(1) المجلس الوطني – التبطيل بالتطبيل
لن يكون صادقا من لا يقول بأنّ المجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي في أزمة كبرى، لها مسبباتها وتبعاتها ومن ثمّ سيكون لها آثارها ونتائجها. وقد تمّ الخوض في كل ذلك من عدّة جهات كلُّ له أهدافه، ومن جوانب متعددة وهنا أيضاً كلُّ له زاوية رؤيته.
لا شكّ نّ الإستمرار في التناول سلباً أو إيجاباً، يعتبر أحد وسائل الحفاظ على فكرة المجلس “على قيد الحياة” في خضم مهرجانات إعلان الوفاة الذي لم يتخلف عنه إلّا القليل ممن يعتقدون بأنّ للمجلس فرصة كبرى في أن يكون فاعلا، وربما تكون هناك فئة مجهرية (وأنا أحدهم) ترى أنّ الملجلس معطّل ويجب سحبه بكل الإمكانيات المتاحة نحو القاراج (المؤتمر) ومن ثم تفصيصه ومصادرة وثائقه رسميّاً وتحديثها، وإحياء فكرته من جديد وبأسلوب ومنطق يتواءم مع مجريات الأحداث وتوسعة إطاره بحيث يضم كلّ الحراك الشبابي الهائم على وجهه بحثاً عن إطار حقيقي يصمد أمام فقاعات المشاكل التي تعتري الإسفير الشبابي دون وازع أو رادع من كبار الشخصيات اللاهية في ترهاتها.
وقبل هذا وذاك ربما كان صائباً أن نعيد الكرّة فنتحدّث عن أهمية الحفاظ على فكرة المجلس بأي ثمن وإعادة إحياءه بالتمسك بوثائقه ووضعها أمام كل الجموع الإرترية ومن ثم السعي للحشد لها والعمل على تبنيها بحيث يتم ذلك بعيداً عن اللغط الذي يجري حول المجلس عبر أدعياء إحياء وتنشيط المجلس وهم أبعد من هذا بعشرات السنين الضوئية ربما!!
هؤلاء الأدعياء ليسوا بأقل وطأةً على المجلس من أعدائه الصرحاء الذين لم ترق لهم فكرة وجوده، فكان أن قاموا بمحاولات تكسيره ووأده في مهده بالتعاون مع وياني تقراي وبقيادة الضابط التقراوي المعروف إرتريّاً بـ “الجنرال”. وقد فعل هؤولاء الأدعياء كذلك حين خطّطو للتطبيب بالتعطيب فقاموا باختراقه وسعو للإستفراد به ثم عملوا على تعطيل مؤسساته وإلهائها في التفاصيل النظرية الإنصرافية ثمّ استخدامه أداة في نزاعاتهم وحروبهم الدونكيشوتية وذلك عبر خلخلته من الداخل وإلهاء المتابعين والمتعاطفين بصوت التطبيل العالي.
بالرغم من وضوح ذلك جليّاً فلا ضير من أن نحاول معرفة وتعريف كيف يتم التعدي على المجلس ومؤسساته وكيف يعمل العملاء والمغرضين في تعطيبه فتعطيله:-
1- أحد هذه التصرفات المستغربة والتي يعمل عليها المحترفون!! تتمثل في تحريف تعريف المجلس بحيث يتم الحديث عنه باعتباره كياناً سياسياً موحداً، وهذه عملية ظاهرها فيها الرحمة وباطنها تحمل بذور الفتنة، تبناها الدراويش لفَقَاعة لونها وحمل على تسويقها المغرضين المحترفين لفداحة ما سينتج عنها من خسائر.
نعم كلنا يحلم بكيان موحّد، وتكون محدّدات وحدته عدالة القضية والتّوق إلى دولة القانون ومحاكمة كل من ارتكب جرماً في حق شعبنا وإعادة كامل الحقوق إلى أصحابها. ولكن هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال ذوبان فكر ما في إطار أي فكر آخر، فالهدف الإستراتيجي هو تأسيس وطن متعدد الأفكار متّحد ومتفق في شأن حرية وجودها وحرية نشاطها وحرية الوصول بها إلى كل زاوية من زوايا الوطن وليس ذوبانها في أطر هلامية كما هو الحال في الدول الديكتاتورية أحادية التوجه.
التسويق لمنطق أنّ الوحدة تعني الذوبان في إطار من زعم أنّه الاغلبية (ذات حال فكر الشعبية) أثمر عن خشية كل كيان منضوِ في إطار المجلس من الذوبان داخل هذا الجسد الفضفاض لتبتلعه الكيانات الأكبر فيتلاشى للأبد، وكأنّ المجلس مصيدة نصبتها الكيانات الكبيرة للكيانات الصغيرة، وبالمحصلة كان أن نأى كل طرف بنفسه فيما يشبه الهروب الجماعي مع التحرك في أولى خطوات التفعيل داخل المجلس.
وعليه يكون المطلوب من المجلس والساعين لتفعيل المجلس الإلتزام بحقيقة تعريف المجلس وربما كان أدعى أن تكون لدى الجميع مقدمة من سطرين يقولها الكلّ حين يفتتح حديثه ((المجلس كيان جامع لكل الآراء والأفكار يسعى لتحقيق حرية الحركة والنشاط لها في دولة القانون ويضمن وجود مساحات حرية لكلّ……….. ))
2- تحدّي (المجلس ولا شيء غيره!!) هذا تطبيل على أعلى المستويات يركز على تفجير العواطف غير القابلة للحوار، ويعتبر هذا أحد كروت المتاجرين والمزايدين الرابحة. ولكن هل المجلس يقبل بذلك؟
هنا تجدر الإشارة إلى أنّ المجلس ووثائقه لم يقولا بأحاديتهما أو تفردهما أو تمثيلهما لكل الآراء والأفكار والتوجهات.
هذا التحرك القائل بأحادية المجلس الذي يذكرنا بمنطق أنّ الساحة لا تحتمل اكثر من تنظيم، كان له إنجاز وحيد وهو صدّ بعض الناس من الإقتراب من فكرة المجلس وجامعيته لقضايا المجاميع الإرترية.
وهنا دعونا نؤكّد أنّ المجلس في حد ذاته يقبل بمناقشة تفاصيله وحتى تبديله إذا ما وجد الخيار الأفضل وكذلك تقول وثائق المجلس حيث تؤكّد أنّه كيان مرحلي تم ابتداعه ليحل أزمة التواجد في مرحلة عصيبة.
المجلس قابل للتحديث إذن، والمزايدون لا يقبلون حتى مناقشة فكرة أنّ المجلس يمكن أن ينتقل بكامل هيئته لمرحلة أخرى تتواءم مع مجريات الأحداث ومستجدّات الساحة.
3- أي تحرّك لإيقاف نزيف الطاقات يتسلق عليه المزايدون فيجعلون من هذا التحرك بحار من العواطف والشحن الكلامي والخطاب العدائي فينتج عن ذلك نفور جماعي من المشروع ومن ثم يخرج من دائرة هدف المحاولين جميع المستهدفين من مشروع التحرك.
بعض الأمثلة التي أدّعي بافترضيتها ولك عزيزي القارئ أن تحدّد ماهيتها بطريقتك؛
– تحرك بعض الشباب للتعريف بوثائق المجلس قابلته تٌهم التحرك خارج إطار الملجلس، ومن يريد أن يدعم المجلس فليعمل كذا وكذا!!!
– انتقاد المجلس البناء أو حتى الهدام قابلته ردود من قبيل من أنتم؟ وماذا فعلتم قبل أن تنتقدوا المجلس؟!
– كوادر التنظيمات المنضوية في إطار المجلس تتحرك فقط لإيقاف المستقلين أو غير الحزبيين من الإقتراب من المجلس فتضرب هذا وتزايد على ذاك حتى يتوقفوا عن الحديث في أي شيء يخص المجلس، ثم يعودون أدراجهم إلى البيات الشتوي.
خلاصة القول هنا أوجهه إليك عزيزي القارئ؛ نعلم جميعا أنّك قد واجهت من هذا الكثير ولكن نصحي لك أنّ عليك أن لا تنس وأن لا تساورك الشكوك في أنّ المجلس يمثلك قبل أن يمثل من أتى للمجلس ليمثل حزبه وشتان بينك وبينه!!!!
(2) المجلس الوطني – مرجعية الوثائق …. يتبع
ب.ب
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43725
أحدث النعليقات