يوم المعتقل وورطة مسفن حقوس
ظهر لي جليا منذ بداية الحملة الطابع الإسلاموسياسي للحملة بعضوية التنسيقية التي تجمع شباب الحزب الإسلامي، وشكل الخطاب الإسلامي والعروبي الذي يتباه الحزب الإسلامي مع بقية الأحزاب الإسلامية الارترية. بالرغم من اختلافي مع الحزب الإسلامي في العديد من الأفكار الإ أني احترم وأقدر كل مجهود يقومون به لأنهم ينطلقون من وعي قومي وسياسي متقدم على غيرهم من الأحزاب والمكونات الأخرى.
مكاسب الحملة:
كسب تعاطف العديد من الشباب والناشطين الغير مؤطرين حزبيا وتوجيههم نحو هدف معين وهو التعريف بقضية المعتقلين في ارتريا، أضافة الي تسويق القضية عربيا واسلاميا وهو الفضاء الكوني الذي يحلق فيه الإسلاميين. مكسب أخر ضمنه الحزب الإسلامي هو تأكيد علو كعبه علي أحزاب المعارضة الأخرى والقدرة علي تجييشها بمعزل عن قياداتها، فابتدأ بالمجلس الوطني فنري في الحملة أعضاء جبهة التحرير ورعيلها الأول ورابطة المنخفضات وحزب المؤتمر الإسلامي و حزب العفر وحركة 24 مايو الشبابية ورابطة علماء ارتريا اضف الي ذلك جليات الارترية في استراليا والسويد وبريطانيا ، كل هذه المكونات السياسية والمدنية والمجتمعية لا تنتمي للحزب الإسلامي ولا يتحكم بها الحزب الاسلامي لكنها وبكامل وعيها قررت المشاركة في الحملة أما لمكاسبها الذاتية او لأهمية القضية بالنسبة لها، والخيار الثاني مستبعد تماما لدي خاصة المكونات السياسية والمجتمعية.
أكبر مكاسب الحزب الإسلامي والذي أعتبره نقطة تحسب له في سجله السياسي، انتزاعه اعتراف صريح من مسفن حقوس وزير الدفاع السابق ورئيس حزب الشعب المعارض بانه على استعداد للمثول أمام أي محكمة عدلية. الخبر والصورة نقلت من لندن مباشرة عن طريق أمين اعلام الحزب الإسلامي الأستاذ شوقي أحمد عن طريق حسابه في موقع فيسبوك وانتشرت بعد ذلك في الاسافير، حزب الشعب الذي يشمل مرافيد النظام في اسمرا ينزوي بعيدا عن المعارضة الارترية التي بدورها تبادله النفور وتتهمه غمزا بانه يد الشعبية في معسكر المعارضة الارترية، برغم هذه الريبة المتبادلة لكن لا أحد يستطيع اتهام حزب الشعب بهذه الفرية.
بهذا الاعتراف اعتقد أننا أمام جولة جديدة بين أحزاب المعارضة وأذناب النظام الديكتاتوري، ينبغي على الجميع الانتباه لأي تحركات سياسية للنظام وعدم التفريط في حقوق الشعب الارتري التاريخية والحديثة، جولة في رأي تصدى لها الحزب الإسلامي في غير مكانها وزمانها قد يكسب منها سياسيا الآن خاصة وأن المجلس الوطني قد ينعقد في الفترة القادمة ويظهر فيها بمظهر الوطني والذي يستطيع ان يقود ركب المسيرة المعارضة.
أخر شيء نقوله في هذه المقالة ولم اتحدث أن قضية المعتقلين والمغيبين في سجون النظام وحتى المغدورين في حقبة الثورة هي قضية إنسانية واجتماعية بامتياز وهي قضية سياسية معقدة على من يتعاطى معها الالمام بكل أبعادها، وهذا للأسف ما وقع فيه كثير من المكونات السياسية والمجتمعية والناشطين والشباب ففيهم من أعتبرها قضية دينية ومنهم من أعتبرها قضية مناطقية وأخر اعتبرها قضية قومية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36960
كما قيل اكلت يوم اكل الثور الأبيض اكيد الكل يتهرب من الإعتراف بالمسؤلية حتى الأ خلافية في ظل انعدام جهه تحاسب من انتهك حرمت الإنسان وسلب اراته في حق العيش بكرامة بعد ما قدمه من تضحيات جسام يشهد لها العالم وكيف لا نحن نعيش في عالم الاقوياء الذي لايعير للضعفاء اي قدر ورحمة فما ذا نكون نحن سوى تعداد رقمي في خريطة العالم وومضة جرح ينظف دون الالتفاته لمن يعانون مشقة العبور في ذاك النفق المظلم الذي اسمها ارتريا