تحديـــات ماثـــلة أمــام المؤتـمـر الوطنـــي القـــــــــادم (3-6) (التحالف – المجلس الوطني المرتقب)
سليمان مندر
مدخل:-
– مهما كانت العوامل الاخرى ومع تقديرينا لجهود الآخرين إلا أن المؤتمر الوطني القادم والذي تمخض عن قرار شجاع وجهد مقدر في ملتقى الحوار يحسب للتحالف الديموقراطي الارتري.
– و التحالف رأى قبل الآخرين أهمية إنعقاد مؤتمر جامع يعطي المعارضة الشرعية ويوحد الصفوف ويجمع الجهود ويمنحها التفاف اكبر عدد ممكن من الشعب الارتري حولها ,ويصدر المؤتمرون القرارت التي تعجل بايجاد حل عاجل وعادل لقضايا الشعب الارتري.
– وهذا ما حدث في المحطة الاولى وهي الملتقى والتي لا يمكن ان يتخطاها من يتناول التاريخ الارتري دون ان يتوقف عندها, حيث تقرر في الملتقى بمشاركة جموع الشعب الارتري وقواه المعارضة من خارج التحالف ومنظمات المجتمع المدني الارتري وبحضور ومشاركة فاعلة من عضوية التحالف وقيادته قرر المؤتمرون إقامة مؤتمر وطني جامع.
– وتقرر ايضا دراسة عدة مشاريع وقضايا تخص الشأن الارتري حاضره ومستقبله وكان من ضمنها أو أهمها إنشاء مجلس وطني يقود الجماهير الارترية الى التحرر والانعتاق والذي تقرر انتخاب عضويته في المؤتمر الوطني القادم.
– وفي اعتقادي إذا نجح المؤتمرون في الخروج من المؤتمر بمجلس منتخب فانها ستكون نقلة نوعية بالعمل المعارض وليس بعيدا ان يصل المجلس في دورته الاولى بالشعب الارتري الى اسمرا.
– وعندما أقول ذلك لا أعني أن إنتخاب المجلس الوطني في حد ذاته هو الحل بل هو آلية تغيير فعالة يمكن أن تحقق المنشود اذا احسن المؤتمرون إنتخاب واختيار أهل الكفاءة والمقدرة , واستطاع أيضا هؤلاء المنتخبون قراءة الواقع والمحيط واحسنوا التعامل والتعاطي معه ووظفوا كل ما هو متاح لخدمة الأهداف التي من أجلها تم إنشاء المجلس.
– واذا نجح المؤتمر فيعتبر أكبر إنجاز للتحالف لانه كان وراء الفكرة والانجاز ولكن يبرز هنا سؤالا يجب ان نفكر في الاجابة عليه جيدا من الآن وهو دور التحالف بعد انشاء المجلس الوطني , أو الى اي مدى يمكن أن تكون إستمرارية التحالف مهمة بعد إنتخاب المجلس الوطني ودخوله الساحة السياسية.
– والاجابة على هذا السؤال افتراضية فلم استمع بعد الى أحد من قيادات التحالف غير تاكيد التحالف في إجتماعه الاخير على استمراريته ككيان, ولأن الإجابة هنا افتراضية دعونا نقسم الاستنتاجات الى أربعة اقسام.
1/ هل هناك ضرورة للتغير ؟؟
– الاجابة على هذا السؤال لا تحتاج الى الكثير من التفكير فقد رأت قيادة التحالف وعضويته بأهمية تغير الوضع الراهن لذا نادت وعملت لانجاح ملتقى الحوار الذي حشدت له الطاقات وذلك لتغيير الوسائل والآليات وعدم الجمود عليها , ويعني هذا ان التحالف راى أهمية التغيير.
– واذا اكدنا على ان التحالف قصد من ذلك التغيير للافضل فلسنا في حوجة للحديث على اهمية التغير هنا.
2/ ماهي العوائق في حالة استمرار التحالف بجانب المجلس الوطني ؟:
– واذا اتفقنا على أهمية التغيير فماهي الاساليب التي يجب أن نتبعها ؟ واذا افترضنا أن المجلس الوطني كآلية للتغيير هل يمكن للمجلس الوطني القيام بادواره كاملة في ظل وجود التحالف ؟؟
– تتمثل أهم العوائق وليس كلها في عملية تشابه المهام والعضوية المشتركة بمعنى ان هناك العديد من التنظيمات السياسية لها عضوية بالتحالف وسيكون لمعظمها ان لم يكن كلها بعض الأعضاء في المجلس.
– أيضا تتشابه مهام الكيانين فلا عيب لوجود عضوية مشتركة إذا كانت طبيعة العمل مختلفة ولكن في حالة التحالف والمجلس فالمهام والاهداف تتشابه ان لم تتطابق.
– وتشابه المهام هذا يؤدي الى تصادم القرارات واختلاف السياسات بين الجهات التي تتشابه في مهامها وتعمل في ميدان واحد في الكثير من الاحيان.( التحالف والمجلس).
– ايضا وجود عضوية التحالف داخل المجلس ربما يقلل من ثقة اعضاء المجلس (من غير اعضاء التحالف ) نحوها إذا حاولت العمل بما يتوافق مع مخرجات او قرارت سابقة للتحالف وبالتالي ستتكتل عضوية المجلس غير الاعضاء بالتحالف للتنسيق بينها ايضا وهنا ستظهر التكتلات والانقسامات داخل المجلس, وإذا اخذت عضوية التحالف داخل المجلس بقرارات المجلس فقط اذا لا إعتبار لوجود التحالف.
3/ ماهي الأسباب والداوافع للتمسك باستمرارية التحالف بعد إنشاء المجلس الوطني ؟
– بعد ان أكدنا على وجود عوائق حقيقية دعونا نتوقف بعض الآراء الافتراضية المطالبة بأهمية استمرار التحالف ككيان وماهي أهم الاسباب والدوافع التي تدعونا للتمسك بالتحالف واستمراره ؟
أ/ فشل المؤتمر أو المجلس:
– ربما يعتقد البعض كيف لنا ان نفرط فيما نملك قبل ان نصل او نتحقق مما لا نلملك ( طائر في اليد ولا الف طائر في الفضاء (في الجو)) بمعنى يجب ان نحافظ على التحالف باعتباره اكبر مظلة للمعارضة الارترية حتى نصل الى انتخاب المجلس او نتحقق من نجاح تجربة المجلس بعد انتخابه.
ب/ حداثة التجربة (منظمات المجتمع المدني)
– من المتوقع ان يضم المجلس العديد من المنظمات والتي تعتبر حديثة الانشاء او حديثة على الساحة السياسية وربما يرى البعض خطورة في تسليمها العمل المعارض والمكتسبات التي تحققت مهما كان حجمها.
ج/ الربح والخسارة:( المراكز القيادية).
– من المتوقع بانتخاب المجلس الوطني وحل التحالف أن تطرأ بعض التغيرات في المراكز القيادية اي ربما يكون هناك البعض اليوم في قيادة التحالف وغدا بعيدا عنها في المجلس ( لا أعني بان هناك البعض من قيادة التحالف من هو حريص على السلطة ولكن قد تكون تلك سياسة التنظيم وأيضا يحق لمن يرى في نفسه الكفاءة ان يطمح للقيادة).
د/ صعوبة انتخاب عضوية المجلس.
– صعوبة إقامة مؤتمر آخر لانتخاب عضوية المجلس بعد انتهاء كل دورة اذا لم يتم اسقاط النظام في الدورة الاولى وذلك لارتفاع تكاليف التحضير والإنعقاد خاصة المادية منها.
مشروعية المخاوف :
– كل المخاوف أعلاه مشروعة ومنطقية لكن يجب أيضا ان نتذكر ان التحالف كان وراء المشروع وهو من خطط له وان نجاحه يحقق طموحات الشعب الارتري ويعتبر ذلك انجازا للتحالف.
– ايضا من المتوقع ان عددا من قيادات التنظيمات السياسية المعارضة من التحالف وخارجه ان تكون ضمن عضوية المجلس وبذلك تتبدد المخاوف في عدم نجاح المجلس في اداء مهامه الوطنية.
– كما ان النظام يعيش أسوء حالاته في كل الجوانب الدبلوماسية والاقتصادية نتيحة لممارساته العرجاء و أن تظاهرات الشعب الارتري في الخارج آخذة في التنامي يوما بعد يوم لذا ربما تكون دورة واحدة كافية اذا تم توظيف كل الوسائل والامكانات المتاحة بفعالية وكفاءة لاسقاط النظام.
4/ الحل في حل التحالف (من وجهة نظر الكاتب)!
– بعد ان توقفنا على بعض العوائق الناتجة عن استمرار التحالف والمجلس معا وايضا أسباب التمسك بالتحالف لنرى ما هو الحل في رأي الكاتب.
– أولا لابد من التأكيد على أن المجلس مظلة أوسع من التحالف لانه من المتوقع ان يضم في عضويته بجانب عضوية التحالف تنظيمات من خارج التحالف وايضا ممثلي الجاليات الارترية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم من ممثلي فئات وشرائح الشعب الارتري.
– و لأنً التحالف كان صاحب المبادرة في اقامة ملتقى الحوار والذي جاء المؤتمر كاحد قراراته فمن الاولى أن يكون الاكثر حرصا على نجاح مخرجات المؤتمر الوطني ومن أهمها انتخاب قيادة موحدة تستطيع العبور بالشعب الارتري الى بر الامان والتخلص من المآسي والمعاناة التي يعيشها كما اسلفنا.
– وكما ورد اعلاه أن استمرار التحالف بنفس المهام السابقة يعيق عمل المجلس أو على الاقل يبطئ تحركاته فأرى انه من الضرورة بمكان لأن يتخذ التحالف قرارا اكثر شجاعة ووطنية وهو حل التحالف وذلك بعد فترة محددة بعد نجاح المؤتمر وإختيار عضوية المجلس الوطني وذلك حتى تكون مخرجات المجلس اكثر نجاحا .
– وحل التحالف بعد المؤتمر وبعد اختيار عضوية المجلس القصد منه حتى يطمأن من يرون انه لا يجب ان يفرط فيما هو موجود قبل ان التأكد من مخرجات المؤتمر.
– كذلك حل التحالف يعني أن المجلس سيكون المظلة الوحيدة الكبيرة الجامعة وبذلك سيؤثر ذلك ايجابا في رفع من معنويات الشعب الارتري ويدحض نظرية النظام الذي يراهن على استحالة توحد المعارضة الارترية.
– قبل الختام
– لتكن هذه المداخلة تنبيها لقضية ربما يكون لها تاثيرها في المستقبل واذا لم يكن الحل الذي اقترحه الكاتب هو الانسب فليكن مدخلا للاخرين لتناول هذه القضية وايجاد الحلول الانسب والامثل لها.
– ختاما وكالمعتاد التحية لكل من يناضل من أجل الشعب الارتري على وجه العموم, ونخص بالتحايا التحالف قيادة واعضاءا حيث كان مع انجاح المؤتمر حتى الان والذي نتمنى ان يواصل مشواره في انجاح فعالياته وانعقاده ومن ثم آلياته واهمها المجلس الوطني حتى يتم وضع نهاية لمسلسل المعاناة الذي يعيشه الوطن المكلوم والشعب المغلوب على أمره .
ولك الله يا شعب ارتريا,,,
b_wdooh@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16068
أحدث النعليقات