المفوضية الإرترية الوطنية للتغيير الديمقراطي الاصطفاف والالتفاف
كلنا تابعنا كيف تمخضت هذه المفوضية الوطنية والتي أوكل إليها المجتمعون في ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي أعباء التحضير لانعقاد المؤتمر الوطني الجامع والذي يعد المرحلة الثانية في الطريق إلى إحداث التغيير في بلادنا ارتريا وأتمنى أن تكون هي المرحلة الحاسمة .
وقد تركزت أهداف المفوضية في حشد الجماهير الارترية نحو عملية التغيير التي صارت هي جل اهتمام الشعب الارتري في ظل استبداد النظام والمعاناة التي وصلت إلى درجة لا يمكن تحملها .
لقد صبر الشعب على النظام وأعطاه فترة كافية على أمل ربما يراجع نفسه ويصالح الشعب ويخلق مساحة تتيح المشاركة لكل أبناء ارتريا بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وربما يعمل إصلاحات اقتصادية من خلال إتاحة الفرص للشعب لينخرط في مجالات التجارة والزراعة .
بذات القدر كانت الجماهير الارترية تعيش حالة استياء مما يحدث في صف المعارضة حيث أن هذه التنظيمات انكمشت في ذاتها ولم تستطع حتى بإمكاناتها البسيطة من تحسس تطلعات الشعب ومخاطبته بأسلوب يرقى إلى أن يجد القبول لدى هذه الجماهير.
وبينما شعبنا الارتري يعيش حالة من الرهبة والخوف تجاه النظام يقابله حالة من الشك وانعدام الثقة تجاه المعارضة وإذا به يشارك وبجرأة وتحدي في أول نداء يوجه إليه من قبل قوى المعارضة المتمثل في التحالف الديمقراطي الارتري إلى مائدة الحوار المتمثل في ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي وذلك بالرغم من وعيد النظام ودعوات التشكيك من بعض الأقلام فكان حدثا هاما وتمسكت الجماهير بهذه الخطوة التي تعتبر نصف فرصة لكي تصل من خلالها إلى تجسيد رغبتها في تغيير الأوضاع في البلاد بأسلوب يتوافق عليه الارتريون من خلال مؤتمرهم القادم .
ومعلوم فان التغيير الذي ينتظر إحداثه في البلاد والمتمثل في إسقاط النظام والتوافق على وضع لبنة جديدة في بناء ارتريا بمؤسساتها السيادية وحكومتها الفعالة التي تعكس التنوع اللغوي والديني والاثني والمناطق للشعب الارتري تهيأ فيه تكافؤ الفرص من خلال ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية التي تستند إلى نظام سياسي يبنى بمساهمة كل أبناء الشعب وينال رضاهم وموافقتهم بما يعزز روح الانتماء في الفرد الارتري مما يجعله يعشق وطنه ويبذل قصار جهده في بناء ذاته ووطنه.
هذا التغيير المنشود هو ما تتلهف إليه الجماهير التي احتشدت في ملتقى الحوار الوطني للتغيير الديمقراطي وبعد انتهائه بنجاح انضمت إلى تلك الجموع جماهير شعبنا في الخارج من خلال انتظامها في المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطي ومما يؤكد ذلك هو العدد الهائل من الاجتماعات التي عقدت في كل من أمريكا وأوروبا وحتى السودان والسعودية ودول الخليج العربية.
فهذا الاصطفاف الشعبي الضخم حول المفوضية إنما يأتي من قناعة راسخة بان من يرجح كفة المعادلة لإحداث التغيير من عدمه هو الشعب والآن الرغبة توفرت تماما لان بقاء نظام اسياس أكثر من هذا يعني ضياع ارتريا وهذا الاصطفاف هو جماهيري عريض بدون انتماءات سياسية وحزبية لان التنظيمات والأحزاب هي سبب تأخير حدوث التغيير لعدم ترتيبها للأولويات في المرحلة الراهنة حيث انشغلت في نفسها وتركزت اهتماماتها في أمور تندرج ضمن ما يتم انجازه في المرحلة الانتقالية في داخل الوطن وأخذت هذه الأمور جل الاهتمام وأدت إلى تزايد الانقسامات وهذا الحال بينما البلاد تمر بمنعطف خطير والشعب لا يدري بمن يستنجد مما يعيشه من أحوال متدهورة في كل شئونه الاجتماعية والاقتصادية .
يجيء هذا الاصطفاف من اجل ارتريا التي عرف شعبها بمقاومته للاستعمار واستبساله في مقاومة المستعمرين والمعروف بحبه لأرضه والذي فعلا أكد أحقيته منذ القدم بالاستقلال من بين الدول التي تنازلت عنها ايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية ولقد عاش شعبنا حياة مدنية غاية في التمدن وحياة سياسية تنم عن وعي شعبنا بالسياسة وضروبها ، ولقد مارس حياته في نظام ديمقراطي وقانوني الذي جعل من اللجنة التي كلفت بتقديم دراسة حول ارتريا للأمم المتحدة بتوصيتها بان ينال هذا الشعب الاستقلال قائلة حرام أن يضم إلى إثيوبيا التي تعتبر في ذلك الوقت متأخرة كثيرا عن شعبنا في كل ماذكر ولكن المؤامرات حالت دون تحقق آمال شعبنا في ذلك الحين بالرغم من التوصيات ، فهذا الإرث لابد أن يكون له اثر في حياتنا اليوم.
هذا الاصطفاف يأتي من اجل استقلال ارتريا الذي كلفنا غاليا المتمثل في الآلاف من الشهداء والآلاف من المعوقين لقد تشرد شعبنا ولم ينعم بالاستقرار مما حال ذلك دون حصوله على حقه في الحياة الكريمة وحرمان أبناؤه من التعليم حيث انه ومن اجل الاستقلال اختار أن يعيش حياة التشرد وبعيدا عن الوطن الحبيب.
هذا الاصطفاف يريد الحفاظ على الاستقلال من خلال إيجاد ارتريا الدولة التي تقدر على الاستفادة من تسخير كفاءتها البشرية للنهوض بالبلاد بما يمكنها من الاعتماد على الذات وتملك قرارها دولة تحظى بالاحترام وتجعل من شعبها ومن يحمل هويتها محل ترحيب في العالم وتكون لها إسهامات بناءة على كل المستويات وليس كما هو حاصل حيث صارت ارتريا في ظل نظام هقدف تنعت بالدولة الفاشلة .
هذا الاصطفاف يريد الحفاظ على وحدة الشعب الارتري وأراضيه على الوحدة التي ارتوت بدماء الشهداء واختلط فيها دماء الارتريين مسلمين ومسيحين ومن كل القبائل والمناطق ، هذه الوحدة هي صمام أمان لاستقلالنا الوطني ، هذه الوحدة التي دخلها شرخ كبير من جراء سياسات نظام افورقي والتي يقوم بها عن قصد من خلال زرع الفتنة بشتى أنواعها لتكريس نظام حكم أحادي يستفيد من خلق هذه التناقضات لأجل بقائه في الحكم إلى الأبد .
هذا الاصطفاف يريد توثيق أواصر عرى الوحدة الوطنية ليس من خلال رفع الشعارات التي لا وجود لها في ارض الواقع إنما من خلال واقع يبدأ من الآن بمشاركة كل الجماهير على اختلافها في المفوضية تشترك لصنع مستقبل جديد تكون فيه المساواة قائمة متناغمة مع إحساس الجماهير ورغبتها في أن يجد كل فرد حقوقه من غير اتكال على طائفته أو قبيلته إنما يجد حقه مكفولا بدستور و بهذا يتم إيجاد الوحدة الوطنية الخلاقة التي يسعى فيه الفرد والجماعة للإبداع والتفوق .
هذا الاصطفاف هو من اجل مستقبل شباب ارتريا وأطفالها ، أليس من المخزي أن نرى شبابنا يتدفقون بعشرات الآلاف إلى العراء بعد نيل الاستقلال أليس من العار خلال عشرون عام من الاستقلال وبلادنا تخلوا من مؤسسات تعليمية مؤهلة قادرة على تخريج جيل من الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم ممن على سواعدهم يقوم البناء أليس من العار أن لا نرى شبابنا في المنافسات الدولية في البطولات الرياضية والفنية وغيرها من شتى مجالات الإبداع .
إن هذا الاصطفاف هو للشباب ومن الشباب من كلا الجنسين لنجعل من الشباب في مقدمة القيادة كما كان في مقدمة نضال التحرير نريد للشباب أن تعود إليه روح طموحة متوهجة من اجل مستقبل الوطن فبلادنا ستون في المائة منها هم من الشباب ولكنهم يعيشون على الهامش فقد جعل منهم النظام خدما يسوقهم إلى حيث شاء دون اعتبار لرغباتهم وإرادتهم أنهم يعيشون بعقل وتفكير هقدف ومن اجل بقاء هقدف وليس من اجل ارتريا.
إن هذا الاصطفاف هو من اجل المرأة الارترية التي شاركت في النضال إلى جانب أخيها الرجل مستشعرة بواجبها الوطني والتي تخلى عنها نظام هقدف بعد أن قدمت كل التضحيات فلم يعر اهتماما لمتطلباتها فالمرأة في بلادنا هي أكثر من يعاني من جور النظام ،هاهي اليوم تصطف إلى جانب المفوضية كما كان لها حضورا مشهودا في ملتقى الحوار الوطني كل ذلك من اجل أن تكون المرأة حرة مستقلة تتمتع بكامل حقوقها بدءا برعاية أسرتها وحتى تتبوأ المناصب العليا في الدولة ومن اجل أن تكون المرأة عفيفة وشريفة تتاح لها كل مجالات العمل وتشجع لتمتلك مصدر رزقها .
هذا الاصطفاف هو شعبي جماهيري ليس له هدف سوى إعادة التوازن للمسيرة الوطنية في بلادنا بحيث يكون الشعب هو السيد في بلاده مخدوما وليس خادما موجها وليس تابعا يملك زمام المبادرة ولا يكون متفرجا .
فإذا كان تفرد نظام هقدف باستحقاقات الاستقلال فلن يسمح شعبنا بعد اليوم من أن تكون استحقاقات التغيير إلا لكل ارتري على أساس المواطنة .
وفي المقابل هناك التفاف ملحوظ يبدوا في الساحة ويتصدره بعضا من الكتاب وأصحاب الأقلام بقصد أو بغير قصد من خلال التشكيك في تكوين المفوضية وتارة بالتشكيك في عدم وجود التفويض الرسمي من الشعب وهناك من يرفض الأمر برمته ولكن عند التمعن في الأمر نجد لذلك أسبابا قد تعزى بعضها لأسباب شخصية والأخرى لا يمكن أن نجد له سببا سوى ما يلي
طموحات ومآرب شخصية يخوضون في المسالة لمجرد خالف تعرف ويريدون أن يكونوا محل استشارة ولا يصير أو يتم شيء في القضية إلا بمعرفتهم ورضاهم ، بالرغم من أن المجال في المفوضية مفتوح لكل من أراد أن يسهم ويشارك مشاركة ايجابية في إنجاح مهام المفوضية وفي تنفيذ كل برامجها في الوقت المحدد حتى لا يكون هناك دواعي لتأخير المؤتمر الوطني القادم والذي حدد أن يكون خلال هذا العام 2011م .
التوجه الطائفي المقيت الذي يريد بعمد إيقاف الزحف الجماهيري صوب التغيير وإسقاط نظام هقدف لان أصحاب هذا التوجه لا يروقهم أن يرو غيرهم من شركائهم في الوطن أن يكونوا في الريادة وفي مقدمة الصفوف وبالرغم مما يتجرعه شعبنا من مرارات وماسي التي لا يمكن أن يتحملها إلا شعبنا ،بالرغم من ذلك يريدون الإبقاء عليه ليس لأنهم يتمتعون بالاستحقاقات الوطنية كمواطنين ولكنهم راضون طالما الطائفة التي ينتمون إليها هي التي تهيمن وتسيطر على الوطن وتقرر في شان الوطن بمفردها وعلى هؤلاء أن يعلموا انه مع تنامي وعي الشعب لا يمكن بعد اليوم أن يكون في ارتريا إلا نظاما يحفظ حق الجميع والكل يتقاسم الثروة والسلطة والكل يصبح مشارك في صنع القرار ولن يسمح شعبنا بعد اليوم أن ينضحك عليه باسم الوطن والشعارات الأخرى البراقة تكون على ارض الواقع محروقة وأول من يحرقها هم من يتنادون بها .
وهناك من ذوي الأيدلوجية الفكرية الذين يريدون من الحياة في ارتريا أن تتشكل وفق ما يؤمنون به من فكر أو مذهب وإذا لم تتشكل تلك الحياة بمثل ما يؤمنون به من توجه فأنهم في غنى عن الوطن وأقول إن علينا ألا نتعجل في تقديم كشف المطالب بل علينا جميعا مراجعة أولوياتنا فالجائع لن يسمع منك شيء حتى تطعمه والذي يعيش في العراء لن يسمع منك حتى تمكنه من سكن يأوي إليه فنحن كلنا نريد العودة إلى الوطن نريد لشعبنا أن يجد الاستقرار وان ينعم بالأمن والطمأنينة نريد للفقراء في بلادنا أن يجدوا حلا نريد للشباب في بلادنا أن يستقر في وطنه ويسخر سواعده الفتية لبناء وطنه وليس لخدمة اسياس .
ثم إن المسائل الفكرية والأيدلوجية هي ساحتها في الجامعات وبين النخب من المثقفين ودورها هو في صياغة الإنسان وتشكيل نفسه للتعامل معها ومع محيطه وهي تخضع لرغبة الإنسان وقناعته وتندرج تحت الحرية الشخصية مع توفر الاستقرار والسلام والطمأنينة.
والمنتفعين من بقاء النظام الذين حتى وان لم يكونوا في السلطة أو على الشاشة إلا أنهم يحظون بامتيازات من خلال تسهيل عملياتهم التجارية أو يقدمهم النظام للوجاهة فالي هؤلاء أقول لندع الآن مصالحنا الفردية ولنضحي بها من اجل الوطن من اجل الشعب فلا يعني شيء أن تتمتع وشعبنا يموت تدريجيا أو موتا بطيئا فلا يعني شيء أن تتمتع والتعذيب يطال كل الشرفاء وساحة ارتريا صارت السجون أكثر من الجامعات والمعاهد فلا يعني شيء أن تتمتع والشعب يتفرج على مصير أبنائه يلعب به حفنة من الأغبياء من الجنرالات والضباط الصغار حيث يعيشون إشباعا لنزواتهم .
بقايا النظام ومن هرب منه الذين يرغبون في الإبقاء على النظام لأنهم اشتركوا في صنعه ولكنهم يرغبون في إزاحة اسياس فقط لأنه استحوذ على كل شيء فقضيتهم هي تقاسم الكعكة وليس توجهات النظام برمته او ماسي شعبنا ولكن هناك منهم من توجه بصدق نحو التغيير وتحلى بروح الوطنية .
ولا نستبعد أن النظام وبما أن النشاط القائم حاليا المتمثل في الاصطفاف حول المفوضية الارترية الوطنية للتغيير الديمقراطي يستهدفه بالسعي إلى إسقاطه وإحلال الأصلح مكانه ، لذا لا يستبعد أن يعمد إلى العديد من ذوي النفوس الضعيفة بالإغراءات المالية أو المناصب بان يعملوا في تعكير الجو الايجابي الذي تعايشه الجماهير وذلك من خلال المحاولة لافتعال أحداث هنا وهناك تهدف فيما تهدف إلى الهاء الجماهير عن هدفها الأساسي أو العمل في بث روح الإحباط والتشاؤم واليأس بتصويرهم لعملية التغيير بأنها بعيدة المنال في إشارة على شعبنا أن يرتجي التغيير من النظام ليس إلا وكما يحلو له وبالكيفية التي يريدها .
ولكن بعدا لكم فان الرهان حاليا هو على وعي الشعب فهذا الشعب الذي ظل افورقي يتهكم فيه قائلا بأنه لا يفهم معنى الحرية أو الديمقراطية ، هذا الشعب قادم بقوة لكي يرى النظام ومن يسير في فلكه بأنه شعب واع ومدرك لمصالحه ولن يلتفت لتلك الدعوات التي تحاول ثنيه عن التقدم خطوة نحو اجتثاث نظام الرعب والخوف .
وهناك من أقطاب المعارضة وقادة بعض التنظيمات والأحزاب الذين صاروا متخوفين من نجاحات المفوضية بالرغم من أنها جاءت كاقتراح منهم ولكنهم عندما اقترحوا قيام المفوضية ربما كانوا واهمون بان الجماهير ستنشغل بمعاشها وليس بمقدورها أن تفعل شيء وبالتالي كانت فكرة المفوضية منهم تعاطفا مع الجماهير حتى لا تغضب عليهم وتنعتهم بأنهم لا يريدون أن يشاركهم احد ولكننا ألان نلاحظ منهم توجسا غير مرغوب تتجه عكس نشاطات المفوضية ، لأنهم أي رؤساء التنظيمات والأحزاب أدركوا بان نجاح المفوضية يعني سحب البساط من تحت إقدامهم وتطير أحلامهم في استلام السلطة وتصدر الواجهة .
أقول لكل قيادات التنظيمات عليكم أن تعملوا بكل جد لإنجاح مشروع المفوضية والوصول إلى المؤتمر وان تكون لديكم الشجاعة لإفساح المجال للوجوه الشبابية لقيادة المرحلة القادمة لتكونوا انتم الذي يدفع بقوى التغيير إذا كنتم تعملون من اجل الشعب وليس الوصول فقط للسلطة ، ومتى ما صرتم صادقين مع توجهاتكم عندها اتركوا الحكم للجماهير الارترية فانتم الآن في اختبار صعب والجماهير مدركة تماما لكل ما يدور فانتم عليكم أن تتخلصوا من الدوران في الحلقة المفرغة .
وعلينا جميعا قراءة التاريخ واخذ العبر والدروس منه والتأمل في الوقع بعقلية صافية حتى نحسن التعامل مع معطيات واقعنا بعيدا عن ترسبات الماضي وليكن الرهان الآن على الجماهير التي تعمل بروح وطنية بعيدة عن الانتماءات السياسية من اجل إنقاذ الوطن والحفاظ على الاستقلال وبناء مستقبل جديد في بلادنا نبرز به الوجه المشرق لشعبنا المتحضر المتمدن .
أبو عبدالرحمن الجبرتي
1/2/2011م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10540
أحدث النعليقات