18 سبتمبر : ذكري الإعتداء الآثم
مرت علي الشعب الاريتري يوم 18/9 الذكري العاشرة للإعتقالات والمداهمات التي طالت وزراء وموظفين حكوميين وصحفيين وكتاب ووجوه معروفة وسط المجتمع الاريتري، وهي مداهمات أتت بعيد إنتهاء الحرب الأثيوبية الاريترية الثانية التي أستمرت أكثر من عامين، وكانت الحرب أحد الأسباب الرئيسية لتحرك القوي الوطنية التي عرفت فيما بعد بمجموعة الـ 15ـ وهي قوي تتكون من مناضلين معروفين نشأت علي أكتافهم الجبهة الشعبية وأبلوا بلاءً حسناً إبان معركة التحرير، وقد ساءهم فيما بعد الطريقة التي أدارت بها اريتريا الحرب (98 ـ 2000) وتحركوا بشكل سلمي مسئول مطالبين بإجراء تقييم لأسباب الحرب والأداء العسكري والسياسي والدبلوماسي وإعطاء إجابات صحيحة للمجتمع الاريتري في أمور عديدة أخري أيضاً، لكن مطالبهم تلك ذهبت أدراج الرياح بل أن دكتاتور أرتريا، المعروف عنه شتمه لأصدقائه علناً، طلب منهم بأن “يعودوا الي رشدهم” ووصف حركتهم فيما بعد “بالبراميل الفارغة” في وقت كان يتحرك فيه مع مجموعة موالية له ضدهم، وفي منتصف عام 2001 أتضح للشعب الاريتري والعالم الخارجي بأن هناك إنقساماً واضحاً في الحكومة الاريترية لاسيما بعد أن قامت مجموعة الـ15 بتوزيع التعميم الداخلي ثم الرسالة المفتوحة التي تناولتها وكالات الأنباء العالمية، ولم يكن إزاء ذلك بد من مجموعة الدكتاتور بعد أن أحست بأن زمن المساءلة أقترب سوي التحرك، وكان تحركها نحو الطريق الأقصر والمريح (حبك تهمة الخيانة الوطنية) وهي تعرف أن تهمة كهذه لا تكلفها كثيراً، وفي صبيحة 18/9/2001شرعت سجون وزنازين ارتريا أبوابها لإستقبال مناضلين آخرين وهم :ـ
محمود محمد أحمد (شريفو) .
هيلي ولدي تنسائي (درع).
بطرس سلمون.
عقبا أبره.
حامد حمد.
صالح كيكيا.
بيراخي قبري سلاسي.
جيرامانو أناتي.
أستير فيظاهاظين.
برهاني قبريت أقزابهير.
إستفانوس سيئوم.
لكن الدكتاتور ومجموعته لم يكتفو بذلك فهم رأوا أن الوقت ملائم للقيام بعملية تمويه كبيرة علي الشعب ومخادعته حتي يظن أن ثمة مؤامرة حقيقة علي البلد، فأمروا بإعتقال قوي حية من المجتمع الاريتري كانت تقوم بعملية تنوير وطني وتتحدث عن مطالب شعبية وتنادي باجراء مراجعات حقيقية في كثير من الأمور، وهي فئة الصحفيين والكتاب وهم :ـ
يوسف محمد علي : رئيس تحرير صحيفة ظقناي.
قبرهيوت قلتا : من صحيفة ظغناي.
ماتيوس هبتآب : رئيس تحرير صحيفة مقالح.
داويت هبتمكئيل : نائب رئيس تحرير صحيفة مقالح.
مدهني هيلي : نائب رئيس تحرير صحيفة قستي ـ دبنا.
تمسقن قبريسوس : عضو هيئة تحرير صحيفة قستي ـ دبنا.
أمانوئيل أسرات : سكرتير تحرير جريدة زمن.
داويت إسحاق : من صحيفة سيتيت.
فسهايي يوهنس : من صحيفة سيتيت.
سعيد عبد القادر : رئيس تحرير صحيفة أدماس.
سيوم تسفاي : مصور صحفي.
سعدية أحمد : مذيعة في التفزيون.
حامد محمد سعيد : عامل بالتلفزيون الحكومي.
أرون برهاني : من صحيفة سيتيت.
هاشم بشير : من صحيفة ارتريا الحديثة.
صالح إدريس (جزائري) : ناقد أدبي معروف، كان يعمل بالتلفزيون.
إدريس سعيد أباعري : مناضل معاق وأديب وكاتب. تحدي موظفين حكوميين في مواقف كثيرة وأثبت لهم أن مايسمي التعليم بلغة الأم ماهو إلا أكذوبة كبري. ولديه مقالات يعتقد أنها أجمل ماكتب بهذا الخصوص.
كما أن الاعتقال في نفس الفترة طال رجال كبار السن معروفين قاموا بمحاولات لرأب الصدع داخل الحكومة وحل الخلاف بشكل ودي.
والآن بعد مرور عشرة أعوام علي الحركة الاصلاحية داخل الجبهة الشعبية فإن الإيجابيات التي سجلت لها مثل قيامها بالمطالبة بالتعدد السياسي والحوار الديمقراطي وإعترافها بأخطاء قاتلة أنتهجتها الجبهة الشعبية وقوانين ظالمة وسجون مليئة بدون محاكمات وإستعداها لمراجعة بعض فقرات الدستور مثل فقرة اللغة، مازالت هذه الإيجابيات باقية، بالإضافة الي المرجعية الشجاعة التي مثلها أفراد هذه المجموعة والمناضلين الآخرين الذين أعتقلوا معهم حين تحدوا الظلم في عقر داره وضحوا بحريتهم وبمناصب ووظائف وإمتيازات اجتماعية وإقتصادية، وأصروا في الذهاب علي نفس الطريق الذي رأوه مكملاً للهدف الأول وهو تحرير اريتريا من العدو الإثيوبي.. عشرة أعوام علي سجنهم وتعذيبهم أنتصرت عليهم مجموعة أفورقي أمنياً ولكن لم يهزموهم سياسياً أو قانونياً.. عشرة أعوام من القهر والكبت والحرمان لأفراد مجموعة الـ 15 والمرتبطين بها.. سنوات عديدة من الآلآم والإعتقال والتعذيب والقهرلمناضلين ورموز وطنية ارترية أخري ـ لم يزدهم ذلك إلا شرفاً فوق شرفهم ولم يمنحهم إلا وساماً فوق أوسمتهم الوطنية.
تعليق كتبه أحمد الحاج وقَرأ في إذاعة الجالية الأرترية بملبورن يوم الإثنين 19/9/2011 .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17530
أحدث النعليقات