السيادة بين مطرقة الجهل وسندان التجاهل (4)

بقلم : عمر عبدالله 

Al.siyada@yahoo.com                       

كان عواتي رمز السيادة عنوان بارز للوعي المتقدم السابق لزمانه ، ففهمه للسيادة يسبق من كانوا رفاقاً له في مسيرة النضال ، كان واجهة نضالية متميزة بالقدرة على الفعل والتخطيط الماهر لكل خطوة يقدم عليها ، كان قائداً يتميز عن غيره بسمات وخصائص لم تتوفر في زمانه ولم تتشكل معطيات على أرض الواقع لتشكل من فكره أرض خصبة للمسار النضالي ، ولهذا غاب عن سماءنا الوعي الحقيقي بالسيادة الوطنية بغياب البطل حامد إدريس عواتي ، ومن ثم تراجع النضال عن مواقعه المتقدمة التي رسمها عواتي في زهنه ولم تسنح له الفرصة لترجمتها على أرض الواقع ولعل كلماته الذهبية قد دلت عليها وأشارت الى ضرورة الوعي بحقوقنا في السيادة وضرورة العمل بروح موحدة بالإخاء والمحبة لكل من ينتمي الى الوطن رغم إختلافه معنا في السحنة واللون واللغة والثقافة والدين ، وهاهي الخمسون عام تمضي ولا زلنا نحن كما نحن متشبثون بموقعنا القهقري المتراجع الى الوراء ، ولعل ظلال سمنارات إثيوبيا (الحادبة على مصلحة وطنَّا أكثر منا …أو كما تدعي) التي إرتسمت في وجوهنا كعلامات مليئة بالإستفهام والتعجب بل والسخط والترقب تجعلنا نقول ولسان حالنا يفصح بالآتي :

ألا ليت أيامك عواتي تعود                   فأخبرك بما فعل نضالنا العتيق

من قادنا بالأمس بعدك أضاعنا             واليوم يقودنا كالأمس لذات الطريق

وكذا عدوة الأمس في ضعفنا تنحت        والى عمق السيادة عبر الصداقة تزحف

فهل توحدنا يوماً وأعدنا ماأضعنا              أم تاهت ثمار ثورتنا كما تاه الطريق

ألا بسيادة الله وحده يتساوى الخلق         وبرفع الجهل عن سيادتهم ينجو الغريق

يوبيل عواتي وسام لكل حي وشهيد        وتاج على سيادتنا الحرة كي لا تضيع

فلا تتجاهلوا بعد اليوم  سيادتنا               ولا تقبلوا من يتجاهل عزيمتنا

فلا نصر يصنعه المتجاهل لنا                     ولا عدل يستقيم إن جهلنا أنفسنا

ثورة التحرير نار ستحرقنا                      إن لم نحقق بها إرادة شعبنا

فكونوا للسيادة الحقة روادها                     وبتحرير الإنسان أكملوا إستقلالنا

مؤتمر السيادة عقد إجتماعنا                  وبسيادة شعبنا تتوحد وجهتنا

فلا مجلس للسيادة يتأسس بنا                إن لم تخضع لسنن الخلق إرادتنا

ولا قاعدة بها ترسو أخلاقنا               أو تعلو رقابة الدستور لتفعيلنا

الله وحده من أرسى بناءنا                 وأحيا بالسيادة غاية وجودنا

هذي خلافة الأرض سترسوا لنا           إن تحققت في الأعماق خلافتنا

اذكروا مشهد الخلق عند إنبثاقنا           كيف سجد الخلق تقديراً لمركزنا

هذي سياسة الكون تحنو لنا               فابنوا على نظمها هياكل دولتنا

السيادة بالنسبة لنا كإرتريين هي السياج الآمن الذي سرق منا صبيحة عيد الإستقلال والآليات التي بها كنا سنسترد حقوقنا العليا التي تمثل الإطار التنظيمي للخلافة الإنسانية على الأرض ، فسقفها التنظيمي (أي السيادة) يتيح للفرد أن يتحرر من ربقة الخضوع لغير قواعد الكون وسننه الأخلاقية التي تربطه بالخالق وبمركزنا الرفيع بين المخلوقات الأخرى، ومنها يتشكل المجتمع الإنساني وفق قواعد ومميزات هذه السيادة التي تساوي بين أفراده في الحقوق والواجبات السيادية وتحدد له صلاحياته وأدواره السيادية، ذلك أن السيادة سقف إنساني في المقام الأول وبالتالي فهي تخضع لقواعد الخالق التنظيمية التي تساوي بين البشر وتضعهم في منزلة واحدة ، وعليه لا يصح إحتكارها من قبل أحد أو شريحة أو وظيفة دون غيرها ، لأنها (أي السيادة) إستحقاق يرتبط بوجودنا ومنزلتنا كبشر ، وعليه من حقنا أن لا نرضى بأي تشريع يحط من هذه المنزلة بحجة أو أخرى إمعاناً في إغواءنا وتضليلنا وإبعادنا من هذا المقام الرفيع ، الأمر الذي يدفع بنا للتأهب والإستعداد للنضال الحقيقي ضد من يسعى لإعاقة سيرنا في هذا الإتجاه ، والى التعجب من مستوى وقوع نخبتنا المثقفة والناشطة سياسياً على وجه التحديد(سواء الشابة أوالتأريخية) في شباك القاعدة الىأخلاقية التي صنعها الشيطان للحط من منزلة البشر نكاية   

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17231

نشرت بواسطة في سبتمبر 7 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010