ماذا بعد المؤتمر !!!

بقلم/ محمد جمعة ابو الرشيد 

تداعت القوة الأرترية بمختلف أطيافها لمؤتمر وطني جامع ضم جل شرائح المجتمع وقواها الحية، وكان الإعداد له مقبولا، وقد بذل كل واحد اقصى جهده لنجاحه، وكانت السلبية التي اعتبرها (قاتلة) هي عدم تمكن القوة السياسية الوطنية من تعريف الجماهير بالمؤتمر وأهميته، فقد عقد المؤتمر وجل الشعب الأرتري لم يسمع

به وغالبيته لا تدري برامجه ولا اهدافهمراميه.                                                                                     

ربما لا يكون هذاالكلام مقبولا عند الكثير من المثقفين والكتاب والمهتمين، وقد يفندون كلامي، ولذلك احب أن اؤكد ان المفوضية كانت تتواصل مع جل المهتمين وخاصة المثقفين، وقبيلة الصحافة والإعلام، ومع ضآلة حجمي كانت المفوضية ترسل في إيميلي كل المواد والمنشورات والبيانات والإشعارات، وشكري لها لا يفيها حقها.

من الأخطاء الجسيمة أن نكرر نفس الخطأ فنخسر:

كنت قبل عقد المؤتمر الجُ في كل المواقع الإعلامية المختلفة وأبحث عن الأحزاب الأرترية، وقياداتها ن وكوادرها لعلي أظفر بمادة إعلامية عبارة عن فيديوا لا يتجاوز خمس دقائق، او سطرين في الفيسبوك، او مادة مختارة في التيوتر، أو إيميل محول لمئات الإيميلات،او مقالة تحض الشباب وتوعيهم بالمخاطر،وتزرع فيهم الأمل، او مقابلة تلفزيونية تعري النظام وتفضحه،أو محاضرة في نادي، او حتى جلسة نقاش في مقهى، ولكن على حسب علمي كان هذا التواصل ضعيفا لدرجة لا اكاد اصدقها! كيف يمكن التعبئة للجماهير وإقناعها بالتغيير، وأنت لا تتجاوز تعبئتك لمن هم في صفك وتنظيمك، وهذا لا يحتاج الى تعبئة بل يحتاج الى تثقيف، ولكن الجماهير هي في حاجة الى التواصل والتعبئة، والتعرف على من يحمل لواء التغيير، بل الناس تأنس لمن تعرف، وتخاف من المجهول.

مالمطلوب بعد المؤتمر؟:

في إعتقادي ينبغي هذا الجيش الجرار الذي حضر المؤتمر- وهو قد يفوق ما يمكن ان يجتمع للهقدف لو فكر رئيسُها أن يعقدَ مؤتمرا لحزبه البائد – أن يكون فاعلا وحيويا، وأن يبدء كل فرد حضر المؤتمر بعكس مادار في ب أهل بيته، وأقربائه، واهل حيه، ومدينته، ومنطقته، ولا يكفي أن يدعوا بعض المهتمين لإطلاعهم فيما حدث، ولكن عليه أن يحاول لإقناع المناوئيين، والمتشككين، والمترددين، والخائفين، وأن يحمل روح التسامح، والإقناع.

القيادة الجديدة:

لن تهيئَ لكم ظروفا أفضلَ من الحظاتِ الحاضرة، حيث تحملتم المسؤوليةَ في ظرف  يخدمكم أكثر مما تخدمونه. لا يوجد اليوم شاب ارتري الا وهو يبحث عن مخرج لأزمة بلده، فإن وجد هذا المخرج عن طريقكم فلن يتردد في اللحاقِ بكم بل قد يسبقكُم في درب التغيير والتضحيات، والظرف الإقليمي مهيئ بكل شرايينه حيث الثورات والحراك والإنتفاضات ضد الظلم، والموت من اجل الحرية والعدالة، والظرف الدولي منشغل عنكم بهمومه الإقتصادية الخانقة، وفشله الذي شل حركته في كثير من مواقع التماس حول العالم.        

نريد منكم أن تكسبوا ثقة شعبكم وذلك بالثقة فيه أولا، وتحميله المسؤولية، وإشراكه في التغيير، وكلنا نعلم أن هذا الشعب لا يخيب قادته، ولا يتوانى عن خدمة مبادئه، ووطنه، ولن يقبل بمن يريد إذلاله وإهانته.                                                                

نريد منكم أن تظهروا أمام شعبكم بالتشبث ببرنامجكم الذي اتفقتم عليه، وأن تطبقوه على انفسكم، فالقيادة روح الشعوب، والناس على دين ملوكها، فإن كنتم ديمقراطيون كنا كذلك، وإن كنتم متسامحون كنا كذلك، وأن كنتم متفاعلون كنا كذلك.

الإعلام قبل المدافع:

ما اعتقد هذه الجملة تحتاج توضيحا ولا فلسفة، فضعك من صديقك، حتى عدوك الذي تريد إسقاطه يحتاج أن تنذره، وتحذره العواقب، وأن تسمعه طلقات الكلمات قبل طلقات الرصاص ولذلك لا مفر اليوم من ايجاد كل الوسائل الإعلامية التي تعَلمُ الجميعَ بمشروع التغيير القادم بما في ذلك{ قناة فضائية} تدخل كل بيت وتطمس خزعبلات [الفضائية الأرترية] التي قصرت جل برامجها في التطبيل والتزمير، ونقل مناظر الشعب المكْرَه وهو يحملُ الحجارةَ ويلهثُ خلفَ لقمة العيش.

من لم يتجدد يتبدد ومن لم يتقدم يتقادم، وإن كنت إمامي فكن أمامي، ومن توقف في حراك الحياة دفن تحت التراب، ومن إستسلم لهواجسه خسر مبادئه، ومن خاف من عدوه فقد ثقة شعبه، ومن إنساق وراء شهواته رفع راية إحتقاره، ومن نسي وطنه قل مقداره، ومن قادته بطنه خذله عقله، ومن أكثر النزاع خسر الأوفياء، ومن أكثر العتاب فقد الأحباب.

ننتظر من جميع شعبنا وخاصة الشباب التناقم والتحاور والعمل المتواصل مع من نهضوا للتغيير، وأفنوا زهرة شبابهم من اجل هذا الوطن، فالتحية لمن ساهم في إنجاز هذا الأمل الكبير. فالنعمل جميعا من اجل التغيير الإيجابي الذي ينشده شعبنا جميعا.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39660

نشرت بواسطة في ديسمبر 1 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010