المؤتمر الوطني الإرتري واختيار قيادة المستقبل !

لاشك يعتبر المؤتمر الوطني الإرتري محطة من المحطات التاريخية الهامة في تأريخ نضال الشعب الإرتري من أجل الحرية والكرامة وضد الظلم والطغيان,لهذا تتفاعل كل المؤسسات والقوى السياسية والعناصر الوطنية الغيورة من أجل نجاح هذا المؤتمر وتوافقه في كل الأوراق المعروضة للنقاش والتي تعتبر الحد الأدنى من أجل بناء معارضة قوية ذات برامج ورؤية واضحة قادرة بأن تكون البديل الحقيق للنظام الديكتاتوري وإقناع الشعب الإرتري والمجتمع الدولي بأنها المعبر عن أحلام وطموحات الإنسان الإرتري.

ولقد اضطلعت في الأوراق التي أعدتها المفوضية الوطنية الإرترية للتغير وهي مشكورة على ما تبذل من الجهود والتضحيات من أجل إنجاز مهمة الإعداد للمؤتمر بالرغم من المصاعب التي تواجهها من شح الموارد وغيرها ولكن لقد افتقدت ورقة كنت أأمل الاضطلاع عليها وأتمنى أن تكون حاضرة وجاهزة وهي تتعلق بالية اختيار قيادة المستقبل والتي سوف تنبثق من المؤتمر الوطني, ما هي الشروط والموصفات المطلوب توفرها في هذه القيادة ؟ كيف سوف يتم التوافق بين كل المشاركين في اختيار قيادة تعبر عن المؤتمرين وتكسب ثقة غالبية المشاركين وتتمتع بكفاءة في تحقيق طموحات الشعب الإرتري راجيا أن تسبق ورشة عمل بخصوص هذا الموضوع تشارك فيها كل الأطراف وذالك لتقديم تصور مدروس تتوافق عليه الأغلبية.

لآن تجاربنا وواقعنا يقول أن خلافاتنا في مثل هذه المناسبة تكون حول الأشخاص وليس الأفكار وهنا تحدث صراعات تنظيمية وتدخل كل الأمراض الإرترية المزمنة من قبلية وإقليمية والطائفية والمصالح الفردية لتفسد كعادتها المشروع الوطني وتطفئ شمعة أمل التي ينتظرها الشعب الإرتري في ظلمة ليل نظام الشعبية الحالك وتكون بدل من زرع روح الأمل نكرس الإحباط واليأس لدي الشعب الإرتري من إمكانية التغير ووجود بديل ناضج ومسئول .

هذا المؤتمر والذي ينعقد من أجل التغير نريد منه تغير في المفاهيم والنفوس حيث لا نريد أن نعيش في الماضي ونكون أسرا له كما لا نريد الجمود في عصر سرعة المتغيرات لهذا نريد اختيار قيادة ذات كفاءة العالية ويكون عنصر الشباب حاضرا فيها بشكل كبير إضافة إلى النساء وأن تكون متوازنة معبرة عن مكونات وشرائح المجتمع الإرتري بالقدر المستطاع متمنيا أن يكلل المؤتمر بالتوفيق والنجاح.

عثمان كراني ـ السويد