( ١ )
كنتُ قد لمحتُ في پوست لي سابق أنه هالني ما رأيتُ أو ما قرأتُ من المواضيع التي تشير إلي أنّ هناك البقية الباقية من نفايات الدجل الالحادي في قلوب شبابنا المسلم ، هذا الدجل الذي مات في عقر داره ولم يكن الحديث عنه إلاّ للإشارة إليه في سياق التاريخ ، فلذلك أحببتُ أن أشارك معي القارئ الكريم في عرض كتاب ( الطبقة الجديدة ) للشاب العصامي الذي أتي من الأحياء الفقيرة ، من إحدي قري الجبل الأسود في جمهورية يوغسلافيا سابقاً، فأجتهد حتي سوّد نفسه ووصل درجة أن يكون نائب الرئيس ( تيتو ) ، إنه ( ميلوفان دجيلاس الذي وصف بانه أحد أبطال الفكر وشهداء الكلمة )
. فعندما ظهر له الفكر الالحادي علي حقيقته أصيب بصدمة في نفسه وتعرض بنكسة في آماله العريضة فبدأ يحزم أمتعته للرحيل بعيدا عن عالم الفكر الالحادي وعن الشيوعية عامة ، وذلك بعدما حاول تصحيح مسار الفكر الذي آمن به منذ نعومة أظافره وتفتح وعيه عليه ، وذلك بكشف مساوئ وعيوب الحزب الشيوعي اليوغسلافي ، خاصة انتشار خصلة روح البيروقراطية الذميمة في الحزب والدولة ، وتنادي بالعودة إلي الحريات الديمقراطية ، حيث فتح عليه ذلك جحيماً من العداوات التي لا قبل له فيها ، من قبل دايناصورات هذا الحزب ، فعندما أيقن الفِراق والرحيل دون رجعة كتب عباراته الشهيرة كأنها رسالة وداع لشخص مفارق :
( وأقول باخلاص ، إنني اعتنقتٌ الشيوعية بملء إرادتي ، ووفق اعتقادي ، وبكامل حريتي .. إلاّ أنني ابتعدتُ عن الحركة الشيوعية نتيجة إصابتي بنكسة في آمالي ، وقد جاء ابتعادي هذا بصورة تدريجية وواعية ، بالطريقة التي أرسمها ، والنتائج التي أخلص إليها في مؤلفي هذا ) .
فالوقفة القصيرة أيها القارئ الكريم مع كتاب ( الطبقة الجديدة ) تكشف لك الحقيقة المرعبة للانظمة الشيوعية مروية من قبل أحد أبنائها الذي عاشها ممارسة عملية وأفكار نظرية بكل تفاصيلها ، ما جعلته يثور من جديد علي زيف الثوار والثورة التي مارست أشدّ أساليب الاستبداد بالشعب بدل أن تكون مُنْقِذة له .
كان هدف ميلوفان حين انخراطه في صفوف الحزب والثورة وارتقائه لأعلي المراتب في المسؤولية ، كان هدفه تحقيق الشعارات التقدمية وتجسيدها عدالة إنسانية ، للوصول لمرحلة نفي الطبقية من المجتمع .
ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً ، ( كلّ ما استطاعت الأحزاب الشيوعية تحقيقه هو تكريس الظلم والطغيان والإرهاق والعدوان وبناء” طبقة جديدة ” أعتي من كل ما سبقا ووعتها ذاكرة التاريخ ) .
فتوصّل ميلوفان من خلال بحثه عن أصول النظرية الشيوعية ، أنها تناقض نفسها من خلال انعكاس ممارساتها العملية علي منطلقاتهاالفكرية. مما يجعل هذه العقيدة مجرد شعارات غير صادقة إلي ماترمي إليه ، مع فتحها باب العداء علي جميع الأفكار والقيم الانسانية ، وتحطيم الانسان كإنسان بتكبيله بالقيود الفكرية الضيقة والقوالب الجامدة والمستويات الضحلة .
فبذرة الفناء في العقيدة الماركسية هي : التناقض بين المبادئ النظرية والممارسة العملية ، حيث جعل منها ذلك مجرد ( نظرية لتبرير الظلم والطغيان باسم المثل الثورية ) .
فالمثل الثورية التي كان يتغني بها المعجبون بهذا الفكر اكتشفت بأنها مجرد فرقعة بالون في الهواء ، فهي خرافة يثيرها أصحاب العقول المريضة والخبيثة ، لان النظرية الشيوعية تحتاج للحديد والنار لتبقي قائمة علي سوقها .
( ١ )
كنتُ قد لمحتُ في پوست لي سابق أنه هالني ما رأيتُ أو ما قرأتُ من المواضيع التي تشير إلي أنّ هناك البقية الباقية من نفايات الدجل الالحادي في قلوب شبابنا المسلم ، هذا الدجل الذي مات في عقر داره ولم يكن الحديث عنه إلاّ للإشارة إليه في سياق التاريخ ، فلذلك أحببتُ أن أشارك معي القارئ الكريم في عرض كتاب ( الطبقة الجديدة ) للشاب العصامي الذي أتي من الأحياء الفقيرة ، من إحدي قري الجبل الأسود في جمهورية يوغسلافيا سابقاً، فأجتهد حتي سوّد نفسه ووصل درجة أن يكون نائب الرئيس ( تيتو ) ، إنه ( ميلوفان دجيلاس الذي وصف بانه أحد أبطال الفكر وشهداء الكلمة )
. فعندما ظهر له الفكر الالحادي علي حقيقته أصيب بصدمة في نفسه وتعرض بنكسة في آماله العريضة فبدأ يحزم أمتعته للرحيل بعيدا عن عالم الفكر الالحادي وعن الشيوعية عامة ، وذلك بعدما حاول تصحيح مسار الفكر الذي آمن به منذ نعومة أظافره وتفتح وعيه عليه ، وذلك بكشف مساوئ وعيوب الحزب الشيوعي اليوغسلافي ، خاصة انتشار خصلة روح البيروقراطية الذميمة في الحزب والدولة ، وتنادي بالعودة إلي الحريات الديمقراطية ، حيث فتح عليه ذلك جحيماً من العداوات التي لا قبل له فيها ، من قبل دايناصورات هذا الحزب ، فعندما أيقن الفِراق والرحيل دون رجعة كتب عباراته الشهيرة كأنها رسالة وداع لشخص مفارق :
( وأقول باخلاص ، إنني اعتنقتٌ الشيوعية بملء إرادتي ، ووفق اعتقادي ، وبكامل حريتي .. إلاّ أنني ابتعدتُ عن الحركة الشيوعية نتيجة إصابتي بنكسة في آمالي ، وقد جاء ابتعادي هذا بصورة تدريجية وواعية ، بالطريقة التي أرسمها ، والنتائج التي أخلص إليها في مؤلفي هذا ) .
فالوقفة القصيرة أيها القارئ الكريم مع كتاب ( الطبقة الجديدة ) تكشف لك الحقيقة المرعبة للانظمة الشيوعية مروية من قبل أحد أبنائها الذي عاشها ممارسة عملية وأفكار نظرية بكل تفاصيلها ، ما جعلته يثور من جديد علي زيف الثوار والثورة التي مارست أشدّ أساليب الاستبداد بالشعب بدل أن تكون مُنْقِذة له .
كان هدف ميلوفان حين انخراطه في صفوف الحزب والثورة وارتقائه لأعلي المراتب في المسؤولية ، كان هدفه تحقيق الشعارات التقدمية وتجسيدها عدالة إنسانية ، للوصول لمرحلة نفي الطبقية من المجتمع .
ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً ، ( كلّ ما استطاعت الأحزاب الشيوعية تحقيقه هو تكريس الظلم والطغيان والإرهاق والعدوان وبناء” طبقة جديدة ” أعتي من كل ما سبقا ووعتها ذاكرة التاريخ ) .
فتوصّل ميلوفان من خلال بحثه عن أصول النظرية الشيوعية ، أنها تناقض نفسها من خلال انعكاس ممارساتها العملية علي منطلقاتهاالفكرية. مما يجعل هذه العقيدة مجرد شعارات غير صادقة إلي ماترمي إليه ، مع فتحها باب العداء علي جميع الأفكار والقيم الانسانية ، وتحطيم الانسان كإنسان بتكبيله بالقيود الفكرية الضيقة والقوالب الجامدة والمستويات الضحلة .
فبذرة الفناء في العقيدة الماركسية هي : التناقض بين المبادئ النظرية والممارسة العملية ، حيث جعل منها ذلك مجرد ( نظرية لتبرير الظلم والطغيان باسم المثل الثورية ) .
فالمثل الثورية التي كان يتغني بها المعجبون بهذا الفكر اكتشفت بأنها مجرد فرقعة بالون في الهواء ، فهي خرافة يثيرها أصحاب العقول المريضة والخبيثة ، لان النظرية الشيوعية تحتاج للحديد والنار لتبقي قائمة علي سوقها .