو تظهر بمظهر من يتصيد الزلل.
ممازحة:
قرية الأخ عبدالله ( وسبنسريخ ) تحمل دلالة انقسام البقر ، أخشي أخي عبدالله أن يصل بنا التردي والانقسام ان نطلق علي بلادنا ( كو بنسريخ ).
ولك التحية
الأخ الدكتور / عبدالله جمع —- تحياتي
(عندما تقبل الدنيا علي بعض من كان مهمشاً ، يسعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، ويقلد جلاده بتهميش من حوله. وتبدأ سلسلة أخري من الصراع. هذا هو التسلسل المنطقي والتاريخي المجرّب لهذا البرنامج …)
عندما تقبل الدنيا على أهلنا الطيبين أصحاب الدين والمرؤة والكرم والخلق الحسن الذين يترفعون عن الصغائر ويعفون عن المجرم عند المقدرة — كيف يسعون أمثال هؤلاء في الارض فسادا ويهلكون الحرث والنسل— ألم يكونوا أهلنا الطيبين الذين استقبلوال أبناء (أندنت) والكومندوس الذين أحرقوا قراهم وقتلوا أطفالهم ونسائهم وحرقوا مزارعهم ونهبوا وقتلوا بهائمهم ولكن بالرغم من كل هذه المرارت استقبلوهم بالحفاوة والترحاب وتم العفو عنهم — إن لم يكن الأمر كذلك كان بإمكانهم أن يبعثوا إلى الصين بأحد من أبناء المسلمين ولكن الحرص على إعطاء كل ذي حق حقه والعدالة بين أبناء الوطن الواحد تم إبتعاث إسياس إلى الصين ليأخذ دور تأهيلية — وهنا تتجلى قمة إعمار الأرض بالمحبة والسلام والعدالة بين أبناء الوطن الواحد — كيف تجرأت يا دكتور على أهلنا الذين يتمتعون بهذه الصفات الرفيعة أن تصفهم بالسعي في الأرض فسادا إذا أقبلت عليهم الدنيا — عيب يا دكتور أن تتجاوز الحدود وأنت تحمل هذه الدرجة العلمية — أرجو أن لا تكون قد أعتقدت بأن الدرجة العلمية تسمح لك أن تسيئ إلى أهلنا الأوفياء
كذلك أيضا يقول الدكتور:
(فتقاسم السلطة والثروة بالبيانات الإنشائية هو ضرب من الخيال. إذن علينا أن نتحسس الأرض التي نقف عليها لنفهم ما عناصر أزمتنا ، ثم نقلّب وجوه الخيارات التي تناسب الحالة التي نعيش.)
يا سلام نتحسس كمان الارض التي نقف عليها (منكور ورب أبية) كن يقلن جداتنا عندما يسمعن كلام أو فعل منكر مثل هذا الذي تفضل به الدكتور عبدالله — ما هو الخيار المناسب الذي مقدمته تحسس الآرض يا دكتور إلا الانبطاح — نحن لا نجيد طأطأة الرؤوس والانبطاح لأننا لم نرثها من أجدادنا وآبائنا سلطان وكبيري ومختار وهكيتو و(اتقوا الله) وإدريس محمد آدم ومن أسود ساحات الوغى عواتي وسعيد صالح وططو وحسب وعافا وغيرهم من الأبطال الذين علمونا هامات مرفوعة ولا يكون السجود إلا لله الواحد القهار — نحن يا دكتور ناهيك أن نسجد لإبن الخمارة إسياس ونقول له (ماريام تهبكوم) نحن لم نسجد لملك الملوك الإمبراطور هيلي سلاسي ولم نقبل حذائه — هذه الأفعال لا توجد في قاموسنا يا دكتور ولذلك روج لها في مجتمعات غير مجتمعنا — وتستطيع يا دكتور أن تجرب الانبطاح والسجود لإبن الخمارة إسياس والـ (أسكنيس) الذين من حوله إن لم تتعظ بمن سبقوك في الهبوط الآمن والإنبطاح — يبدو من وصفك للبعض بالغوغاء والبعض الآخر بأشقائنا المسيحيين يراد منه التقرب والانبطاح لتلامذة إسياس وأبيه — ولعلمك إرتريا غير خالية من (سحبت) الجمال والبغال والحمير
حقا يا دكتور أسأتة إلى مجتمعنا أيما إساءة ومطلوب منك الإعتذار
ماذا يعني حشد الجماهير عند التحالف الوطني والمجلس الوطني؟
وهل حشد الجماهير موجود في قاموسهما؟
نظرة سريعة على نشاط التحالف الديمقراطي والمجلس الوطني تكشف لنا تأطير الجماهير إن كان موجودا في برامجهم أم لا — لو رجعنها إلى الوراء وقلبنا نشاط التحالف الوطني من ندوات وورش العمل لم نجد لموضوع حشد الجماهير أثر — أيضا اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لم تناقش هذا الموضوع مع الجماهير ولم يكن في مقرراتها من خارطة الطريق والدستور والميثاق الداخلي للمجلس الوطني — كذلك المؤتمرون في أواسا لم يتطرقوا إلى هذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد بالرغم من أن حشد الجماهير من أولويات نجاح أي عمل سياسي أو اجتماعي — هذا التجاهل من قبل القوة السياسة الارترية يؤكد بأن هذه القوة السياسية لم تعرف المشكلة الارترية بشكل جيد ولذلك صار ركاب كل تنظيم لا يتجاوز سيارة (سيشينتو أو فولكس واجن) القديمة — سيارات إيطالية وألمانية صغيرة جدا وهذا طبعا على حسب وصف الأخ صالح قاضي مؤسس موقع عواتي لحالة تنظيمات المعارضة الارترية
ما قام به التحالف الوطني من عقد ندوات وورش عمل واختيار اللجنة التحضيرية وقيام اللجنة التحضيرية بتحضير لأوراق المؤتمر الوطني من خارطة طريق ودستور انتقالي وغيره الذي يصب في خانة توحيد القوة السياسية على أساس الخطوات المتفق عليها حتى انتقال السلطة عن طريق الانتخابات إلى القوة المنتخبة من قبل الشعب — طبعا هذا يعتبر حل لجزء صغير من المشكلة وليس حل لكل المشاكل الارترية — هذه القوة السياسة لا يمكن أن تجري التغيير بدون الحشد الجماهيري — وهذه القوة السياسية لها مشكلة كبيرة مع الجماهير — الجماهير أصبحت تنفر منها — إذن ما هو السبب؟ ألا يستحق هذا الوضع دراسة وندوات وورش عمل ومؤتمرات خاصة بهذا الموضوع — لماذا هذه الجماهير ممتنعة من المشاركة جنبا إلى جنت مع هذه القوة السياسية؟ هل هذه القوة السياسة أصبحت جزء من المشكلة بدل الجزء من الحل؟ لماذا لم تكن هذه القوة السياسة جزء من الحل؟ ما هي العوائق التي تمنعها من ذلك؟ إلى متى ستستمر هذه القوة السياسة وهي في خانة الجزء من المشكلة؟
القوة السياسة المعارضة بشكلها الحالي أصبحت غير جاذبة للجماهير — وهذه المشكلة تحتاج إلى دراسة وحلول عملية ناجعة — ألا تستحق هذه الحالة تغيير الأسماء والهياكل والديكور للمكونات السياسية؟ لماذا التشبث بهذه الأكشاك والدكاكين؟ الم تكن هذه الأكشاك مودة قديمة من الأسواق؟ أسواق الوقت الحاضر أصبحت (مولات) والدكاكين والأكشاك تجاوزها الزمن — ألا يحن الأوان في التفكير بجدية في تحويل هذه الدكاكين والأكشاك إلى (مولات) بأسماء ومحتويات جاذبة للصغير والكبير وللهرم والشباب — لا يعقل على الإطلاق أن نظل عاكفين لعشرات السنين في مشاريع لم تقدم للشعب ولأصحابها أي فائدة — أعتقد ينبغي علينا أن نطبق مقولة الأخ الصومالي من أمراء الحرب الذي تم هزيمته من قبل المحاكم الإسلامية وعند المقابلة مع إحدى القنوات الفضائية قال مقولته العملية (إذا كان مشروعك فاشل فأتركه وأبحث عن مشروع غيره) — لا يعقل ولا يقبل منطقيا أن يكون المرء على رأس مشروع فاشل لعشرات السنين — حان الأوان أن تفكر المعارضة الارترية بجدية وتصلح من ذاتها بدمج المكونات المتشابه ثم القيام بتأطير الجماهير — أعتقد المشكلة الكبرى التي تواجه المعارضة الارترية ليس النظام الطائفي ولكن المعضلة الأساسية هي حشد الجماهير إلى صفوفها وهي تحتاج إلى ندوات وورش عمل ومؤتمرات — أولا بالتعرف على المشكلة ثم اقتراح الحلول ثم البحث عن الآليات لتطبيق أفضل حل
المعارضة الارترية بشكلها الحالي ينطبق عليها حالة التجبس الوظيفي للعقل ((Functional Fixedness في هذه الحالة لا يرى الشخص أو التنظيم إلى مسار واحد لتجاوز العائق والوصول إلى هدفه ولكن لو فكر كل شخص أو تنظيم قليلا لوجد مسارات كثيرة تعينه لتجاوز العائق الذي يمنعه من الوصول إلى هدفه ولذلك ينبغي من الكل أن يتحرروا من التجبس والتشبث بمسار واحد فقط لحل مشاكلنا — وفوق كل ذلك يجب جمع كل المشاكل الارترية ودراستها وترتيبها ثم البحث عن الحلول لها ثم تطبيق الحلول وفق الأولويات — وأرجو من اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني القادم أن تقوم بتحضير أوراق بهذا الخصوص وأن يتخذوا المؤتمرون قرارات بما يخص تعريف المشاكل وحلولها على حسب الأولويات وينبغي أن يكون تأطير الجماهير على رأس جدول أعمال القوة السياسية
الأخ / إردريس — تحياتي
لم يتبقى للشعب الارتري شيء يخاف عليه وبالتالي التهديد والوعيد والويل والثبور لا يجدي نفعا (طابس قطرت يتمططو) المبلول لا يبلي بالقطرة ولذلك إذا أردت الشعب الارتري أن يدافع عن حقوقه فبادر بتأطير نفسك ثم السعي في تأطير الأخرين ولا تقف عائق لمن يسعى لتأطير الشعب — وكما وضحت في تعليقاتي السابقة بأن التأطير كان من الألويات في المحطات التاريخية التي تم ذكرها وهي محطات لا لبس ولا التباس فيها ولا ينكرها إلا إنسان من شاكلة إسياس — تأطير الجماهير الارترية مطلب مرحلي والشعب الارتري في حوجة ماسة إليه — أما بخصوص التعقل وهو المطلوب من الكل وأرجو أن تبادر به أنت نفسك ونحس به في تعليقاتك
لقد تم ذكر محطات رئيسية تركت بصماتها في التاريخ الارتري وكانت هذه المحطات محطات وطنية للصالح العام ولكن هنالك محطة خامسة (محطة سلبية) وهي:
محطة إسياس وحزبه السري: هذه المحطة بدأها إسياس بـعبارة (هزب كبسا ينقع الخو) وذلك ردا على دعوة جبهة التحرير له للحضور لمؤتمر الوطني الأول — وفعلا بهذه العبارة أفلت إسياس من قرار جبهة التحرير بالتصفية لأن الجبهة أعتبرت توعية الجماهير من ضمن المهام الوطنية ولذلك ما يقوم به إسياس من صميم العمل الوطني — ولكن الجبهة لم تنتبه على كيفية وأهداف التوعية — إسياس كان يوعي (هزب كبسا) على أساس (عامة حردت قتلت هزب كرستيان) بالرغم من وضوح هذا التوجه الطائفي ولكن الحزب السري (حزب العمل) في جبهة التحرير كان مخمورا بهوس التقدمية المرفوعة شعارات فقط وبالتالي العمى الذي أصاب (أبوي رمضان وصحبه) أصاب أيضا حزب العمل وبالتالي كان ينظر إلى أفعال وأقوال إسياس نوع من (الضلع) يمارسه إسياس
من ما ذكر آنفا يتضح لنا بأن أول خطوة قام بها إسياس هي تأطير أبناء كبسا المسيحيين بأسلوب طائفي وكسب تيارات منشقة من جبهة التحرير عن طريق إدعائه بالشوعية — في كل الأحوال أول قضية بذل فيها إسياس مجهود كبير قبل أن يتسلق إلى أعلى سلم القيادة هي تأطير حاضنة جماهيرية له — وهذا يتضح اليوم جليا بإنفراده بالسلطة
وإستنادا إلى ما ذكر في جميع المحطات يمكن أن نصل إلى مفهوم مفاده بأن تأطير الجماهير هو اساس النجاح لكل عمل سياسي أو إجتماعي
صراحة ردود وتعليقات بعيدة عن روح المقال واهدافه ومراميه ويشوبها الكثير من السطحية والمواقف المسبقة التي لايمكن التراجع عنها ،بالنسبة لمقالات الدكتور عبدالله الثلاثة فهي قمة في الوعي والتحليل والفهم للواقع وللاسف بعض الناس لاتقرء جيدا وتريد فقط ان تناكف وتضيع وقت الناس لانهم فادين ،ادعو جميع الجادين اعادة قراءة المقالات كاملة مرة واحد وسوف تجدون الفائدة والعلم والفهم وسوف تستفيدون ايما فائدة بعيدا عن التحيز والانتماء اما بخصوص موضوع المنخفضات فقد طرح الدكتور مخاوف مشروعة نتيجة لعدم الوضوح في الاهداف والوسائل والرؤية والخطوات التالية ووجود الحماس الزائد من البعض على العقلاء اخذ هذه المخاوف والملاحظات ماخذ الجد وعدم تجاهلها والانحراف الى تخوين الناصحين وتجهيلهم وهي مخاوف حقيقية وسوف نرى نتائجها قريبا في مسرة ما يسمى بالمنخفضات ودمتم
ان محاولة الكاتب الساذجة تشبيه صراعنا مع اشقائه المسيحين كما سماها هو ،حين قال // إننا في صراعنا الاستراتيجي مع أشقائنا المسيحيين أشبه بحال الفلسطينيين في صراعهم مع الاحتلال الصهيوني ، فلا يجدون مع مرور الأيام ما كان يُعرض عليهم في مرحلة سابقة حتي أصبحت حقوق أساسية للإنسان ضمن أجندة التفاوض// قد جافى الصواب وخلط وتخبط فالصراع هو بيننا وبين التغرنيا وليس مع المسيحيين لان هناك مسيحيون من كل الفئات ولم يحاربون او يقصونننا عن الوطن ثانيا ان تشبيهه الامر كانه ما يجرى بين الفلسطينيين واليهود ايضا غير صحيح بالمرة فالفلسطينين يعترفون بانهم عرب وليسوا كنعانيين وانهم دخلوا فلسطين قبل الف وخمسمائة سنة بطرد اليهود ثم عاد اليهود فطردوا الفلسطينيين بدورهم وقالوا انهم كنعانيين وشوية عرب قبل 65 عاما واليهود والفلسطينيين دخلوا المعارك واخيرا قبلوا بالتفاوض والسلام ولكن تاخروا فى تحقيق كل المشوار . اما نحن والتغرنيا خلقنا سويا فى هذه الارض لا وافد ولا طارد او مطرود ولن يستطيع اى طرف ان يتمكن من ذلك
اما اذا كان المدخل هو الاحلام التى يريدها اسياس فهى احلام فاشلة وسوف تنتهى اذا تماسكت ايدى المقهورين
على كل لا اريد ان اطيل رغم المغالطات التى اوردها الكاتب لكنه ايضا كان مصيبا فى بعض ما ذهب اليه رغم انه يبدوا فى حاجة لمعرفة الواقع الارترى الذى اجزم انه يجهل فيه الكثير يعنى انه ينقصه الكثير حتى يلم بجوانب غائبة عنه وياريته يعمق من فهم طبيعة شعبه
تأطير الجماهير ليس بالأمر الهين لأنه يحتاج إلى جهد جبار وروح نضالية من الطراز الأول — الوصول إلى الجماهير كل في موقعه ودعوته للقيام بواجبه ليس بالأمر الهين — لقد تم بذل مجهود كبير من قبل القيادات والكوادر السياسة من أجل تأطير الجماهيرفي المحطات الأربعة التي ذكرتها في تعليقي في يوم أمس — ولو أردنا أن نقرب الصورة علي ما بذل من مجهود علينا أن نتأمل في عمل حركة التحرير التي أطرت الشعب في خلايا تتكون من سبعة أشخاص — تنظيم الشعب بهذه الطريقة (خلايا صغيرة جدا) يشير بأن نشطاء الحركة كانوا يلتقون بأبناء الشعب الارتري فردا فردا من أجل توعيتهم وتأطيرهم في خلية تتكون من سبعة أشخاص — وبعد هذا العمل الشاق والجبار وإيجاد الحاضنة الجماهيرية تم تحريك الجماهير للقيام بالمظاهرات ضد الاحتلال الاثيوبي (أول خطوة كانت التأطير ثم تلتها تحريك الجماهير ضد المحتل الاثيوبي) أيضا المحطات الأخرى قد بذل فيها مجهود جبار ولكن أستدليت بحركة التحرير لتقريب الصورة في أهمية تأطير الجماهير — وكل من يقوم بهذا العمل للصالح العام يعتبر في الاتجاه الصحيح — جبهة التحرير في بداياتها كانت تؤطر أبناء المسلمين فقط وكان هذا التأطير للصالح العام وليس للتشرزم وإنكار حقوق الشريك في الوطن
يحق لكل ارتيري ان يقول رأيه بكل حريه في الشأن السياسي والاجتماعي والثقافي ..ووو..الخ..بشرط ان يحترم خيارات الاخرين ..زمن الوصفات الجاهزة انتهى وهذا الذي حاول تسويقه الدكتور/جمع..أتمنى اولا من كل سياسي ارتيري إصلاح ذاته السياسية اي تنظيمه من خلاله اصلاح ذاته التنظيمية يصلح الخلل العام ..اما التنظير خارج الأولويات هذا هدر مجاني للطاقة …بخصوص الرابطة هل مدنية ام لاء؟!اتمنى ان تغذي قاموسك المعرفي ..وان الرابطة تمارس حتى هذه اللحظة سلوك مجتمع مدني..اما الذي يتهم الرابطة بأنها ادخلت المسلمين في نقاش ..النقاش كان بنفس المستوى – قبلي إقليمي طائفي ،انشقاقي .. الخ ..قبل ظهور الرابطة..لا اعتقد ان الرابطة لها يد في هذا التطور المتردي ..انها مجرد إسقاطات من اصحاب الاحتكار السياسي..وان اعتقاد البعض لظاهرة السياسية المسيطرة بشكل صارخ ..بأنها نغمه لا ادري ماذا أقول لهم!!؟ هذه الظاهرة ظهرت الان على السطح بشكل واضح اكثر من السابق لانها تفوقت على مقدرات وعي الإخفاء السياسي وهذا لايعني غيابها عن ميدان السياسة بالمطلق وسوف تكون موجوده حتى يغطي الوعي الوطني كل المساحة ،إذن يجب ان نتعامل مع الواقع كما هو وليس بالتمني ..
يا سيدي دقة أي وأهمية إي أرجوأن تفكر بعمق : سؤال واحد فقط أريد أن اسأل به الدكتور عبد الله . وارجو أن يجاوبني فيه بكل أمانة – دون أن يحصر الموضوع في وجهة نظره ..هل هناك قانون يحرم منظمات مدنية أن تكون لوبي سياسي وتدعم من الأحزاب من يمثل مطالبها؟ يا عم العالم كل ماشي من خلال لوبيهات مدنية تدعم أحزاب سياسية أرجو أن تقرأ السياسات العالمية . حزب الخضر هو الوحيد الذي تحول من منظمة مدنية غلى حزب سياسي . أما آلاف المنظمات المدنية تعمل في الأعمال الاجتماعية وعندما يأتي وقت الأنتخابات تدعم المرشح الذي يمثل مصالحها.
أرجوك لا تخلط الحابل بالنابل . هذه تحليلاتك يمكن أن يغرر بها من يحاربون فكرة الرابطة على عماهم. أما المنطق السائد في هذه الزمان هو إن المنظمات المدنية هي التي تسقط وترفع الأحزاب . أرجوك أن لا تضيق على الناس وتقول إما هذا أو هذا . طريقتك فيها حصار عجيب للناس البسطاء. ولكن أغلب الشعب الإرتري في الخارج اليوم يعلم ما ذا تعني المنظمة المدنية .
ثم إن أشقائك المسيحيين متى أعطوك فرصة ورفضت من قبل المسلمين بعد الاستقلال ؟ أذكر لي حادثة واحدة . أشقائك المسحيين المكبلين على لاسلطة لا يعرفون غلا قاتل أو مقتول. وهذا ما برره أفعالهم خلال العقدين الماضيين.
مسح سريع في تاريخ نضال الشعب الارتري على تأطير الجماهير
هنالك أربعة محطات بارزة أول قضيتها كانت تأطير الجماهير — أي إيجاد حاضنة جماهيرية عريضة ومتماسكة وقوية
المحطات:
1- حزب الرابطة الاسلامية: هذا الحزب قبل تكوينه قام بجمع ممثلي مسلمي إرتريا في كرن ثم شرع بعد ذلك في تكوين الحزب وتسجيل عضويته من جميع أنحاء إرتريا — هذه القاعدة الواسع جعلته يقود المسلمين إلى الاستقلال ولكن نتيجة لبعض الاخطاء الذاتية وتأمر القوة العظمى لم يتمكن من تحقق الاستقلال الكامل الذي كان يطمح إليه — (يلاحظ هنا أول نشاط قام به حزب الرابطة الاسلامية قبل المقارعة السياسية هو بناء قاعدة جماهيرية)
2- الحركة الارترية: أول نشاط قامت به هذه الحركة هو تأطير الجماهير في خلايا من سبعة أشخاص (هنا أيضا يلاحظ بأن أول قضية تم الاهتمام بها من قبل الحركة هي بناء قاعدة جماهيرية)
3- جبهة التحرير الارترية: أول نشاط مكثف للجبهة كان في تنظيم الجماهير في فروع في القرى والمدن ( أيضا يلاحظ في عمل الجبهة التوجه المركز في بناء حاضنة جماهيرية قوية)
4- حركة الجهاد الاسلامي: أول قضية سعت لها الحركة عند إنطلاقها وأعطتها مساحة واسعة من النشاط كانت تأطير الجماهير وهذه الحاضنة الجماهيرية الواسعة مكنت الحركة في خلال فترة وجيزة لتكون رقما قويا في داخل الساحة الارترية (هنا أيضا نلاحظ بأن أول قضية إهتمام بالنسبة للحركة كانت تأطير الجماهير)
يوضح لنا هذا المسح السريع بأنه لا يمكن لأي حزب أو تنظيم سياسي أن ينتصر ويحقق مطالب الشعب بدون حاضنة جماهيرية واسعة — المعارضية السياسية الارترية الحالية فشلت في تأطير الجماهير وبالتالي نجدها فشلت في مهامها في مقارعة النظام الطائفي
وإستنادا إلى المسح السريع في التاريخ الاتري لأخذ العبرة منه — حقا يستغرب المرء ممن ينتقدون رابطة أبناء المنخفضات التي أخذت على عاتقها تأطير حاضنة جماهيرية عريضة قوية التي تستطيع أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية بشكل ممنهج (الحاضنة الجماهيرية هي أساس النجاح لأي عمل سياسي أو إجتماعي)
الأخ / Hanadi — تحياتي
يقول الأخ المسطح:
(جهلك الفادح بجغرافية ارتريا عندما حصرت سكان المرتفعات في الطائفة المسيحية فقط وكأن في المرتفعات لا يوجد مسلمون)
هذه من أبجديات ديمغرافية إرتريا ويعرفها الكل ولذلك هذه ليس فيها مجال للجدال ونعت الغير بالجهل — يمكن تجادل يا شاطر في أمور فيها مجال للتأويل ولكن هذه ليس فيها أي مجال لذلك
ويقول الشاطر:
(لان امثالك من عضوية الرابطة الذين يسيؤن فهم الاخرين هم انفسهم الذين سيسيئون للرابطة وبالتالي سيتسببون في تقويضها وانهيارها طالما هذا هو اسلوب ردكم على منتقديكم .)
ردي عليك أنطلق من ما كتبته أنت وليس من فراغ — التعامل بالمثل والخوف والاحترام متبادل
أما رعي الغنم أتشرف بها لأنها من مهنة الأنبياء وكذلك الشعب الذي انتمي إليه يمتهن الرعي والفلاحة
كنت أعتقد بانك يمكن تناقش أفكاري التي طرحتها ولكن يبدو عليك (برميل فارغ)
النظام في إرتريا بشاهدة جميع السياسيين الارتريين والمراقبين منتهي سياسيا وإقتصاديا وعسكريا وجماهريا بدليل الهروب وعدم الرضى بالوضع الذي يعيشونه في داخل إرتريا — إذن لماذا المعارضة والشعب يفشلان في إزاحة النظام الطائفي؟
هذا يؤكد بأن هنالك مشكلة أكبر من النظام يعاني منها الشعب ومعارضته — إذن ما هي هذه المشكلة؟ هل هي مشكلة مركبة أم مشكلة واحدة فقط؟
المشكلة في إعتقادي هي مشكلة مركبة —- مشكلة مع أبناء كبسة المسحيين المعارضين ومشكلة أخرى بين المسلمين أنفسهم — أيضا المشكلة بين المسلمين هي مشاكل مركبة — مثلا التصدع بين المنخفضات الغربية والشرقية والساحل الشمالي إستفاد منه إسياس ومجموعته حتى وصلا إلى السلطة
الأن رابطة ابناء المنخفضات تريد أن تحل هذه المشكلة الجزئية من مشاكل إرتريا — هل في هذا عيب أو خلل قاتل؟ أنا لا أرى أي خلل في هذا التحرك لأنه يدخل ضمن إصلاح ذات البين — لا ينتقد هذا الأمر ويهرول لإفشاله إلا جاهل مسطح أو من له مآرب الشر للشعب الارتري
وإستنادا إلى ما ذكرت آنفا أعرف المشكلة الإرترية الأولي: النضال من أجل لم شمل الشعب وتأطيره — والعمل لتحقيق ذلك يكون عن طريق تقسيم المهمة (work division )
وإستنادا إلى هذا التعريف أعتبر رابطة أبناء المنخفضات في الاتجاه الصحيح في حل المشكلة الارترية الكبرى
الأخ / Hanadi — تحياتي
يقول الأخ المسطح:
(جهلك الفادح بجغرافية ارتريا عندما حصرت سكان المرتفعات في الطائفة المسيحية فقط وكأن في المرتفعات لا يوجد مسلمون)
هذه من أبجديات ديمغرافية إرتريا ويعرفها الكل ولذلك هذه ليس فيها مجال للجدال ونعت الغير بالجهل — يمكن تجادل يا شاطر في أمور فيها مجال للتأويل ولكن هذه ليس فيها أي مجال لذلك
أما رعي الغنم أتشرف بها لأنها من مهنة الأنبياء وكذلك الشعب الذي انتمي إليه يمتهن الرعي والفلاحة
كنت أعتقد بانك يمكن تناقش أفكاري التي طرحتها ولكن يبدو عليك (برميل فارغ)
اخي عبدالله
بعد التحية
شكرا على ردك على تعليقي لاني من خلال ردك علي تعليقي اكتشفت امور كثيرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر ، جهلك الفادح بجغرافية ارتريا عندما حصرت سكان المرتفعات في الطائفة المسيحية فقط وكأن في المرتفعات لا يوجد مسلمون وان وجدوا هم اغبياء ومطية في يد غيرهم، كما ورد في ردك (أما بخصوص إضافة رعب على النظام من خلال عفر البحر الأحمر والرابطة هذا لا يعني بأن رابطة كبسى سوف تشكل الرعب على النظام — هل أنت حقا تفكر بهذه الطريقة الذهية الشاردة (Absent minded ) — أولا ابناء كبسى لا يعرفون غير العمل من خلال الروابط ولكن لايسمون الاشياء بمسمياتها الحقيقية — هل تعرف لماذا؟ لأنهم يريدون أن يستفيدوا من الأغبياء من المسلمين مثل ما حصل مع (أبوي رمضان وصحبه) .
1. كذلك اكتشفت انك لا تعي ما تكتب ، وهذا واضح من التناقض الصاريخ بين ماكتبته في التعليق الاول والتعليق الثاني وخاصة اردت في التعليق الثاني ان تكحلها فعميتها ، وساترك الحكم للقارئ الكريم، اما الفقرات التي تناقض فيها نفسك هي: (الأخ الدكتور / عبدالله جمع —- تحياتي
يبدو الشعب الارتري بشكل عام والمعارضة السياسية بشكل خاص في حوجة ماسة لتعريف المشكلة في إرتريا — هل مشكلتنا معرفة تعريف جيد أم هي غير معرفة؟ هل هي مشكلة بسيطة معروفة الوسيلة والهدف أم هي مشاكل مركبة كل واحدة منها تحتاج إلى جهد كبير لحلها؟)
سؤال لك ؟ هل هذا لا يعتبر تعالي؟
ولنقرأ الفقرة التالية (يا حبيبي الشعب الارتري واقع في مشكلة وهذه الحالة حتى الغنم في قرية (وسبنسريخ) تعرف ذلك — مهلك يا حبيبي لا تفذ علي وتتهمني مرتا أخرى لماذا تتناول هذه القرية — هذه القرية يا سيد العارفين هي قريتي المولود فيها وكنت أرعى فيها الغنم أيام الصبا)
الا يعتبر هذا تعالي وتناقض في وقت واحد ؟
تصوروا ان الشعب الارتري بشكل عام والمعارضة السياسية بشكل خاص في حوجة ماسة لتعريف المشكلة في إرتريا ، ولكن غنم قريته تفهم اكثر من الشعب الارتري والمعارضة واقع المشكلة في ارتريا ! ! ! .
ولكن فات على الاخ عبدالله ان يقول لنا ان فهمي للمشكلة اكتسبته من غنمي ، باعتبار ان الرعاة يفهون لغة البهائم التي يرعونها غالبا ، وكنا في هذه الحالة سنلتمس له العذر .
اما بالنسبة للفقرات التي تخصني انا شخصيا سوف لن اردعليك فيها الا على الفقرة الاخيرة التي تنصحني فيها ونصيحتك لي هي (يا حبيبي دور لك حل لمشكلة السطحية التي تعاني منها ) .
صدقني اخي عبداللة ، باني سوف اعمل بنصيحتك وسوف ابحث لي عن حل للمشكلة السطحية التي اعاني منها وانا مرتاح البال هذه المرة بالذات ! ! لاننا لا تحتاج الى من ينتقد ا لفكرة التي تحملونها وتدافعون عنها ، لان امثالك من عضوية الرابطة الذين يسيؤن فهم الاخرين هم انفسهم الذين سيسيئون للرابطة وبالتالي سيتسببون في تقويضها وانهيارها طالما هذا هو اسلوب ردكم على منتقديكم .
وصدق من قال ان الفكرة التي تعاند طبيعة الاشياء تحمل في طياتها بذور فنائها، ويؤسفني ان اقول ، انت وامثالك هي هذه البذرة .
نصيحة بريئة واخيرة وهي : ان تعود الى قريتك وترعى اغنامك التي تفهم اكثر من البشر بدلا ان تعاشر بشرا فهمهم اقل من فهم اغنام قريتك !!
هذه هي المداخلة الثالثة للدكتور عبدلله جمع,وكل المدخلات مبنية على نقد الرابطة والنقد شي معلوم بالضرورة وهوا معالجت الخطاء او العوجاج الذي يراه المنتقد اين كان,وهذا حق مشروع لاغبارة عليه.ومن هنا ينبقي ان نحاكم الناقد على ماينتقدنا فيه ان لم يكون معقول,كمايكون له الحق ان ينتقد ماهوا غير معقول فيماينتقده:-وهذه اول فقرة من المقالة:إ
نّ فكرة المركز والهامش ، القائمة علي أساس إثني ، طرحها الراحل الدكتور جون غارانغ ، في إطار مشروع السودان الحديث ، والذي طرح الحل في صورة تفكيك السودان القديم وبناء السودان الحديث علي أسس جديدة. تلك الأسس كانت محددة في (المانفستو) ، والأدوات كانت معدة ، وعلي رأسها العمل المسلح الذي يؤدي إلي إنهيار المنظومة الحاكمة ، أو إنهيار الدولة. وعندها يفرض الطرف المنتصر المانفستو. وفي أسوأ السيناريوهات يتم الوصول الي حالة من تعادل القوي تجبر الطرف الآخر علي التفاوض ، وأخذ حق تقرير المصير المفتوح علي كل الاحتمالات. واستُكمل البرنامج لاحقاً في الإطار التفاوضي حيث تم الإتفاق علي تقاسم السلطة (جغرافياً- الي شمال للمركز ، وجنوب للهامش القوي ، أما بقية الهوامش فلا عزاء لها) ، وتقاسم الثروة (بين النخب المتحاورة ، ولا عزاء للمواطن). وعندما تقبل الدنيا علي بعض من كان مهمشاً ، يسعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ، ويقلد جلاده بتهميش من حوله. وتبدأ سلسلة أخري من الصراع. هذا هو التسلسل المنطقي والتاريخي المجرّب لهذا البرنامج ، ولكل من يريد تطبيقه أن يوجد البيئة المشابهة للوضع الذي كان قائماً في السودان ، خاصة المصالح الدولية والإقليمية التي ساندت المانفستو ، والقوة العسكرية التي كسرت معادلة القوة القديمة وأوجدت واقعاً جديداً. فتقاسم السلطة والثروة بالبيانات الإنشائية هو ضرب من الخيال. إذن علينا أن نتحسس الأرض التي نقف عليها لنفهم ما عناصر أزمتنا ، ثم نقلّب وجوه الخيارات التي تناسب الحالة التي نعيش.السوال يادكتور عبدلله هل وجدات مايفيد بنه الرابطة تسعة لتقسم الوطن على مكان عليه جون قران والسودان الجديد؟ا
لنظرو ال هذه الفقرة الثانية:إننا في صراعنا الاستراتيجي مع أشقائنا المسيحيين أشبه بحال الفلسطينيين في صراعهم مع الاحتلال الصهيوني ، فلا يجدون مع مرور الأيام ما كان يُعرض عليهم في مرحلة سابقة حتي أصبحت حقوق أساسية للإنسان ضمن أجندة التفاوض. وهذا الواقع المأساوي ناتج عن اختلال ميزان القوي الاستراتيجي ، لذلك تحرص القوي الدولية حليفة إسرائيل علي إبقاء ذلك الميزان مختلاً. أما في إرتريا فإنّ البيئة الإجتماعية والموروث التنظيمي المتمثل في وجود سلطة مركزية لدي المكوّن المسيحي ، وفقدانه نسبياً لدي المكوّن المسلم ، هو العامل الأساسي الذي ينجح في أستمرار هذا الإختلال. فالنخب المسيحية تفكر في إطار استراتيجي يبقي مصلحتها العامة مرجحة علي خلافاتها الثانوية
!!الدكتور عبدلله انت تعاني من عدم التركيز السياسي بل تعاني من التشتيت الفكري وجهلك بالشكالية السياسية التي نعاني منها,انا عتقد انت لم يكون لديك شي محدد الا نقد الرابطة في ماقلته حتى الان في المقلاات الثلاثة الماذا انت علم بذلك مني!!.ماهذه الفقرة الثالثة فيها من التعالي والحتقار للمة ملايجهله الا صاحب قرد وهاهي الفقرة كماهي يتفضل القاري بقراتها:
بينما المسلمون بدءاً من جيل الرابطة الإسلامية ، كلما يقيّض الله لهم أمر رشد فيه يجتمعون علي كلمةٍ سواء ، تتفلت مجموعات عن الإجماع حتي تفتّ في عضد الجماعة. فبالرغم من أنّ المكوِّن المسلم في إرتريا يتمتع بروح وطنية جياشة وآمال عريضة ، إلا إنه لا يجيد التخطيط للوصول إلي آماله ، بل يغلب علي عمله الإرتجال والعشوائية ، وهو سريع الإنفعال ويميل إلي التعامل بردود الأفعال ويسهل تشتيت تفكيره الجمعي مما يؤدي الي عدم تركيزه علي برنامج استراتيجي فيظل ينتقل من مشروع إلي آخر بغير هديً.. وكان السبب بشكل أساسي هو تفرّق الأمة عن قيادتها ، وبروز نزعات الأثرة الشخصية والجهوية ؟!!مدام المر بلغ عندك ال هذا الحد وتعتقد ان الرابطة لم تتي الا لهذا التشتيت الذي تظعم تعالى انت تكون الريس عليها وانا الدمن لك ذلك ولكن بشرط تبطل الدروشة التي تعاني منها يامخطط الستراتيجي!
!وهذه الفقرة الرابعة من المقالة والتي يقول فيها سيادة الدكتور عبدالله:ننا أحوج ما نكون الي إسقاط النظام الحالي أكثر من أشقائنا المسيحيين الذين تنحصر حوجتهم الي ذلك في إيجاد وضع قانوني (دستوري) يقر الأمر الواقع بدل الفوضي السلطوية لأفورقي ومجموعته ، والتي تهدد مصالحهم قبل كيان الدولة وبقائها. حتي إنني أقول للإسلاميين إنّ الإسلام دين له قوة دفع ذاتية ، ويحتاج فقط الي جوٍ من الحرية لينداح بين الناس.
يادكتور عبد الله وهل الرابطة قالت خلاف ذلك ام المر عندك في الدروشة السياسية مثل الدروشة الصوفية! وكلمة اخيرة للدكتور عبدالله انا فهمت من المقلات الثلاثة التي ذكرت فيها امور كثيرة غير محدد الا حملك على الرابطة بشكل محدد ومكد ومن هنا انا الريد ان عرف ماهي المشكلة التي عندك ان يلتم شمل اهل المنخفضات بماصلح حالهم واحوال غيرهم في الدولة المدنية التي تدمن العيش الكريم والسليم للمسلمين والمسحين؟.
الأخ \ Hanadi — تحياتي
أخي الحبيب أنت لم تقرأ تعليقي بشكل جيد ويبدو كل تركيزك على الأسئلة التي طرحتها على الدكتور بالرغم من الأسئلة لها علاقة وثيقة بما قبلها من التعليق وهذه القرأة الناقصة جعلك تغرد خارج السرب — يا حبيبي الشاطر أنا لم أتفلسف على أحد ولم أدعي بأني عالم الرياضيات والفيزيا وغيرها من العلوم ولكن أنا أنطلق من مفهوم المشاركة في تقويم الإعوجاج بقدر المستطاع وبناءا على ذلك طرحي أسئلة على الدكتور ليس للتقليل من مكانته ولكن إعطائه دافع قوي بقدر المستطاع لحثه للبحث بشكل جدي في النقد الذي وجهة إليه وهذا لا يعتبر عند أهل العلم ضرر بل محفز قوي للنظر في الأمور بشكل أوسع وأعمق — يبدو اللدكتور يعاني من التجبس الوظيفي في العقل (Functional Fixedness ) أي لا يرى للمشكلة إلا حلا واحد فقط وبالتالي كل من يحاول بالإتيان بحلول أخرى مبتكرة يصبح عنده (عملة رديئة) وهذه نظرة خاطئة بدليل بأن الشعب الارتري ينتظر الوحدة الوطنية منذ سبعينيات القرن الماضي ولكن الوحدة الوطنية حتى كتابة هذه الأسطر لم تشرفه بعد ولو أتت إليه وهو بهذا الشوق الشديد أخاف أن يقتلها بالقبلات الشديدة والكثيرة (ومن الحب ما قتل) — ولكن إسياس ومجموعته لم تنتظر الوحدة الوطنية التي ننتظرها نحن وهذا مكنه من شق طريقه والتربع على كرسي الحكم — واليوم أنظر إلى المعارضة الكبساوية كل مجموعة منهم تبحث عن الحل بطريقتها الخاصة والذي يفوز يجتمع حوله الكل طبعا
يا حبيبي المشكلة عندما تكون مركبة أي معقدة لماذا لم نحاول تقسيمها إلى أجزاء ثم نبحث لكل جزء منها حل منفصل ثم ننتقل تدريجيا للمشكلة الكبرى — إذا كان هنالك يوجد تصدع بين أبناء المنخفضات لماذا لا نعطيهم فرصة لكي يحلوا هذا التصدع ويكون جاهزين للقيام بأدوارهم الوطنية — يا حبيبي ضعنا نقسم هدفنا الرئيسي (Goal ) إلى أهداف جزئية (Subgoals ) ثم نقوم بحلحلة كل جزء لوحده وتحقيق الهدف فيه ثم ننتقل بخطى ثابته إلى الهدف الرئيسي — وهذه قصة الجبل التي ذكرتها في تعليقي السابق — هل فهمت يا استاذي الشاطر؟
لقد فهمت من تعليقك بأنك تعاني حتى التخمة من أحكام مسبقة ويسمونها أهل العلم (Predisposition ) وهذه الحالة تعتبر من الحالات التي تعيق في إيجاد الحلول الناجعة لأي مشكلة — وهذه الحالة يعاني منها الكثير من السياسيين والمثقفين الارتريين والدليل على ذلك قفذك بالحكم علي بالتعالي على الشعب الارتري (يا رجل ما هذا التعالي ؟ الشعب الارتري بشكل عام لا يعرف المشكلة ؟؟؟؟؟!!!) يا راجل أخذت الأمر بسطحية مميتة جدا — يا حبيبي الشعب الارتري واقع في مشكلة وهذه الحالة حتى الغنم في قرية (وسبنسريخ) تعرف ذلك — مهلك يا حبيبي لا تفذ علي وتتهمني مرتا أخرى لماذا تتناول هذه القرية — هذه القرية يا سيد العارفين هي قريتي المولود فيها وكنت أرعى فيها الغنم أيام الصبا
يا حبيبي سيد العارفين: عندما نقول مشكلة لا نأخذ العائق أو الفجوة فقط بل نأخذ المشكلة كحزمة واحدة — وهي بشكل مبسط: 1- مفترق الطرق الذي يقف فيه الشعب الارتري 2- الفجوة أو العائق التي تمنعه من الوصول إلى هدفه 3- الهدف الذي يريد الوصول إليه — هذه الثلاثة حالات تعتبر مساحة المشكلة — وللحل يمكنك قرأت تعليقي السابق في هذا الشأن
أما بخصوص إضافة رعب على النظام من خلال عفر البحر الأحمر والرابطة هذا لا يعني بأن رابطة كبسى سوف تشكل الرعب على النظام — هل أنت حقا تفكر بهذه الطريقة الذهية الشاردة (Absent minded ) — أولا ابناء كبسى لا يعرفون غير العمل من خلال الروابط ولكن لايسمون الاشياء بمسمياتها الحقيقية — هل تعرف لماذا؟ لأنهم يريدون أن يستفيدوا من الأغبياء من المسلمين مثل ما حصل مع (أبوي رمضان وصحبه) — كان يخدعهم إسياس ومجموعته بأنهم شوعيون مثلهم لا يؤمنون بالدين ولا بالقبلية والمناطقية ولكن في النهاية اتضح حتى لمعمي البصيرة هؤلاء طائفيون حتى النخاع — يا حبيبي دور لك حل لمشكلة السطحية التي تعاني منها
اخي عبدالله
بعد التحية ،
يبدو انك من محبي قراءاة المقال الذاتي لانني استنبطت من ردودك على مقال الدكتور عبدالله هذا الفهم ، لان كتابة المقال يقسم الى نوعين :
المقال الذاتي : هو المقال الذي تظهر فيه شخصية الكاتب بشكل آسر من خلال عرض القضايا ممزوجة بمشاعره , أو عرض الكاتب لقضاياه الشخصية ).
اما المقال الموضوعي فهو : ( المقال الذي يبعد فيه الكاتب عواطفه وقضاياه الشخصية ويقدم الحقائق كما هي دون أن تتدخل ميوله الشخصية في تقديم تلك الحقائق ).
في رأيئ ان مقال الاخ عبدالله جمع يقع ضمن (المقال الموضوعي) ، فقد كتب الرجل بكل موضوعية ،وعرض الحقائق كما هي ، دون ان يدخل فيه ميوله الشخصية وقال رأيه بكل صراحة وكتب المقال باسمه، دون ان يتفلسف ، او يعطي واجب منزلي لأحد ودون استعلاء ونرجسية وطنية .
صحيح لا أحد فوق النقد، واعني أن ما نكتبه خاضع للنقد، وليس الشخص الذي يكتب.
الدكتور عبدالله في وجهة نظري من القلائل الذين يقرأون الواقع قراءة صحيحة، وانطلاقا من الفهم الصحيح للواقع ، ممن يحاولون تغيير هذا الواقع القبيح الى واقع افضل.
اما انت يأخي عبدالله ….. فلا تطرح حلولا ، ولا تطرح فكرة ، سواء قبلت او رفضت لا يهم ، ولكنك تترصد من (وراء الستار) لمن يطرح فكرة او يطرح حلولا او يقول رأيا .
1. فانت اشبه من ردودك كمن يندفع من فكرة ضيقة يحركه غضبه المشروع من واقع مليء بالقهر ، لذلك تصب كل غضبك على من يخالكف الرأي وتخاطبهم باستعلاء ونرجسية وتنصب من نفسك سيد العارفين بالمشكلة في ارتريا حينا ، والدليل من مقدمة ردك جاء فيها:
2. (يبدو الشعب الارتري بشكل عام والمعارضة السياسية بشكل خاص في حوجة ماسة لتعريف المشكلة في إرتريا —) يا رجل ما هذا التعالي ؟ الشعب الارتري بشكل عام لا يعرف المشكلة ؟؟؟؟؟!!!
3. و فيلسوفا حينا آخر ، والدليل لحلك لمسألتين صعبتين للغاية ، الاولى في الفلسفة والثانية في الرياضيات واللتان عجز العلم عن حلهما ، للافادة نعيد الحل حيث جاء في ردك:
4. (واجب منزلي للدكتور عبدالله جمع: إذا طلب منك ترحيل جبل من مكانه أو قطع رأسك ماذا تفعل؟ هل تفكر تنتظر حتى تتمكن من ترحيل الجبل كتلة واحدة أم تفككه وتبدأ ترحيله حصى بعد حصى (ولا أنت غير يا دكتور يا يرحل الجبل كتلة واحدة يا يطير الرأس)
5. — أكل العنب حبة حبة (ولا أنت غير يا دكتور يا العقد كامل مرة واحدة وخنق وموت أم أكله على رواقة مع الونسة)
واجب منزلي ثاني للدكتور عبدالله جمع: لو زرعت نبات السوسن على طرف بحيرة يتضاعف مرتين كل 24 ساعة لكي يغطي البحيرة في 60 يوم — السؤال: في كم يوم يغطي هذا النبات نصف البحيرة؟ تلميحة تساعد في الحل: لو بدأت في الحل من أول يوم من الزراعة سوف تتعب كثيرا — هنالك أيام كثيرة يمكنك أن تبدأ منها الحل وليس اليوم الأول فقط
اما اكثر الشيئ الذي لفت انتباهي هو سؤالك التالي وجوابك عليه :
(ما هو التنظيم الذي يقلق النظام أكثر بالرغم من أنه ليس بأكثر فعالية من غيره؟ طبعا تنظيم عفر البحر الأحمر — وهذه بكل تأكيد ميزة إيجابية تستفيد منها المعارضة الارترية — واليوم أيضا إضافة جديدة لهذا التنظيم وهي رابطة أبناء المنخفضات التي بدأت تقلق النظام وأعوانه وهذه ايضا ميزة إضافية تحسب لجميع المهمشين)
وهذا معناه على حسب منطقك ، اذا قامموا ابناء المرتفعات بتأسيس رابطتهم فهذا ميزة اخرى تحسب لجميع المهمشين ….. وهكذا دوليك . . . ويهذه الكريقة نستعيد الحقوق !!!!!!!!!!!
قل لي بربك ما الذي يقلق النظام من الرابطة ؟ انت وغيرك تعيشون في الوهم ياسيدي !!
فا النظام في ارتريا مرتاح اليوم اكثر من اي وقت مضي ، لسبب بسيط جدا ، الا وهو لاننا اصبحنا كسكان بيزنطة في الماضي السحيق حيث كان السلطان العثماني محمد الفاتح على أسوار القسطنطينية (بيزنطة) يدكها مع جيشه بالقنابل والمنجنيق، و يحاولون تسلق أسوارها العالية من أجل الدخول اليها، كان الرهبان وعلماء بيزنطة في الكنيسة الكبيرة، يتجادلون فيما بينهم عن مسألة ما إذا كانت الملائكة ذكورا أم إناثا ؟
اعتقد المسألة واضحة ، ادخلتم المسلمون بفضل تأسيس رابطتكم في جدل بيزنطي ” كيف نستعيد حقوقنا ؟ بتأسيس الروابط ام بدونها ؟ بينما النظام هناك يكمل مشاريعه بكل ارتياح وهدوء .
الأخ الدكتور / عبدالله جمع — تحياتي
يقول الدكتور:
(أما إن كانت منظمة مجتمع مدني برؤية سليمة فأحسب أنّ الجماهير لا تمانع دعم مجهود (مدني) حقيقي يركز علي احتياجاتهم الاجتماعية والإنسانية. فحري بمنظمة مجتمع مدني ، تريد أن ترفع من شأن منطقتها ، أن تعمل علي سد الفجوة في الخدمات الثقافية والإعلامية (رفع الوعي) والصحية والتعليمية والأمنية والحقوقية لمجتمعنا اللاجئ)
يا دكتورنا العزيز وهل الرابطة قالت أكثر من ذلك؟ عجيب أمرك يا دكتور بعد كل هذا اللف والدوران وحواتيت أطفال قبل النوم والتشويه تأتي إلى نفس الموضوع الذي طرحته رابطة أبناء المنخفضات وتسمح به بكل رحابة صدر — هذا أمر عجيب!!! آه آه منك (يتبكيني تبكيني لهليت) وتعني لا تبكي هي التي صارت تبكيني — (من فضلك يا دكتورنا المحترم راجع كشاكيلك بشكل جيد)
سؤال برئ: هل حليت الواجب؟
الأخ الدكتور / عبدالله جمع —- تحياتي
يبدو الشعب الارتري بشكل عام والمعارضة السياسية بشكل خاص في حوجة ماسة لتعريف المشكلة في إرتريا — هل مشكلتنا معرفة تعريف جيد أم هي غير معرفة؟ هل هي مشكلة بسيطة معروفة الوسيلة والهدف أم هي مشاكل مركبة كل واحدة منها تحتاج إلى جهد كبير لحلها؟
تعريف المشكلة بشكل مبسط: المشكلة هي الفجوة أو العائق التي بينك وبين الهدف الذي ترغب أن تصل إليه … وهذه تسمى مساحة المشكلة.
يمكن تقسيم المشكلة مثل علم التشريح وهي: 1- المكان الحالي الذي تقف عليه 2- الفجوة أو العائق 3- الهدف
الحل: 1- التعرف على المشكلة بشكل جيد من كافة جوانبها 2- إنتاج طرق الحل 3- تقييم ما تم إنتاجه من الحلول
المشكلة الارترية هي مشكلة مركبة أي مشكلة معقدة: 1- النظام الطائفي 2- أهداف المسحيون المعارضين في المرتفعات (مشكلتهم مع رأس النظام فقط) 3- أهداف المسلمون المعارضين في إرتريا
مشاكل المسلمون أيضا مشاكل مركبة: 1- مشكلة مع النظام الطائفي الحاكم 2- مشكلة مع المارضين المسيحيين 3- المشاكل التي بينهم (فشل قيادات سياسية — وعمل ممنهج من قبل أعدائهم لإضعافهم — ضعف الإمكانية بسبب عقود متعددة من القمع والاستهلاك المادي والبشري)
تواجه أهل الحل والعقد ثلاثة مشاكل: 1- الثبات الوظيفي للعقل ويسمونه أهل العلم (Functional Fixedness ) أي العقل لا يفكر إلا في حل واحد (ثابت) 2- القناعة المسبقة 3- معلومات مضللة وغير متصلة بالموضوع
وأعتقد معظم السياسيين والمثقفين الارتريين يعانونة من هذه الثلاثة مشاكل وعلى الدكتور عبدالله جمع مطلق الحرية أن يختار هل هو داخل في هذه المجموعة التي تعاني من المشاكل الثلاثة أم خارجها
واجب منزلي للدكتور عبدالله جمع: إذا طلب منك ترحيل جبل من مكانه أو قطع رأسك ماذا تفعل؟ هل تفكر تنتظر حتى تتمكن من ترحيل الجبل كتلة واحدة أم تفككه وتبدأ ترحيله حصى بعد حصى (ولا أنت غير يا دكتور يا يرحل الجبل كتلة واحدة يا يطير الرأس) — أكل العنب حبة حبة (ولا أنت غير يا دكتور يا العقد كامل مرة واحدة وخنق وموت أم أكله على رواقة مع الونسة)
واجب منزلي ثاني للدكتور عبدالله جمع: لو زرعت نبات السوسن على طرف بحيرة يتضاعف مرتين كل 24 ساعة لكي يغطي البحيرة في 60 يوم — السؤال: في كم يوم يغطي هذا النبات نصف البحيرة؟ تلميحة تساعد في الحل: لو بدأت في الحل من أول يوم من الزراعة سوف تتعب كثيرا — هنالك أيام كثيرة يمكنك أن تبدأ منها الحل وليس اليوم الأول فقط
ما هو التنظيم الذي يقلق النظام أكثر بالرغم من أنه ليس بأكثر فعالية من غيره؟ طبعا تنظيم عفر البحر الأحمر — وهذه بكل تأكيد ميزة إيجابية تستفيد منها المعارضة الارترية — واليوم أيضا إضافة جديدة لهذا التنظيم وهي رابطة أبناء المنخفضات التي بدأت تقلق النظام وأعوانه وهذه ايضا ميزة إضافية تحسب لجميع المهمشين
كل ما ذكرته وما طرحته من افكار” د. عبدالله ” يستحق الوقوف عنده طويلا لأخذ الدروس والعبر، ولكن المشكلة عندنا بالذات نحن الارتريين أن العبر كثيرة لكن الذين يعتبرون قلة.
لأن الأمر كذلك، فلا يكفي أن تتوفر العبرة أو تتحقق العظة، لأنه بغير الشق الآخر المتمثل في الاعتبار والاتعاظ، فإن الحدث يفقد قيمته المرجوة، ويظل جزءا من التاريخ لا صدى له أو أثر على أرض الواقع.
كلام فى غاية الأهمية و الدقة… ياليت قومي يعلمون ….الأخ عبدالله (المحلل السياسي والنفسي) ومن يدور فى فلكه ، اقرؤوا هذا المقال وافهموه جيداً..