الإرتريون والثورات باتجاه الوعي والتغير سوف نوقف الاستبداد

بقلم : الملثم العنسباوي

 

مدخل

التعريف بالحقوق فى كل حالاته لا يخرج عن كونه احد الأشياء الكثيرة التي تنبثق أنورارها من خلال امتلاك المعرفة ، والمعرفة فى حد نفسها تشكل بذور ومعالم الوعي والفهم لدى الأنسان من بداية الخليقة الى يومنا هذا وحتى قيام الساعة هذه الثوابت التى لاتحتاج الى بحث سوى مراجعة للنصوص القرأنية (( إقراء)) ويبدو أن الإنسان منذ بد أ يضرب فى الأرض قد حمل فى جوانحه  إحساس حب التعلم والتزود بسلاح المعرفة وفهم الأشياء  ، ولم يعد زماننا زمن معجزات سماوية او بطولات فردية بقدر ما هو زمن ثورات جماعية تشكلها قوالب الفهم والإدراك .

والثورات لا يمكن أن تكون اتجاها فرديا الآن بعدما غيرت وجه العالم وأسقطتت الدكتاتوريات التي مارست الاستبداد على مر السنين وكل ما يحلوا لها او يخطر على بال بشر بل افسدت وإستهذئة فكان لابد من ردعها بخطاب جماعي سلمي راقي على فهم لو صبر القاتل على المقتول لمات بيومه ولا شك أن الظروف الأقتصادية والسياسية والحضارية تؤثر بصورة مباشرة على تنمية القدرات المعرفية والإدراكية من خلال التطور الهائل الذى يطبع على الحياة المعاصرة بالرغم من وجود إتجاهات وإيدلوجيات مختلفة يمكن أن يكون لها أثر فى وقف المسيرة  بيد أن واقع التغير ودوافعه اقوى من كل الأصوات .

كل ماتشكل الأن ومن خلال الحراك الشبابي الإرتري أتجاه التغير قد ساهم فيه الوعي بصورة ضخمة لا نستطيع أن نعرف حجمه لأن من زرع هذه البذور شخصيات تحصنة بالثورات المعارفية التى صاحبت مسيرات التطور الزماني والمكاني للشعب الإرتري من بداية الرعيل الى هذه اللحظة التى نعيشها الأن والأنتماء والحنين والشوق الى إرتريا أرضاً وشعباً لم يتزحزح رغم خيمة  الرحيل الفردية او الجماعية بفعل الهقدف أو من سبقهم من الوياني عبر التهجير القصري والقهري إن كان حرقاً او زبحاً وبصورته الهندسية الهقدفية الخلخلة السكانية وتوزيع الأرضي بقلب خارطة إرتريا السكانية داخلية وزرع بذور الفتن خارجين مع دول الجوار مما جعل الشعب الإرتري وإرتريا على شاكلة البعيد عن العين بعيد عن القلب ورغم هذا استطاع شباب الوعي والتغير الأتصال بالعالم الخارجي والتواصل وهم فى إعتقادي الأن على الطريق الصحيح حيث اصبح التحرر هو الهدف الأول ويعلم الجميع أن التحرر لا يفيد بدون وطن .

المفاهيم المعاصرة لبعض المصطلاحات مثل (الأستبداد )  لا مخلص لها إلا الثورية والبحث عن السلم والامن يحتاج الى من يأتئ به بأى وسيلة سلمية أو عنترية ثم مرحلة حمايته من خفافيش الظلام وحرامية الثورات والمتسلقين والإنتهازين وهذا ما يعاني منه ثوار اليوم ففي مصر محاولة تقويض الثورة ووئدها ما زال مستمرا والحقيبة الثورية الشبابية تهرول يمنة ويسرى لأعطاء الضمانات اللزمة حتي تكمل الثورة مسيرتها الى ممارسات الدمقراطية بالتأكيد على معاهدات وإتفاقيات تمس الأمن القومي للمنظومة الصهيونية والحديث عن هذه الافعوانات يطول ولكن المحصلة الإيجابية تقول شئ افضل من لا شئ هكذا يعبر المتفائلون لتتواصل مسيرات البحث عن الحرية والتحرر من الاستبداد وتعريف الأستبداد كما وضحة الكواكبي سنة 1900 وذلك عندما حلل طبائع الأستبداد وأثاره ولعلامة إستفهامية كبيرة تأتئ بعد كلمة ما هو الأستبداد (1)؟ لغةً  هو إقتصار المرء على رأى نفسه فيما ينبغى الأستشارة فيه واضاف يراد بالاستبداد بالاستبداد عند اطلاقه استبداد الحكومات خاصة لانها هى أقوى العوامل التى جعلت الإنسان و الشعوب أشقى ذوى الحياة  وأما تحكم رؤساء بعض الدول كصاحبنا وبعض الأديان وبعض العائلات وبعض الأصناف  فيوصف بالأستبداد مجازاً  أو مع الإضافة .

وفى اصطلاح السياسيين هو تصرف فرد أو جمع فى حقوق قوم بلا خوف تبعه. وقد تطرق مزايدات على هذا المعني فيستعملون فى مقام كلمة استبداد كلمات استعباد واعتساف وتسلط وتحكم  وفى مقابلتها كلمات شرع مصون وحقوق محترمة وحسن مشترك وحياة طيبة ويستعملون فى مقام صفة مستبد كلمات حاكم بأمره  وحاكم مطلق  وظالم وجبار وفى مقابلة حكومة مستبدة كلمات عادلة ومسؤلة ومقيدة ودستورية ويستعملون فى مقام صفة مستبد عليهم كلمات أسرى وأذلاء ومستصغرين  ومستنبتين  وفى مقابلها محتسبون وأباه وأحرار وأحياء .

والواقع هذه التعريفات عامة كما نرى تصنع حالة من الأذدواجية فى المصطلحات والمعاير وهى حقن وأبر مخدرة ومهدء للشعوب لا يتعرف عليها إلا اصحاب المعرفة وهنا لا تكفي المعرفة إن لم تقرن بوعى وهو ينصب كمدخل على الأمة الأسلامية والعربية ويمكن أن يؤخذ منه نمازج على خرائط جغرافية ممزقة بخطوط وهمية لبلاد واواطان تمتلك عوامل التفرق والتشتت فما بال معشر الأنصار والمهجرين وهى تلبي دعوة الجاهلية من صانع فتنة وليست حرب داعس والغبرأ فى بني عمومة وهم ابناء قطفان فى سباق على ظهر الخيول كان سبب لحرب دامت اربعون عاماً نحرت فيها الاعناق وأقيمت الماتم وهذه الدعوات والاباطيل كانت سبب لنزول الكتب السماوية تحمله افئدتهم او الواحم كتب تتلى أناء الليل وأطراف النهار تدعو الى التوحيد ونبذ الشركيات ضمن مسار تشريعي فصل كل ما يخص الانسان من حياته الى مماته محدد طرق واسباب النجاة ومحذراً من عواقب من يسلك مسلك الشيطان لانه عدوا مضلل وحدد الحدود الى تزهق الارواح دونها بدا بالدين والعرض والوطن والمال وهكذا يأخذ الوطن نصيبه من الحماية التشريعية السماوية الى ضرورات الأمن والاستقرار المنشودة من مجموعات تشكلة بأواصر القرابة والصداقة والجيرة وهى حالة جغرافية بحته تساهم فى نشأة الشعوب والاوطان المتحررة بخيارات التعايش السلمي والتحاور لغة لفض النزاع والاختلاف صوناً للمواطنة والاحترام فى ظل الدولة المدنية على اساس العدل والمساوة وحترام المعتقدات وحمايتها والحفاظ علىيها من افيونية تحرق متى اراد الناس  تدخينها ومن رادكالية رجعية تصنف بالبعد عن الواق المعاش ومواكبة التطور الرقمي كاسرع مصطلح فى هذا العصر

هذا الوعى تكمن قوته أنه اصبح مطلب جماعي وغاية يرنوا اليها الأحرار من أبنا الشعب الإرتري فى الداخل والخارج واصبح الحديث عن المعوقات والمسوفات والمثبطات ضرب من الجنون لدي الافلاطونيين والسقراطين اصحاب السفسطة الأنقلابية التى عاش بها المستبد ودعم بها اركان حكمه مستغلا الجهل وقلة المعرفة لشعب انهكته الحروب الثورية جسديا فلم يعد يقوى على المقاومة وتلك مرحلة ايضاً قد طويت فالعقل يعمل بالتراكمية والمخزون الباطني لديه اساليبه فى توصيل الرسالة فالجينات مثلا تحمل بعض من هذه الرسائل جيلاً بعد جيل فهل فهم أسياس الدرس تأكد أننا قادمون لنوقف الاستبداد شباب التغير و لي موعداً في موطني هيهات انسى الموعدا ، سأعيده وأعيده وطننا عزيزا سيد، وطني هناك ولن اظل بغيره بعيدا مشردا، صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت مع الصدي .

الى اللقاء

ودمتم فى رعاية الله وحفظه

(1) طبائع الاستبداد للكواكبي

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=13578

نشرت بواسطة في مايو 6 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010