صحبـة وجـوار في الـداريـن .. ولله في خلقـه شـئون

وداعـا الحـبيب أبـا أبـراهيـم

 
هـل حقـا رحـل الـرمـز الوطنـى قبـل أن نكمـل كتابـة تاريخنـا الوطنـى العـريق ..!؟ .. هـل رحـل درعنـا الواقـي  قبـل أن نسـتعيـد كـرامـة شـعبنـا وعـزة تـرابنـا ونحقق وصايـا شـهـدائنـا الكـرام ..!!؟. هـل رحـل حقـا المناضـل الصـامـد قبـل أن نحتفـل بـاٍنتـزاع الحقـوق وحتميـة المصيـر ..!!؟.. هـل رحـل الصـديق الصـدوق عـن عالمنـا الـزائـف غاضبـا لمـا بـدر منـا في حـق وحـدة الكائـن والكيـان ..!!؟، هـل رحـل عنـا سـيـد الوفـاء قبـل أن نأذن بتسـويق وتـداول سـلعة الصـدق والوفـاء ..!!؟ قـد يكـون هـذا سـبب رحيـلـه المتعجـل أو ذاك  ?!!وربمـا هـو مـزيـج لئيـم مـن سـائـر تـرهاتنـا اللامسـئولـة، لكننـا نعلـم ونؤمـن ونقـر أن الله حـق وأن لـكل أجـل كتـاب، وأن كل ابـن أنثى وان طالـت سـلامتـه يومـا على آلـة حـدباء محمـول، ونعلـم أن الأم الارتـريـة سـتلـد آلاف الفـرسـان الـذيـن سـيقودوننـا نحـو شـواطئ وحـدة الـرؤى والمعـاول وان شـاء الله سـيتحقق الاسـتقـرار والسـلام وآمـال الأبنـاء والأحفـاد.
 
رغـم قـربنـا مـن الشـهيـد وتواجـدنـا اللصيـق بـه طـوال سـنوات مـرضـه اللعـين، ورغـم وقوفنـا حـزانـى فـوق جثمانـه الطاهـرـ لـم نحـس بغيابـه عنـا وعـن سـاحاتنـا النضاليـة التى ألفهـا وأحسـن التعامـل معهـا ـ اٍلآ بعـد أن نعتـه “جبهة التحـريـر” الى كافـة قطاعـات الشـعب الارتـرى البطـل .. عنـدئـذ فـقط تبينـا حقيقـة رحيلـه وغيابـه الأبـدى، حينئـذ عـرفنـا قـدره الوطنـى ورمـزيتـه المعبـرة، ووقـتئـذ رأينـا الفاصـل الـدقيـق الـذى يفصـل الحيـاة عـن الممـات .. رأينـاه رؤيـا العـين، وفي التـو عـرفنـا حجـم الفجيعـة، عـرفنـا أن سـاحة الوغـى قـد خلـت مـن طيـف قائـدنـا الصامـد، عـرفنـا أن جبهـة التحـريـر نعتنـا جميعـا مـن خـلال نعيهـا لبطلنـا الوطني المغـوار، لا شـك أنهـا نعـت خيـر مـن عـرف قـدر الـرجـال وعظمـة الأبطـال، وأنهـا نعـت عنـوان ديارنـا وابـن شـعبنـا البـار .. نعتـه جبهـة التحـريـر بقلـوب كسـيـرة وذهـن مشـتت وعيـون باكيـه، وحـين ورود النبـأ الجـلل أدمعـت عيـون الـرجـال كل الـرجـال الصناديـد الـذيـن لا تهـزهـم رياح الخماسـين ولا جـور الـزمـن الـردئ، أدمعـت عيـون الـرجـال الـذيـن سـبق أن ودعـوا العشـرات مـن أحبتنـا الكـرام، وفي الفـور أنتقلـت عـدوى البكاء الى جماهيـر جبهة التحـريـر التى بكـت كل شـباب الفـداء الـذيـن رحلـوا عنـا تباعـا في شـخص القائـد ” أبـا أبـراهيـم”، بكـوا سـلطاننـا ابـراهيـم والمؤسـس اٍدريـس، بكـوا المفجـر عـــواتـى والمنظـم طاهـر، بكـوا سـبي وقـلايـدوس، محمـد سـعـد آدم وجعفـر محمـد، محمد صالح حمـد وطـه محمـد نـور، شـمسى وولـوا، علي أحمـد وعثمـان أبـو شـنب، بكـوا اٍزاز ومحمـد ادريـس حـاج، حلـيب سـتى وابـراهيـم عبد الله، بكـوا علي وعبـد القـادر، د. يحيى وشـكيني، آدم أبكـر وعثمـان موسـى، تلـودى وجعفـر جابـر، فكرس وعكـه، عجـيب وقـرزا، تمسـاح وسـعيـد صالح، هنقــلا وحسـب، عثمـان صالح وحـاج مـوسى، الأمـين وولـد داويـت، محمـد أحمـد وداوود عثمان، حنـطي وحشـكب، بكـوا قـرينت وعافـة حمـد، فكاك عبد الله وشقراي، الـزيـن وعبـد الـرقـيب، بكـوا أحمـد محمـد علي عيسـى ومحمـد علي حـزام، ادريـس صالح ومحمـد علي محمـود، اٍيــاي وعثمان دايـر، مـزرت وزبـوي، ادريـس رمضـان وحامـد أحمـد، جابـر سـعـد ومحمـود محمـد صالح، محمـد اسـماعيـل عبـده ومحمـد سـعيـد نـاود، وآلاف الشـهـداء الأبـرار الـذيـن سـاهمـوا في صنـع تاريخنـا الحـديث، بكـوا كل الأحبـة الكـرام، بكوهـم بـدموع سـاخنـة وبكاه معهـا سـائـر شـعبنـا الارتـري البطـل، الـكل بـكى الشـهـداء مـن خـلال القائـد الصامـد، مؤكـدين أن الـراحـل كان الـرمـز المعبـر والعنـوان الوطنـى الجامـع في كل وقـت وحـين، ولأنـه الـرمـز أجتمـع الشـباب مـن حـولـه أبـان الاٍنتصـارات والانكسـارات وكانـوا معاول الخيـر الـذى تـدارك المـواقف الحـرجـة وسـاهـم في اصـلاحهـا وتوجيههـا، واليـوم أجتمعـت الجماهيـر بشـيبهـا وشـبابهـا فبكتـه وودعتـه معـا، نعـم بكتـه وبكـت في شـخصـه كل الأحبـة الكـرام، بكـاه الشـيوخ والشـباب جنبـا الى جـنب .. بكتـه فصائـل المعارضـة بالاصالـة عـن قياداتهـا وكوادرهـا ونيابـة عـن جماهيـرهـا الشـعبية .. نعتـه جهـات ارتـريـة وأحتسـبته أخـرى، ولكـن كلهـم ذكـروا مآثـره القيـادية ومـواقفه النضاليـة، فتبعهـم كل مـن عـرف صمـود الـرجـل وقـدره النضـالي ومقـداره الانسـاني، بكاه الأفـراد والجماعـات وهـم يعـزون بعضهـم بعضـا، بكاه عشـرات المناضلـين الـذيـن نعـرفهـم ونعـرف نضالاتهـم ومـواقفهـم الوطـنية وعناوينهـم التنظيمـية، هـؤلاء ودعـوا الـراحـل وعبـره بكـوا على الوطـن الجـريح بأسـره وعلى المـواطـن الارتـري الأسـيـر فـوق تـراب أرضـه والعـازم على مـواصلـة النضـال أينمـا كان، أيضـا بكاه عشـرات أخـرون مثمـنين دوره الوطني الخالـص وثباتـه الاسـطـوري اللـذان كانـا مضـرب أمثـال ابـان فتـرة حـرب التحـريـر، وهـؤلاء لـم نتـبين أسـماءهـم أو ألقابهـم لأننـا لا نعـرف كل الـذيـن كان يعـرفهـم شـهيـدنـا الـراحـل ـ لكنهـم منـا ومـن كبـد نسـيجنـا الوطنـى .. وهـذا اٍن دل انمـا يـدل على قـدر الشـهيـد الـراحـل الـذى رحـل عنـا متعجـلا ونحـن في أمـس الحاجة الى تواجـده بـين صفوفنـا العطشـى، نعـم كنـا في أمـس الحاجـة اليـه ليسـاهـم معنـا في اٍحيـاء مشـروع تجميـع أجـزائنـا الاجتماعيـة والسـياسـية المبعثـرة.
كل مـا يختـص بالـراحـل ” أبـو أبـراهيـم” يسـتوقفنـا دومـا ويسـتوقف معنـا سـائـر المتأملـين والمـارة .. والاٍجمـاع التلقائـى الـذى حـدث عنـد وداعـه في مـدينة ” لنـدن” مثـلا ـ لفـت أنظـار المصلـين وأسـتوقف أنظـار وأذهـان بعـض الارتـريـين الـذيـن كانـوا يـراقبـون الحـدث عـن كـثب، وهـؤلاء أكـدوا أن معظـم الارتـريـين على مختلف اتجاهاتهـم الاجتماعية والسـياسـية والتنظيمية كانـوا هنـاك .. ففى يوم الجمعـة المـوافق 06/05/2011م تجمـع الشـيوخ والشـباب لأداء صـلاة الـوداع الأخيـر على روح فقيـدنـا الـراحـل فى مسـجـد ( وايـت شـابـل) الكائـن بشـرق لنـدن، وبعـد أداء الصـلاة وضـع الجثمـان في قاعـة فسـيحة لاٍلقـاء نظـرة الـوداع عليـه، حينئـذ تناسـت الجماهيـر الارتـريـة خصوماتهـا ومآخـذهـا القـديمـة والجـديـدة فتعـانق الحضـور وأجهـش النـاس بأصـوات مسـموعة ولـم يتبـق منهـم مـن يمسـح دمعـة الآخـر، وقـتئـذ بكى رجـال لا يعـرف البكاء طـريقه اليهـم، بكـى الشـيوخ والشـباب مـن غيـر اسـتثنـاء.
وعنـد مـواراتـه الثـرى في مـدينة ” كسـلا” تكـرر المشـهـد الـدرامي فبكى مـن بكى وأجهـش آخـرون والبعـض فقـد الاحسـاس والتـركيـز والبعـض الآخـر ظـن انهـا نهـايـة جماعيـة، وهـؤلاء لـم يعـودوا الى رشـدهـم الآ بعـد أن سـمعـوا كلمـات مـن دعى الى احيـاء نـار الثـورة وأخـذ ثـأر كافـة الشـهـداء مـن خـلال تجـديـد النشـاط والولاء لقـادة الثورة الارتـريـة بمختلف مسـمياتهـا، ذلك لأن الأفـراد زائلـون والوطـن باق الى أن يـرث الله الأرض ومـن عليهـا، وأن الأم الارتـريـة التى ولـدت عـواتـى وجيلـه وأبنـاءه سـتلـد احفادهـم الـذيـن ســيصبحـون قـادة وعلمـاء ومفكـرون.
ومـن المفارقـات التى تجعلنـا نتوقف عنـدهـا للتأمـل والتفكـر فى تصـريفـات الأقـدار التـى أبت الآ أن تحافـظ على ديمـومـة رفقـة النضـال والكفاح الوطنـى حتى بعـد الفـراق بالـرحيـل، فكان أن تجـاور شـهيـدنـا مـع رفيق دربـه فى الـدنيـا والآخـرة، ذلكـم هـو المناضـل الشـهيـد/ محمـود حسـب محمـد الـذى مضـى على رحيلـه 22 عامـا 1989م. الجـديـر بالـذكـر أن المكان ظـل خاليـا رغـم مـرور كل تـلك السـنوات (1989/ 2011م)، وليـس سـرا أن أهالـى مـدينة ” كسـلا” أصبحـوا يتنـدرون بهـذه الصحبـة الصادقـة وبنـزول مطـر الـرشـاش الـذى جـاء في غيـر وقتـه مفاجئـا النـاس وكأنـه أراد مباركـة الصحبـة والجـوار، ولله في خلقـه شـئون وشـئون.
كل ذلك يـدل على طـيبة وأصـالة ووفـاء جماهيـر شـعبنـا الارتـرى البطـل، فلهـم جميعـا التحـية والتجـلة والعـرفـان .. ومـن بعـد النعـي والـرثـاء والتـرحـم على روحـه الطاهـرة، بـكاه أحبـة الأيـام الخـوالي رسـميـون وشـعبيـون، سـياسـيـون وعسـكـريـون، بكـاه البعـض كبكاء الأم لوليـدهـا، وبكـاه آخـرون بحـرقة ومـرارة ولـكن جميعهـم لـم ينـسـوا تقـديمه في سـيـرته النضـالية التى تليـق بمقامـه الـوطنى الأصيـل، بـكاه أصحـابه في صـمـت ووجـوم عظيـم، بــكاه الـذيـن تقاسـم معهـم أيـام الصبـا الجميـل ونـار الشـباب المسـتعـرة وليالـى القـريـة وحلقـات الخلـوة وصفـوف المـدرسـة، بكـاه الـذيـن صاحبهـم على اٍمتـداد أرض الـوطـن في مـلاعـب الأمـس على ضفـاف الأنهـار وسـفوح الجبـال، أو في الـدفاعات الأماميـة التـى قضى الـراحـل العـزيـز جـزءا عظيمـا مـن أيـام شـبابه الغـض فيهـا، بكـاه الـذيـن قاسـمهـم الجـوع والعطـش والحصـار ونقـص الذخيـرة وهـم صامـدون في معمعـة معـارك الشـرف الوطنـى .. بكـاه الـذيـن شـرب معهـم كؤوس المـر في مختـلف أزمـات السـاحة ومعـاركهـا غيـر المتكافئـة التى دارت رحاهـا في سـاحـات الـوغى التى كان طـرفهـا الآخـر مئـات الآلاف مـن جنـود العـدو الاثيـوبي المـدعـومـين بآلات حـربية عصـرية، وبصـفة خـاصـة المعـارك التى كانـت ميادينهـا الصحـارى الخـالية مـن الـدفاعـات والاسـتحكامـات ومختـلف انـواع السـواتـر، والتـى دارت في الغابـات أو الجبـال الشـاهقة .. وفي مقـدمـة ومـؤخـرة الـذيـن أفتقـدوه كان يــقف أحـبته الشـيوخ وأبنـاؤه الشـباب الـذيـن عاصـروا معاناته مـع مـرضـه الأخيـر وعايـشـوا اللحظـات الاخيـرة مـن ايـام حياته المـرة، ومـن ثـم أفتقـدوه أحبتـه الكـرام الـذيـن حملـوا جثمـانه الطاهـر على اعناقهـم وسـاروا به بخطـوات حـزائنية منتظمـة الى مثـواه الأخيـر بمقـابـر مـدينة كسـلا ” الـدومـات” في يوم الأثـنين المـوافق التاسـع مـن مايـو 2011م.
ومـن خلـف البحـار والمحيطـات بكـاه اصـدقـاء الصبـا ونـار الشـباب وأحـبة الصغـر والكبـر وكل الـذيـن قاسـمهـم السـراء والضـراء، وكل مـن يعـرف نضـالاته، صـولاته وجـولاته الوطـنية، قلبه الكبيـر وعطـاءه الوطنى السـخي، وضحـكاته الموجهـة التى تنـم عـن الـرضـا أو الغضـب، تواصـله المسـتمـر واحتـرامه الكبيـر الـذى لا يضـن بـه على كل مـن يـؤدى عمـلا وطنيـا خالصـا .. وقطعـا بكاه كـافة الأهـل في طـرفـي الحـدود، بـدءا بالعاصـمة السـودانية “الخـرطـوم” ومـرورا بقـرى ومـدن الاقليـم الشـرقي، وانتهـاءا بـكل شـبـر مـن الـوطـن الارتـرى الـذى ناضـل الحـبيب فـوق تـرابه الطاهـر او مـرا به في ضـحى وعصـارى سـنوات الكفـاح المسـلح ـ أو ذات ليـل موحـش في عتـمة الظـلام وهـديـر الـرعـد ومخـاوف أمطـار خـريف عامـر، أيضـا سـتبكيه الـدفاعـات الكثيـرة التى كان احـد فـرسـانهـا الأشـاوس، وسـتختـم ملحمـة البكاء والـرثـاء وذكـر محاسـن الـراحـل العـزيـز طيـور ” ســاوا” التـى تعودت على اسـتقبـال ووداع سـائـر المناضلـيـن الارتـريـين، و” شـجـر الـدوم” المتمايـل يمينـا ويسـارا حـزنـا على فـروعه وأبنـائه الـذيـن يعـرفهـم مثلمـا تعـرف كل أم وليـدهـا الحـبيب .. حـدث كل ذلك هنـا وهنـاك وقـد يحـدث بعضـه لاحقـا، ولـكن هـل فعـلا رحـل ,, أبـو ابـراهيـم ،، المناضـل وتبعـه ,, أبـو ابـراهيـم،، الانسـان ..!!؟، اٍن كان ذلك صحيحـا اذن فلتـدمـع العـين كمـا تشـاء، ولينقبـض القلـب أو يضطـرب، لكننـا لا نمـلك الآ الوقـوف لـوداعه والتـرحـم على روحه، وألسـنتنـا تـردد وتقـول :ــ
وداعــا أيهـا الحـبيب .. وداعــا وأنـت الاخ العـزيـز .. وداعــا أبـا ابـراهيـم والثـريـا .. وداعـا رمـزنـا الصامـد .. وداعـا درعنـا الواقـى .. وداعـا قائـدنـا النبيـل .. وداعــا فارسـنـا الوطنـى الأصيـل . وداعــــــــــا .. وداعــــــــــا.. وداعــــــــا ..            
………. القائـد الشـهيـد/ عبـد ألله اٍدريـس ……….
 
بعـد الـرضـا بقضاء الله وقـدره نـرفـع أكفنـا الى السـماء أن يتغمـده الله بـرحمتـه الواسـعة، ويحشـره فى جناتـه العاليـة مـع النـبـيين والصـديقـين والشـهـداء وحسـن اولئـك رفيقــا، كمـا نـدعـوا الله جــل شـأنه ان يلهم أبنـاءه وأشـقـاءه وذويـه واسـرتـه الصغيـرة والكبيـرة وكافـة أهـله واصـدقـائه ومعارفه الكثـرـ الصبـر وحسـن العـزاء، والعـزاء موصـول لـكافـة الأهــل فـى كل بقـاع العالـم .
 
انـا لله وانـا اليه راجعـون، ولا حـول ولا قـوة الآ بالله الحي الـدائـم.
 
أبـو اٍيهــاب ـ المملكة المتحـدة
 

ملحـوظة:
السـيـرة الـذاتية الموضـحة أدنـاه، كـتبهـا الأخ الاسـتاذ/ جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم، ورأت النـور على صفحـات موقـع ,, عـونـــا،، في عـام 2003م ـ تحـت عنـوان ” شـهـداء يمشـون على اقـدامهـم”، وبالـرقـم المسـلسـل (4) ، واليـوم نبثهـا مـن جـديـد تـرحمـا على روحه الطاهـرة واٍحيـاءا لـذكـراه العطـرة، وذلك على مـواقعنـا الالكتـرونية/ منابـرنـا الوطـنية الأصيلـة الـتى تجسـد فينـا شـعيـرة الوفـاء وتـدعـونـا للـوحـدة والاسـتظـلال تحـت الشـجـرة الوطـنية الواحـد.
 
وقبـل نفـاد مـا تبقـى مـن المـداد .. نـرجـوا مـن كـافة الاخـوة الكـرام والاحـبة الأعـزاء، أن يعفـوا عنـه ويسـامحـوه لـوجـه الله تعـالى وأن يتـرحمـوا على روحـه، ويـدعـوا لـه بالـرحـمة والمغفـرة، والله لا يضيـع أجـر مـن احسـن عمـلا . 
 

القائد/ عبـــد الله ادريــــس محمـــد سـليمان
شـفاه الله ومـد فى ايامه ومتعه بالصحة والعافية
من مواليـد قـرية (شــلاب) بـركا لعـال 1944م، تلقى تعليمه بالكتاتيب على يـد والـده الشـيخ ادريـس محمـد سـليمان، ثـم أنتقـل الى السـودان فبـدأ الـدراسة النظامية بمعهـد ام درمـان العلمى .. فى عام 1962م أرتحـل الى القاهـرة سـيـرا على الاقـدام فواصل دراسـته هناك .. وقبـل أن يكمل المـرحلة الثانوية بالمعهـد الازهـرى أنتقـل الى الجمهورية العـربية السـورية ضمن مجموعة فـريدة كان جلها من طـلاب القاهـرة الـذين دخلـوا الكلية الحـربية، كانت تـلك المجموعة الـدفعة الثانية التى دخلـت الكلية العسـكـرية بسـوريا الثورة .. تخـرج مـن الكلية الحـربية فى عام 1965م .. التحق بجيـش التحـريـر الارتـرى البطـل حـيث تـم توجيهه ورفيـق دربه المناضل/ محمـد ابـراهيـم على اٍزاز (العلــى) متعه الله بالصحة والعافية فى المنطقة الخامسة التى كانت حـديثة التكويـن .. فأصبحا نائبـين لسـريتـين كان قادتهما المناضلان “حشـال عثمان” و “علي جامع منـدر” وفيما بعـد أصبحـا قـادة للسـريتـين .. كان جـل عمله منصبـا فى تأطيـر جماهيـر المنطقة فى صفـوف الثـورة، بالاضـافة الى قيـادة عـدد من المعـارك الـدفاعية والهجومية.. ظـل المناضـل عبـد الله قائـدا للسـرية الاولى ولكـن عمليا كان القائـد الفعلى للمنطقة الخامسـة التـى فقـدت قائـدهـا السـابق الـذى سـلـم نفسـه للسـلطات الاٍثيـوبية .. فى عـام 67/1968م أجتمع قـادة المناطـق الثـلاث ( الثالثة + الـرابعة + الخامسة) فتقـرر توحيـدها فيمـا عـرف بـ (الوحـدة الثـلاثية) وجـاء المناضـل عبـد الله عضـوا فى القيـادة الجـديـدة ورئيـسـا للمكتـب العسـكـرى.. من مؤتمـر (أدوبـحـا) العسـكـرى1969م انتخـب عضـوا بالقيـادة العامة (38 عضـوا) رئيسـا للمكتب العسكـرى.. تـم توجيهه الى منطقة أكلى قـوزاي وزميله القيـادى البارز محمــد عثمان اٍزاز متعه الله بالصحة والعافيـة، فقــادا معـا عشـرات المعـارك الناجحة بالاضـافة الى تصـديهم الصامـد لعشـرات اخـرى .. من المؤتمـر الوطنى الاول 1971م تـم اٍنتخـابه عضـوا بالمجلـس الثـورى نائبـا ثانيـا للـرئيـس، ورئيسـا للمكتـب العسكـرى وهيئة الأركان، كمـا فـاز المؤسـس الشـهيـد اٍدريـس محمـد آدم منـدر بالتـزكية فأصبح رئيسـا لجبهة التحـريـر الارتـرية 1971/ 1975م وبالتـزكية أيضـا فـاز المناضـل/ حـروي تـدلا بايـرو الـذى أصبـح نائبـا للـريـس.. اعيـد انتخـابه مـن المؤتمـر الوطنى الثانى 1975م رئيسـا للمكتب العسكرى .. أيضـا اعيـد انتخـابه للمـرة الثالثـة مـن المؤتمـر الوطنى الثـالث 1982م وتـم انتخـابه مـن المجلـس الثـورى رئيسـا لجبهة التحـريـر الارتـرية، وتكـرر اٍنتخـابه مـن كافـة المؤتمـرات اللاحقـة وكان آخـرهـا المؤتمـر الوطنى الخامس .. بعـد تكويـن التجمـع الوطنى 99/2001م الـذى تحـول لاحقـا الى التحالـف الوطنى مـن بعـد توسـيع قاعـدته التنظيميـة ـ انتخـب رئيسـا للقيـادة العليـا للتحالـف الوطنى .. بقي ان نعلـم انـه بـدأ حياتـه النضالية كحلقـة اتصـال ما بـين أهـم فـرعي التنظيـم آنـذاك (قـدامى مجنـدى الجيـش السـودانى والقائـد المعلـم عـواتى)، حيـث كلـف الشــبـل اٍبـن السـادسـة عشـر عـامـا بمهمة حمـل وتسـليـم الـذخائـر والـرسـائـل للقائـد عــواتـى، فهـو بـذلك ثانى اثنـين ( محمـد آدم قصيـر + عبـد الله اٍدريـس) مـن الموجوديـن بـين ظهـرانينـا مـن صغـار شـباب ذلك الـزمـن، فقـد قابـلا هـذا الثنائـى المعلـم المؤسـس حامـد اٍدريـس عـــواتى في ذلك الوقـت المبكـر، وفيمـا بعـد أصبـح الـرجـل مناضـلا ممارسـا للعمـل السـياسى والعسـكـرى الــذى بـدأه بصـفة مباشـرة ورسـمية في عـام 1965م، وهـو علـم على رأسـه نـار ولا يحتـاج منـا أو مـن غيـرنا الى تقـديـم أو تعــريف .. تمنياتنـا لـه بعاجـل الشـفاء والعـودة لمياديـن النضـال لاسـتكمال مابـدأه المعلمـون الاوائـل …  والله سـميع بصيـر وهـو الشـافي والمعافـي والتوكيـل به وحـدانية وعبـادة وطاعـــــة.                                                               
  
 
 

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14267

نشرت بواسطة في مايو 19 2011 في صفحة شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010