المناضل عمر أبو شنب على فراش المرض
بينما كان مندوب الصندوق والوطني لدعم الرعيل بالسودان الأستاذ / خيرالله يهم بالذهاب إلى منطقة الشجراب لتقديم الهدية المادية المقدمة من الصندوق ( 100) دولار إلى المناضل عمر أبو شنب ضمن آخرين ضمهم كشف الدفعة الرابعة المرسل من أستراليا عقب عيد الفطر المبارك في شهر سبتمبر الذي له رمزية خاصة إلى كافة أبناء الشعب الأرتري وقد احتوى (الكشف) على عدد (50) مناضلا كأكبر دفعة منذ تأسيس الصندوق .. فبينما مندوب الصندزق يهم بالسفر إذا بأحد المناضلين القدامى من الرعيل يتصل هاتفيا بمندوب الصندوق من أن يكون يعلم أن الصندوق قد أعد دعم الدفعة الرابعة وأخبر مندوب الصندوق بالسودان بأن المناضل الكبير عمر أبو شنب طريح الفراش إثر فشل كلوي ألم به – إنتهت المكالمة .
هكذا هم الأبطال دائما ديدنهم إستنهاض الهمم في حلهم وترحالهم , في صمتهم الرهيب ، في صحتهم وعند المرض .. اللهم أشفي المناضل عمر أبو شنب وتوله برعايتك .. إنه الآن بعيدا عن تراب الوطن الذي عشقه وناضل من أجله ، هو الآن يتمدد فارعا يتوسد الحزن ويلتحف المرض إنه طريح الفراش يتدثر بالألم ويتجاسر على الآهات كحال بقية رفاقه الأشاوش من الرعيل الأول للثورة وها هو المناضل أحمد فرن هو الآخر طريح الفراش في منزله المستأجر في ضواحي الخرطوم .. إنهم رجال ولا كل الرجال فرسان زمانهم ما عرفوا إلا الوفاء والتضحية من أجل الوطن الكبير والشعب الأبي .
اليوم وقد وهن العظم وضعف الجسد وها هم ينتظرون وفاء شعبهم .. والمناضل عمر أبو شنب نموذج لهذه الشريحة الصامتة والصامدة .. في صمت يلزم المناضل عمر أبو شنب الفراش الأبيض دون ضجيج وضوضاء في إحدى مستشفيات العاصمة السودانية الخرطوم .
ولد المناضل عمر محمد حسن ( عمر أبو شنب ) في العام 1941م بمنطقة عيلا عبدالله (تمرات) – إلتحق بالثورة في العام 1963م خاض العديد من المعارك وناضل في المنطقة الثالثة أكثر مناطق التصادم مع العدو بقيادة المناضل عبد الكريم أحمد ، ترقى من مدفعجي مباشرة إلى قائد فصيلة ثم إلى قائد كتيبة يحكي أحد رفاقه عنه قائلا عمر أبو شنب رجل ميدان وعسكري قح ذو شجاعة نادرة وقائد ميداني فذ وهو أبو المناضلين هكذا وصفه وكل هذه الصفات تكاد تحسها فيه من على فراش مرضه رغم تصاريف الزمان والمكان . جرح المناضل عمر أبو شنب في ثلاثة معارك الإصابة الأولى كانت العام 1967م في معركة مرب في سراي في رجله اليسرى وكانت الإصابة الثانية في العام 1974م في معركة امباديرو في ضواحي العاصمة أسمرا في رجله اليسرى وكانت الإصابة الثالثة في معركة تحرير مندفرا المشهورة في العام 1977م وأصيب قي ثلاثة مواضع من جسمه إصابة أولى في اليد وأخرى في قدميه اليمنى واليسرى وثالثة في ذات المعركة فوق الكلى وجميعها إصابات بليغة يحكي بهذه المعارك والجراح وهو على فراش المرض قائلا تهون الجراح من أجل الوطن .. يا أبناء الوطن كونوا رجالا فلا يعرف قدر الرجال إلا الرجال وفي مثل هذه المواقف تبكي المرؤة وتنتحب الفتاة .
سبق للمناضل عمر أبو شنب أن ذهب إلى مصر للعلاج بداية السبعينات من القرن الماضي ومكث بها عامين كاملين يتلقى العلاج هناك ويقول إنه عاد من مصر إلى السودان يوم إنقلاب هاشم العطا في الخرطوم .. إن أغلب التواريخ عندهم محفوظة بالأحداث الكبيرة ولكن ذاكرة المناضل عمر أبو شنب مزج الإثنين معا في أكثر من حدث أن يذكر التاريخ ويذكر معه الحدث .
المناضل عمر أبو شنب ناضل في السرية الأولى ومنها إلى الكتيبة 864 ، وعمل مندوبا عسكريا للجبهة في كسلا في العام 1978م ومنها عمل مشرفا عاما في رقم (2) في العام 1979م حتى دخول الجبهة إلى السودان .
يحدثنا المناضل عمر أبو شنب وهو على فراش المرض بأول معركة شارك فيها هي معركة (ماي لام) في (دمبلاس) عام 1965م وكان ضمن الفدائيين مع ناس الشهيد سعيد حسين وصالح ود شلح وأحمد صالح (ولد صغير) كان في الإستخبارات ويضيف قائلا فقدنا شهيدا واحدا في هذه المعركة وأسيرا واحدا أيضا اسمه يوسف تسني .
وهو في خضم هذه الأحداث من تاريخنا البطولي الذي سطروه بدمائهم وأرواحهم وسلسلة طويلة من المعارك يعرج بنا إلى معركة العميل (تخلي انكيل) في حشيل في عام 1965م ويسميها معركة التحدي لما كان فيها من تحديات جسيمة .. ومن رفقاء دربه وهو على فراش المرض يذكر المناضل عمر أبو شنب هؤلاء المناضلين: المناضل القائد عبد الله إدريس – محمود حسب – محمد عمر ود شيخ – بروم طلوق – أبرهام تخلي وحامد زبوي – محمد علي أبو بكر – سليمان محمد أبانمرو – إبراهيم إسماعيل – عبد الكريم أحمد – وخليفة أباسبير إنه الوفاء حتى في لحظات الشدة أن تذكر إخوة نضال تقاسموا معك المر والمرير .
هذه معلومات مبعثرة كنا في حضرة المناضل عمر أبو شنب وهو على فراش المرض جمعناها على عجل ونقدمها للقارئ بذات الصورة دون أي إضافات إخراجية أو تحريرية .
بهذه المناسبة يهيب الصندوق الوطني لدعم الرعيل وقدامى المناضلين كل الأوفياء من أبناء الشعب الأرتري الأبي لأن يقفوا الوقفة التي تليق بعظمة ونضالات وتضحيات الشعب الأرتري العظيم وأبطاله من أمثال العم المناضل عمر أبو شنب .. والوفاء لهذه الشريحة هو أعظم وفاء يمكن أن يقدمه أبناء إرتريا إلى شعبهم من خلال الوفاء إلى رموزه .
آخر الأخبار بحمد الله العم المناضل عمر أبو شنب قد تماثل الشفاء بعد عملية أجراها بالخرطوم وعاد إلى كسلا يواصل العلاج هناك ( غسيل الكلى) والصندوق يتابع حالته الصحية أول بأول وهنا نقدم نداءا عاجلا لكافة أبناء الشعب الإرتري في المهجر للوقوف مع المناضل عمر أبو شنب في محنته سائلين له المولى عز وجل الشفاء .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=18317
أحدث النعليقات