وهل ترسو السفينة ؟

بقلم: الأستاذ/ صالح بارى أحمد

سنوات عدة ونحن نعاني من ويلات الانقسامات والانشقاقات والتشرذم إبان فترة الكفاح المسلح. واليوم نعاني من نفس المرض الذي سيطر على قياداتنا وهي متربعة فوق رؤوس شعبنا، هذه القيادات التي ليس لها ضمير ولا إحساس بالوطن ولا بهموم ومعاناة شعبها. مما دفعنا نتساءل إلى أين تسوقنا هذه القيادات؟ هل هي تسوقنا نحو الحرية والديمقراطية والرفاهية والسلام؟ أم هي كعادتها تسوقنا نحو الانقسام أكثر من ذي قبل وتجرنا إلى حافة الهاوية والخطر؟ لا سيما هي صاحبة الفشل الذريع وسبب معاناتنا اليوم.

عندما أقول هذا ليس من باب الكراهية وإنما هو حقيقة لواقع معاش وملموس لأنك عندما تسمع الشعارات البراقة على الهواء الطلق والخطابات الرنانة تعتقد بأن النظام سيسقط اليوم قبل الغد. ولكن للأسف الشديد تزهل عندما ترى طريقة تفكيرهم وعملهم بل لا تجد لهم وجوداً إلا بين الحين والآخر عندما يقيمون الاجتماعات والمؤتمرات بحفنة من ما يسخروه لهذه الأغراض والذي هو ضئيل مما يتلقوه باسم هذا الشعب المسكين إذاً سلاماً على أرتريا وشعبها الأبي في ظل مثل هذه القيادات والمعارضة هكذا. وهيهات أن ترسوا السفينة إلى أن يأتي الفرج من عند الله. لأن النظام لا يسقط أو يُزال دون تضحيات وتضافر الجهود، وفي غياب وحدة الصف. وطالما زلنا نتآكل فيما بيننا ونقلل من شأن بعضنا البعض فحتماً لن ترسو سفينتنا إلى بر الأمان بل إن الثقة التي أولاها شعبنا لقياداته في مرحلة معينة آخذة اليوم في التلاشي نتيجة انكشاف المستور والممارسات الهدامة. وحتى لا يفقد شعبنا ثقته المهزوزة حيال المعارضة على هذه القيادات التقليدية والتسلقية والتسلطية والتي لم تقدم أي شيء بل لَفّتْ حبال المشانق على رقاب الشعب ووضعت قيود من السلاسل الحديدية على الفئات المثقفة والكوادر المتقدمة كي لا تكون بديلاً لها وتستلم مسؤولياتها تجاه الشعب والوطن عليها أن تتنحى. وتعترف بفشلها وتسلّم زمام الأمر إلى من هم أهلاً لها. تاركة الأكاذيب التي سئمنا منها وتفيق من سكرتها لتكون على مستوى القضية وندرك ناقوس الخطر بتوحيد صفوفنا وآرائنا وتقارب وجهات نظرنا ونوجه جُل عملنا وإمكانياتنا نحو الهدف المنشود متجردين من الأنانية وحب الذات والمصالح الآنية ونقاتل معاً جنباً إلى جنب حتى النصر ونبلغ ما نصبوا إليه ألا وهو إسقاط النظام الغاشم والمتقوقع حول نفسه، لينعم شعبنا بالأمن والسلام والاستقرار في جو يسوده التسامح والعدل والمساواة والإخاء والنمو والرفاهية والازدهار.

كل هذه هي أماني وتطلعات شعبنا في ظل قيادة تفتقد لكثير من المؤشرات التي تدل على أنها تؤمِّن مقومات لحياة أفضل، ويكون تغيير الواقع المرير وإزاحة الكابوس الذي يتوجس بالسلطة والمتمثل في حزب هقدف وتتخلى المعارضة من عقلية قيادتها الإقصائية المتواجدة في التحالف وبعد ذلك يمكن القول هل ترسو السفينة إلى بر الأمان؟