يـــاأمة ضحكــت…..! (1-2)
برهان علىي
(أغاية الدين أن تحْفُوا شواربكم يا أُمّـة ضحكت من جهلها الأمم)”
ابو الطيب المتنبيئ
دعوة عقلانيه
لم يكن أشعر شعراء القرن الرابع الهجرى العرب، “أبو الطيب المتنبئ”، إلاّ حاقداً ينفث حقده وخيبة أمله في تلك القصيدة الطويله التى يهجو فيها كافور الأخشيدي”، الرقيق الحبشي الذي حكم بعبقريته الفذه مصر والشام لمدة تقرب من الربع قرن خلال القرن العاشر الميلادي. كان كافور هذا حكيما سديد الرأي فهو لهذا لم يطاوع الشاعر الطموح و ينساق لتعيينه في منصب رفيع كحاكم ضيعة أو ولايه، فأسرّها هذا في نفسه إلى أن لاحت له فرصة الهرب بعيداً عن سلطة الأمير ليهحوه في تلك القصيده التي يناقض محتواها كل ما قاله من حلو المديح على نفس صاحب السلطان في أول أمره قبل أن يصاب بالإحباط وخيبة الأمل واليأس من الوصول إلى ما كانت نفسه تهوى و تهفو له. لذا اتفق المؤرخون على أن تلك القصيده لم تكن تصور حقيقة كافورا، رجل الدوله الحكيم، تصويراً صادقاً أو حتى شيئاً يقترب من الصدق. ولقد ضمَّن المتنبيئ في قصيدته تلك هذا البيت الذي يحفظه الكثيرون مبتوراً من سياقه الكاذب دون ان يعرفوا قائله ومناسبته:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمّةً ضحكت من جهلِها الأمم
وفي الحقيفه فإن هذا البيت وإن يكن ظالما لكافور وعوالمه وكاذبا من الناحية الواقعية، إلاّ أنه لم يعدم على طول تاريخ بني الإنسان في كل العصور من ينطبق عليهم ويصدق فيهم. ولو كان على كاتب هذه السطور أن يأتي بمثال من عصره وبيئته ويشير لمن ينطبق عليهم معنى البيت انطباق الحافر على الحافر، فإنه لن يجد مرشّحا أفضل من أولئك العروبيين الأريتريين الذين يولون أدبارهم هربا من مواجهة خصومهم ومقارعتهم الحجة بالحجة وبدلا من ذلك يلجأون إلى سلاحهم المفضل وابراز بطاقة النصوص الدينيه والقرآنيه يشهرونها في وجه خصومهم إرهابا لهم، وتوجيه السباب والشتائم لهم كما هو دأب أفصح فصحائهم أديب الشتّائم الأستاذ ” محمد علي حامد ” الذي لم يتورّع عن وصف كاتب هذه السطور بالحمار )ضمناً( مرة وبالغراب مرة أخرى. وحقاً وصدقاً فإنه إذا كان “الإناء بما فيه ينضح” فإنه من غير المتوقع أو المأمول من مثل هذا الدّعي إلا أن يشتم ويحفو شواربه وهو يزعم أنه خط الدفاع الأول والأخير عن الإسلام الذي لم يهاجمه كاتب هذه السطور أو عن اللغه العربيه التي لا يهتم أيضا بتحقيرها، ومن الواضح أن استدعاء النصوص الدينيه في نقاش سياسي إنما هو للتدليس وخلط للأوراق، ليتسنّى للجهلة من أصحاب الأسلوب الركيك والفكر المتكلّس الإستمرار في محاولاتهم الإحتفاظ بما يتصورونه إمامَتهم للمشهد الثقافي والسياسي في فضاء جزء من الشعب الإريتري، وإذا لم يكن الأمر كما يصفه كاتب هذه السطور فكيق يمكن تفسير ما أصابهم من ذعر في مواجهة خطاب عقلاني يدعو إلى:
– فك الإرتباط بين قضية العداله والديمقراطيه والحكم الرشيد في إريتريا بالقضية الفلسطينيه لأن معنى ارتباط قضايا إريتريا بالقضية الفلسطينيه هو ربطها بقضية مستحيلة الحل وانفصالهما يتيح لإريتريا تجنّب عدوي هذه الإستحاله وانسحابها عليها.
– فهم واستيعاب أن الهويه الوطينه والقوميه لإريتريا ليستا هوية دينيه، ليس فقط لأن الشعب الإريتري شعب متعدّد الديانات والعقائد بل لأن هذا هو طريق بناء الوطن والدوله القوميه العصريه.
- فهم واستيعاب أن قضايا القوميه العربية ليست قضايا إريتريه، ليس فقط لأن الشعب الإريتري شعب متعدّد الأعراق ويخلو تعدده هذا من العنصر العربي (باستثناء الرشايدة العرب)، بل لأن القومية العربيه قد ماتت وتشتت دعاتها وانفسم الوطن القومي المفترض إلى شظايا تنبئ التوقعات بأن نفس هذه الشظايا ليست آخر الوحدات وقد تأخذ هذه الشظايا طريق خلية الأميبا في الأنقسام المستمر.
– فهم واستيعاب أن اختيار جزء من الشعب الأريتري للغة العربية لغة قومية، ليس اختياراً عِرقيا أو عنصريا بل اختياراً سياسيا واضحاً.هدفه حفظ التوازن الثقافي الأحتماعي بين العناصر الأساسيه المكونه للقوميه الإريتريه. وفي هذا السياق علينا ملاحظة أن هناك تجارب سابقة لأمم اتخذت لغات غيرها لغة قوميه لأسباب شتّى ودواعي مختلفه وسجّلت انجازات رائعه واخذت لنفسها مكاناً تحت الشمس، ونذكر منها الهند التى تستخدم الإنجليزيه ومع ذلك لا نرى الهنود يعدّدون الأنساب لإثبات إنتماءهم عرقيا للأمة الإيجليزيه أو العنصر الإنجليزي، ولا يدّعون أن تاريخ إنجلترا تاريخهم بالرغم من الوجود الإنجليزي في الهند لمدة تعدّت الثلاثمائة عام، تماماً مثل السنغاليين الذين أخذوا الفرنسيه لغة لدولتهم فلم يزعموا أنهم فرنسيون بالرغم من الوجود الفرنسي الطاغي في بلادهم ولم يزعموا أن أدبهم ينتمي للأدب الفرنسي بالرغم من أن أحد رؤسائهم، ليوبولد سيدار سنغور، كان من أدباء الفرنسيه المرموقين في القرن العشرين.
– فهم واستيعاب أن اختيار جزء من الشعب الإريتري للغة العربيه لغة قومية لا يعنى أنه ينتمي عرقياً للجنس العربي ولا يعني أيضاً أنه ينتمي أيديولوجيا وسياسيا للقومية العربية ولا يعني أن تاريخ إريتريا إمتداداً لتاريخ العرب وتاريخ القوميه العربيه.
– فهم واستيعاب أن العناصر المكونه للشعب الإريتري، والشعب الإريتري في مجمله لا بكنّان العداء لأي شعب آخر مسلماً كان أو مسيحيا أو يهودياً، وأنه لا يوجد سبب واحد لما يزعمه العروبيون الإريتريون من عداء جزء من الشعب الإريتري لدولة إسرائيل كما وأن نفس التوصيف في العلاقات ينطبق على العرب والشعب الفلسطيني فلا عداء هنا لهما أيضاً.
– فهم واستيعاب أن من مصلحة الشعب الإريتري أن يكف العروبيون الإريتريون من الزجّ لجزء من الشعب الإريتري في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، فمن دخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه، ومن الخير لإريتريا لو أن العروبيون الإريتريون كفّوا عن التظاهر بأنهم أوصياء على قسم من الشعب الإريتري وكم كان جميلاً منهم لو أدركوا أنهم ليسوا أوصياء على أحد وأنهم لا يمثلون سوي أنفسهم.
– فهم واستيعاب أن القومية الإريتريه قوميه أصليه لا تشكّل فرعا لأي قومية أخرى وليس لها هي نفسها أي فرع.
– فهم واستيعاب أن الحركة القوميه الإريتريه حركة عِلْمانيه وليس لها أي توجّه دينى إسلاميا كان أومسييحي أو أي دين آخر.
الدعوه العقلانيه تُواجَه بالإرهاب الفكري
هذه هي مواقف كاتب هذه السطور التي أوردها في كتابات سابقة وهي المواقف التي قابلها العروبيون في موقع “فرّجت” بحفو شواربهم إرهاباً، وتصويرها وكأنها تجديف وكفر بالإسلام وتحقير للغه العربيه وخروج على الوطنيه.
هل يرى القرّاء في المواد المذكورة أعلاه ما يشبه التهجم على الأسلام أو شبهة تحقير اللغة العربية أو الإستخفاف بالقرآن كما يزعم الفصيح صاحب اللغة الركيكة والفهم السقيم، وهل يستحق كاتب هذه السطور حفو الشوارب من جاتب العروبيين لإرهابه كما يبدو في هذا المقتطف من تعليق الفصيح الأستاذ “محمد علي حامد”:
“ لعلّ القارئ الكريم يتذكر مقالاً بعنوان ( إرتريا ليست هامشاً لأحد ) لأحد أدعياء (الثقافة والفكر ) ، أو هكذا يري نفسه – الذي أزكم أنوفنا بمدح نفسه بما ليس فيه للأسف الشديد ، ويُخَيَّل لمن يقرأ ما يقول عن نفسه هذا ( الكاتب ) أنه سوف لا يشعر بانكشاف عورته لأنّ إزاره سوف تسقط لا محالة من شدة تبختره وخُيَلائه ! – حيث حقَّر ثابتاً من الثوابت الوطنية بل رأس الرمح لتلك الثوابت ، وسفّه جُلّ اختيار ورغبات شريحة عظيمة من مجتمعنا ، وذلك بتزوير التاريخ علانية دون حياء لانه مستحيل أن يقدم دليلا واحدا علي ما يقول اللهم إلاّ الحديث الممجوج الذي لا يستند علي حقائق علمية أو شواهد تاريخية ، تلك المغالطات التي يرددها دهماء وغوغاء أصحاب نظرية ( نحنان علامانان )”
ويبدو أن الفصيح صاحب القلم الكسيح يجهل المبادئ الأولى للمنطق جهله للغة التي يزعم أنها لغة أسلافه، فلو كان له علم بالأولى (مبادئ المنطق) لأدرك أن الحجة تقع على المُثْبِت للوجود دون النافي فهو لهذا مطالب أن يثبت لنا وحود اللغة العربية لغة قوميه لإريتريا ولا أقول، (رأفه به، قبل الإنتداب البريطاني)، بل قبل فترة الفيدراليه في العام 1952 بيوم واحد، ولو كان له علم بالثانيه (لغة أسلافه) فليقل لنا من أين دخلت اللغه الركيكه في كتاباته حيث يؤنّث المذكّر ويذكِّر المؤنث، فإن كان ما يقوله واقعاً وأن من يزعم أنهم أسلافه هم حقاً أسلافه فإن لغته العرجاء تقول شيئا مختلفاً و ربما أوحت بأنه إبن غير شرعيى لؤلئك الأسلاف مما يوجب عليه الآن البحث عن إعتراف ورثتهم بشرعية أخوته لهؤلاء وبنوته للأسلاف المفترى عليهم، ولعل ذلك يتيح له حينها مشاركتهم في تراثهم وبالقطع فإنه لن يجد لنفسه محلاًّ غير محلّ المتطفّل في مائدة الكرام. وإلحاقاً بهذا ولهذا فإن الفصيح غير مؤهل لنقد لغة كاتب هذه السطور ولا عزاء للعروبيين إن وجد المؤهلين من القراء أخطاءًا لأنها قطعاً دون ثِقل أخطاء الفصيح الكسيح القلم أولاً، ولأن كاتب هذه السطور لا يزعم أن العربيه لغة أبيه وجدّه كما يزعم الفصيح ويتبجّح زوراً وبهتانا، ثانيا.
إن المرء ليعجب حقاًّ من العروبيين الإريتريين (من طراز الأستاذ الفصيح ذو القلم الكسيح) الذين لا يسئمون من محاولات إعادة تجاربهم الخاسرة لإلحاق إريتريا بحركة القومية العربيه حتى ونحن نرى تهاوي وسقوط هذه الدعوى في أوطانها المفترضة ولا عجب أو صدفة إذن أن يقفز لذهن كاتب هذه السطور عند تأمله لأساليب العروبيين قول منسوب للفيزيائي الشهير “ألبرت آينستين” صاحب نظرية النسبيه، قول يصْدُق على الفصيح وأمثاله من العروبيين، ويذهب فيه إلى أن الحمق والخبل هو: “فعل نفس الشيئ المرة بعد المرة وتوقع نتيجة مختلفه عند كل محاوله“. ياله من قول صادق، إن هؤلاء لحمقى بالفعل ومجانين أيضاً !
جهل العروبيون الإريتريون لما يدّعون
هناك نقطه أخرى تثير الدهشة لدي كاتب هذه السطور ولدى كل من يتأمل أساليب العروبيين، هذه النقطة هي مسألة استحضارهم للنصوص الدينيه والقرآنيه لدعم توجههم العروبي القومي، وهذا، بلا شك، يضعهم في مأزق لا يمكن الخروج منه بسلام، فالإيمان بالقومية العربيه إيمان بدعوة عِلْمانبه تستبعد الدين إسلاماً أو مسيحيه ولا عجب في أن العديد من مؤسسي دعوى العروبيه وروادها كانوا من العرب المسيحيين، فأول المبشرين بالقوميه العربيه هو المسيحي العربي “نجيب عازوري” الذي ألّف في بدايات القرن العشرين(1902) كتاباً أسماه ” إحياء الأمه العربيه” نادي فيه بانفصال العرب عن الخلافه العثمانيه، وتكوين مملكة عربية خاصة بهم، لأنهم أمة واحدة لها كل مقومات الأمة التي تحدث عنها المفكرون والفلاسفة الأوروبيون ، مثل أرنست رينان في كتابه الشهير “ما هي الأمة؟ الصادر عام 1882 ، وكان لذلك الكتاب تأثير قوي على الجيل الأول من القوميين العرب ، ثم تبع كثيرون نفس النهج الذي اتخذه عازوري يُذكر منهم أمين الريحاني، أدموند رباط، جورج أنطونيوس، سامي شوكت، رائف خوري، نبيه فارس، ويوسف هيكل، خليل قبرصي، ونيقولا زيادة(مترجم كتاب تاريخ البشريه لتوينبي الذي نقل عنه الأستاذ محمد إدريس قنادلا دون تعرف ولا وعي في معرض ردّه على كتابات كاتب هذه السطور). وفي القرن العشرين برز عدد منهم كان أشهرهم ميشيل عفلق فيلسوف حزب البعث، و جورج حبش زعيم الجبهة الشعبيه لتحرير فلسطين، وعزمي بشارة الرئيس الحالي للمركز العربي للدراسات والسياسة في قطر. وهكذا نرى الحقيقه دون حجاب ونرى أن تاريخ الحركه القوميه العربيه يؤهلها لتتبوء ليس مقعد الشعوبيه بل وعرشها بجدارة محسوده، خلافا لمزاعم أصحاب الشوارب المفتوله الذين نسوا في أوج حماسهم للعروبيه فخلطوا الحابل بالنابل واستدعوا خطاب إمام المجسِّمة وفقيه داعش وإخواتها ” إبن تيميه” وصوروه وكأنه الكلمة الأخيرة في الفقه الإسلامي وتجاهلوا أو جَهِلوا أن ابن تيميه لا يُلْزِم بفقهه الضال وعلمه المزعوم ومنطقه الباطل كل المسلمين، بل أن هناك من فقهاء وعلماء المسلمين القدامىى والمحدثين من يرى أن علمه وفقهه وأقيسته زور وبهتان وأنّ تعاليمه وكتاباته كانت كوارث أصابت المسلمين في الصميم كما جاء في كتاب العلاّمه ” عبدالله الهرري العبدري” الموسوم بـــــ” ضلالات ابن تيميه”.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35839
عزيزى الاستاذ برهان لقد اخجلت المدعين وانا اشد على يدك وقلمك الرصين واقول ان المبادئ التى عددتها لن يفهم هؤلاء مغزاها ولا مزاياها فى بناء وطن تحترم فيه كل الحقوق والكيانات
ان العروبيين والمتاسلمين وهم من جنس الوهابية المتفسخة من فكار ابن تيمية والتى انتجت مدرسة داعش هؤلا من العقم ان تؤمن بحرية الراى والفكر ولا تعترف بان الشعوب تقرر مصيرها بنفسها ولا تعرف ايضا بالتعايش بين الاثنيات والشعوب مثلها من افورقى / واذا سالتهم من هم العرب فى ارتريا سيقلون كذبا التغرى واذا سالت ولما التغرى لا يستخدمون العربية سيصمتون امام الحقائق / واذا سالتهم عن بقية شعوب ارتريا سيقلون انهم مسلمون اى التغرنيا البلين الساهو العفر الباريا الحدارب الجبرتا الايليت وغيرهم اذن هل اجريتم استفتاء لهم سيقلون لا فلماذا تدعون وتذاودون !!؟؟ واذا كان قصدهم استخدام اللغة العربية هنا يتاكد غبائم المر / فمن حق اى شعب ان يستخدم اللغة التى يرتضيها لكن لن تغير فى اثنيته وعرقه وانت اتيت بامثلة عديدة لكنهم لن يفهموا
لهذا نراهم يسلون سيوفهم التىهى اصلا من ورق كسيح وفى ظنهم يقتلوا بها غيرهم ليذبحوا غيرهم ويهينوا غيرهم بدون ما تكون لديهم الحجج او المنطق السليم / لذا نراهم يخترعون ويلفقون الاكاذيب لمهاجمة الاخرين
شكرا مرة اخرى استاذ برهان
بِسْم الله الرحمن الرحيم : ( ربي اشرح لي صدري ويسّرلي أمري واحْلُل عقدة من لساني يفقهوا قولي )،
رَبِّ احفظ أمتنا الاسلامية من سفهائها قبل اعدائها ، من ( رويبضات هذا الزمان ) أمثال ( بصطاي برهان ) أو ( برهاني ) لستُ أدري – وَإِنْ كان ذلك سيان عند العرب – لأنهم خنجر مسموم في خاصرتها ، اللهم جنبنا طغيان شيوخهم الجاهلين ، واهد اللهم علماءنا سواء السبيل ، وانفعنا بعلمهم وعلمنا ما ينفعنا آمين .
أولاً: جزي الله عنا خير الجزاء الأخوين : عبدالله وأبو محمد الجبرتي لتفنيد وتوضيح ما تمّ تدليسه من قبل ساعي بريد مجموعة ( نحنان علامانان ) ولا أقول الناطق الرسمي لها ، لأنها لا أظنها من الغباء بمكان لجعل هذا الذي يلهث وراء كلّ ناعق لدخول التاريخ من أقبح أبوابه ، حتي لو كان ذلك من باب ( سميتكا أبْ طِرْطَتما أسمعا ) كما يقول المثل الخالد بالتقرايت . وكأنّ لسان حاله يقول :
يتمني ويابعدُ ما تمني “”””””” لو جري ذكره علي الأقدام .
وذلك من باب إقامة الحجة علي أمثال هؤلاء ، وَإِنْ كنتُ علي قناعة تامة بأنّ هؤلاء ( كالأنعام بل أضل سبيلا ) لا ينفع معهم النصح لأنهم مُصِرون علا ضلالاتهم والعياذ بالله ( كمثل الذي ينعِقُ بما لا يسمع إلاّ دعاءً وندآءً ، صمٌّ بكمٌ عمْيٌ فهم لا يعقلون ) . إنما يكفي زجرهم وعدم الانجرار وراء ضلالاتهم التي كُلّفوا بتبليغها نيابة عن أسيادهم . وأما بقية الإخوة الذين قد يسوءهم ترهات هذا الرويبضة الفتان حلمكم عليه وأرجو أن يكون الزجر لشخصه دون التعرض لأية جهة بمظنة أنه ينتمي إليها لكي لا تصيبكم معرة من إخوة لنا عندما يشملهم التوبيخ والرد القاسي .
ثالثاً : أذكِّر القارئ الكريم مرة أخري بأنّ موضوع العروبة ، هو الذي جرَّنا إليه وأقحمنا فيه اضطراراً وَإِنْ لم يكن ما يستدعيه أصلاً لإثارته لان الكلمة الفصل فيه يعود لامتنا أولاً وأخيراً ، إنما جعل هذا من الموضوع ( حصان طروادة ) ومطية لكي يقرفنا بقيئه – أكرمكم الله – ويتاجر ببضاعته النتنة ، وتراه ينتفخ كالهر الذي يحكي انتفاخ الأسد ويسمي نفسه ( كاتب السطور ) وتارة صاحب الحجة الدامغة ، والحمد لله لم يقل أنه حُجَّة الله العظمي! ، وَإِنْ كنتُ لا أشكّ من ركوبه ذلك التيار اذا ما رأي فيه انه يحقق له ما يسعي إليه ، لأن ما يقوله أمثال هذا الساعي غير صادر عن عقلٍ صحيح ولا عن هداية سماوية انما نابع عن هوي نفسي ، لأن الهوي طاغوت هذه الأيام يُعبَدُ من دون الله ، أعتقد من حديثه السمج الذي ( لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، إلاّ ما أُشْرِب من هواه ) أنّ قلبه أصبح أسوداً ( مُرباداً كالكوز مُجَخّياً )، نسأل الله السلامة للجميع
رابعاً : والآن خلّوا بيني وبين ( بصطاي برهان) .. يا أيها الساعي المخلص – ساعي بريد ( سلفي نا صطنتْ ) – الذي تحسدك عليه حتي الكلاب المخلصة لاسيادها ، ما ضرّك أن يستشهد العروبيون بالآيات الكريمة والنصوص الدينية قاطبة ؟ ألم تقل كلّ إناءٍ بما فيه ينضحُ ؟ أم تراك كنتَ تريد أن يستشهد هؤلاء بنفايات الأفكار التي عفي عنها الدهر وتمضمض أمثال ما ( وشّحتَ ) به هُراءاتك من أفكار الملحدين ؟ إذا كنت َ يا ( جنابو ) إناءً ينضح هذه النفايات دَعْ إناؤنا ينضح بما فرضه الله من فوق السماوات السبع ، وذلك فضل الله يُؤْتِيه من يشاء ، أم لسان حالك يقول ( وإذا ذُكِر الله وحده اشْمَأزّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ، وإذا ذُكِر الذين مِنْ دونه إذا هم يستبشرون ) ؟ يا ( جنابو ) حتي منطق فكرك الممجوج الذي أصبح طاغوتاً يُعبَد من دون الله – الفكر الديمقراطي – يسمح بذلك المبدأ ، مبدأ حرية الاختيار في كلّ شيئ ، فكيف تستكثر علينا حرية ابداء الرأي بأيّ فكر كان أو أيّ نصوص كانت ؟ فقليل من الديمقراطية اعتقد يدحض احتجاجك هذا ، أم أنّ ديمقراطيتكم هذه مجرد للدعاية ( show off ) ؟ !
تطلب مني يا طويل العمر أثْبت لك ( وجود اللغة العربية ، لغة قومية لارتريا قبل الفدرالية بيوم واحد ) !
أيها الساعي ! كيف تطلب مني فرضية إثبات الموجود أصلاً ، الموجود لا يحتاج لبراهين لإثباتها أيها إلاّ في منطقكم منطق أدعياء العلم ! الحق يُقال : المطلوب أنْ تثبت لي أنتَ أيها الساعي أنّ انتماءك كان لارتريا وليس من خارج ارتريا في تلك الفترة التي ذكرتها ، لانّ هذا المنطق المعوج لا يصدر إلاّ ممّن وفد إلي أرتريا مع جحافل وقطّاع الطرق الذين جلبهم الهالك هيلي سيلاّسي عند احتلاله إرتريا ، حتي مَنْ يُطْلَق عليهم ( دقّ أربعا ) تمييزا لحداثة قدومهم إلي أرتريا لا يتجرّؤون لمثل هذا السؤال الوقح ، دعك من شخص مجهول الهوية – مثلك يتطاول علي الثوابت الوطنية ، فهذه الثوابت ليست بضاعة رخيصة يتفوَّه بشأنها كل تافه في المزاد العلني ، لو لا الضرورة لما كتبتُ إليك عنها ، تلك الضرورة التي تجعل المرء لا يستغني عن المرحاض أكرم الله المتابع الكريم ، ( ولو لا الضرورة ماجئتكم “””””””” وعند الضرورة يُؤتيٰ الكنيف ) .
أيّ قومية التي تتحدّث عنها في ضلالاتك ب ( بقومية إرتريا ) ، اللهم زدنا علما هذه أول مرة أسمع عنها ومنكم نستفيد ! مع أنه يساورني الشك بأن المقصود من ذلك ( حادي هزبي حادي لبّي ) ( أيْ فهمي ) !
أما كون لغتي العربية عرجاء أو ركيكة كما وصفتها ، ما الغرابة في ذلك أيها الساعي ، ألم تسمع ( وفوق كلّ ذي علمٍ عليم ) ؟ وهل يعني ذلك أنك تملك ناصية لغة ( الض ) كلّها ؟ ( قِرِمْ ) أو كما قال مَنْ تقوم أنت بخدمتهم ! وحسب علمي حتي ( سيبويه ) لم يتجرأ بادّعاء ذلك ، فما لي أراك تعطي نفسك حجماً أكبر مما تطيقه ؟ صدق مَنْ قال ( الحصاة المدحرجة علي الثلج من رأس الجبل – و التي غيّبها الثلج عن ذاتها – تحسب الثلج ذاتها ، وباتت تسعي بكل قدرتها للحفاظ علي تلك الذات والزيادة في حجمها ، أنها تحاول المستحيل ، فلا بد للثلج من الذوبان ، ) فلن تجد أيها الساعي الدعي ذاتك إلاّ إذا خسرتَ ذاتك الزائفة المتملِّقة حتي تعرف موقعك من الاعراب وَإِنْ سبق أن أكّدْتَ أن موقعك المفضل والطبيعي هو التعلُّق بذيل أيّ شيئ علي الإطلاق حتي لو كان ذلك ذيل حمار ، ولله في خلقه شؤون ( نعمل إيه ) ؟ هذا اختيارك . لو سئلتُ هل هذا من طبعي فالرد كلاّ ، ليس من خصالي تتبع الأخطاء اللغوية وعثراتها بقصد التباهي ، يكفيني من التعابير ما فتح الله عليّ لايصال ما في خاطري من أفكار إلي الناس ، ولستُ في معرض سوق ( العكاظ ) الشهير للتنافس في مدي المقدرة لتطويع لغة ( الض ) رغم أهمية ذلك ، فذاك له مجال آخر ، ولا أعني بذلك أن يُكْتَب كلّ ما هو رديء وركيك ولكن لمحدودي الإمكانية في اللغة أياً كانت ، لهم الحق في التعبير بما أمكن .
بطل العجب اذا علمتَ سبب ركاكة لغتي ، ألا وهو الحرب الشعواء التي تواجه اللغة العربية من عتاة الشعوبية في وطننا الحبيب منذ عصور وقرون وليس منذ عقود كما يتصوَّر مخيخك التالف ، هؤلاء العتاة الذين تقتفي أنت أثرهم اليوم ! وكنت انتظر منك أنْ ترفع حواجبك بالتعجب كيف تسنّي لي أن أحتفظ بهذا القدر اليسير من لغة ( الض) رغم الحرب العشواء عليها منذ عهود طويلة كما ذكرتُ .
لكن العجيب في منطقك السمج أنّ ركاكة اللغة تشير إلي أني قد أكون إبناً غير شرعياً لمن أدافع عنهم حسب منطقك المريض ، وكنتُ أستطيع أن أردّ عليك الصاع بالصاعين لكني التزم بالآداب الاسلامية حتي لو كان من يخاطبني دعيّ مثلك ولا أقول خصمي لأن الخصم نِد بالند وليس مع ساعي البريد الوقح ، وإكراماً للقارئ أتجاوز هذه الجزئية ولا أنزل إلي الدرك الاسفل الذي وصلتَ إليه من الأخلاق ، لكن أتساءل هل كلّ مَنْ فرضت عليه الظروف أن ينشأ في بيئة غير بيأته ولم يحسن لغة قومه يعتبر لقيطاً في عرفكمً عرف ( زِبان مَنْقِسْتِ) !؟ ماذا تقول عن أجيال من أبناء الجاليات العربية الذين تربوا وترعرعوا خارج منطقتهم العربية يعرفون من العربية – بالكاد – مكالمات شفهية بسيطة للغاية وبعضهم لا يفقه حتي كيف يرد السلام ؟ هل هذا يكفي بأن نضعه في خانة اللقيط ؟ وقس علي ذلك أبناء الشعوب الأخري الذين لا يجيدون لغات آبائهم هل ينصرف عليهم حكمك ( حكم قِرِمْبيط ) أو حكم ( قرقوش ) ؟ لا استغرب في ذلك اذا كان منطقك ما أراه في خربشاتك التي نسميها كتابة تأدباً ! ألا تري أنّ التاريخ يعيد نفسه في هذه الجزئية ؟ في جزئية إختبار لغة مَنْ يقول ( العربية ) هي لغته ، لم تأتِ بجديد أيها الأفاك الأشر ، إنما قمتَ بترجمة ما كان يدور بين عتاة ( حزب آندِنّتْ ) وأعيان المجتمع المسلم الذين أختاروا لغة القرآن كلغة رسمية للدولة ، مثلاً : حاول أحد السفهاء مثلك إحراج الزعيم الوطني الراحل ( ناصر باشا أبوبكر ) بأن طلب منه أن يلقي كلمته في الجلسة الرسمية باللغة العربية ، لعلم هذا السفيه أن حظ ( ناصر باشا ) من العربية كان شبه عدم لظروف خارجة عن إرادته ، كما حاول العميل ( تدلا بايرو ) – زعيم حزب آندِنّتْ – أن يُحرج المرحوم المحسن ( باشا صالح أحمد كيكيا ) بأن سأله – بمنتهي الوقاحة – إنْ كان يتحدّث مع أم عياله باللغة العربية وهما علي سرير النوم ! أيّ وقاحة هذه ! ؟
أما وصمي : استاذ ( الشتامين ) : الحق يُقال لستُ هاجيك إلاّ بما فيك ، ففمك ريحه مُنْتِن بدليل ما تطرشه من قيئ ، فَلَو أنّ الذبابة مرّتْ بالقرب مِن فيك لصُعِقت وهلكتْ ! والعجب ، كلّ العجب أراك تتطاول علي علماء الامة الذين شهد لهم العدو قبل الصديق ، وتقارنهم مع الطوائف الباطنية الضالة التي عاثت الفساد في الديار الاسلامية أمثال مجموعة ( عبدالله الحبشي ) السيئ الصيت ، ومشكور الأخ أبو محمد الجبرتي علي سرد المعلومات عن تلك الطائفة الضالة المُضلة ، وأنصحك أن تستفيد من تحليل الأخ الكريم دون مكابرة أو عناد النعاج .
أراك اخترت لارتريا دين أسيادك ، ألا وهو ( العلمانية ) ! اختيار غير موفّق .
الخلاصة : أري من مواقفك الثابتة والتي لا تتزعزع وهي علي الضلال أن لك مستقبل باهر في نشر الافتراء والفتن ، وهذا المجال الذي يُسمي عندكم تأدبا السياسة ( المكاڤيللية ) فأنصحك أن ترشّح نفسك لكنيست ) الكيان الذي تدافع عنه ، لأنني أراك خدمته خدمة لا تقدّر بثمن ، فإن كان عندهم مثقالة ذرة من المروءة ، يجب أنْ يكافؤوك بأي شيئ ، حتي ببطاقة عمل ساعي بريد للكنيست !
مسكين محمد علي حامذ، لا يستطيع الخروج من جلده وهو يقول:
“ومشكور الأخ أبو محمد الجبرتي علي سرد المعلومات عن تلك الطائفة الضالة المُضلة ، وأنصحك أن تستفيد من تحليل الأخ الكريم دون مكابرة أو عناد النعاج .”
وأنا أقول:
أبت الطائفيه إلا وأن تخرج منه من حيث لا يحتسب، فكل إناء بما فيه ينضح!
برضه حفو شوارب يقوم مقام الدين!
برضه جعجه بلا طحين!
الفصيح والمتطفِل على موائد العرب لا يستطيع الخروج من جلده، القبليه والطائفيه تجري مجرى الدم في شرايينه هذا ما يقوله هذا الطائفي وهو يتحسّس على أعماقه القبليه الجاهليه:
“ومشكور الأخ أبو محمد الجبرتي علي سرد المعلومات عن تلك الطائفة الضالة المُضلة ، وأنصحك أن تستفيد من تحليل الأخ الكريم دون مكابرة أو عناد النعاج .”
يعنى يريد أن يقول : أهه جبنا لك واحد من أبناء جلدتك.
تحرّر قليلا أيها المتطفِّل!
يعتقد هذا العبقري هو الوحيد الذي يفهم ويدرك بالرغم من أني لا أرى فيه أي فهم علمي ومنطقي وتأريخي — بل هو بكل إختصار مجرد (flash) تحفظ بعض الملفات منقولة من هنا وهناك ويغلب فيها أفكار المعتوه والمتعصبون من طائفته
نحن أيضا نفكر خارج الاطار ونتأمل كل البدائل. دعو التناجي ولا تكثروا المرح، فاالارتريون يعلمون اصولهم وفصولهم لأننا لا ندعي أبنائنا لأمهاتهم حتي المسحيين منا -وهذا للانصاف فقط-. أما من يريد الاصطياد في الماء العكر فلا مكان له في ارتريا. أصولنا عربية حتي النصاري منا واللغة العربية اصيلة في ارتريا منذ فجر التاريخ ولم يأت بها الرشايدة بالامس القريب. ولنكن صريحين أن هنالك جزء من المسلمين المقيمين في ارتريا وليسو هم بالاصل مواطنين يكرهون اللغة العربية اكثر من النصاري. هل تريد أن نسميهم يا ((ذكي؟؟؟). أخيرا أرجو الا تتصيد بعض الاخطاء المطبعية فهذا لا يصلح دليلا ولا يقيم حجة لمهاراتك اللغوية أو تزيين ماتكتب بأسماء بعض المشاهير أو الشعراء. صدقني كتاباتك مستفزة لكنا غير مقنعة بتاتا. أهم من ذلك نحن مسلمو أرتريا الان لدينا قضية أكبر من مهاتراتك. نراك لاحقا.
تم حظف التعليق لمخالفته قواعد النشر.
الأحباش في اثيوبيا
من هم الأحباش؟
“الأحباش” هي فرقة باطنية تنسب إلى زعيمها عبد الله بن محمد العبدري الهرري الحبشي، ويُطلِق الأحباش على أنفسهم اسم جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، ويقدّمون أنفسهم على أنهم من أهل السُنّة، إلا أنهم يخالفونهم في العديد من المسائل العقدية والفقهية.
1- أن جماعة الأحباش فرقة ضالة، خارجة عن جماعة المسلمين (أهل السنة والجماعة)، وأن الواجب عليهم الرجوع إلى الحق الذي كان عليه الصحابة والتابعون في جميع أبواب الدين والعمل والاعتقاد، وذلك خير لهم وأبقى.
2- لا يجوز الاعتماد على فتوى هذه الجماعة؛ لأنهم يستبيحون التدين بأقوال شاذة، بل ومخالفة لنصوص القرآن والسنة، ويعتمدون الأقوال البعيدة الفاسدة لبعض النصوص الشرعية، وكل ذلك يطرح الثقة بفتاويهم والاعتماد عليها من عموم المسلمين.
3- عدم الثقة بكلامهم على الأحاديث النبوية، سواء من جهة الأسانيد أو من جهة المعاني.
4- يجب على المسلمين في كل مكان الحذر والتحذير من هذه الجماعة الضالة، ومن الوقوع في حبائلها تحت أي اسم أو شعار، واحتساب النصح لأتباعه والمخدوعين بها، وبيان فساد أفكارهم وعقائدهم.
الأحباش في أثيوبيا:
بدأ مؤسس الأحباش نشاطا محدودا في أواخر الثلاثينات من القرن الميلادي الماضي في إقليم هرر بأثيوبيا (مسقط رأسه)، واشتهر بتحالفه مع النظام المسيحي الإمبراطوري الإثيوبي لهيلا سلاسي ضد المسلمين، وكان سببا لإغلاق عشرات المدارس الإسلامية، وقتْل عدد من العلماء وتهجير الكثير من رموز الدعوة الإسلامية في إثيوبيا إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر فرارا بدينهم، وقد عرف الهرري في تلك الفترة (بالشيخ الفتّان).
أما الظهور الحديث للأحباش في إثيوبيا فكان قبل أربعة أعوام تقريبا، حيث تشير بعض التقارير إلى تنسيق الحكومة الإثيوبية الحاليَّة -بسُلطتها التنفيذية- مع “المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية”، الذي عُرِف بتعويق قضايا المسلمين، لا بتحقيقها ودعمها منذ أمد بعيد، وقد حصل هذا المجلس أخيرا بحسب بعض المصادر على مبلغ 15.5 مليون دولار أميركي مقابل تغاضيه عن إطلاق يد جماعة الأحباش في المسلمين في إثيوبيا، لفرض عقائدهم على المجتمع المسلم في البلاد؛ بحجة القضاء على “التطرف والإرهاب”، الذي يمثله أهل السنة كما يزعمون.
ويشهد التاريخ المعاصر أنه لم يُعرَف لفرقة الأحباش نشاط دعوي في الساحة الإثيوبية، كهذا الذي يجري الآن، رغم أن المؤسس إثيوبي مولدًا؛ وذلك أنه في هذه المرة وجدت هذه الفرقة متمثلةً في واجهة الأحباش (جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية)، قبولاً رسميًّا لدى الحكومة الإثيوبية في حملة تعتبرها الحكومة خطوةً في محاربة خطر التطرف والإرهاب بزعمهم.
ويتهم مسلمو إثيوبيا الحكومة المركزية في العاصمة أديس أبابا بتشجيعها جماعة الأحباش وترويج أفكارها وسط مسلمي إثيوبيا، وأنها تحاول زرع الفتنة بين أبناء المسلمين لتحقيق أهداف سياسية، حتى أصبح مسلمو إثيوبيا بين أنياب ثلاثة هي: تدخل الحكومة في شؤونهم الدينية، وتعاونها مع جماعة الأحباش، ودفاع المجلس الأعلى الإسلامي الإثيوبي عنها ضد المسلمين، إلا أن الحكومة الإثيوبية تنفي تلك الاتهامات جملة وتفصيلا، ولكن يمكن القول إنه من المؤكد أن جماعة الأحباش تتلقى دﻋﻤًﺎ حكوميا، والدليل أنها تمكنت من السيطرة على المجلس الأعلى للمسلمين ومجلس القضاء الإسلامي.
وقد حاول المسلمون إخماد الأزمة قبل اشتعالها، فقرروا فتح حوار مباشر مع الحكومة لاحتواء الأزمة، إلا أن الحكومة رفضت استقبال ممثلي المسلمين وتجاهلتهم، مما جعل المظاهرات تندلع في أديس أبابا، وعدة مدن إثيوبية، بسبب تجاهل الحكومة لمطالب المسلمين ومواقفها التي لا يمكن وصفها إلاّ بالعدوانية، فيما تتهم الحكومة منظمي المظاهرات بالارتباط بتنظيم القاعدة، وتقول إن عناصر ملثمة توجد في صفوف المتظاهرين، وتحرّض على العنف، وتقول إنها عازمها على منع امتداد ما تصفه بـ “التشدد الإسلامي” من السودان والصومال المجاورتين، وتتهم المتظاهرين باستخدام الدين كغطاء سياسي للانقلاب على الحكومة وزعزعة استقرار وأمن البلد والسعي لإنشاء دولة إسلامية.
ويلخص بعض المراقبين العوامل التي أدت إلى توتر الأوضاع بين المسلمين والحكومة بتدخل السلطات في الشؤون الدينية للمسلمين، وارتفاع نسبة التعليم بين الشباب، واستخدامهم شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى انتشار الفقر والبطالة والتهميش والتضييق على الحريات العامة، يرى آخرون أن الدافع الأول الذي يحرك المسلمين هو دفاعهم عن الإسلام، ضد الأحباش وضغوط الحكومة.
وتنفي الحكومة الإثيوبية علاقتها بجماعة الأحباش وترويج مبادئها، بينما يطالب المسلمين بوقف تدخل الحكومة في الشؤون الدينية للمسلمين، واختيار أعضاء المجلس الأعلى من المسلمين، وتخلي جماعة الأحباش عن أساليبها التي أثارت حفيظة المسلمين، وعدم تدخل الحكومة في شؤون مسجد أوليا بأديس أبابا.
ويعد مركز “أوليا” الذي هو أكبر مركز إسلامي، وهو مقرَّ هيئة الإغاثة الإسلامية التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وهو أكبر إنجاز حقَّقه أبناء المملكة العربية السعودية هناك، وهو مجمع إسلامي بجميع مرافقه، ودور تعليمه، من الروضة إلى الكلية الجامعية. ولكن المجلس الأعلى سلّم هذا المجمع للأحباش ليكون مركزًا لنشر الضلال والانحراف، بعد أن كان رمزًا لدعوة التوحيد والسنة على مرِّ العقود الماضية.
وفتح الأحباش لهم فروعاً رسمية في كثير من الأقاليم في إثيوبيا، وحصلوا على الرخص الرسمية لمزاولة أعمالهم من الدولة، بل وتمكن الأحباش من اختراق المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، بل إن رئيس المجلس الشيخ أحمد ديني من أتباعهم المخلصين، فالفرقة تقوم بتنفيذ أنشطتها بغطاء المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا بكل سهولة ويسر، وتتستر بنشر الدعوة الإسلامية باسم أهل السنة والجماعة فهي ظاهرا: صوفية قادرية طريقةً، أشعرية عقيدةً، شافعية مذهباً، مسايرةً لعوام المسلمين وخداعهم، غير أنها حقيقةً فرقة باطنية مندسّة في المسلمين.
ونظراً لقرب مقر أصل الفرقة (مدينة هرر) من منطقة أوغادين الإثيوبية ذات الأغلبية المسلمة، فإن الجماعات الصوفية في أوغادين لها علاقات قديمة مع أتباع الهرري زعيم الطائفة، ونظرا لاختراق الفرقة لقيادة المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا على المستوى الفدرالي والولائي، تمكنت بواسطة المجلس من تحجيم أو منع أنشطة أهل السنة والجماعة بزعم محاربة ما يسمونه بالوهابية، وتمكنوا من إغلاق 14 مسجدا في مدينة جكجكا وحدها، قبل عدة أعوام، بأمر من الشيخ ندير بن سيد نور رئيس المجلس الأعلى فى أوغادين آنذاك، وهذا الشيخ هو رأس الحربة في محاربة الدعوة الإسلامية في ذلك الإقليم، وهو ابن لشيخ طريقة صوفية مازال الناس يطوفون حول ضريحه، وتم ترشيحه من قبل طائفته مندوبا لإقليم أوغادين لدى اللجنة العليا للفتاوى الإسلامية في إثيوبيا بأديس أبابا، بعد طرده من رئاسة مجلس الإقليم من قبل الحكومة المحلية بسبب القلاقل والفتن التي ثارت بسبب إغلاق المساجد.
مسالك الأحباش لنشر أفكارهم بإثيوبيا:
تتخذ هذه الفرقة غطاء لنشر مذهبها بأسلوبين خطيرين يظهر للمتأمل بأنه تم دراستهما بدقة متناهية من قبل جهة استخباراتية عليمة، فحين تتعامل مع الأنظمة والدول فهي تستخدم شرعية المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، وتوظف قياداته ورموزه لتنفيذ معتقداتها وأفكارها، وترفع شعار محاربة القاعدة والجماعات الإرهابية. وحين تواجه العامة والمسلمين العاديين فهي ترفع شعار نشر دعوة أهل السنة والجماعة (مذهب الأشاعرة) وحماية أولياء الله وعلماء الطرق الصوفية من الوهابية والفرق المبتدعة حسب زعمهم، ويقصدون بذلك كل ما له صلة بأهل السنة، كما أن لهذه الجماعة مراكزها الخاصة بها المرخصة من قبل الحكومة رسميا، والتي تقوم بدورها السرّي لنشر مبادئها الخاصة وبرامجها التنظيمية.
وقد ضاعف الأحباش في الآونة الأخيرة أنشطتهم في إثيوبيا بصورة معلنة، فقاموا بجمع قيادات مختارة من كل الأقاليم الإثيوبية وعقدوا لهم دورات تنظيمية وإدارية فصلية باسم (دورات دعوية) استمر بعضها أكثر من شهر، وزودوا المتدربين بكتب ومذكرات علمية أعدت في لبنان، وكان كل القائمين بالتدريس وتأهيل القيادات أساتذة من لبنان وقد وصل عددهم في بعض الدورات 44 أستاذا ومحاضرا، وتم تغطية كل تكاليف هذه الدورات من تذاكر وفنادق وتكاليف المعيشة من قبل مركز الأحباش في أديس أبابا، وكان من بين هؤلاء المتدربين 45 قياديا صوفيا من إقليم أوغادين، تم انتقاؤهم بدقة من الطرق الصوفية المختلفة، وذلك لضمان ولاء جميع الطرق والأشاعرة للأحباش، كما قام الأحباش بجمع 90 شخصية من قيادات القبائل من المحافظات ذات الكثافة الإسلامية في مركز الأحباش في مدينة هرر وتم تدريبهم وتأهيلهم فكريا وعقديا، ووزعت عليهم هدايا رمزية بالإضافة لتغطية كافة التكاليف المرتبطة بالدورة.
وكل هذه الأنشطة والتحركات التنظيمية تكشف بلا شك أن كل هذه المبالغ التي تدفع بسخاء لا تأتي بصورة بريئة أو عشوائية، كما يظهر بوضوح بأنها لا تمت بصلة بالأنشطة التقليدية المعروفة من قبل أهل الطرق، وقد وعد الأحباش في كل دوراتهم بأنهم سيقومون بفتح مدارس نظامية في طول البلاد وعرضها، وأنهم سيفرغون جميع الدعاة والمدرسين بمرتب قدره 250 دولارا لكل داعية محلي ليست لديه (شهادة جامعية)، وأما من لديه شهادة جامعية فسيتم تعيينه في مهمة إدارية أو تنظيمية وبمرتب مغر حسب وصفهم.
ومن الأنشطة الدعوية المعلنة للدورات، دورة هرر الأولى التي في مركز الأحباش في مدينة هرر برعاية المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، وحضرها جمع كبير من كل الولايات، وكان من بينهم 120 شيخا من الطرق الصوفية النشطة في إقليم أوغادين في إثيوبيا بقيادة الشيخ ندير سيد نور، بالإضافة إلى هيئة تدريس الدورة وهم أستاذة لبنانيون من جماعة الأحباش، وتم تدريس مواد مختارة في الدورة، منها: حكم الذكر مع ضرب الدفوف، وفضل التوسل بالأنبياء والصالحين، وجواز تعليق التميمة، وجواز الاستغاثة بالمخلوق، والبيان بأن القرآن الكريم مخلوق، وفضل الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفضل زيارة القبور وشدّ الرحال إليها.
وتم خلال هذه الدورة توزيع عدد من الكتب، منها كتاب عمدة الراغب، وكتاب فضائح الوهابية، وكتاب التعاون، وكتاب ضلالات ابن تيمية.
أما دورة أديس أبابا، فقد عقدت في مركز الأحباش في أديس أبابا، وحضرها 270 مندوبا من جميع الولايات الإثيوبية من بينهم 25 شيخا من إقليم أوغادين، وكان كل الأساتذة الستة من لبنان وقدموا للمتدربين أنشطة متنوعة من المحاضرات والمذكرات كما وزعوا كتبا منها: فضائح الوهابية، والهدي الواضح في عقيدة السلف الصالح، وضلالات ابن تيمية، وانتبه دينك في خطر، والحروريات الضالة على منهج ابن تيمية.
ثم عقد الاحباش مؤتمر هرر العام، بعد نجاح الدورات السابقة حيث خلا الجو لهم، وكان عقد هذا المؤتمر في مركزها في هرر، يشكل قفزة نوعية هي الأخطر من نوعها، فهذا المؤتمر دعي إليه أكثر من 2000 شخصية من كل الولايات الإثيوبية، وافتتحه وزير الشؤون الفدرالية الدكتور شفرو، ورئيس المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا الشيخ أحمد ديني، وكان الدكتور سمير الرفاعي رئيس بعثة الأحباش من لبنان هو المسئول عن التحضير للمؤتمر، كما كان هو الشخصية الدينية والداعية الأهم للمؤتمر.
وقد أفتى الرفاعي علنا أمام الجميع في هذا المؤتمر، وبصورة لا حياء فيها بأنه لا تصح الصلاة خلف أئمة الحرمين الشريفين لأنهم ليسوا بمسلمين، وقد حضر المؤتمر جلّ رؤساء المجالس لدى الولايات من بينهم الصومالي شيخ جامح جوليد، ومندوب المجلس من الإقليم في أديس أبابا شيخ شريف عبد الله تمويني، وشيخ ندير وغيرهم من رؤساء المجلس لدى كل المحافظات، ومن بين الضيوف لهذا المؤتمر الملحق الثقافي للسفارة الإسرائيلية في أديس أبابا وجمع غفير من الشخصيات الدينية التقليدية من كل الولايات. وكل هذا يتم بدعم إعلامي ولوجستي ومالي سخي من فرقة الأحباش بلغت تكاليفه أكثر من 295 ألف دولار، وبغطاء رسمي من المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا، ومن بين المحاور التى نوقشت في هذا المؤتمر الأخير في هرر: محاربة مبادئ التطرف الوهابي، وتكريس مبادئ الديمقراطية، وتقارب الأديان.
ورغم نجاح الأحباش في كسب تأييد الدولة لتوجهاتهم الموصوفة بالإسلام المعتدل، إلا أنهم ارتكبوا حماقات مكشوفة أظهرت لكثير من المسلمين نواياهم الخبيثة، ومن بين هذه التصرفات تكفيرهم لأئمة الحرمين، ودعوتهم لزيارة أضرحة القساوسة النصارى والمسلمين معا بدعوى أن الأولياء من الجانبين لا فرق بينهما، ومصادرة مراكز إسلامية كانت منارة للعلم والتعليم مثل المدرسة الأولية والكلية الأولية التابعتين لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية، بل يروي بعض من حضر دوراتهم أنهم لاحظوا وجود الصليب لدى بعض المحاضرين اللبنانيين مما يعني أن بعضهم على الأقل مستشرقون لا صلة لهم بالإسلام.
الأحباش والرافضة:
قام الملحق الثقافي لدى السفارة الإيرانية في إثيوبيا أخيرا بافتتاح مركز ثقافي وأبرم اتفاقية تعاون مع المجلس الأعلى الإسلامي الإثيوبي، وبموجب هذه الاتفاقية يتلقى المجلس من السفارة الإيرانية سنويا دعما ماديا كبيرا، بجانب ما يقدمه حزب الله اللبناني وأغنياء الشيعة من دول الخليج.
كما تسعي إيران للحصول على ترخيص من قبل الحكومة الإثيوبية لافتتاح قسم للغة الفارسية بجامعة أديس أبابا، كبرى جامعات البلاد، وتقوم لأجل ذلك بمغريات متنوعة، في حين لا يجد أهل السنة في إثيوبيا مَن يغطي تكاليف القرطاسية التي لا تتجاوز 30000 دولار سنويا للقسم العربي لدى جامعتي أديس أبابا- كبرى الجامعات الإثيوبية التي تضم أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، وجامعة جكجكا التي تضم 15 ألف طالب وطالبة- وهذا القسم العربي الذي افتتح بعد جهود مضنية من قبل أهل الخير أصبح من حيث الأهمية؛ القسم الثاني بعد القسم الإنجليزي متفوقا على كل الأقسام الأجنبية في فترة قياسية، ويواجه طلاب القسم صعوبة بالغة في الحصول على أجهزة الحاسوب والمكتبة العلمية، وكذلك وسائل المواصلات وخدمة الإنترنت، وتسعى السفارة الإيرانية لتبني القسم العربي نفسه حالياً بعد حالة الإهمال التى يعانيها.
ومن مظاهر علاقة الأحباش بالرافضة سبّهم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما عرفوا باعتماد عبارات في العقيدة تبين أنها مأخوذة من كتب الشيعة الرافضة، وأهمها كتاب التوحيد لابن بابويه القمي الملقب بالصدوق.
ويرى بعض المراقبين أن هناك تنسيقا بين الرافضة في المنطقة عموما، حيث تزايد الوجود الرافضي في جمهورية الصومال المجاورة بعد المجاعة التى حدث خلال الأعوام الماضية في جنوبها، حيث تزايد التدخل الإيراني في العاصمة الصومالية، وقامت السفارة الإيرانية هناك بافتتاح مراكزها الثقافية والصحية والغذائية والتعليمية، مستفيدة من الحاجة والمأساة الإنسانية التي لا حدود لها، بسبب الفراغ الحكومي وانعدام الحسّ الشعبي بخطورة هذا التدخل الرافضي، ومعلوم أن المنطقة الصومالية (أوغادين) في إثيوبيا هي امتداد لشعب الجمهورية الصومالية المجاورة لها وتتأثر به ثقافيا نظرا لوحدة اللغة والدين والمذهب والنسب فهم شركاء في السراء والضراء.
خاتمة:
لا تزال فرقة الأحباش تصول وتجول في طول إثيوبيا وعرضها، وفي يدها زمام المجلس الأعلى لمسلمي إثيوبيا وهو المعترف به رسميا كممثل للشؤون الإسلامية على المستوى الفدرالي ويتحكم في كل الأمور بما يلزم كافة الولايات بالعمل تحت إدارته، رغم أن منطقة أوغادين قد طردت فرقة الأحباش ومجلسها من الولاية، مما جعل المجلس الأعلى يضايق المجلس المنتخب بمنطقة أوغادين وحرمه من مستحقاته المالية والإدارية والمنح الدراسية ونحوها مما أثر سلبا على عمله.
وقد لفت الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له قبل فترة لمحاولات الحكومة الإثيوبية لإحداث فتنة الأحباش التابعين للضال عبدالله الهرري، حيث تحاول أن تجعل الأحباش ذوي أغلبية في المجلس الأعلى للمسلمين وهذا ما يراه المسلمون تدخلاً صارخًا في الشؤون الدينية، وزرعًا للفتنة بينهم لتحقيق أهداف سياسية للحكومة ونتجت عنه موجة احتجاجات عارمة من المسلمين، منتقدا شنّ الحكومة لهجمة ضد الدعاة والشباب الملتزمين بتهمة “الإرهاب” والقاعدة، والزج بمئات منهم في السجون مع ممارسة التعذيب، وأُقحمت بعض مساجدهم وأغلقت معظم صحفهم ومجلاتهم”.
ودعا الاتحاد الحكومة الأثيوبية لرفع الظلم والحيف عن المسلمين، ومنح الحرية الدينية، وحق اختيار ممثليهم، وبتحقيق مساواتهم مع النصارى في الحقوق والواجبات، كما طالب الحكومة بالحوار مع ممثلي المسلمين من العلماء ورؤساء القبائل والمصلين للوصول إلى صيغة تعايش سلمي دائم يحمي الحقوق والحدود، محذرًا من أن المضي في سياسة العنف والبطش والسجن والاتهامات الباطلة لعموم المسلمين وإحداث الفتنة بينهم قد ثبت فشلها في العالم أجمع.
كما أبدى الاتحاد استعداده للقيام بزيارة إثيوبيا من خلال وفد رفيع المستوى برئاسة أمينه العام للاطلاع على أوضاع المسلمين على كثب، والحوار مع الحكومة ومع العلماء فيها لتحقيق الأمن والاستقرار والتعايش السلمي القائم على العدل والمساواة.
ويحتاج أهل السنة في إثيوبيا لإنشاء مراكز دعوية في البلاد لتتصدى لخطر الأحباش، وتفريغ دعاة من أبناء إثيوبيا بالجامعات الإسلامية في العالم ليقوموا بدورهم الدعوي هناك، والتصدى لشبهات الأحباش، بجانب إنشاء دور للنشر والتوزيع لطباعة المناهج والكتب العلمية لمواجهة منشورات وكتب الفرق الضالة.
كما يحتاج المسلمون إلى إنشاء معاهد وكليات إسلامية وتربوية ومدارس (على الأقل مدرسة واحدة) في كل محافظة من محافظات البلاد في المرحلة الأولى لاستيعاب طلاب كل المراحل التعليمية الضرورية قبل أن تنتشر المدارس التي وعدت فرقة الأحباش بافتتاحها، مع تأمين منح دراسية جامعية لخريجي الثانويات والجامعات الإثيوبية لتسليحهم بالعلم النافع وتحصينهم فكريا وعقديا، وإنشاء وتأسيس أوقاف إسلامية اقتصادية إستراتيجية ذات مردود مالي لتغطية احتياجات الدعوة سيما في أديس أبابا وغيرها من المناطق.
كما يعاني المسلمون في إثيوبيا من الربط الدائم بين المسلمين والإرهاب في وسائل الإعلام الحكومية في البلاد فهناك حملات إعلامية مكثفة حيث تعرض الحكومة أفلاما وثائقية مزورة وقائمة على البتر والتلفيق تصوّر أن “الوهابية” يخططون لإبادة غير المسلمين، وأنهم متطرفون بجميع مراكزهم ومؤسساتهم سوى مؤسسات الأحباش التي ترعاها الحكومة، وتسخّر لها كل ما تحتاج إليه من الوسائل والدعم المالي، ويأتون بوثائق مصورة لاعتداءات حصلت قبل سنين عديدة بالقتل وإحراق بعض الكنائس من قِبل البعض.
ومع كل يوم جديد نسمع أخبارًا سيئةً عن سيطرة الأحباش على مساجد أهل السنة، وعلى مؤسساتهم، أو إغلاق المساجد التي رفض أهلها تسليمها للأحباش، واعتقال بعض الدعاة والمسؤولين، وتهديدهم، وإغلاق المدارس والمؤسسات، لا سيما في المدن خارج العاصمة أديس أبابا.
http://alrased.net/main/articles.aspx?selected_article_no=6976
كلا… ثم كلا…. في ارتريا نحن “مسلمون سنيون”…. لا يوجد بيننا من يتبع ويؤمن بمذاهب اهل الشيعة المنحرفة أو طائفة الأحباش الضالة… نعم نحن مسلمون… ولكن من اهل “السنة” ايضا.
منذ فترة طويلة اتابع ما يكتبه الأستاذ برهان علي (أو خ. د.) باللغتين العربية والإنجليزية في المواقع الإرترية وفي بعض المنتديات السودانية… وفي الآونة الأخيرة لاحظت في كتابته ظهور وتغلغل الفكر “الشيعي” بوضوح واخيرا استشهد بكتاب الباطني الرافضي” عبدالله الهرري العبدري” الموسوم بـــــ” ضلالات ابن تيميه” ووصف هذا الهالك بأنه ” العلاّمه” وهو ممن يحملون معتقدات باطلة وهو من الخوارج الضالين خارجين عن جماعة المسلمين (أهل السنة والجماعة) ومؤسس بما يعرف ب “الأحباش” (طائفة منحرفة ضالة تدعو الى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية).
تنبيه عام وهام للجميع
السيد برهان على لا يمثل الا نفسه.. فهو لا يمثل جماعة او قبيلة او قومية او تنظيم او حزب… فهو يعبر عن اراءه وافكاره… الرد لا بد ان يكون لما يكتبه ولا نعتدي أو يقحم غيره في الردود والنقاش.
******************************************************
لقد لاحظت في كتاباته تشويه للتاريخ الإسلامي الإرتري وادخال “الشيعة” والفكر الشيعي في كتاباته… على سبيل المثال يقول:
في مقال تحت عنوان: “أحلام وأوهام وانتقام” (بقلم : برهان على) نشر ما يلي:
“ولم يهن للأستاذ الفصيح أن يترك ميدان من ميادين الكراهية التي يعج بها تاريخ بلاد العرب إلاّ واستدعاه، فاستدعى مثلا صراع السنه والشيعة في حربهم الصفرية الخالده، واتهم معارضيه دون مواربة ودون دليل بموالاة الشيعة الذين لا يكاد هؤلاء الخصوم يعرفون عنهم شيئاً يزيد عما يعرفونه عن منافسيهم السنه، ففي إريتريا لن تجد مِن المسلمين من يعرّف نفسه بالسني أو الشيعي هنالك اسلام فقط. ”
اقول لك بكل واضوح… يا استاذ برهان على….. نحن في ارتريا مسلمون سنيون (نتبع القرآن والسنة) والتصوف موجود بفروعة ويوجد من يتبع المذاهب السنية الأربعة.
لا مكان ولا يوجد من يتبع “مذهب الشيعة” في ارتريا حتى اليوم…. اذا انت تتحدث عن دولة ارتريا وشعبها. المسلمين في ارتريا والذي انا منهم واعرفهم جيدا…. لم اقابل ولم اسمع في حياتي وجود “شيعي” واحد في ارتريا….
لا اقبل اسلوب التعميم هذا لتمرير فكرة وجود الشيعة في ارتريا….. بإختصار اقول لك ” لا يوجد شيعي واحد في ارتريا حسب علمي حتى الأن”.
كلا… ثم كلا…. في ارتريا نحن “مسلمون سنيون”…. ولا نؤمن بمذاهب اهل الشيعة المنحرفة… نعم نحن مسلمون… ولكن من اهل “السنة” ايضا.
كذلك لا وجود مطلقا لمعتقدات الفاسدة للخوارج المعروفين بإسم “الأحباش” في ارتريا… هم موجودون في لبنان واثيوبيا الخ…. لا وجود لهم في ارتريا…..
من حق اي شخص ان يؤمن بما يشاء… ولكن لا وجود “للشيعة” ولا “للأحباش” في ارتريا حتى الأن…. وانااقول لك بك فخر واعتزار “نحن في ارتريا مسلمون ومن اهل السنة… لا يوجد بيننا من يتبع الشيعة ولا الأحباش”. والكل يعلم كيف استخدم الهالك ملس زيناوي في اثيوبيا “الأحباش” لتمزيق وحدة المسلمين فهم فئة ضالة ومضللة من الخوارج.
نقلا عن ويكيبيديا
أرخبيل دهلك
أرخبيل دهلك (بالجعزية ዳህላክ) تجمع جزر في البحر الأحمر قبالة الشواطئ الإريترية قرب مدينة مصوع، تؤجرها إرتريا لإسرائيل منذ 1996 وعليها أكبر قاعدة عسكرية إسرائيلية خارج حدودها، ومنها تُتهم بقصف السودان.
عدد الجزر 126 جزيرة اثنتين منها جزر كبيرة وهي دهلك الكبرى ونهلق، تشتهر هذه الجزر بصيد اللؤلؤ من الحقبة الرومانية وما زالت تنتج كميات كبيرة منه، من أصل 126 جزيرة أربع جزر فقط تسكن وبشكل دائم وهي دهلك الكبرى وهي الأكبر والاكثر سكانا ونهلق ونورا وحرمل الحياة البحرية المتنوعة والطيور البحرية تجذب العديد من السياح، ويقطن هذا الارخبيل 2500 إلى 3000 نسمة ويمتهنون صيد الاسماك والمرجان واللؤلؤ بالإضافة إلى تربية الماعز والجمال واللغات السائدة هي التغري والعفر ولغة الدهالكة ويمكن الوصول للجزر عن طريق ميناء مصوع.
التاريخ
أرخبيل دهلك والتي يزيد عددها على مائة جزيرة سميت بهذا الاسم منذ العصور الوسطى، وبحكم قربها من الشواطئ العربية لعبت دوراً مهما كنقطة تجمع وانطلاق للهجرات العربية القديمة المتجهة صوب اليابسة باتجاه الشواطئ الإرترية. وعن طريقها كان يتم نقل التجارة واستقبالها وبعد الفتح الإسلامي ازدهرت جزر دهلك، وقامت بها إمارة إسلامية كان لها شأن كبير وشجع العرب على استيطانها وتعميرها وأصبحت هذه المنطقة بحكم موقعها على الساحل المقابل للجزيرة العربية المجال الحيوي للجماعات التي خرجت من الجزيرة العربية للتجارة وطلب الرزق ولاتخاذ موطن جديد هربا من حالات الذعر التي عمت العالم الإسلامي من الحروب والمجاعات. وقد نقل هؤلاء المهاجرون لتلك الجزر التي هاجروا إليها الحضارة والعلم فأصبحت دهلك مركز إشعاع لتعليم فقه الدين واللغة ووفد إليها طلاب العلم من مختلف أنحاء شمال أفريقيا.
وبحكم بعد دهلك عن الجزيرة العربية، ولشدة حرها إتخذها بعض الخلفاء المسلمين منفي للمغضوب عليهم كنوع من العقاب وبالذات الشعراء الذين عرفوا في شعرهم بالمجون والتشبيب بالنساء. كما أن هذا الأرخبيل أصبح في إحدى المراحل مركزاً للقراصنة، بل إن هؤلاء القراصنة قد عظم شانهم واشتد خطرهم بن عامي 630 – 640 ميلادية حيث قاموا بغارات على ميناء جدة وقد عظم خطرهم أكثر عندما انطلقوا من دهلك وقطعوا الطريق البحري على الحجاج وشنوا غارة بحرية على جدة وهددوا بتدمير مكة المكرمة وذلك في عام 83هـ و84 هجرية – 702 ميلادية وقد تحرك الأمراء الأمويين لوضع حد لظاهرة القرصنة، وجردوا حملة بحرية لإيجاد مركز بحري حيث سيطروا على ارخبيل دهلك لحماية الطرق البحرية التي هي مجال للتجارة الإسلامية، وأيضاً كان هناك سبب أخر لهذه الحملة فبعد النزاع الذي حدث بين الأمويين والعلويين في مسألة الخلافة ومعركة كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي قصدت جماعات ومجموعات وأفراد إلى حيث لا تمتد اليهم أيدي الخلفاء الأمويين فقصد شواطئ أفريقيا الشرقية فتحرك جنود الدولة الأموية لمتابعتهم ومراقبتهم بشكل دقيق وكانت دهلك أهم نقطة للقيام بتلك المهمة. وعندما زالت دولة الأمويين تحمل الخلفاء العباسيين مسؤولية حماية الطرق التجارية في البحر الأحمر، ولهذه الغاية أقاموا الحصون والقلاع في الجزر وزودوها بالسفن الحربية كما اقاموا فيها الصهاريج الكبيرة لحفظ مياه الأمطار والتي لا تزال أثارها باقية حتى اليوم.
وقد نشأ في نفوس سلاطين دهلك بحكم توافد الشعراء والعلماء العرب إليها اهتمام بعمارة المساكن والقصور والأضرحة ومنابر المساجد ومداخل القصور والنقوش الكتابية بالخط الكوفي وجزء من من تلك النقوش يوجد بالمتحف الوطني الإرتري للآثار.
ويقول عنها المؤرخ البريطاني أ. بول في كتابه تاريخ قبائل البجا بشرق السودان- عبر السبئيون الذين كانوا يشكلون القوة الغالبة في جنوب الجزيرة العربية البحر الأحمر بحثا عن التجارة، واحتلوا جزيرة دهلك الساحلية، ومن ثم توغلوا إلى الداخل ليستقروا في أرض تقرنيا (تجراي) الواقعة الآن فيما يعرف بإرتريا وإثيوبيا، كان ذلك بزمن سحيق من مجيئ المسيح، قد يكون ذلك في عام 1000 قبل الميلاد، أو عام 600 قبل الميلاد.[3] ويقول عنها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان دهلك اسم أعجمي معرب وهي جزيرة في بحر اليمن، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة، بلدة ضيقة حرجة، كان بنو أمية إذا سخطوا على أحد نفوه إليها.
ومن أشهر من نفي إليها الشاعر عمر بن أبي ربيعة الذي تطرق إلى العديد من النساء في شعره وتعرض لهن، وحيث ضاق بعبثه الخليفة عمر بن عبد العزيز نفاه إلى جزيرة دهلك جنوبي البحر الأحمر حتى مات هناك سنة 712. ويوجد حاليا بالجزيرة سجن عسكري يدعى ماكورا يستخدم لاعتقال المعارضين للحكومة الاريترية.
يقول المعتوه إسياس عفوا برهان الماركسي (ليس فقط لأن الشعب الإريتري شعب متعدّد الأعراق ويخلو تعدده هذا من العنصر العربي (باستثناء الرشايدة العرب)
(من الواضح أن استدعاء النصوص الدينيه في نقاش سياسي إنما هو للتدليس وخلط للأوراق، ليتسنّى للجهلة من أصحاب الأسلوب الركيك والفكر المتكلّس الإستمرار في محاولاتهم الإحتفاظ بما يتصورونه إمامَتهم للمشهد الثقافي والسياسي في فضاء جزء من الشعب الإريتري، وإذا لم يكن الأمر كما يصفه كاتب هذه السطور فكيق يمكن تفسير ما أصابهم من ذعر في مواجهة خطاب عقلاني يدعو إلى:)
== من المذعور يا لينين؟ من الذي يحمل أفكار إبن (مدهن براد) — الشعب الارتري يعي اليوم تماما أهداف (البراريد) التي تحمل أفكار المعتوه إسياس وكل من يدور في فلكه
(فهم واستيعاب أن اختيار جزء من الشعب الأريتري للغة العربية لغة قومية، ليس اختياراً عِرقيا أو عنصريا بل اختياراً سياسيا واضحاً.هدفه حفظ التوازن الثقافي الأحتماعي بين ((العناصر الأساسيه المكونه للقوميه الإريتريه)))
== (العناصر الاساسية المكونة للقومية الارترية) — هكذا يعتقد المعتوه وطائفته بأنهم المكون الاساسي ويحق لهم حكم باقي الاقليات — هذه أفكار قديمة ولكن الجديد هو تبختر ماركس وكأنه أتى بأفكار جديدة (غبار بلدة)
يقول المعتوه إسياس عقوا برهان الماركسي (ذكر منها الهند التى تستخدم الإنجليزيه ومع ذلك لا نرى الهنود يعدّدون الأنساب لإثبات إنتماءهم عرقيا للأمة الإيجليزيه أو العنصر الإنجليزي،)
== للأسف الشديد لم تأتي بأفكار جديد بل كل ما في الامر هو بأنك تحمل أفكار المعتوه بشكل يصعب الفصل بينك وبينه — من يا ترى الأحمق والمجنون الذي يحمل أفكار من هجر شعبه ويشتكي من أفعاله العالم أم من يتبرأ من أفكار وممارسات المعتوه؟ المعادلة بسيطة جدا اليوم تحمل أفكاره وغدا تمارس أفعاله لو تحصلت على فرصة (ددحري أدقي زيخدي طراط أدقي لمدي)
what attract me to your article was the poem lilmutanabbi, but reading the article was well written with deep analysis. please keep up this type of analysis, it’ll be for my self to say there is hope, there is people who can think out side of a box. thank you
thank you Saeed
yes there is hope as there are people, like you, who believe in the existence of the possible, and in the existence of endless alternative venues for every unfortunate situation
thank you for understanding, I am glad