رسالة مفتوحة من المناضل والشهيد أبو رجيلا

 

بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة مفتوحة

أبناء و بنات إرتريا الأحرار  حماكم الله وكشف عنكم الغمة وألهمكم البصر والبصيرة والضمير لمساعدة شعبكم المضيع والمكبل .  من بقي من جيلي أنا والأجيال التي تلت  وأسهمت بعزم الرجال في الثورة الوطنية لشعبنا الإرتري البطل .

إلى مناضلي جيش التحرير الإرتري الأحياء و الشهداء وجرحى حرب التحرير الوطنية الأبطال والذين ظلوا قابضين على القضية.

إلى أصدقاء شعبنا وأشقائه الذين بقوا أوفياء لعهدهم لآخر المشوار .

إليكم جميعا أزف التحية والتبريك والسلام من عمكم أبو رجيلا أحد الذين تشرفوا بالنضال وشاركوا منذ البدايات الأولى لمشوار الكفاح الوطني الإرتري وبمناسبة عيد الأضحى المبارك و العام الجديد وانقضاء ثلاث واربعين عاماً على اندلاع الكفاح المسلح لثورة شعبنا الإرتري المغوار والذي تأسست طليعة نضاله في الثالث والعشرين من يوليو عام 1960م بقيادة الشهيد المؤسس إدريس محمد آدم ورفاقه من اللجنة المركزية التأسيسة والتي أشعلت الثورة الوطنية المسلحة في الأول من  سبتمبر عام 1961م بقيادة الشهيد القائد حامد ادريس عواتي ورفاقه من الرعيل الأول لجيش التحرير بعد أن فرض على شعبنا حمل السلاح لانتزاع حقوقه المشروعة في الحرية وتقرير المصير وبعد أن فشلت كل الأساليب السلمية لطبيعة العدو ولغطرسة الإمبراطورية ولتخلفها وللوضع الإقليمي والدولي الذي ساد بعيد الحرب العالمية الثانية ولتنافس أقطاب المعادلة التي أفرزتها والتي كنا نحن شعب إرتريا والشعوب الأثيوبية من بين ضحاياها جراء فتنة الإلحاق التي أججت سعير الحروب  وكان بالإمكان أن تحل كل قضايانا المشتركة بطرق سلمية ولمصلحة  الاستقرار والسلام بعيدا عن الهيمنة والتسلط والإلحاق وما تفرزه من مشاعر المرارة وجرح الكبرياء عند الشعوب .

 

أبنائي الأعزاء  :

    لم أتمكن من أزف إليكم  تحية سبتمبر في وقتها لوضعي الصحي الذي ضايقني بعض الشيء ولكن أن تأتي متأخرة خير من ألاتاتي بهذا استميحكم عذراً عن هذا التأخير الخارج عن الإرادة خاصة وان عندي ما أقوله  لعل الزمن لا يتيح لمن في سني الفرصة مرة أخرى لذا رأيت أن أقول نصحي وإن جاء في ضحى الغد كما يقال والله المستعان .

 

أبنائي :

 بالنسبة لي ولجيلي الذي أسس الثورة والذي أخرجه لساحة النضال الدوس المباشر على الأنوف وعلى الحقوق ودفعته المعاناة ونحن لم نتخرج من المدارس ناهيك عن الجامعات بل لم نجد حظا من التعليم إلا الكتاتيب والخلاوي الأهلية فقط تعلمنا معاني الأشياء في مدرسة الحياة والنضال أو كما يحلو للرعيل أن يسميها جامعة كتر وتفتحت أذهاننا على مآلات الأوطان ونحن جنود في الحرب العالمية الثانية وكان أغلبنا بجانب الحلفاء الذين كانت لهم الوعود المعسولة  عن تقرير مصير شعوب المستعمرات في ظل أزيز المدافع وصرير الدبابات  وهدير الطائرات تعلمنا الكثير الذي لو تركنا لتطورنا الطبيعي لاحتاج منا وقتاً طويلاً  ، هذا الجيل كان الأكثرية التي قدر لها الله أن تشعل الشرارة الأولى للكفاح المسلح على طريق انتزاع حق شعبنا  وعلى هذا الطريق الطويل والصعب واجهنا واقعا غاية في القسوة لم يكن أمامنا إلا أن نسير أياً كانت صعاب الطريق كان برنامجنا غاية في البساطة واليسر تلخص في تحرير إرتريا الأرض والشعب لكل أبنائها  وسيلتنا تنظيم الشعب وثور نته حتى حمل السلاح للدفاع عن حقه في تقرير المصير أصدقاؤنا كل من يساند هذا الحق لم تكن لنا في البدايات ظروف تمكننا من عقد مؤتمرات كما تعارفنا عليها فيما بعد كنا نحن طليعة تحترق لترسم طريقا يتبصر أثناء السير فيه الرجال فيصوغون البرامج ويجددونها من مرحلة لأخرى وكتب برنامجنا الأول من لدى المجلس الأعلى وصادق عليه الناس كما كانت لوائح ضبط الأداء وتوزيع المهام تقر منه أيضا ، كانت البدايات بالغة المرارة فقد واجهنا قسوة الطبيعة بطقسها المتنوع وأمطارها الغزيرة بردها وحرها جبالها الوعرة القاسية وصحاريها الجافة التي تنعدم فيها الحياة  كنا نفترش الأرض ونلتحف السماء نعيش كالوحوش في غابات إرتريا وسهولها ووديانها  واجهنا الأفاعي الشديدة السم والعقارب المتنوعة الأشكال والحشرات الضارة والوحوش الكاسرة يضاف إليها إنعدام الزاد والذخيرة والسلاح والأفراد ،  الكساء والدواء والمطاردة المستمرة في ظروفٍ غير مواتية المرة ورغم كل هذا الواقع القاسي عملنا على تهيأة مسرح الثورة وظروف إستقرار أهدافها في وجدان وضمير الشعب الإرتري حتى أضحت عصية على الإنكسار وعلى هذا الطريق فقدنا عشرات المناضلين الذين أستشهدوا  وهم يوفرون شروط إستمرار الثورة فكم من مناضل خر صريعأً نتيجة لدغة ثعبان أو قرصة عقرب أو لسعة بعوضة وكم جريح زحفت على جراحه القرقرينه  فبترت يده أو ساقه أو أستشهد وهو لايجد الدواء أو قضى ونحن ننقله بوسائل نقلنا البدائية التي كانت تستمر أياماً  ورغم كل هذا لم ننكسر أو نمل أو نتراجع  والثورة التي شاهدها أغلبكم أو شارك في أي من مراحلها والتي أضحت ملئ الأرض والسمع والبصر في بركة والساحل وكبسا وسمهر ودنكاليا لم تبن صدفة إنما بنيت وقوي عودها على حساب دماء ودموع وعرق ومعاناة مناضلينا الأبطال في جيش التحرير الإرتري الذين قدموا وتحملوا بشجاعة وجرأة نادرة أهوال النضال ويعد العقد ونصف العقد  الأول من عمر النضال الإرتري من أقسى وأصعب وأعقد مراحل الثورة وقياساً عليها تعد سنوات النضال الأخرى أعوام الترف النضالي الكبير.

  كانت منطقة الإنطلاقة الأولى بمثابة الحاضنة لأبناء إرتريا المناضلين وكانت تلك القاعدة تتسع باستمرار حتى أضحت تلامس تخوم المدن لتعم كل أرجاء إرتريا خبراً وصورة وأمل يدغدغ الوجدان ليؤكد حتمية ميلاد الفجر الجديد رغم التشويش والتضليل والأكاذيب والتثبيط وكان تطور الثورة طبيعي ومن طبيعة الأشياء أن تبدأ صغيرة ثم تكبر وتتسع وتكتسب الخبرة وتتعلم من تجاربها الذاتية  ، خاصة ونحن لم يكن لنا مثال ننحو إليه كما وأنه من الطبيعي أيضاً أن يقوم بالثورة البعض وأن يتسع ما عونها كلما  كثر عدد المقتنعين بأهدافها والمنضمين لصفوف مناضليها باعتبارها تمثل المصالح والحقوق  الوطنية العامة وهذا التدرج لاحظناه في تطور ثورة شعبنا التي عايشت بداياتها بحكم أني واحداً من رجال البدايات وكان التلكؤ في الالتحاق سببه تشو يهات العدو الكثيرة والخطيرة وآثار مرحلة تقرير المصير وإنعكاس إشكالياتها ولكن وفي نهاية المطاف لم يصح إلا الصحيح وغلبت برامج الثورة الوطنية وأهدافها بل أضحت عصية على الإنكسار والترويض بل سدت كل الثغرات التي حاول العدو أن يهد من خلالها بنيان الثورة وللأمانة والتاريخ كنا نقاسي نحن وإخواننا في القيادة وعلى رأسهم المناضل إدريس محمد آدم لتوفير سلاح معقول ورجال قادرين على تحمل تبعات الانطلاقة وقاعدة انطلاق آمنة وكان يجوب لتوفير شروطها الشيخ المناضل محمد داؤود آل سيدنا مصطفى كل نواحي منطقة الإنطلاقة مبشراً بالقادم الآتي كما كان للشيخين سليمان محمد الأمين ومحمد ودعتيل دوراً مقدراً كما قدم لنا سيدنا حامد همد كل بنادقه وكمية معتبرة  من الذخائر وقد فرضت علينا الظروف العمل بذلك العتاد وبما كان متوفراً للقائد حامد إدريس عواتي ورفاقه الذين تبرعوا ببنادقهم التي اشتروها بحر مالهم للثورة والشعب الإرتري وليحملها أي مقاتل إرتري ويؤدي بها واجب الدفاع عن حق شعبنا في الحرية والاستقلال وكان قسم البدايات مؤكداً على فداء إرتريا بكل أبعادها الجغرافية والبشرية وأن يذل قصارى الجهد للتجنيد في وسط كل أنحاء إرتريا على أن يكون القادم لصفوف جيش التحرير متطوعاً بنفسه للدفاع عن القضية الوطنية بعيداً عن أية أغراض شخصية أو غيرها.

 

أبنائي الأعزاء :

التحقنا بالقائد عواتي بعد أن اتفقنا معه عبر المناضل النور تيته على المكان والزمان ،  كما كان لنا معه قبل ذلك لقاء أجراه الأخوين محمد إدريس حاج ومحمد عمر عبد الله أبو طيارة والتقينا به حسب الاتفاق في قرية أبوحشيلة شكور فجر يوم 17/2 / 1962م وكنا ثلاثة عشر مناضلاً وهم :

1ـ محمد إدريس حاج

 2ـ محمد على إدريس أبو رجيلا

 3  ـ عمر حامد إزاز

4ـ محمد عمر عبدالله أبو طيارة

 5ـ عمر دامر

 6ـ آدم محمد حامد قندفل

 7ـ جمع آدم

8 ـ محمد عثمان تنقو

 9 ـ عثمان محمد إدريس أبو شنب

 10 ـ إبراهيم أمير

 11ـ محمد آدم لونقي

 12 ـ صالح الحسين

 13 ـ محمد آدم قصير والذي عاد بعد مارس 1962م ليعمل في تمريض جرحى الثورة في كسلا .

 

كما إنتظرنا مع القائد عواتي الأخوة الآتية أسماؤهم :

1 ـ القائد حامد إدريس عواتي

 2 ـ أحمد محمد إبراهيم قبه

 3 ـ عواتي محمد فايد

 4 ـ أحمد فكاك

5 ـ محمد إبراهيم شني

6ـ صالح نور

 7ـ محمد آدم حسان

 8 ـ محمد آدم كشة

 9ـ آدم كرار شايقي

10 ـ صالح قروج

 11 ـ إبراهيم محمد على

 12 ـ على بخيت إدريس 

13 ـ شيه محمد شية

 14 ـ إدريس محمود

15 ـ آدم فقوراي

 16 ـ أبو حليمة فقوراي

 17 ـ النور حجاج

 18 ـ أبو بكر هينة

 19ـ همد كيراي ،

 

 كما غاب عن الحضور لدواعي المهام كل من محمد الحسن دوحين  ـ كبوب حجاج ـ محمد علي كشه ـ طاهر إدريس ـ عمر كراي ـ كشه محمد كشه وكانت قيادة الربط بالقيادة العليا مكونة من الأخوة : محمد سعد آدم ـ الطاهر سالم ـ محمد إدريس حاج ـ جعفر محمد ـ عمر حامد ازاز ـ بابكر محمد إدريس ـ أحمد محمد علي عيسى  ولفيف من الزملاء المساعدين ، وقد التحق الأخوين محمد إدريس حاج وعمر حامد إزاز معنا بالميدان كما كانت هناك اللجنة المركزية التأسيسة المكونة في القاهرة من 29 عضواً برئاسة ادريس محمد آدم، وكان القائد عواتي قد خاض عدة معارك قبل أن نأتي إليه وهي :ـ

 

معركة أدال (كارمرويت)

 وهي المعركة التي أعلن فيها إنطلاق الشرارة الأولى للكفاح المسلح من أجل إستعادة حق شعبنا في الحرية وقد دارت في يوم 1/9 /1961م والقي فيها القبض على المناضل بيرق محمد بيرق والذي كان أول أسير من الثورة وحكم عليه بالإعدام ثم خفض للمؤبد وقد أستشهد في سجن سمبل تحت وطأت التعذيب عام 1969م وبهذا لم يحضر عملية فبراير 1975 الفدائية الأسطورية  ذائعة الصيت التي نفذها أبطال جيش التحرير الإرتري والتي شملت سجن عدي خالا أيضاً وأسفرت عن إطلاق سراح أكثر من 1000 مناضل وأسير من أبناء شعبنا في وقت واحد في كل من أسمرا وعدي خالا .

 

معركة اومال 

 جرت في منطقة اومال هتريت  يوم 20/ 9 / 1961م وأستشهد فيها المناضل الشهيد عبدُ محمد فايد وهو أول شهيد للثورة الإرترية المسلحة .

 

معركة آمنايت القاش

 وقد دارت يوم 15/ 11/ 1961م واسر فيها المناضل الشهيد همد ايرا الذي سل سيفه وهجم على العدو بعد أن نفدت ذخيرة مقاتلي الثورة وكان هدفه شغل العدو لتأمين إنسحاب القائد عواتي ورفاقه وكان يصرخ يمكنكم أن تجدوا العشرات من أمثالي ولكن من الصعب أن نجد مثلك يا حامد  وبالفعل ركز عليه العدو وأخذ يرجمه بالحجارة حتى سقط مضرجاً بدمائه مغشياً عليه واسر واستشهد لاحقاً تحت تأثير التعذيب وعلق في مدينة بارنتو لإرهاب المواطنين ولكنها أتت  بعكس ماكان العدو يأمل .

 

 معركة هناق هنجر :

 دارت هذه المعركة في منطقة هناق هنجر في فبراير 1962م وقد هزم فيها العدو شر هزيمة وعاد وهو يجر الخيبة والخسران  وقد قدمنا إليهم نحن بأيام قليلة بعدها .

 

إختيار القيادة :

اخترنا القيادة بأسلوب مبسط فاخترنا حامد إدريس عواتي قائداً عاماً ومحمد إدريس حاج نائباً له وهذا القدر من القيادة كان كافياً لتلك المرحلة خاصة وأنها كانت مرتبطة بالقيادة العليا عبر الزملاء القادة في مركزية كسلا فضلاً عن أن القوة كانت قليلة لا تستدعي قيادة أوسع من تلك .

 

معركة بلا قندا :

وهي المعركة الأولى والأخيرة التي شاركنا فيها نحن القادمين مع القائد حامد عواتي ودارت يوم 30/ 3 / 1962م وقد أستشهد فيها المناضلان أحمد محمد إبراهيم قبة وأحمد فكاك انسحبنا بعدها إلى منطقة أبيلناي ومكثنا هناك زهاء  45 يومًا كنا نتدرب خلالها على أساليب وفنون قتال حرب العصابات ونعمل على خلق أجواء من الألفة والإنسجام والتعارف بين المناضلين والتدرب على الأسلحة البدائية التي كانت بحوزتنا والتوعية حول أهداف النضال وأيسر الأساليب لشرح هذه الأهداف لأبناء شعبنا والتعود على الضبط والربط وتنفيذ التوجيهات وأساليب التعامل مع المواطنين والتعرف على أشكال الأرض وطرائق إدارة قتال الكر والفر عليها وتطبيق فنون الغش والإختفاء وزعنا بعدها إلى مجموعات أربعة الأولى بقيادة القائد حامد وتغطي منطقة القاش العليا وكان الإتجاه أن تكون المنطقة قاعدة آمنة للثورة والمجموعة الثانية بقيادة عثمان محمد إدريس أبو شنب وتغطي منطقة القاش السفلى والثالثة بقيادة محمد عمر عبدالله أبو طيارة وتغطي منطقة بركة والرابعة بقيادة محمد إدريس حاج وكنت أنا وعمر إزاز من بين أفرادها وتغطي منطقة عنسبا والساحل وكانت المهمة الأولى قطع خطوط الاتصال التلفوني على أن نلتقي بعد إنجاز المهمة في ذات منطقة الإنطلاقة في بدايات الخريف وعندما عدنا لم نجد القائد من بين الحضور وأخبرنا بإستشهاده فأقسمنا أن نجعل هذا الخبر سرا يمنع البوح به حتى يقوى ساعد الثورة وقد بر رجال الرعيل بهذا القسم المهيب وإستمرت مسيرة القتال تحت قيادة محمد إدريس حاج والذي أستشهد هو الآخر وهو يقود معركة عنسبا فخلفه في القيادة بابكر محمد إدريس والذي أصيب هو الآخر بمرض الملاريا واستشهد تحت وطأته في مدينة القضارف فاعتمدنا على قادة الفصائل لفترة من الوقت وقد خضنا في هذه الفترة العديد من المعارك أهمها معركة باب جنقرين  ومعركة هيكوتا الفدائية الشهيرة التي قادها آدم قندفل وأخيرًا معركة تقو ربا التاريخية والتي كانت أول مواجهة مباشرة مع قوات الجيش الأثيوبي النظامي القادم من حربي الكنغو وكوريا ورغم التفوق الكبير لقوات العدو تمكنا من هزيمته وتبديد أحلامه في وأد الثورة والقضاء على أحلامنا في الحرية والإنعتاق  وتلقينه درساً في البطولة والفداء وقد فقد العدو أكثر من ثمانين قتيلاً وعشرات الجرحى عاد بهم أدراجه لمدينة هيكوتا وقد أخذ في طريقه جثث شهدائنا والتي علقها في معظم مدن إرتريا الغربية والوسطى.

 

 شهداء تقو ربا وهم :

 

 1ـ آدم إدريس فوجاج

2ـ عثمان عافه إدريس همد

 3ـ إدريس محمد على

 4ـ عثمان محمد على أفاددا

5 ـ أحمد محمد عبد الله عنتر

 6 ـ الحسن حريراي حاج همد

 7ـ محمد عبد الله ود همبول 

 8 ـ الناظر إدريس محمد على دافؤت (ناظر القعوداب )

 9 ـ شريف شربوت

 10 ـ إسماعيل كنا 

11ـ عثمان محمد الحسن

  12 ـ لباب محمد لباب

13 ـ عثمان محمد نور

14 ـ الحسين إدريس محمد شريف

 15 ـ صالح نور

 16 ـ على إدريس جمع خير

 17 ـ همد صالح أكد

18ـ محمود عمر محمود .

 

    وإستمرت ملاحم البطولة والفداء  وإتسعت رقعة إنتشار الثورة وتصاعد مدها وإنتشرت سرايا وفصائل جيش التحرير الإرتري وكثرت أعدادها ، وبعد تقو ربا كلف المناضل محمد عمر عبد الله بأمر القيادة  إلا أن القيادة العليا(المجلس الأعلى ) إستدعته وكلف المناضل طاهر سالم بدلاً عنه بالمهمة كما أستدعيت أنا من قبل القيادة الثورية وأمرت بتأمين دخول السلاح عبر بوابات التهريب في ساحل البحر الأحمر ثم دخلت فترة المناطق والتي كانت نقلاً حرفياً لتجربة المناطق العسكرية للثورة الجزائرية ورغم أنها حققت إنتشاراً للثورة على نطاق واسع في البلاد إلا أن التناقضات أخذت تبرز خلالها كما ظهرت بعض مظاهر الفوضى إلا أن كل ذلك لم يؤثر على إستمرار الثورة ومدها النضالي رغم أن التناقضات بلغت ذروتها بالإنشقاق  العلني سنة 1970م إلإ أنها لم تؤثر على الهدف المركزي للنضال الوطني الإرتري ولم تطال برنامجها في الحرية والاستقلال رغم الحروب البينية التي إستعرت بين أبناء الوطن الواحد في الأعوام 72 ـ 74 ،79 ـ 91 وإستمرار آثارها حتى الآن  رغم إنجاز الثورة لمهمتها التأريخية وتمثل ذلك بميلاد الكيان الوطني الإرتري إلا أن مظاهر ذلك الأثر السيئ وما خلفه من إحن في النفوس واضح للعيان في تركيب السلطة التي عبرت عن طرف واحد من فرقاء الساحة الوطنية والنضالية الإرترية وإحتكار الوطن عند فريق واحد .

 

  أبنائي الأعزاء :

   لاشك أن ميلاد الكيان الوطني الإرتري الذي انتزع عبر مهر الدم والأرواح العزيزة وتجسد قانونياً في إستفتاء عام 1993م الذي أعلنت نتائجه في يوم 24مايو من نفس العام كان إنجازاً تاريخياً عظيما ولكن وللأسف الشديد فإن الحكومات التي تشكلت بعده سواء المؤقتة أو الانتقالية أو الحكومة الحالية لم تستفد من دروس وعبر مرحلة التناقضات التي وصلت لحد الإقتتال ويبدو أن كراسي الحكم قد سيطرت على العقول فعطلتها من التفكير المستشرف لآفاق الإستقرار واحتضان إرتريا لكل أبنائها وبناء دولة وحكم يستوعب كل أبناء الوطن وقد حرم هذا التفكير والنظر للوطن  أولئك الأبناء من المبادرة التأريخية في معالجة تناقضات الواقع الإرتري لمصلحة توحيد الجبهة الداخلية التي أظهرت الأيام مدى الحاجة إليها وكان بالإمكان فتح أوسع إطارٍ ممكن من المشاركة الوطنية السياسية والإدارية والتحول من قادة لتنظيم وحزب إلى قادة لكل إرتريا وشعبها لينصرف الجميع لمهام إعادة شعبنا اللاجئ والمشرد وبناء البلاد على أسس من العدل والحرية والتسامح  ولكن وللأسف الشديد فإن أبنائنا في تلك الحكومات لم تغادر نفوسهم خندق الماضي ولوك أحداثه وإتبعوا للأسف الشديد سياسة الثأر والتهميش والإقصاء لكل من خالفهم يومًا ما أثناء المسيرة النضالية وتناسوا أنها الدولة التي هي حق لجميع أبناء إرتريا لاستثناء فيها وليس لأحد حق عزل أي من أبناء إرتريا ناهيك عن الذين ناضلوا ولكن من تبوأ مقاليد الأمور حرموا الناس من حقهم في العيش الكريم على ترابهم الوطني الذي ضحوا من أجله بسنوات العمر ليس هذا فحسب بل طالت موجات التضييق والملاحقة حتى من كانوا من  الرفاق في الحكومة نفسها فدخلت ثلة منهم المعتقلات والسجون دون أسس أو تقديم لمحاكمات تتوفر فيها كل الضمانات القانونية  وقد أحزنني  أن يضيع ويختفي الألوف من أبناء إرتريا هكذا بدون مبررات وأن الدولة التي ناضلنا من أجلها تتحول إلى سجن لأبناء شعبنا ومناضليه وأن تتحول سلطة النضال التي دفعنا ثمنها ألوف الأرواح العزيزة إلى أداة قهر وإذلال وقلت في نفسي ما الفرق بين أمس الإستعمار ويوم هذه السلطة القابضة وهل يرجى في من لم يرع ذمة الرفاق رعاية آباء الثورة والنضال ليس هذا هو الذي ناضلنا من أجله لهذا فضلت البقاء بين أولادي وإعتكفت في داري خجلاً من هذه النهاية المأساوية الدكتاتورية لأناس قادوا ثورة الحرية وحملوا أرواحهم على الأكف  فهزمتهم شهوة السلطان وروح إحتكار الوطن والحق الجماعي فأنتجوا واقعاً إرترياً يندى له جبين كل الأحرار وتألمت كثيراً أن يكون هذا مآل ثورة عظيمة أفنيت من أجل إنتصارها العمر وخاتمة في سفر قادة كتبوا أسمائهم بمداد الدم لهذا بقيت معتكفاً داري يأتي إلى من شاء من الأبناء للسلام .

 

أبنائي الأعزاء :

 كثيرون منكم سمع عن دخول الرعيل للمشاركة في الاستفتاء من داخل أرض الوطن ولا يعرف ماذا دار في تلك الزيارة  بعضكم كانت له وجهة نظر معارضة لتلك الزيارة وأنا كنت من بين الذين ذهبوا التزاماً بتوجيه التنظيم وكان الرأي أننا في الرعيل قدمنا ما فيه الكفاية والجميع أولادنا يمكن أن نسعى بينهم بالنصح إذا تطلب الأمر ومكاننا الطبيعي هو الوطن على كل حال في ذلك العام المهيب ( 1993م ) وفي شهر مارس دخلنا إرتريا عبر بوابة بلدة 13الحدودية كنا في حافلة علقنا عليها علم النضال السماوي المعروف وصور القائد حامد ادريس عواتي عند تلك البوابة إستقبلنا أبناء شعبنا وأهلنا في 13وكانت الإستقبالات المهيبة حتى وصلنا مدينة تسني وهناك استقبلنا بحفاوة وعلق الأبناء علم الجبهة الشعبية على الجانب الآخر من الحافلة واستمرت الرحلة إلى هيكوتا ثم  قونيا  و بارنتو وأغردات وكرن وأسمرا وقد أستقبلنا في كل تلك المدن إستقبالاً عظيماً لا ينمحي عن الذاكرة وإستضافنا الأبناء في الحكومة في فندق الخرطوم بأروع ما يكون في ذلك الظرف المشحون بالمشاعر قابلنا الإبن الرئيس أسياس وتبادلنا معه الحديث والدردشة كانت لحظة مليئة بالآمال قلنا له بعد الدردشة العامة إن الواجب والمصلحة العليا يحتم عليك اليوم فتح صفحة جديدة  وطي الماضي بكل أفراحه وأحزانه وأكدنا له بأن الأمر يتوقف على مبادرته التي بها يمكنه لم شتات أبناء إرتريا بمختلف إتجاهاتهم وفصائلهم وهذا ما سيؤمن مشاركة الجميع في إدارة وتوجيه عملية بناء إرتريا وصياغة موجهاتها السياسية والوطنية وعلى قاعدة التسامح والمصالحة وتعزيز الثقة قلنا كل ما نريد بلغة بسيطة وعفوية ومباشرة  وأذكر أن أخي أبو شنب رحمه الله  قال له أسياس إنت قاعد هينا والناس التانيين يقرضوا بعد كل عمرهم الراح من أجل إرتريا أسياس شعبنا ذي بقرو لا يحلب من غير أهله فضحك أسياس من أعماقه ثم قال عم عثمان سنجد لكل مكانه في هذا البلد ولكن الأمر لم يتعد مكانه هل بسبب رغبة الرئيس نفسه أم بسبب بطانة السوء وإتضح لي أن الأمر لم يكن أكثر من مجاملة إقتضاها أمر اللقاء بآباء النضال وتطيب خواطرهم ليس أكثر ، حزنت كثيراً عندما ُرحلنا وحرمنا من المشاركة في تعليق العلم يوم الإستقلال على سارية إستاد أسمرا (24/5/ 1993م ) وقد أكدت لي كل تلك الوقائع أن اؤلئك الأبناء كانوا ولازالوا يعيشون في الماضي وهم أسرى لا فكاك لهم من ذلك المعتقل المظلم( الماضي ) الذي لا يغرس إلا كرها وهذا ما عقد ماضينا وأخر حريتنا لأكثر من مرة ولازال يدمر حاضرنا أملي ألا يتمدد لمستقبل أجيالنا القادمة فتدور به كالمرض الوراثي.                                                        

إن عدم الإنفكاك عن الماضي حرم أبنائنا في الحكومة المؤقتة والإنتقالية والحكومة الحالية من تسطير تاريخ جديد من التسامح والمحبة والإخاء وكان حتماً سيخلدهم الحاضر والمستقبل ، وبدلاً من ذلك وخلال هذه الفترة استضعف الشعب الإرتري مرة أخرى على تراب وطنه وهذه نتيجة طبيعية للروح سادت والكراهية التي غطت على القلوب وما يدمي القلب أن هذه الممارسات لم تكن من عدو غاصب ولكنها من الأبناء والأهل تمارس  تحت حجج مختلقة وحرص كذوب على الوطن الذي ليس لهم وحدهم فهو وطن الجميع  يحيا بهم ولهم ، والهدف الحقيقي هو الإستحواذ على الوطن بكل ما فيه وبهذا السلوك أضحى شعار إرتريا لكل الإرتريين شعاراً بالا مضمون والإستقلال  بالا طعم والحرية سراب يخاله الظمآن ماءاً  ،   إذاً حُق لمن يقول ما أشبه الليلة بالبارحة ، وما يحز في نفسي أن الوطن أختزل في قطعة قماش أقرت هكذا يقهر تحت ساريتها أبناء النضال ويحرمون من التمتع بثمار عذابهم الطويل وأصبحت بلادنا وطنٌ يموت مؤسسي ثورته ويدفنون في المنافي ويكابد من بقى منهم بعيداً الأسى والألم والمرض والجوع    ويستمتع فيه وبه أبطال الساعات الأخيرة ويطارد من أفنوا زهرة العمر لمجرد رأي أ وفكرة أو إنتماء تنظيمي لم يروق لهم.                                                

 والسؤال هل يمكن أن تتجاوز بلادنا هذا الواقع المرير وأقول نعم إذا ما تسامينا على جراحاتنا وتخلينا عن الأنانية خاصة وأن بلادنا لاتزال تواجه الخطر وعلى إبننا أسياس ومن معه يقع العبئ الأكبر ، عبئ تقديم ما يكفي من تنازلات لتوحيد الجبهة الداخلية وتوفير أرضية الحد الأدنى من التفاهم والثقة والضمانات والتراضي والحوار الوطني بقلب وعقل مفتوحين وعلى الهواء الطلق وبحضور الأشهاد لتأمين تضامن مكونات الشعب كما أناشدهم إطلاق سراح أبنائنا المعتقلين تعبيراً عن حسن النوايا كما أمل أن تتسع عقول وقلوب الجميع لهذه الرسالة المفتوحة  راجياً من العلي القدير أن أرى في أُخريات أيامي كل أبنائي المناضلين على تراب وطنهم يعيشون في أجواءٍ من الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية وأن تكون بلادي وإستقلالها نقلة حقيقية في تاريخ شعبنا وجوارنا الإقليمي.                                                                                                                                     ولكم مني التحية والسلام وكل عام وأنتم بخير

 

عمكم/ محمد علي إدريس أبو رجيلا

 

 

عاشت جبهة التحرير الإرترية

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

 

 

   المصدر: موقع اومال www.omaal.org,

 

 

 

المناضل والشهيد محمد علي إدريس أبو رجيلا:

 

هو من مواليد 1923 م. ولقد توفي يوم السبت 13 من فبراير 2010م. بمدينة كسلا بشرق السودان.

يعتبر أبو رجيلة أحد قيادات الثورة الارترية العسكرية التي شهد لها بالمواقف البطولية المشرفة. الشهيد او رجيلا من الرعيل الأول وقائد معركة تقوربا البطولية.

 

 

معركة تقوربا البطولية

15 – 3 – 1964 م.

 

تقوربا – تقع غرب مدينة أغوردات وشمال مدينة تسنى وشمال غرب بارنتو.

وقعت معركة عنيفة بين فرقة من جيش التحرير الأرترى وقوات العدو الأثيوبية التى إنطلقت من مدينة “هيكوته” إلى أرض المعركة ، أسفرت عن مقتل 84 ضابط  وصف

 ضابط  وجنود من صف العدو.

وأصيب نحو 22 آخرون بجروح لاقى معظمهم حتفهم بعد ذلك بقليل.

وإستشهد فى هذه المعركة 17 مقاتلاً وجرح آخرون.

أقدم الجيش الأثيوبى على العبث والتمثيل بجثث الشهداء وعلقت فى الميادين العامة حتى تعفنت وتمزقت. علقت جثث 6 من الشهداء فى أغردات و6 منهم فى مدينة كرن  و3 فى مدينة بارنتو و2 فى هيكوته ، ما تزال الثورة الأرترية تحتفل  بهذا اليوم العظيم.   

 

الكتاب: معركة ارتريا   تأليف / عثمان صالح دندن   الجزء الأول  1961 –  1970

البداية.. يوميات المعارك..والأحداث  (ص 216)

 

 

 

 

إعداد: صفحة / حامد إديس عواتي – فيسبوك (بمناسبة اليوبيل الذهبي للثورة الإرترية)

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=16916

نشرت بواسطة في أغسطس 18 2011 في صفحة التاريخية, شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010