أربعون أرترياً محاصرين بمنزل واحد في طرابلس
ملبورن ـ أحمد الحاج
تلقي أفراد من الجالية الأرترية بمدينة ملبورن إتصالات متكررة من أخوة لهم محاصرين بمنزل واحد ويكاد طعامهم ينفد والموت يقترب منهم حثيثاً وتعرض دارهم قبل يومين الي هجوم وهم لا يستطيعون الخروج خوفاً علي حياتهم، ويعد هؤلاء من بين ألفين أرتري ـ علي أقل تقدير ـ موزعون في احياء مختلفة من العاصمة من بينهم نساء وأطفال ناهيك عن المدن الليبية الأخري، وتتعاظم مأساة الأرتريين لإنتماءهم الي دولة ضعيفة وهامشية وممثلون من قبل سلطة كانت سبباً في هروب جلهم وتتشفي الآن علي أوضاعهم وتتجاهلهم في إعلامها وليس لديها إستعداداً للسؤال عنهم بل تتخذ من ظروفهم مثالاً للمصيرالذي يلاقيه المواطن الذي يهرب من بطشها وجبروتها ـ هكذا هي حالة الأرتريين بالجملة حتي أولئك الذين يحملون جوازات السلطة ليسوا مستعدين للعودة خوفاً علي حياتهم ومصير أبنائهم، وقد دخل في الصراع الدائر الآن بليبيا عنصر المرتزقة الأفارقة حيث أصبح اللون عاملاً أساسياً للإستهداف وهو ماأدي الي مقتل أرتريين ببنغازي بعد تعرض الشركة التي كان يعملان فيها الي هجوم من ليبيين مسلحين بالسكاكين والقضبان الحديدية وفي طرابلس تم في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من فبراير الماضي إختطاف تسعة عشر أرترياً لم يعرف لهم أثراً الي الآن، وثمة تقارير تتحدث عن تجنيد الأجانب بالقوة للقتال في صفوف القوات الموالية للقذافي، وبالرغم من أنه ليس معروفاً الشكل الذي سينتهي به الصراع الدائر فإن القدر المتيقن أن العرب والأفارقة (بعد أن أتهموا من الطرفين) هم ضحاياه وهناك شكوك حول بقاءهم واستمراره في البلاد بغض النظر عن الطرف الذي سينتصر.
لقد تحدثت مع بعض الأخوة المحاصرين وعلمت أن بعضهم كان مسجوناً لفترات طويلة بعد تسللهم الي ليبيا لإتخاذها نقطة إنطلاق الي أروبا وفي العام الماضي كان القذافي أمر بإجراء تحقيق حول أوضاع الأرتريين منح علي أثرذلك بعضهم أوراق ثبوتية من قبل سفارة النظام وأحيل آخرين الي مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين حيث خضعوا الي فحوص ومقابلات قانونية وتم إعتماد حالاتهم كلاجئين مشمولين بإتفاقية جنيف وقد يكون الآن من واجب المفوضية حمايتهم وضمان سلامتهم وترحيلهم الي دولة ثالثة ولكن لا أحد يسأل منهم.
لقد دار نقاش بين بعض أفراد الجالية الأرترية بملبورن حول ما يجب فعله أزاء هؤلاء الأخوة خاصة ً بعد أن بادروا بأنفسهم بالإتصال وطلب النجدة ويبدو أن حالتهم لا تحتمل التأجيل والمماطلة فهم ملازمون المنزل منذ عدة أسابيع وهناك نقص خطير في موادهم الغذائية ويخافون من مجموعات مسلحة تفتش المنازل وتنهب مافيه وليس هناك من طريقة لإرسال مبالغ اليهم وحاولوا الإتصال بأفراد آخرين من الجالية الأرترية وبمكاتب لمنظمات محلية ودولية ولكن لم يجدوا رداً وماقيل عن الدعم الإثيوبي لم يصلهم ولم يسمعوا به وهم ليسوا قادرين في رؤية المنزل المجاور لهم ناهيك أن يصلوا الي الحدود التونسية وعليه فإن أقل واجب يمكن فعله الآن هو جمع أسماءهم وتحديد عنوانهم بالضبط والإتصال بالصليب الأحمر حيث يبدو أنه الجهة الوحيدة التي يمكن أن تقوم بإنقاذهم بالرغم من أن المنظمة أعترفت بأنها لا تنشط في كل المناطق الليبية خاصة المدن الواقعة تحت سيطرة معمر القذافي ولكن بالتأكيد فإن لديها ـ رغم ذلك ـ طرقها ووسائلها للوصول اليهم بأي ثمن، والإتصال بالصليب الأحمر يجب أن لا يقتصر علي الجالية الأرترية في استراليا بل علي جميع الجاليات الأرترية في أروبا وأمريكا وكندا فكلما كثرت الرسائل والمكالمات المتعلقة بهم كلما زاد الإهتمام.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=11795
أحدث النعليقات