14/ ابريل يوم المعتقل الإرتري
لست أدري منذ متي قرر الأرتريون أن يكون هذا اليوم يوم للمعتقل الإرتري .. ولست أعلم من هو صاحب هذه الفكرة النبيلة لأنه يستحق الأحترام والتقدير .
وجدت اليوم نفسي متفق مع هذه الحملة مع أني لم أكن أؤمن من قبل بيوم للمعتقل الأرتري لأني كنت أحسب أن كل الأرتريين معتقلين سواء كانو في أرضهم مواطنيين أو في أرض غيرهم لاجئين .. اليوم أدركت أنني كنت علي خطيئة مني أمري حين ساويت من هو في زنزانة السجان مظلوما لأنه نطق الحق ونادي به وحاول مرار أن يصلح ما افسده ذلك الخائن مدعي الوطنية زيفا وبهتانا.. وبيننا نحن الخائفين الجبناء الذين يساومون علي حريتهم وكرامتهم كل مفسدي هذا العصر .. نعم كانت خطيئة مني أن أساوي الرجال بأشباه الرجال .. أشعر الآن بضيق شديد لأنني جالس أوراقد أكتب هذه الكلمات بينما آلاف من الأبطال يقبعون في زنازين العار في ربوع إرتريا الحبيبة .. يزداد ضيقي أكثر كلما شعرت بأنهم ينتظرون من أمثالي من الشباب أن يتحركو نحو إرتريا معلنيين عن كفاح مسلح أو ثورة شعبية تكسر هذا القيد .. يتملكني الغضب لأنني وجيلي لانفعل ماينتظرونه منا اولئك الأبطال ، أتدرون لماذا لأننا كبرنا في زمن يعتبر فيه الكاتب من علي سريره ثائر ومناضل جبار وأن الهارب من واقعه وآلام شعبه أستاذ .. نحن حتي لا نتذكر هؤلاء الرجال ولاتضحياتهم لا نشعر بأوجاع أسرهم وأبنائهم وزوجاتهم .. الخ . من منا تقاسم مصروفه الشهري مع أسرة معتقل ، من منا زار أسرة معتقل .. حتي إدريس ذلك المبدع الذي تغني بإرتريا وألهمنا بغنائه لم يحركنا اعتقاله .. فقط اكتفينا بالدخان والبكاء ، نبكي كالنساء علي احزانك ياإرتريا وكأن إرتريا ينقصها البكاء .
أقصي طموحنا لايتعدي أن نعبر إلي الضفة الأخري لنصل إلي شواطئ إيطاليا ونعلن عن نصرنا المزيف والكبير بصورة أو مقال من هناك .. ولذلك طبيعي أن لانكلف أنفسنا بالسؤال عنهم طبيعي أن نشاهد كل هذه المواجع وكل هذه الجروح نحن لم نقل يوما صادقين لماذا يتعذبون كل هؤلاء .!!!؟
دعونا الآن نغير طريقة تفكيرنا دعونا نفكر ولو لمرة واحدة في العام في اولئك الذين يقبعون في السجون لأكثر من عشرون عاما .. لو فكرنا فيهم وفي عذاباتهم ستضيق بنا هذه الحياة ولن يهدأ لنا بال حتي ننقذهم وننقذ شعبنا وأرواحنا من جحيم أفورقي وعصبته وكل هذا المجتمع الدولي المتخلف .
في الختام أعلم أني مقصر في حقكم وأن هذه الحروف التي كتبتها هي شهادة مني علي نفسي بأني لم أتذكركم كثيرا لأني لو كنت أفعل لكنت الآن معكم في إحدي السجون أو في قبري شهيدا .
جعفر وسكة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=36911
نشرت بواسطة فرجت
في أبريل 14 2016 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات